مسلمون صينيون < الرئيسية

الأستاذ باي قوي: تعزيز التعاون الإعلامي الصيني- العربي مهمة عاجلة

: مشاركة
2022-06-01 11:51:00 الصين اليوم:Source طه بنغ تشو يون:Author

((الصين اليوم)): السلام عليكم! الأستاذ باي، شكرا جزيلا لكم على قبول هذا الحوار معنا، في البداية، هل لكم أن تقدم للقراء نبذة عنكم ومسيرتكم العلمية؟

الأستاذ باي: وعليكم السلام ورحمة الله. يسعدني كثيرا الحوار مع ((الصين اليوم)). ولدت في مدينة هوهيهوت حاضرة منطقة منغوليا الداخلية الذاتية الحكم، وبدأت العمل منذ نهاية عام 1975، كمدرس في إحدى المدارس الإعدادية بمدينة هوهيهوت. ثم التحقت بقسم اللغة الصينية بجامعة خبي في عام 1978، بعد التخرج في الجامعة، أصبحت معلما في قسم اللغة الصينية بجامعة منغوليا الداخلية، لتدريس نظرية الآداب وعلم الجمال، ومنذ عام 1992، بدأت تدريس علم التحرير الصحفي، نظرة عامة حول الإعلام وغيرهما من المواد في تخصص الصحافة وأصبحت أول شخص مسؤول عن هذا التخصص بالجامعة. خلال تلك الفترة، زرت ودرست على التوالي في قسم الفلسفة بجامعة بكين وقسم الصحافة والإعلام بجامعة رينمين الصينية. حتى التحقت في شهر يوليو عام 1999 بجامعة خبي كطالب دكتوراه في تخصص آداب الصين القديمة، حيث تلقيت خلال فترة الدارسة، عرضا من قسم الإعلام للعمل في هيئة التدريس والبحوث بالجامعة. وفي عام 2000، تم تعييني رئيسا لكلية الصحافة والإعلام بالجامعة، حيث واصلت العمل حتى 2015. خلال هذه المسيرة لمدة 46 عاما، من مدرس إلى محاضر وأستاذ حتى مشرف الماجستير والدكتوراه، كانت شخصيتي تتغير بين المتعلم والمعلم، ولم أغادر الحرم الجامعي. اشتملت مجالات بحثي على نظرية الآداب وعلم الجمال، وعلم الصحافة وعلم الإعلام حتى آداب الصين القديمة. كمشرف للدكتوراه، أعددت 5 طلاب دكتوراه في تخصص آداب الصين القديمة، و16 طالب دكتوراه وأكثر من 140 طالب ماجستير في تخصص الإعلام الصحفي، من بينهم طلاب وافدون من مصر وتركيا وموريتانيا وباكستان والنيجر وكوستاريكا وأرمينيا وغيرها من الدول. إضافة إلى أنني تشرفت بتحمل بعض الوظائف الاجتماعية، منها عضو اللجنة التوجيهية لتدريس الصحافة والإعلام التابعة لوزارة التعليم، ونائب رئيس مجمع الإعلام الصيني ورئيس اللجنة المهنية لتاريخ الإعلام الصحفي للأقليات القومية التابعة لمجمع تاريخ الصحافة الصيني، ورئيس مجمع تدريس الإعلام والصحافة بمقاطعة خبي.

((الصين اليوم)): حضرتكم خبير مرموق في مجال الإعلام، وتتمتع بشهرة كبيرة في مجال دراسة العلاقات الصينية- العربية، فكيف ترى دور الإعلام في تعزيز التعلم المتبادل بين الحضارتين الصينية والعربية والتفاهم بين الشعبين الصيني والعربي، وما هي الأعمال التي يتعين على وسائل الإعلام الصينية والعربية تعزيزها؟

الأستاذ باي: أنا مجرد متابع للعلاقات الصينية- العربية ولست خبيرا في هذا المجال. في رأيي، إن العلاقات الصينية- العربية، باعتبارها علاقات بين حضارتين عريقتين عظيمتين في العالم، شهدت تطورا مستمرا ومتعمقا في العقود الأخيرة، وقد جلبت مبادرة "الحزام والطريق" ورابطة المصير المشترك للبشرية، على نحو خاص، مزيدا من فرص الحوار والتبادلات بين الشعبين الصيني والعربي. لكن أرى أن الأمر لا يكفي بحاله، ففي التعاون الصيني- العربي، ترتفع الحرارة في القطاع الاقتصادي بشكل ملحوظ، أكثر مما في القطاع الثقافي. على التعاون بين الدول أن يقام على أساس المجالات الشاملة، إذا تقدم التعاون في الاقتصاد على الثقافة، فسوف يظهر عدم التوازن لهذا التعاون، ثم يؤثر على التعاون المستدام بين الجانبين. إن متانة واستدامة العلاقة الثنائية لا تنفصل عن التواصل الثقافي والتفاهم بين الشعبين. إن الأمتين الصينية والعربية لديهما رغبة في تعميق الفهم الثقافي بينهما، خصوصا التعارف على أساس جوهر الثقافة للطرف الآخر. حسب الدراسات والمقارنة من قبل العلماء والباحثين منذ فترة أسرتي مينغ وتشينغ، يُعتقد أن الثقافتين الصينية والعربية متقاربتان أو متشابهتان في كثير من المفاهيم التقليدية، من بينها مثلا، الدعوة إلى الوسطية ورفض التشدد أو التطرف في أمور الحياة. في العصر الراهن، فإن كيفية تعميق شرح وتحليل المؤلفات الكلاسيكية الثقافية لكل من الحضارتين الصينية والعربية من أجل تعزيز التفاهم الثقافي الثنائي، قد أصبح مهمة عاجلة. على سبيل المثال، باستثناء قليل من الباحثين المخضرمين، لا يعرف المجتمعان الصيني والعربي بعضهما البعض تاريخيا وثقافيا. ومن الناحية الواقعية، تقع الصين والدول العربية في موقف ضعيف في حق الكلام ووسائل الإعلام، وهما ضحية للرأي العام الناتج من وسائل الإعلام الغربية الجبارة. يرتبط العديد من حالات سوء وخطأ الفهم لبعضهما البعض، عن ضعف القوة الناعمة الثقافية والقدرة الإعلامية لهما، وبالتالي لم نستطع إنشاء الصورة الإيجابية لكلا الجانبين بالشكل الكافي. هناك العديد من القصص والنماذج العربية الجيدة للجاليات العربية بمدينة إيوو في مقاطعة تشجيانغ، لكن لم يسمع بها كثير من الصينيين، بالمقابل، فإن معرفة وتوقعات العرب تجاه الصين، تأتي دائما من وسائل الإعلام المتأثر بالقوى الغربية. في هذا الصدد، لدى وسائل الإعلام الصينية والعربية الكثير الذي ينبغي لها أن تقوم به. يجب أن يكون هناك تخطيط ممتاز وإنشاء موضوعات ذات مغزى مستهدف، وإعداد مشروعات ذات قيم حقيقية، وتكوين برامج تبادل متميزة. بحيث أن يكون لدى الشعبين تعارف عميق بينهما، حول أحوالهما في المجالات المختلفة، من العصر القديم إلى العصر الحديث، من الناحيتين المادية والروحية. يجب أن تجرى مناقشات حول الموضوعات المهمة المتعلقة بمستقبل الصين والدول العربية، ودفع الحوارات والتعلم المتبادل على المستوى الشعبي خصيصا. في العصر الرقمي، يمكننا التفكير في الاستفادة الكاملة من الرقمنة والذكاء الاصطناعي والجيل الخامس للاتصالات وغيرها من التقنيات الحديثة لتعزيز أداء الإعلام الفعال والتبادلات. أثناء زياراتي للدول المختلفة، بما فيها مصر والمغرب والبوسنة والهرسك وباكستان وماليزيا وبنغلاديش، وجدت أن الأصدقاء في هذه الدول المذكورة أعلاه، لديهم رغبة شديدة في معرفة المزيد عن الصين، وعن قطاعها الإعلامي، وقضيتها في تعليم الإعلام والصحافة، وكيفية تأثير التقنيات الجديدة على تطور الصحافة والإعلام. هم يريدون أن يحصلوا على التدريبات حول الإعلام الجديد من قِبَل الأصدقاء الصينيين لرفع مستواهم في هذا المجال، إضافة إلى إيجاد فرص التعاون الإعلامي الثنائي، وهم أيضا حريصون على أن يعرف الصينيون تاريخ بلدانهم وثقافاتهم.

((الصين اليوم)): هل لكم أن تحدثنا عن ممارسات وإنجازات كلية الصحافة والإعلام بجامعة خبي في دراسات العلاقات الصينية- العربية؟

الأستاذ باي: أولا، في أكتوبر عام 2014، بادرتُ بتأسيس مركز دراسات التنمية الاجتماعية للدول الإسلامية في جامعة خبي، الذي تغير اسمه فيما بعد الى مركز دارسات الإعلام عبر الثقافات. بعد حصوله على موافقة إنشائه رسميا من قِبَل حكومة مقاطعة خبي، يعمل المركز على دراسات الدول الإسلامية على نحو شامل، وقد نشرتُ مع زملائي بعض المقالات والمؤلفات الأكاديمية في هذا المجال. كما قدت المركز في إكمال سلسلة من المشروعات البحثية، مثل "تحت ضوء الثقافة الإسلامية.. دور العوامل الثقافية في بناء الحزام والطريق" و"دراسة العلاقة بين منظمة التعاون الإسلامي والصين"، وترجم المركز أيضا العديد من مؤلفات الباحثين الباكستانيين ويسعى جاهدا لتقديمها إلى الأوساط الأكاديمية الصينية.

ثانيا، نستخدم مركز دراسات التنمية الاجتماعية للدول الإسلامية بجامعة خبي، كمنصة لتعزيز التبادل والتعاون مع النظراء المحليين والأجانب. في يوم 8 نوفمبر 2015، بادر مركزنا وأعلن مع 17 مركزا دراسيا من الجامعات والأكاديميات، بما فيها جامعة بكين وجامعة بكين للغات والثقافة والأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، بتأسيس "اتحاد مراكز دراسات الدول على طول الحزام والطريق"، بإصدار البيان المشرك، وعقد ندوة دولية تحت عنوان "تنمية الدول الإسلامية ومبادرة الحزام والطريق".

ثالثا، عبرنا بنشاط عن وجهات نظرنا في وسائل الإعلام الصينية والأجنبية من أجل تعزيز التبادلات الصينية- العربية. في يوم 14 سبتمبر عام 2015، نظم مركز دراسات التنمية الاجتماعية للدول الإسلامية مع كل من كلية الصحافة والإعلام بجامعة خبي ومركز التدريب بمصلحة الدولة للصحافة والنشر ومركز الدراسات العربية بجامعة بكين للغات والثقافة، ندوة دولية تحت عنوان "التعاون والتبادل: ملتقي الإعلام الصيني- العربي". أثناء الندوة، قمنا بالمناقشات العميقة مع الإعلاميين العرب. في الفترة ما بين يوم 3 إلى يوم 9 إبريل عام 2019، زرت الإمارات والمغرب على رأس وفد الخبراء الصينيين في مجال تعليم الصحافة والإعلام، حيث أجرينا حوارات ومناقشات بشكل عميق حول كيفية تعزيز التعاون الثقافي والإعلامي في سياق بناء الحزام والطريق. وقد حظيت هذه الزيارة بتغطية واسعة من قِبَل وسائل الإعلام الصينية والإماراتية والمغربية. في يوم 27 يوليو عام 2020، بمبادرة من مركزنا، نظمت جامعة خبي مع سفارة الصين لدى موريتانيا "ندوة افتراضية حول الذكرى الـ55 لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين الصين وموريتانيا والتعاون المشترك لمكافحة جائحة كوفيد- 19. ومع التغطية الإعلامية الواسعة، لفتت الندوة أنظار كلا الشعبين الصيني والموريتاني.

الجدير بالذكر، أن خبراء مركز دراسات الإعلام عبر الثقافات بجامعة خبي كلهم ساهموا ومازالوا يساهمون في الأعمال العملية لتعزيز التعارف بين الشعب الصيني والشعوب الإسلامية، ومنهم الباحث السيد شاو باو هوي، الذي تولى منصب مدير معهد كونفوشيوس بجامعة نواكشوط في موريتانيا منذ عام 2019 حتى الآن، وبفضل جهوده، تم تأسيس "مركز دراسات الصين الحديثة وموريتانيا" بجامعة نواكشوط، إضافة إلى فتح حسابات معهد كونفوشيوس في مواقع التواصل الاجتماعي من أجل تعزيز التبادلات الثقافية بين الصين موريتانيا. نالت جهوده على ثناء واسع من قِبَل الأطراف الصينية والموريتانية.

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4