مسلمون صينيون < الرئيسية

ما يونغ شنغ.. أطيب رجل في يوننان

: مشاركة
2021-04-22 08:58:00 الصين اليوم:Source هناء لي ينغ:Author

يتميز أبناء قومية هوي بالعزيمة الصلبة والمهارة في ممارسة التجارة. ويستقر في يقينهم م أن الملكية الحقيقية للمال هي لله، وأن الإنسان مجرد مستخلف على هذا المال، وعلى المرء أن يرد الجميل للمجتمع بما يكسب من الأموال. وذلك يحث أبناء هوي على رد الجميل للمجتمع والتبرع ومساعدة الأيتام والفقراء وغيرهم بعد كسب الأموال لجعل أموالهم التي كسبوها طاهرة زكية. بعد نجاحه في ممارسة التجارة، يواظب السيد ما يونغ شنغ، ابن قومية هوي في مقاطعة يوننان، على التبرع بمبالغ كبيرة من الأموال لمختلف المناطق المنكوبة والمدارس والجماهير الفقراء، فصار أغنى رجل وأطيب رجل في مقاطعة يوننان. أُدرج اسمه في قائمة هورون للأثرياء وقائمة هورون العالمية لفاعلي الخير لسنوات متتالية.

من قرية فقيرة إلى بحر التجارة

السيد ما يونغ شنغ من أبناء محافظة لوديان بمقاطعة يوننان. تقع هذه المحافظة في مدينة تشاوتونغ، وهي فقيرة نسبيا في منطقة شمال شرقي مقاطعة يوننان، وواحدة من المناطق المأهولة بأبناء قومية هوي في يوننان. نادرا ما يذكر ما يونغ شنغ حياته الفقيرة في السابق، ولكن الذكرى العميقة للحياة الفقيرة السابقة العالقة في ذهنه هي "الجوع والطعام غير الشهي". قال: "لأنني أخاف من الفقر، كنت أرغب بشدة في تغيير الحياة. كان طعامنا الرئيسي في الريف هو الذرة والبطاطس، وكنت أشعر بأن الأرز لذيذ، وأرغب في أكل مزيد من الأرز. لم يكن في قريتنا آنذاك كهرباء، فلم يكن ممكنا أن أقرأ الكتب عندما يحل الليل. كنت أحلم بإنشاء خزان ماء لتوليد الكهرباء."

التحق ما يونغ شنغ بمعهد الجنوب الغربي للقوميات (جامعة الجنوب الغربي للقوميات حاليا)، حاملا هذا الحلم. وحصل على البكالوريوس في الرياضيات والليسانس في علم القانون. بعد تخرجه، عمل ما يونغ شنغ وكيلا للنائب العام في جهاز النيابة الشعبية المحلي.

في بداية عمله بعد تخرجه، ظلت الظروف المالية للسيد ما يونغ شنغ صعبة. الفقر يحفز القدرة على الإبداع، وقد قال الصينيون قديما: "الفقر يدفع إلى التغيير". قرر ما يونغ شنغ خلع البزة الرسمية لوكيل النائب العام والنزول إلى بحر التجارة.

الطريق الشاق لتأسيس المشروعات

في ذلك الوقت، توقف مصنع للأسمنت بناحية داشويجينغ بمحافظة لوديان عن الإنتاج، ولم تدفع هذه المؤسسة المملوكة للمحافظة رواتب الموظفين لأكثر من نصف سنة، فأصدرت حكومة محافظة لوديان إعلانا لطلب أكفاء في كل المحافظة، على أمل أن تجد شخصا يعيد المصنع إلى الحياة بعد أن شارف على الموت. تطوّع ما يونغ شنغ للمهمة الثقيلة لحكومة المحافظة، وبدأ السير في طريق تأسيس المشروعات.

من أجل حل مشكلات المصنع، أمعن ما يونغ شنغ التفكير، ووضع مجموعة كاملة من الحلول، فاستعاد حق البيع لمصنع الأسمنت من شركة تداول السلع والمواد للمحافظة، وأسس فرقة ترويج للمصنع لكسب زمام المبادرة في تحديد الأسعار والترويج. واقترض الأموال لدفع رواتب العمال المتأخرة. ثم بدأ إقامة اللوائح والأنظمة، مثل نظام الثواب والعقاب. بعد سنة واحدة من الجهود، نجح ما يونغ شنغ في إعادة هذه المؤسسة التي أشرفت على الإغلاق إلى الحياة، وحقق ربحا بقيمة أربعمائة ألف يوان في عام 1990.

في عام 1998، أسس ما يونغ شنغ شركة هاولونغ التي عملت في مجال الإنشاءات واستخراج وتنقية الرصاص والزنك، وفي عام 2006 تحولت الشركة إلى مجموعة تحمل نفس الاسم، وأقامت سلسلة صناعية للاقتصاد الدوري، واستوردت التجهيزات والتقنيات المتقدمة في العالم، وانكبت على القيام بالابتكار العلمي والتكنولوجي، وطورت الصناعة الهيدروليكية استفادة من تفوق الثروة المائية الغزيرة داخل المحافظة، فتشكلت سلسلة صناعية مكونة من أربعة أجزاء، وهي: "استخراج وتنقية وصهر معادن الرصاص والزنك والتيتانيوم وتطوير توليد الكهرباء بطاقة الماء وإنتاج الأسمنت والعقارات"، وخلق نمط تنمية الاقتصاد المتكامل الأجزاء والجامع بين الكهرباء والمعادن والتنمية الدورية.

أقام ما يونغ شنغ نظام الدورة المادية للمؤسسة في تخطيط الصناعات، لتحقيق الدورة المغلقة لعملية استخدام الثروات من أجل الاستخدام الدوري للثروات والطاقات في النظام الصناعي للمؤسسة ذاتها. في عام 2011، أدرجت حكومة مقاطعة يوننان مجموعة هاولونغ ضمن المؤسسات النموذجية للاقتصاد الدوري، وحظي نمطه التنموي للجمع بين الكهرباء والمعادن ورفع نسبة الاستخدام الشامل للثروات بثناء من الأوساط كافة.

في الوقت الحالي، تدفع "مجموعة هاولونغ بمقاطعة يوننان" التي أسسها ما يونغ شنغ، نحو 80% من دخل الضرائب لكل محافظة لوديان، وتطورت من شركة صغيرة لا يزيد عدد العاملين فيها عن عشرين فردا، إلى مجموعة ذات ملكية خاصة لديها أكثر من خمسين شركة، ويبلغ عدد العاملين فيها أكثر من ثمانية آلاف وخمسمائة فرد، ويبلغ إجمالي أصولها أكثر من اثني عشر مليار يوان، وتبلغ القيمة الإجمالية المتراكمة للضرائب التي دفعتها للدولة 907ر2 مليار يوان، وتشتمل أعمالها على استخراج وتنقية وصهر معادن الرصاص والزنك والتيتانيوم وتطوير توليد الكهرباء بطاقة المياه، والعقارات والبناء ومواد البناء والصناعة الكيماوية وتداول البضائع والمال والسياحة.

عندما تشرب ماء البئر تذكر من حفرها

يؤمن ما يونغ شنغ أن منجزاته اليوم في بناء المحطة الهيدروليكية وتنمية المعادن وممارسة تجارة العقارات، لا تنفصل عن إرشاد ودعم الدولة له سياسيا. قال: "قديما قالوا إن عليك وأنت تشرب ماء البئر أن تتذكر من حفرها. ويرجع الفضل في نجاحي إلى السياسة الوطنية أولا. وبدون سياسة الإصلاح والانفتاح، لا يمكن أن أنجح حتى وإن كنت أمتلك القدرة. بالإضافة إلى ذلك، شركتنا مؤسسة مسؤولة تنجز كل الأعمال بجد، ونحن صادقون في العمل، فبادر الشركاء المتعاونون للعمل معنا."

يعتقد ما يونغ شنغ أن هدف تطوير المؤسسة الاقتصادية هو إفادة الجماهير. في السنوات الأخيرة، وبينما هو منخرط في إدارة الشركة، يحمي من يواجه خطرا ويساعد من هو في حاجة. لذلك، يتبرع ما يونغ شنغ بعشرات بل مئات الملايين يوان كل سنة. في عام 2008، تبرع بمليون ومائة وعشرين ألف يوان لمساعدة منكوبي زلزال ونتشوان. وبعد وقوع زلزال لوديان في عام 2014، أرسل ما يونغ شنغ فيلق البناء بشركته إلى المنطقة المنكوبة لشق الطرق وبناء الجسور، وتبرع بكثير من المال، وأنشأ تجمعا سكنيا ذا درجة مرتفعة لمقاومة الزلازل وخصصه للمنكوبين في محافظة لوديان، وباع الشقق فيه لهم بسعر أقل من سعر السوق بألف يوان لكل متر مربع.

في مسقط رأس ما يونغ شنغ بقرية ياتسيتانغ في ناحية تاويوان لقومية هوي بمحافظة لوديان، يعيش أبناء قوميتي هوي وهان، وتعم البساطة والسكينة القرية، ويتضامن أبناء قوميتي هوي وهان فيها. من أجل إيجاد طريق لتحقيق الرخاء لأهل القرية من قوميتي هوي وهان، دفع ما يونغ شنغ خمسمائة مليون يوان نيابة عن الحكومة المحلية لتنفيذ الإصلاح المخطط لقرية ياتسيتانغ وغيرها من أربع قرى في عام 2009، حيث ساعد على تأسيس جمعية ياتسيتانغ التعاونية المهنية للمزارعين، وأنشأ مؤسسات صناعية في القرية، وبنى مجموعة من الفيلات العالية المستوى ذات طابقين. فيعمل أهل القرى في هذه المؤسسات الاقتصادية للحصول على الرواتب، ويأخذون الأرباح وفقا لحصصهم من الأسهم في نهاية كل سنة.

تجلب هذه المؤسسات الاقتصادية دخلا اقتصاديا تتجاوز قيمته عشرين مليون يوان للقرية كل سنة، وفي الوقت الحالي، تساعد القرية أكثر من ثلاثة آلاف طالب من ستمائة وخمسين أسرة في قرية ياتسيتانغ من قوميتي هوي وهان على دفع رسوم الدراسة للمرحلة الثانوية، وتمنح القرية لكل فرد جاوز الستين في القرية معونة معيشة أكثر من ألفي يوان سنويا. إن جهود ما يونغ شنغ في دفع الزراعة بالصناعة غيرت ملامح مسقط رأسه وأساليب إنتاج وحياة الفلاحين المحليين، وجعلت أهل القرية يحققون الرخاء. الآن، أصبحت قرية ياتسيتانغ نموذجا لبناء القرية الجديدة في مقاطعة يوننان، وحظيت بتقدير جماهير الشعب الغفيرة وثناء القادة على مختلف المستويات.

منذ عام 2015، قاد ما يونغ شنغ مجموعة هاولونغ للمشاركة بنشاط في الحرب الحاسمة ضد الفقر، حيث تولى ما يونغ شنغ منصب رئيس الفرقة، وقاد 23 مسؤولا في مجموعته لمساعدة 750 فقيرا من 222 أسرة فقيرة في قرية تشينغمن بناحية تاويوان في محافظة لوديان. وبحلول نهاية عام 2017، تخلص كل هؤلاء الفقراء من الفقر. وفي نهاية عام 2016، قاد ما يونغ شنغ مجموعة هاولونغ للمشاركة في عمليات مساعدة الفقراء بالتعاون بين القرية والمؤسسة تحت عنوان "عشرة آلاف مؤسسة تساعد عشرة آلاف قرية"، حيث أرسل فرقة العمل للمجموعة للمرابطة في القرى لمساعدة الجماهير الفقيرة على التخلص من الفقر وفقا للظروف المختلفة للقرى.

في السنوات الأخيرة، تركزت التبرعات الاجتماعية للسيد ما يونغ شنغ على قضية التربية والتعليم. من أجل تشجيع المعلمين الممتازين على البقاء في المدارس الريفية بطمأنينة، أنشأ ما يونغ شنغ منحة هاولونغ الدراسية في بعض المدارس النائية لمكافأة المعلمين والتلاميذ الذين يحققون نتائج ممتازة.

في مجال التجارة، لا يتذكر الناس ممتلكات ما يونغ شنغ الكثيرة فحسب، وإنما أيضا جوده وكرمه في الكوارث ومع الفقراء. قال ما يونغ شنغ: "لا نعرف على من ستحل الكوارث، وأعتقد أن أبناء أي قومية بل وكل البشر يجب أن يتحلوا بالشفقة والعطف، وإذا رأيت المشاهد الرهيبة في الكوارث، فلا بد أن أبذل جهدي وأتبرع بالسلع والمال. إن تقديم مزيد من المساهمات وتحمل مزيد من المسؤوليات هما القوة المحركة لتقدمي إلى الأمام وذلك يسرني وأعتز به."

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4