مسلمون صينيون < الرئيسية

"موتشينغ" تغرس المحبة في النفوس

: مشاركة
2020-11-03 12:44:00 الصين اليوم:Source هناء لي ينغ:Author

جاء في القرآن الكريم، "الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ"(آل عمران- 134). في مدينة تشاوتونغ بمقاطعة يوننان الواقعة في جنوب غربي الصين، أنشأت مجموعة من الشباب المسلمين منظمة موتشينغ الخيرية في عام 2006، من أجل خدمة الفقراء وممارسة الأعمال الخيرية. خلال الأربع عشرة سنة المنصرمة، تبرع أعضاء هذه المنظمة الخيرية بالأموال والمواد وتبادلوا المساعدات والدعم وتضامنوا وتعاونوا في الأعمال الخيرية. ارتفع عددهم من بضعة مسلمين من قومية هوي إلى مئات المتطوعين المسلمين وغير المسلمين من مختلف القوميات، وسافروا إلى القرى الشاسعة النائية في منطقة وومنغ الجبلية حول مدينة تشاوتونغ مرة بعد مرة لزيارة السكان الذين يعيشون تحت خط الفقر، والاعتناء بالعائلات الفقيرة والمصابين بالأمراض الخطيرة، والمسنين الذين يعيشون بمفردهم بدون أبناء، والأطفال المتسربين من الدراسة، والأطفال المتروكين في مسقط رأسهم بعد سفر آبائهم وأمهاتهم للعمل في المدن الكبيرة، والأيتام. هذه المنظمة تبث دفء المحبة في قلوب الفقراء والمتطوعين والمتبرعين.

الدفء والطاقة الإيجابية

"هدية المحبة" أحد المشروعات الخيرية التي أطلقتها منظمة موتشينغ. هذا المشروع الذي أطلق في عام 2012، يستمر حوالي أربعين يوما كل سنة، ويعتبر أشهر وأهم مشروع للمنظمة. شعار هذا المشروع هو "التبرع بالمال والمواد للمحتاجين لتدفئة قلوب آلاف العائلات". تجمع المنظمة التبرعات المالية والمادية من المجتمع لإعداد "هدية المحبة" التي تحتوي على المستلزمات اليومية، ويقوم المتطوعون بزيارة العائلات الفقيرة لتقديم "هدية المحبة" إليها. خلال السنوات التسع الماضية، تزايد عدد الهدايا التي جمعتها المنظمة في مشروع "هدية المحبة" كل سنة، من عشرات في البداية إلى أكثر من ألف وثمانمائة هدية. كما ازداد عدد المتطوعين الذين يشاركون في هذا المشروع من بضعة أشخاص في عام 2012 إلى أكثر من ستمائة شخص في عام 2020. في نشاطات مشروع "هدية المحبة" للعام الجاري، جمعت المنظمة أكثر من 210 آلاف يوان (الدولار الأمريكي يساوي 7ر6 يوانات تقريبا حاليا)، وزار المتطوعون أكثر من سبعمائة عائلة فقيرة، معظمها من قوميات هوي ومياو ويي وغيرها من الأقليات القومية، ووزعوا خلال شهر رمضان على كل منها هدية تشمل علبة من زيت الطعام وصندوقا من الحليب المغلف وكيسا من الأرز وكيسا من الشعرية وكيسا من السكر الأسمر ومائة يوان.

قال سوه بنغ، وهو متطوع من قومية هوي، إن نشاطات مشروع "هدية المحبة" يبين الاتجاه الصائب للشباب المسلمين والمجال المناسب لإطلاق طاقتهم. كان سوه بنغ غارقا في شؤون العمل والعائلة، وعندما تلقى الأخبار حول بدء هذا المشروع، قرر أن يترك الأعمال التي بين يديه، وكرس كل قوته للعمل التطوعي. أضاف: "كان الجو في شهر رمضان حارا، وكنا نقوم بنقل مواد هدية المحبة ونحن نرتدي الكمامات للوقاية من وباء كوفيد- 19. سافرت إلى قرية توقو المأهولة بأبناء قومية هوي بناحية تاويوان في محافظة لوديان التابعة لمدينة تشاوتونغ، ووزعت هدايا المحبة على العائلات الفقيرة في القرية. كنت متعبا بسبب السفر الطويل والعمل المرهق، ولكن عندما رأيت الدموع التي ترقرقت في عيون الناس وسمعت منهم شكرهم العميق لنا، زال التعب، وشعرت بالشرف والسعادة. كلنا أبطال عاديون ومحبوبون!"

قال السيد لي مينغ تيان عبد الله، أمين عام منظمة موتشينغ الخيرية، "تعمل منظمتنا على تنشيط المنصات الخيرية انطلاقا من فكرة العدالة والمساواة والإيمان بالإسلام وعمل الخير، فننطلق من التجمعات السكنية، وننظم المتبرعين وفاعلي الخير ومنظمات التجمعات السكنية والسكان الفقراء للمشاركة في المشروع، سعيا إلى إيقاظ القلوب الطيبة للناس، وحشد الجهود البشرية والأموال والمواد والحكمة في المجتمع، لتشكيل دورة إيجابية للأعمال الخيرية للتجمعات السكنية ومنظومة تبادل المساعدة والدعم بين المتطوعين والمتبرعين ومتلقي المساعدات ومنظمي المشروع."

"عمليات مراقبة الأطفال الريفيين" مشروع مشهور آخر لمنظمة موتشينغ، يستمر اثنتي عشرة سنة. تتعاون منظمة موتشينغ مع هيئات خيرية عديدة في حشد المتطوعين الجامعيين من أنحاء الصين إلى مدينة تشاوتونغ في كل عطلة صيفية وشتوية، وتقوم بتدريبهم عبر شبكة الإنترنت، وميدانيا بعد وصولهم إلى مدينة تشواتونغ، وترسلهم إلى مختلف القرى حول مدينة تشاوتونغ، وخاصة القرى التي يقيم فيها عدد كبير من الأطفال الذين يعمل آباؤهم خارج مسقط رأسهم.

أقيمت الدورة الرابعة والعشرون لمشروع "عمليات مراقبة الأطفال الريفيين" في أغسطس 2020، وجاء واحد وخمسون متطوعا جامعيا من مختلف الجامعات في الصين، إلى النقاط الست لخدمات المشروع في مختلف القرى، وأجروا نشاطات مراقبة أكثر من ستمائة طفل لمدة ثلاثة عشر يوما. وخلال تلك الأيام السعيدة، اجتهد المتطوعون الجامعيون في إعداد وصياغة الدروس، وقاموا بتدريس الأطفال الريفيين، واللعب معهم على الجبال. قالت المتطوعة هو يا تشي إنها عرفت ما يتمتع به أطفال الريف من عزيمة قوية وتفاؤل من خلال مراقبتهم في الدراسة واللعب، مما زاد من رغبتها في مساعدتهم على تحقيق أملهم قدر استطاعتها. وقال الأستاذ ما تشونغ جي، وهو أحد مسؤولي منظمة موتشينغ الخيرية، إن الاعتناء بالأطفال الريفيين وتربيتهم وتعليمهم قضية لها مغزى هام، وآفاقها مشرقة ومهامها ثقيلة وطريقها طويل، لأن التعليم وسيلة للمعالجة الجذرية لإيقاف تناقل الفقر بين الأجيال. يقام مشروع "عمليات مراقبة الأطفال الريفيين" في دورتين كل سنة منذ عام 2009، وقد بلغ عدد المتطوعين الذين شاركوا في هذا المشروع أكثر من ألف وسبعمائة فرد/ مرة، وبلغ عدد الأطفال الريفيين الذين تلقوا خدماته أكثر من أربعة وثلاثين ألفا وستمائة فرد/ مرة. إن هذا المشروع لا يضيء نور أحلام الأطفال فحسب، وإنما أيضا يستخرج محبة وطاقة المتطوعين الذين يعيشون في المدن الكبرى، ليجعلهم أكثر حرصا على ما يتمتعون به من ظروف دراسية لهم، وأشد رغبة في مساعدة الأطفال الريفيين على تحقيق أحلامهم.

تنوع الأعمال الخيرية

بالإضافة إلى مشروع "هدية المحبة" ومشروع "عمليات مراقبة الأطفال الريفيين"، أطلقت منظمة موتشينغ مشروعات خيرية كثيرة أخرى، مثل مساعدة عدد لا يحصى من المصابين بالأمراض الخطيرة، ونادي القراء الشباب الذي يستمر ثماني سنوات، وعمليات مساعدة الطلاب الفقراء والمكتبة الريفية، كما شارك متطوعو منظمة موتشينغ في أعمال الإغاثة والإنقاذ في زلزال ونتشوان في عام 2008 وزلزال ييليانغ في عام 2012 وزلزال ياآن في عام 2013 وزلزال لوديان في عام 2014. حظيت أعمال المتطوعين بتقدير عال من قبل الحكومات على مختلف المستويات ومختلف الأوساط الاجتماعية، وتأثر كثير من الناس بجهودهم، مما يجعل عددا متزايدا من الناس في المجتمع يهتمون بالأعمال الخيرية ويرغبون في المشاركة في منظمة موتشنغ.

في الوقت الحالي، تعكف منظمة موتشينغ على إنشاء "بيت يونغتشينغ للأطفال" بالتعاون مع مكتب بكين لصندوق شي يونغ تشينغ (هونغ كونغ). على الرغم من الصعوبات التي تواجه متطوعي منظمة موتشينغ، يتمسكون بأمنيتهم الأصلية المتمثلة في "الإيمان بالإسلام وعمل الخير"، ويسعون للتغلب على المشكلات التي تواجههم، ويحافظون على تفاؤلهم بمستقبل قضية الأعمال الخيرية للمنظمة. على سبيل المثال، فإن ميزانية بناء "بيت يونغتشينغ للأطفال" بلغت ثلاثمائة ألف يوان، وخصص مكتب بكين لصندوق شي يونغ تشينغ (هونغ كونغ) لها مائة وخمسين ألف يوان، فمازال هناك عجز بقيمة مائة وخمسين ألف يوان. بدأ أعضاء منظمة موتشينغ البحث عن المساعدات من الحكومة والأصدقاء، ودعوا الأصدقاء من مختلف القطاعات لزيارة ناحية تاويوان، وبعضهم تبرع بالأرضية الخشبية، وبعضهم تبرع بزلاقة أولاد، وبعضهم تبرع بأسلاك الكهرباء، وبعضهم تبرع بالطاولات، وبعضهم تبرع بسارية العلم، حتى تم إنجاز بناء بيت الأطفال هذا بسرعة، وبات يستقبل الأطفال من مختلف القرى القريبة للدراسة واللعب.

قال السيد لي مينغ تيان إن مشروعات منظمة موتشينغ تغطي مجالات كثيرة، وتجري على نطاق واسع، فتحتاج إلى عدد كبير من العاملين وكمية كبيرة من المواد. بفضل الدعم والمساعدات من الحكومة والصناديق والمؤسسات الاقتصادية وغيرها من مختلف الأوساط الاجتماعية، اجتازت المنظمة المصاعب واحدة تلو الأخرى خلال البضع عشرة سنة الماضية.

مساهمة في كسب المعركة الحاسمة ضد الفقر

يعتبر عام 2020 فترة حاسمة لكسب المعركة الحاسمة ضد الفقر في فترة "الخطة الخمسية الثالثة عشرة" وتحقيق انتصار حاسم في إنجاز بناء مجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل. يسعى مسؤولو منظمة موتشينغ الخيرية إلى تقديم مساهمات في تحقيق هدف البلاد في التغلب على مشكلات التخلص من الفقر المستعصية ورفع مستوى معيشة الشعب، من خلال المشروعات الخيرية للمنظمة. فحددت "موتشينغ" اتجاه تطورها نحو المناطق الريفية الشاسعة، وتنشئ وتنفذ المشروعات الخيرية في الأرياف استجابة للإستراتيجية الوطنية بشأن نهضة الأرياف. مثلا، يزور متطوعو المنظمة الفقراء ويوزّعون "هدية المحبة" عليهم لمساعدتهم على التخلص من الصعوبات ويشجعونهم على مكافحة الفقر من أجل تحقيق حياة أفضل. إن المشروعات مثل "عمليات مراقبة الأطفال الريفيين" و"بيت يونغتشينغ للأطفال" و"المنحة الدراسية والقروض بدون الفائدة لمساعدة الطلاب الريفيين" وغيرها تلبّي دعوة البلاد إلى مساعدة الفقراء من خلال التعليم، وتشجع الطلاب الفقراء على الاجتهاد في الدراسة وتحفز المتطوعين الجامعيين للانخراط في قضية التعليم في المناطق الفقيرة. في ناحية تاويوان، اتصل متطوعو المنظمة بـ"جمعية يوانلينغ التعاونية الريفية" لمساعدتها على فتح قنوات التجارة الإلكترونية لزيادة دخل الفلاحين المحليين، ومساعدة الفقراء في مكافحة الفقر من خلال التنمية الصناعية.

قال السيد لي مينغ تيان، "إن متطوعي منظمة موتشينغ هم أبناء قوميات هوي ومياو ويي وهان ويعملون في مهن مختلفة، فمنهم المعلم والطبيب وصاحب المحل ومدير الشركة والعامل- الفلاح والطالب، إلخ. ولكن لدينا اسم واحد وهو "متطوع"، ونشعر بأن نفوسنا تُطهر من خلال الأعمال الخيرية. إن تجاربنا قد عززت ثقتنا بالسير على طريق عمل الخير بخطى ثابتة، وسنحاول أن نجلب مزيدا من القوى الاجتماعية للاهتمام بالمشروعات الخيرية وخاصة تعليم الأطفال الريفيين. ونرحب بكل الأصدقاء للمشاركة في صفوف المتطوعين معنا."

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4