عين صينية < الرئيسية

الصين قوة استقرار موثوقة في عالم مضطرب

: مشاركة
2024-04-10 10:30:00 الصين اليوم:Source شيوي لي فان:Author

في السابع عشر من فبراير عام 2024، ألقى وزير خارجية الصين وانغ يي كلمة بعنوان "العمل بثبات كقوة استقرار في عالم مضطرب"، خلال جلسة "الصين في العالم" التي عقدت على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن في ألمانيا.

في عام 2023، كان العالم مليئا بالاضطرابات، وواجهت البشرية تحديات متعددة، حيث أثرت الحمائية والمبالغة في مفهوم الأمن الوطني على الاقتصاد العالمي، ووجهت الأحادية وسياسة التكتلات ضربة قوية للنظام الدولي، وطال أمد الأزمة الأوكرانية واشتدت، في الوقت الذي اندلعت فيه صراعات في الشرق الأوسط مجددا، فضلا عن ظهور تحديات جديدة في مجالات الذكاء الاصطناعي وتغير المناخ والمناطق القطبية في الفضاء واحدا تلو الآخر.

قال وانغ يي إنه يتعين على جميع الدول السعي إلى الفوز المشترك، وتجنب وقوع الخسائر للجميع وتعزيز التضامن والتعاون من أجل خلق مستقبل أجمل للبشرية كلها. وأوضح السيد وانغ أن الصين، باعتبارها دولة رئيسية مسؤولة، ستحافظ دائما على استمرارية سياساتها الرئيسية واستقرارها، وستظل ملتزمة بكونها قوة استقرار في عالم مضطرب، مضيفا أن الصين ستكون قوة استقرار في الدفع نحو التعاون بين الدول الرئيسية؛ وقوة استقرار في التعامل مع القضايا الساخنة؛ وقوة استقرار في تعزيز الحوكمة العالمية؛ وقوة استقرار في تعزيز النمو العالمي، ما يعكس مسؤولية الصين في حماية السلام العالمي وعقلية الصين ومشروعها في دفع حوكمة الأمن العالمي.

الاستجابة للتغيرات العالمية

في السنوات الأخيرة التي يشهد العالم فيها تعديلات في العلاقات الدولية بين القوى الكبرى وتصعيد التنافس الجيوسياسي وعودة ظهور عقلية الحرب الباردة، وزيادة وتيرة سياسة التكتلات وسياسة القوة، تحرض الولايات المتحدة الأمريكية الدول المعنية على تنفيذ إستراتيجية ما يسمى بـ"الفناء الصغير والجدار العالي" وتشكيل "المنظومة المتوازنة" و"تحالف العيون الخمس" و"الحوار الأمني الرباعي" و"الشراكة الأمنية الثلاثية" ومحاولة توسيع منظمة حلف شمال الأطلسي باتجاه الشمال بدلا من الشرق، الأمر الذي يزيد شدة الاضطرابات العالمية. في ظل مشهد العالم الذي يتسم بالتعديلات المتسارعة، حددت الصين مكانتها كقوة استقرار في العالم المضطرب، التي تؤكد عليها ممارسات الصين الإستراتيجية في الماضي.

عملت الصين على تنفيذ التوافق المهم الذي توصل عليه رئيس الصين ونظيره الأمريكي، وحددت مبادئ التعامل بينهما المتمثلة في "الحوار بدلا من المجابهة والمربحة للجميع بدلا من لعبة المصلحة الصفرية". وفي الوقت ذاته، دفعت الصين بتعزيز التنمية العالية المستوى لشراكة التنسيق الإستراتيجية الشاملة في العصر الجديد بينها وروسيا والتمسك بالشراكة الإستراتيجية الشاملة بينها والاتحاد الأوروبي وبدعم الاستقلال الإستراتيجي الأوروبي.

عملت الصين على تعميق التضامن والتعاون بين "دول الجنوب العالمي" وتعزيز حق الكلام للدول النامية في الشؤون العالمية. على سبيل المثال، قامت الصين بدفع استعادة العلاقات الدبلوماسية بين إيران والسعودية في مارس عام 2023، مما ساعد على معالجة التناقضات المعقدة في الشرق الأوسط. بالإضافة إلى ذلك، ساهمت في زيادة عدد دول مجموعة بريكس من خمس دول إلى عشر دول في أغسطس ذات العام؛ وتمت إقامة الدورة الثالثة من منتدى "الحزام والطريق" للتعاون الدولي والدورة الأولى لقمة الصين- آسيا الوسطى بنجاح في ذات العام.

كما أصدرت الصين وثيقة توضح خلالها موقفها من التسوية السياسية للأزمة الأوكرانية وشاركت بنشاط في التوسط في الصراع بين روسيا وأوكرانيا، وسلطت الضوء على أهمية تنفيذ "مشروع الدولتين" كحل للجولة الجديدة من الصراع بين فلسطين وإسرائيل، الأمر الذي يؤكد على أن الصين ملتزمة بالموقف العادل والموضوعي في القضايا الساخنة.

تركز الصين جهودها على تحقيق التحديث الصيني النمط، وإطلاق الإشارات المؤاتية لتوسيع نطاق انفتاحها على الخارج باستمرار، مما يبرز عزم الصين لتكون قوة استقرار لدفع التنمية العالمية.

إستراتيجيات قابلة للتنفيذ لتكون الصين قوة استقرار في العالم

وضعت الصين إستراتيجيات قابلة للتنفيذ لجعلها قوة استقرار في العالم المضطرب.

أوضح الرئيس شي جين بينغ وجهة نظره العميقة بشأن الأمن العالمي، في أثناء زيارته الأولى إلى الخارج بعد توليه رئاسة جمهورية الصين الشعبية في مارس عام 2013، قائلا إنه في ظل التحديات الأمنية الدولية المعقدة، لا يمكن لأي دولة أن تنجح بمفردها ولا يمكنها اللجوء إلى القوة المسلحة بشكل أعمى، وإن الأمن التعاوني والأمن الجماعي والأمن المشترك هو الحل لمعالجة المشكلات. بعد ذلك، دعا الرئيس شي إلى مفهوم الأمن المشترك والشامل والتعاوني والمستدام في المناسبات الدولية.

يعني الأمن المشترك السعي إلى التعاون بين جميع الدول معا، بدلا من الحصول على الأمن المطلق للدولة مع تدمير مصالح الدول الأخرى. ويتطلب الأمن الشامل المحافظة على الأمن التقليدي وغير التقليدي بشكل منسق، بما يجعل البحار العميقة، والمناطق القطبية، والفضاء الخارجي وشبكة الإنترنت مجالات جديدة للتعاون بين الدول وليس ساحات صراع وتنافس بينها. أما الأمن التعاوني، فيشدد على ضرورة إفساح مجال للحوار السياسي لتعزيز الأمن الدولي والإقليمي وداخل الدول على حد سواء. ويدعو الأمن المستدام إلى المزيد من التنمية المستدامة.

على النقيض من الأسلوب التقليدي للمحافظة على السلام العالمي بالتنافس بين تحالفات الدول المختلفة، يدعو "مفهوم الأمن الجديد" الذي قدمته الصين إلى الأمن المتساوي والشامل، ويسعى إلى تقديم مشروع جديد للاستجابة للمشكلات الأمنية الدولية. في السنوات العشر الماضية، لقد عملت الصين جاهدة على نشر مفهوم الأمن الجديد وحظيت بتقدير واسع على الصعيد العالمي، مما يشكل أساسا لتكون الصين "قوة استقرار في عالم مضطرب".

اختيار جديد للعالم لتجنب وقوع الخسائر للجميع

دعوة الصين للعمل بثبات كقوة للاستقرار في العالم المضطرب، خلال مؤتمر ميونيخ للأمن، لها أهمية خاصة.

ساد التشاؤم أجواء مؤتمر ميونيخ هذا العالم حيث أشار ((تقرير مؤتمر ميونيخ للأمن 2024)) إلى أن مشاعر التفاؤل في السلام والاستقرار والتنمية الاقتصادية منذ الحرب الباردة تبددت، والعالم على وشك وقوع الخسائر للجميع. وقال أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة في كلمته الافتتاحية للمؤتمر في 16 من فبراير 2024: "حتى حقبة الحرب الباردة كانت في بعض النواحي أقل خطورة."

ترجع أسباب التشاؤم الذي ساد المؤتمر إلى ما يتعلق بالصراع المستمر بين أوكرانيا وروسيا وفي غزة من ناحية، أشار ‏((تقرير مؤتمر ميونيخ للأمن 2024))‏ إلى أن الدول الغربية أصابها إرهاق الحرب. ومن ناحية أخرى، تشعر كثير من البلدان الأوروبية بعدم الارتياح إزاء تخلي ترامب عن حلفائه في الناتو الذين لا يرغبون في زيادة الإنفاق العسكري. تبين مشاعر القلق بين الحضور في مؤتمر ميونيخ للأمن إلى حد ما، أن مفهوم الأمن الغربي ومنظومات الأمن الحصرية المبنية عليه ليست لها قدرة على الاستجابة للتحديات الأمنية. الأسوأ من ذلك، أنها قد تؤدي إلى تأثير سلبي على أمن الدول الغربية نفسها. كما تعكس هذه المشاعر المقلقة أهمية مفهوم الأمن الجديد الذي قدمته الصين.

يلقى مفهوم الأمن المشترك والشامل والتعاوني والمستدام إقبالا متزايدا في المجتمع الدولي، وأعربت أكثر من ثمانين دولة عن تأييده. في ظل تعقد الوضع الأمني الدولي وزيادة المشكلات الأمنية العالمية في الوقت الحاضر، من البديهي أن يكون مفهوم الأمن الجديد خير أفضل اختيار لمعالجة التحديات الأمنية الدولية وتجنب وقوع الخسائر للجميع. فنحن على ثقة تامة بأن الصين ستكسب دعما أكبر، كونها قوة استقرار موثوقة في عالم مضطرب مع زيادة إقبال المجتمع الدولي على هذا المفهوم.

--

شيوي لي فان، معلق خاص لشبكة الصين.

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4