عين صينية < الرئيسية

دو تشان يوان: تعزيز التبادلات والتعلم المتبادل، وإنجاز "رحلة التآزر نحو نفس الاتجاه" بين الصين والعالم

: مشاركة
2024-04-10 10:29:00 الصين اليوم:Source شيا يوان يوان:Author

جاء في كتاب ((هان فيّْ تسي))، للفيلسوف السياسي القانوني الصيني هان فيّْ (280- 233 ق.م)، أن "الصداقة بين الدول تكمن في التقارب بين الشعوب، والتقارب بين الشعوب يكمن في التواصل بين قلوب الشعوب". وهذا يعني أن مفتاح التبادلات الودية بين الدول يكمن في تقارب الشعوب، وأن أهمية التقارب بين الشعوب تكمن في الترابط بين قلوب مختلف الشعوب. يستخدم الرئيس شي جين بينغ كثيرا هذه العبارة، للتأكيد على أهمية التبادلات والتعلم المتبادل بين الحضارات في تطوير العلاقات بين الدول.

في الوقت الحاضر، يمر العالم بتغيرات متسارعة لم يسبق لها مثيل منذ مائة سنة. ونتيجة للتأثر بالوباء والتغيرات الجيوسياسية، أصبح التعافي الاقتصادي العالمي صعبا، وأمست الثقة الإستراتيجية المتبادلة بين الدول الكبرى مفقودة بشكل خطير، وباتت التبادلات الإنسانية الدولية بين الشعوب تتأرجح عند مستوى منخفض. ولكن في الوقت نفسه، لا يزال هناك مجال كبير أمام الصين وبقية العالم لرأب الصدع وتعزيز الحوار وبناء توافق في الآراء.

خلال "الدورتين السنويتين" لعام 2024 (الدورة الثانية للمجلس الوطني الرابع عشر لنواب الشعب الصيني والدورة الثانية للمجلس الوطني الرابع عشر للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني)، أجرى الصحفيون مقابلات مع دو تشان يوان، عضو اللجنة الدائمة للمجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني ورئيس المجموعة الصينية للإعلام الدولي، حيث أعرب عن آرائه حول كيفية تعزيز التواصل الدولي وتحقيق التبادلات والتعلم المتبادل بين الحضارات، وجعل العالم يفهم التحديث الصيني النمط بشكل أفضل وإنجاز "رحلة التآزر نحو نفس الاتجاه" بين الصين والعالم.

التعايش والاندماج المشترك.. كيف يمكن تعزيز التواصل بين قلوب الشعوب والتعلم المتبادل بين الحضارات من خلال التبادلات الثقافية الشعبية؟

يوجد في العالم أكثر من مائتي دولة ومنطقة، وأكثر من ألفين وخمسمائة مجموعة عرقية ودينية، وقد نشأت حضارات مختلفة استنادا إلى ظروف تاريخية ووطنية وعادات مختلفة وعوامل أخرى. ويمكن أن تلعب التبادلات الثقافية الشعبية دورا مهما في تعزيز التواصل بين قلوب الشعوب وتعزيز التبادلات والتعلم المتبادل. في عالم اليوم، الذي يشهد تغيرات متسارعة لم يسبق لها مثيل منذ مائة سنة، أصبحت التبادلات المتعددة الثقافات والتعلم المتبادل ضرورية ومهمة أكثر من أي وقت مضى.

وبناء على ذلك، قال دو تشان يوان إنه من الضروري بناء جسر ودي للتعايش وتبادل الحضارات. لا يمكن أن تكون ألوان الحضارة الإنسانية أكثر ثراء وأن تكون آفاق التنمية البشرية أوسع وأكثر إشراقا إلا باحترام تنوع الحضارات وتعزيز التبادل والحوار والتعايش السلمي والتعايش المتناغم بين مختلف الحضارات. ينبغي أن نتمسك بموقف منفتح، وأن ننفذ مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي، وأن نركز على موضوع السلام والتنمية. وبالاستفادة من الإنجازات الحضارية البارزة التي أبدعتها مختلف البلدان والشعوب، ينبغي لنا أن نستوعب على نطاق واسع مفهوم التنمية الموجهة نحو الناس، وحكمة التنمية ذات المنفعة المتبادلة والكسب للجميع، وأسلوب التنمية للتعايش المتناغم ونهج التضامن والتعاون، والاستجابة بنشاط لنداء شعوب جميع البلدان من أجل السلام والتنمية، وتعزيز بناء رابطة المصير المشترك للبشرية، والسعي إلى القاسم المشترك الأكبر لبناء عالم أفضل.

القواسم المشتركة والفردية.. كيف نروي قصة التحديث الصيني النمط للعالم؟

في الممارسة العملية، كسر التحديث الصيني النمط النموذج الجامد للتحديث على النمط الغربي. لقد أثبت التحديث الصيني النمط جدواه وفعاليته في الممارسة العملية، وهو ابتكار رئيسي في نظرية وممارسة التحديث العالمي، مما يوفر اختيارا جديدا لعدد كبير من البلدان النامية، للتحرك نحو التحديث بشكل مستقل.

إن سرد قصة التحديث الصيني النمط له أهمية كبيرة لتبديد التحامل وجعل العالم يفهم الحزب الشيوعي الصيني والصين والأمة الصينية. وأضاف دو تشان يوان، إنه من أجل إنجاز "رحلة التآزر نحو نفس الاتجاه" بين الصين والعالم وسرد قصة التحديث الصيني النمط للعالم، يجب علينا أولا أن نفهم بدقة دلالة وخصائص التحديث الصيني النمط، وأن ندرك أن التحديث الصيني النمط ليس فقط سمة مشتركة لتحديث جميع البلدان، وإنما أيضا سمة مميزة قائمة على ظروفه الوطنية الخاصة. ثانيا، من الضروري فك شفرة الممارسة الناجحة للتحديث الصيني النمط بقصص حية وحيوية، وتقديم جميع جوانب التحديث الصيني النمط من خلال قنوات اتصال متنوعة ووسائط متعددة للتكيف مع الجماهير في مختلف الثقافات والسياقات اللغوية. وفي الوقت نفسه، فإن التحديث الصيني النمط هو التحول الخلاق والتنمية المبتكرة للحضارة الصينية في العصر الحالي، ومن الضروري التمسك بموقف منفتح وشامل، وإنشاء منصة مفتوحة وشفافة للحوار، وتشجيع جميع الأطراف على تبادل فهمهم وآرائهم حول التحديث الصيني النمط، من خلال المؤتمرات الدولية والندوات الأكاديمية وأنشطة التبادل الثقافي وغيرها من القنوات، من أجل كسر الحواجز الثقافية وتمكين المجتمع الدولي من الحصول على فهم أعمق للتراث الثقافي للصين ومسار التحديث.

الابتكار والتكامل.. كيف يمكن تعزيز بناء قدرات الاتصالات الدولية للصين في عصر الذكاء الاصطناعي؟

في الوقت الحاضر، تتسارع جولة جديدة من الثورة العلمية والتكنولوجية والتحول الصناعي بقيادة الذكاء الاصطناعي، مما يؤدي أيضا إلى تغيير عميق في بيئة الرأي العام ونمط وسائل الإعلام وطرق التواصل في الاتصالات الدولية. يعتقد دو تشان يوان أنه بالنسبة للاتصالات الدولية، تعد التكنولوجيا "سيفا ذا حدين"، ومن الضروري إيلاء أهمية كبيرة لتطبيق التقنيات الجديدة، والسعي لاستكشاف استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لتعزيز الابتكار في أعمال الاتصالات الدولية، وفي الوقت نفسه منع ظاهرة "العملة الرديئة تطرد العملة الجيدة"، الناجمة عن المنافسة التكنولوجية في مجال الرأي العام الدولي.

وقال دو تشان يوان إن المجموعة الصينية للإعلام الدولي، كهيئة متخصصة للإعلام الخارجي، تبنت في السنوات الأخيرة تقنيات جديدة واستكشفت باستمرار التطبيقات المتعددة السيناريوهات لأنظمة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، مثل البيانات الكبرى وإنترنت الأشياء والجيل الخامس والروبوتات الذكية والرؤية الحاسوبية، في مجال الاتصالات الدولية، مما يعزز بشكل فعال تشكيل صورة الصين الدولية في عصر الاتصالات الذكية. وفي الوقت نفسه، تستخدم تقنيات جديدة، مثل الذكاء الاصطناعي، لدعم بناء القدرات الوطنية في مجال الترجمة، وتحقيق مخرجات الترجمة بالكمية الكبيرة للمحتوى المتعدد اللغات، والتطور السريع لأنساق الترجمة الجديدة مثل الترجمة عن بعد والترجمة الفورية عبر الإنترنت.

بالقلب والمودة.. كيف يمكن سد فجوة المعلومات في فهم الخارج للصين؟

في الوقت الحاضر، لا تزال استطلاعات الرأي العام العالمية الأكثر نفوذا المتعلقة بالصين تهيمن عليها الشركات والمؤسسات البحثية والهيئات الإعلامية والمنظمات الصناعية في الدول الغربية، وتمثل المعلومات باللغة الإنجليزية أكثر من 70% من محتوى الإنترنت في العالم، ويتعرف غالبية الناس في الخارج على الصين من خلال وسائل الإعلام الغربية. وفي الوقت نفسه، يتوقع المجتمع الدولي عموما أن تلعب الصين دورا أكبر في إصلاح النظام الدولي والحوكمة العالمية، ويتوقع أن يسمع صوت الصين بشكل أكبر بشأن القضايا الرئيسية.

في هذا الصدد، قال دو تشان يوان إنه من الضروري الاستفادة الجيدة من أشكال ومنصات متعددة لإجراء الاتصالات الدولية لتلبية حاجة الناس في الخارج إلى المعلومات المتعددة الأوجه حول الصين.

أولا، من الضروري ابتكار محتوى الاتصالات الدولية، ليس فقط لسرد القصة الكبرى للتحديث الصيني النمط، ولكن أيضا لسرد القصة العالمية الكبرى لرابطة المصير المشترك للبشرية، والتركيز على الحوكمة العالمية والانتعاش الاقتصادي وتغير المناخ وحماية البيئة والتقدم التكنولوجي والذكاء الاصطناعي، وغيرها من المجالات التي يهتم بها المجتمع الدولي على نطاق واسع، وإجراء اتصالات دقيقة ومتنوعة.

ثانيا، من الضروري ابتكار طريقة التعبير للخطاب الموجه للخارج، واتباع مبادئ الاتصالات الدقيقة والمتنوعة. وحسب عادات وخصائص الجماهير الأجنبية المختلفة، يتم تبني المفاهيم والتصنيفات والتعبيرات المقبولة لكل من الصين والدول الأجنبية، والجمع بين ما نريد أن نقوله وما يريد الجمهور الأجنبي سماعه، والجمع بين "اذكر الوضع" و"اشرح السبب"، والجمع بين "الإخبار بأنفسنا" و"الإخبار من قبل الآخرين"، بحيث يمكن للمجتمع الدولي والجماهير في الخارج التعرف على القصص الصينية بشكل أكبر.

بالإضافة إلى ذلك، من الضروري ابتكار وسائل وأساليب الاتصال الدولي. لقد تغير شكل منتجات الاتصالات الدولية، إلى منتجات نقالة ومرئية واجتماعية وقائمة على البيانات وذكية. وتم توسيع نطاق تغطية جماهير الاتصالات بشكل مستمر، وتحسين قدرة الاتصال والتوجيه والتأثير والمصداقية تجاه الناس في الخارج.

وأخيرا، من الضروري وضع الحضارة الصينية في بستان الحضارة الإنسانية، وتعزيز فهم المجتمع الدولي واعترافه بالحضارة الصينية ومسار الصين ومقترحات الصين، ومساعدة العالم على فهم الصين والشعب الصيني والحزب الشيوعي الصيني والأمة الصينية، وتشكيل خطاب دولي يضاهي القوة الوطنية الشاملة للصين ومكانتها الدولية، وخلق بيئة خارجية جيدة لتعزيز التحديث الصيني النمط وبناء حضارة حديثة للأمة الصينية.

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4