عين صينية < الرئيسية

البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" بين الصين والدول العربية يدخل مرحلة جديدة من التعاون الشامل

: مشاركة
2024-02-06 13:22:00 الصين اليوم:Source كانغ كاي:Author

منذ آلاف السنين، ازدهرت التبادلات بين الصين والدول العربية عبر طريق الحرير البري وطريق التوابل البحري. حاليا، لا تزال الصين والدول العربية تسعى لتحقيق أحلامها معا عبر "الحزام والطريق". في عام 2013، طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ مبادرة "الحزام والطريق". في العام التالي، دعا الرئيس شي جين بينغ الدول العربية للمشاركة في بناء "الحزام والطريق"؛ في 29 نوفمبر عام 2023، تم توقيع وثيقة تعاون بشأن بناء "الحزام والطريق" بين الصين والأردن، وبذلك أضحت الدول العربية الاثنتان والعشرون وجامعة الدول العربية شريكة في التعاون الدولي بشأن بناء "الحزام والطريق".

الأهمية المعاصرة لـ"الحزام والطريق"

قال وو بينغ بينغ، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة بكين، إن كل الدول العربية مشاركة في البناء المشترك لـ"الحزام والطريق"، مما يعكس رغبة التعاون القوية بين الجانبين الصيني والعربي، ويدل على أن آلية التعاون في إطار "الحزام والطريق" قد حظيت باعتراف واسع من الدول العربية وجامعة الدول العربية، وتتمتع بجاذبية قوية.

الدول العربية، التي تعتبر مشاركة ومؤسسة لثقافة طريق الحرير في التاريخ، تقع عند نقطة التقاء "الحزام والطريق"، وبالتالي فإن موقعها الجغرافي وخصائصها التاريخية تجعلها مع الصين والدول العربية شركاء طبيعيين في البناء المشترك "الحزام والطريق". لقيت مبادرة "الحزام والطريق" استجابة إيجابية من الدول العربية، حيث تتطابق أو تتشابه احتياجات ومهام ومصالح التنمية لدى الجانبين.

أدت مبادرة "الحزام والطريق"، التي تهدف إلى التشاور والبناء المشترك والمنفعة المتبادلة، إلى توسيع مجالات وقنوات التعاون بين مختلف الدول، وأصبحت المنتج العام الدولي الأكثر شعبية، وحققت الكثير من إنجازات التعاون العملي بين الصين والدول العربية.

خلال مراسم افتتاح الدورة السادسة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني- العربي، اقترح الرئيس شي جين بينغ بناء "الحزام والطريق" بشكل مشترك وتشكيل نمط التعاون "1+2+3"، الذي يتخذ التعاون في مجال الطاقة كقاعدة أساسية، ويتخذ مجالي البنية التحتية وتسهيل التجارة والاستثمارات كجناحين، والمجالات الثلاثة العالية التقنية للطاقة النووية والأقمار الاصطناعية الفضائية والطاقة الجديدة كنقاط اختراق.

على مدى السنوات العشر الماضية، حقق التعاون بين الصين والدول العربية في إطار "الحزام والطريق" إنجازات بارزة. وفقا للبيانات، في عام 2022، تجاوز حجم التبادل التجاري بين الصين والدول العربية 430 مليار دولار أمريكي، أي ضعف ما كان عليه قبل عشر سنوات. تجاوز حجم الاستثمار الأجنبي المباشر بين الصين والدول العربية ثلاثين مليار دولار أمريكي، أي ما يقرب من ثلاثة أضعاف ما كان عليه قبل عشر سنوات. استوردت الصين 270 مليون طن من النفط الخام من الدول العربية، وهو ما يمثل نصف واردات الصين العالمية من النفط الخام في ذلك العام. في إطار البناء المشترك لـ "الحزام والطريق"، نفذ الجانبان الصيني والعربي أكثر من مائتي مشروع تعاون مهم، استفاد منها حوالي ملياري شخص من الجانبين. طرح الرئيس شي جين بينغ مبادرة "الحزام والطريق" سعيا إلى التعلم من تجارب طريق الحرير القديم لتعزيز تواصل السياسات بين البلدان المختلفة ودعم ترابط البنية التحتية وتعزيز التبادل التجاري والاستثماري والتواصل بين الشعوب، مما يقدم قوة محركة جديدة للاقتصاد العالمي، ويضخ زخما جديدا في التنمية العالمية، ويخلق منصة جديدة للتعاون الاقتصادي الدولي.

قال عادل عبد المهدي رئيس الوزراء العراقي الأسبق، إن مبادرة "الحزام والطريق" تتمسك بالمساواة والمنفعة المتبادلة والتشاور والبناء المشترك والفوز المشترك، وتحترم سيادة الدول واستقلالها، وتلبي احتياجات جميع الأطراف، لذلك، فإن البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" مع الصين يعد اختيارا إستراتيجيا للجانب العربي.

أشار طارق السنوطي، نائب رئيس تحرير جريدة ((الأهرام)) المصرية، إلى أن مبادرة "الحزام والطريق" تأخذ في الاعتبار الظروف الفعلية للدول النامية الأخرى بشكل كامل، لذلك، حصلت على استجابة إيجابية من معظم الدول. في الوقت الراهن، يعزز البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" التنمية المشتركة لمختلف البلدان.

في ظل الظروف التاريخية الجديدة، طرح الرئيس شي مبادرة "الحزام والطريق" لتوارث وتعزيز روح طريق الحرير والجمع بين التنمية الصينية وتنمية الدول على طول "الحزام والطريق" والدمج بين الحلم الصيني وأحلام الشعوب على طول "الحزام والطريق"، مما يمنح طريق الحرير القديم دلالات جديدة في العصر الجديد.

نموذج التعاون فيما بين بلدان الجنوب

قال لياو لي تشيانغ، سفير الصين لدى مصر: "لقد تقاربت الصين والدول العربية من خلال مراحل التنمية المتقاربة والأفكار والمفاهيم المتسقة والهياكل الاقتصادية المتكاملة والتعاون العملي العميق في المجالات المختلفة، وحقق البناء المشترك لـ’الحزام والطريق‘ إنجازات عدة، وأصبح نموذجا للتعاون فيما بين بلدان الجنوب."

في إطار البناء المشترك لـ"الحزام والطريق"، تعمل الصين على دمج إستراتيجيتها التنموية مع إستراتيجيات الدول العربية مثل "رؤية السعودية 2030" و"رؤية مصر 2030" و"رؤية قطر الوطنية 2030" وغيرها.

نفذ الجانبان الصيني والعربي أكثر من مائتي مشروع تعاون واسع النطاق. على سبيل المثال، تم تنفيذ مشروع تخزين الطاقة في مدينة البحر الأحمر الجديدة ومنطقة جازان- الصين للتجمعات الصناعية من أجل تنويع موارد الطاقة ومصادر الاقتصاد في السعودية. يتجاوز الإنتاج السنوي لقاعدة إنتاج الألياف الزجاجية التابعة لشركة جوشي المحدودة في منطقة التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين ومصر في السويس، مائتي ألف طن من الألياف الزجاجية، مما يجعل مصر دولة رئيسية لإنتاج الألياف الزجاجية في العالم. مشروع مدينة المطلاع السكنية في أعماق صحراء الكويت، الذي تم تطويره بشكل مشترك من قبل الصين والكويت، ويتميز بنظام لتجميع مياه الأمطار، حل مشكلة الإسكان لأربعمائة ألف ساكن وعزز سرعة بناء "المدينة الإسفنجية" في نفس الوقت. هذه المشروعات أمثلة ناجحة تثبت التوسع المستمر للتعاون الصيني- العربي.

في الدورة الثالثة لمنتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي، أعلن الرئيس شي جين بينغ عن ثمانية إجراءات لدعم البناء المشترك العالي الجودة لـ"الحزام والطريق" بما في ذلك بناء شبكة ترابط شاملة في إطار "الحزام والطريق" وتعزيز التنمية الخضراء والابتكار التقني وتنفيذ مشروعات التعاون العملي ودعم التبادلات الشعبية وتحسين آليات التعاون الدولي في إطار "الحزام والطريق".

حاليا، حققت الصين والدول العربية نتائج بارزة في البناء المشترك لـ"الحزام والطريق"، وتعززت وتوسعت علاقات التعاون بينهما، وحققا تقدما متزامنا في مجالات الطاقة التقليدية والطاقة الجديدة والبنية التحتية التقليدية والبنية التحتية الجديدة والتجارة التقليدية والتكنولوجيا الجديدة.

بالإضافة إلى ذلك، يتميز التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والدول العربية بخصائص متنوعة، وتم توسيع التعاون في المزيد من الصناعات. لا يقتصر التعاون على قطاعي الطاقة التقليدية والاستثمار المالي، وإنما يتضمن أيضا قطاع التكنولوجيا الفائقة مثل الطاقة الجديدة والطاقة النووية والفضاء واستكشاف القمر والذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتكنولوجيا الجيل الخامس وغيرها. علاوة على ذلك، يتعاون الجانبان الصيني والعربي في مجالات التعليم والتبادل الفني ووسائل الإعلام بشكل كامل.

أصبحت آليات التعاون الصيني- العربي آليات مبتكرة مهمة لبناء رابطة المصير المشترك بين الصين والدول العربية من خلال تعزيز البناء المشترك لـ"الحزام والطريق".

أشار عصام شرف، رئيس وزراء مصر الأسبق، إلى أن العلاقات الصينية- العربية تتطور بفضل الاستفادة من تجربة التنمية الصينية الناجحة ومسارها ونمطها التنموي. تقدم الصين نموذج التنمية للدول العربية، فتعمل المزيد من الدول العربية على تعزيز العلاقات مع الصين والتعلم منها.

أضاف عصام شرف، أن البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" يعكس بوضوح سياسة الانفتاح على العالم الخارجي الطويل الأمد. يوفر البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" منصة مهمة لمعارضة الأحادية، فيمكن لجميع الدول توسيع مجالات التعاون الجيد في ظل نظام الحوكمة العالمية، مما يجعل العلاقات أوثق مع الصين.

خلق مستقبل مشترك أفضل

على مدى آلاف السنين، سجلت الحضارتان الصينية والعربية صفحات ناصعة من التعلم المتبادل والتسامح. في القرن الحادي والعشرين، يتمسك الجانبان الصيني والعربي بالتبادل الودي والتعلم المتبادل والفوز المشترك وسط تصاعد ضجيج "صراع الحضارات". في مارس عام 2023، طرح الرئيس شي مبادرة الحضارة العالمية، لتقديم الحكمة الصينية لتحقيق التعايش الشامل والتبادل والتعلم المتبادل بين الحضارات المختلفة، مما أثار أصداء واسعة في المجتمع الدولي.

قال تشانغ تشو تشو، الأستاذة المشاركة في كلية العلاقات الدولية والشؤون العامة بجامعة فودان ونائبة مدير مركز أبحاث الشرق الأوسط بالجامعة، إن التبادل بين الحضارتين الصينية والعربية يعود إلى تاريخ طويل، ويرث التعاون الثنائي الحالي ويحمل تقاليد التبادل بين الحضارتين، ويعد نموذجا للتبادل بين الحضارات العالمية، ومن شأنه أن يعزز تنفيذ مبادرة الحضارة العالمية.

شارك ما يزيد عن خمسين فنانا عربيا في نشاط زيارة الصين الذي حمل عنوان "التقاء الفنانين في طريق الحرير"، وبعثوا برسالة مشتركة إلى الرئيس الصيني شي جين بينغ لمشاركة تجاربهم المتعلقة بزيارة الصين في السنوات العشر الماضية، وأعربوا عن أملهم في تقديم مساهمات في تعزيز التواصل الشعبي بين الشعبين الصيني والعربي. في الثالث من إبريل عام 2023، رد الرئيس شي على الفنانين العرب، وأشار في رسالته إلى أن الثقافة تربط بين النفوس، بينما يمكن للفن أن يربط العالم. فمن مرحلة فتح طريق الحرير القديم إلى مرحلة البناء المشترك لـ"الحزام والطريق"، تواصلت التبادلات الحضارية الصينية- العربية لآلاف السنين، وقدرت بعضها البعض، وكتبت قصصا تاريخية للتعلم المتبادل فيما بينها. وأوضح الرئيس شي في رده، الدور الكبير للثقافة والفن في تعزيز التفاهم بين شعوب جميع البلدان والمسيرة التاريخية للحوار الحضاري بين الصين والدول العربية.

في السنوات الأخيرة، انتشر "شغف تعلم اللغة الصينية" في الدول العربية، إذ أدرجت السعودية والإمارات ومصر وتونس وغيرها من الدول العربية اللغة الصينية في نظام التعليم الوطني رسميا. في إطار منتدى التعاون الصيني- العربي، أنشأ الجانبان الصيني والعربي آليات تبادل ثقافي مثل الحوار بين الحضارات والمهرجات الفنية وغيرها، مما يوفر أساسا متينا للتبادلات الشعبية.

في أكتوبر عام 2023، عُقدت الدورة العاشرة لندوة العلاقات الصينية- العربية والحوار بين الحضارتين في أبو ظبي، عاصمة الإمارات. أشاد المشاركون الأجانب بمبادرة الحضارة العالمية التي طرحها الجانب الصيني، وأعربوا عن تطلعاتهم في أن تلعب الصين دورا أكبر في القضايا الساخنة، ودعوا إلى ضرورة تعزيز التبادل والتعلم المتبادل بين الحضارتين الصينية والعربية والبناء المشترك العالي الجودة لـ "الحزام والطريق" بشكل مشترك، وبذل كل الجهود لبناء رابطة المصير المشترك بين الصين والدول العربية في العصر الجديد.

في ديسمبر عام 2023، وقعت وزارة الثقافة والسياحة الصينية والأمانة العامة لجامعة الدول العربية "البيان المشترك بشأن تنفيذ مبادرة الحضارة العالمية" وأعلنا تعميق الحوار بين الحضارتين العريقتين وتعزيز التبادل والتعلم المتبادل بين الحضارتين، وأصبحت الدول العربية أول منطقة في العالم تصدر بيانا مشتركا بشأن تنفيذ مبادرة الحضارة العالمية مع الصين.

أشار عصام شرف إلى أن التنمية البشرية تقف على مفترق طرق، في ظل تغير الأوضاع العالمية. تعزز مبادرة "الحزام والطريق" التكامل المشترك بين الأشخاص من مختلف الحضارات والجنسيات والثقافات في جميع أنحاء العالم. وأضاف شرف أن مبادرة "الحزام والطريق" تدعو إلى العولمة القائمة على أساس التواصل والترابط، وتسمح للجميع بالتمتع بالحق في السلام والتنمية، وهذا مشابه لمفاهيم الثقافة العربية.

على مدى السنوات العشر الماضية، أصبحت مبادرة "الحزام والطريق" "حزام التنمية" الذي يفيد الصين والدول الواقعة على طول "الحزام والطريق"، و"طريق السعادة" الذي يفيد الشعوب حقا. تتمتع مبادرة "الحزام والطريق" بحيوية قوية، لأنها تواكب اتجاه العصر وقواعد التنمية والمصالح والتطلعات المشتركة لجميع الشعوب.

انطلقت مبادرة "الحزام والطريق" من الصين، لكن فرصها وإنجازاتها تعود بالنفع على العالم.

في المستقبل، ستعمل الصين مع شركائها، بما في ذلك الدول العربية، لمواصلة تعزيز البناء المشترك لـ"الحزام والطريق"، والعمل معا لكتابة فصل جديد لطريق الحرير في العصر الجديد.

--

كانغ كاي، معلق خاص لمجلة ((الصين اليوم)).

 

 

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4