عين صينية < الرئيسية

الصين المنفتحة تتقاسم فرص التنمية مع العالم

: مشاركة
2023-12-18 16:38:00 الصين اليوم:Source كانغ كاي:Author

في الفترة من الخامس إلى العاشر من نوفمبر 2023، أقيمت الدورة السادسة لمعرض الصين الدولي للاستيراد في شانغهاي، حيث جذبت ضيوفا من 154 دولة ومنطقة ومنظمة دولية، وحضرها أكثر من 3400 عارض ونحو 410 آلاف زائر. تجاوز عدد الشركات التي حضرت هذه الدورة، من أقوى خمسمائة شركة في العالم والشركات الرائدة في القطاعات والشركات المبتكرة المتوسطة والصغيرة، الدورات الخمس السابقة للمعرض.

في عام 2023، أقيمت الدورة الثالثة لمعرض الصين الدولي للمنتجات الاستهلاكية ومعرض الصين الدولي لتجارة الخدمات والدورة الرابعة والثلاثون بعد المائة لمعرض الصين للاستيراد والتصدير (المعروف أيضا باسم معرض كانتون) والدورة السادسة لمعرض الصين الدولي للاستيراد، وغيرها من المعارض الدولية المهمة على التوالي، في وقت تعاني فيه العولمة من التيار المضاد ويواجه العالم أزمات وتحديات مختلفة، الأمر الذي أضاف انفتاحا واستقرارا وقوة محركة جديدة إلى اقتصاد العالم الراكد.

تقدم الصين في طريق الانفتاح على الخارج بثبات

أشار الرئيس الصيني شي جين بينغ في رسالته التي بعث بها إلى الدورة السادسة لمعرض الصين الدولي للاستيراد في الخامس من نوفمبر، إلى أن "الصين ستظل دائما فرصة مهمة للتنمية العالمية، وستعمل على تعزيز الانفتاح الرفيع المستوى بثبات."

على مدى السنوات الست المنصرمة، أصبح معرض الصين الدولي للاستيراد نافذة مهمة يعرف العالم من خلالها سياسة الانفتاح الصينية، ويرى الصين تفتح بوابة الانفتاح أوسع فأوسع.

وقد أصبح هذا المعرض على المستوى الوطني، والذي خطط له وطرحه ورتّب له ودفعه الرئيس شي جين بينغ بنفسه، أول معرض للاستيراد في العالم، وصار نافذة لبناء الصين لنمط جديد للتنمية ومنصة لدفع الانفتاح الرفيع المستوى ومنتجا عاما دوليا يتقاسمه العالم.

باعتباره عارضا مشاركا في هذه الدورة من معرض الصين الدولي للاستيراد، قال السيد جوليان بليست نائب الرئيس التنفيذي العالمي لشركة جنرال موتورز والرئيس التنفيذي للشركة الفرعية الصينية التابعة لشركة جنرال موتورز: "بالنسبة للشركات الأجنبية والاقتصاد العالمي، فإن مواصلة الصين لتوسيع انفتاحها تعزز معنويات الناس."

قال السيد أوين مسيك الرئيس التنفيذي لأعمال منطقة الصين لشركة دوتيرا الأمريكية للزيت العطري، إن شركته قد شاركت في معرض الصين الدولي للاستيراد لست سنوات متواصلة، وهي مفعمة بالثقة بآفاق تنمية الصين. وتفتح هذه الشركة سوق الصين مغتنمة لفرصة المعرض، فارتفعت قيمة الطلب على بضائعها من 380 مليون يوان (الدولار الأمريكي يساوي 2ر7 يوانات تقريبا حاليا) في الدورة الأولى لمعرض الصين الدولي للاستيراد إلى مليار يوان في الدورة السابقة للمعرض.

يجري توسيع الاستيراد بنشاط، وتنفيذ نسخ من القوائم السلبية لتجارة الخدمات عبر الحدود على مستوى البلاد ومناطق التجارة الحرة التجريبية، وتوسيع السماح للاستثمارات الأجنبية بالنفاذ إلى السوق الصينية، وتعزيز التعاون الابتكاري والتمتع المشترك بالثمار مع مختلف الأطراف. وبمناسبة الذكرى السنوية الخامسة والأربعين لانتهاج سياسة الإصلاح والانفتاح، أعلنت الصين إجراءات جديدة بشأن الانفتاح على الخارج في هذه الدورة لمعرض الصين الدولي للاستيراد.

قالت السيدة يه يوي نائبة مدير مركز الاقتصاد العالمي التابع لمعهد شانغهاي للدراسات الدولية، إن قادة الصين أكدوا على "الانفتاح" غير مرة في معرض الصين الدولي للاستيراد وأعلنوا إجراءات جديدة للانفتاح، الأمر الذي أطلق رسالة واضحة للعالم مفادها "أن الصين ستفتح بوابة الانفتاح أوسع فأوسع".

قالت السيدة تشن فنغ ينغ الباحثة في معاهد الصين للعلاقات الدولية المعاصرة، إن الصين أصدرت العديد من الإجراءات الجديدة للانفتاح في السنوات الأخيرة، لإكمال نظام قانون الاستثمار الأجنبي، الأمر الذي وفّر ضمانا لتوسيع الانفتاح الرفيع المستوى على الخارج، وجعل العالم يدرك بشكل أوضح العزيمة الثابتة للصين على الانفتاح على الخارج.

يصادف هذا العام الذكرى السنوية الخامسة والأربعين لانتهاج سياسة الإصلاح والانفتاح في الصين، ويعد دفع الإصلاح والتنمية بالانفتاح تجربة مهمة ثمينة للصين في مواصلة تحقيق إنجازات جديدة في بناء التحديثات.

منذ المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني، أوضح شي جين بينغ في العديد من المناسبات المهمة المحلية والدولية، الفكرة المهمة المتمثلة في أن الصين ستتمسك بالانفتاح على الخارج على نحو شامل. لم يشر الرئيس شي إلى أن الصين ستركز قوتها على بناء نمط الانفتاح على الخارج للتنمية المشتركة فحسب، وإنما أيضا أشار إلى أن العولمة الاقتصادية هي المطلب الموضوعي لتطوير قوى الإنتاج الاجتماعية والنتيجة الحتمية لتقدم العلوم والتكنولوجيا، وضرورة جعل عملية العولمة الاقتصادية تتميز بمزيد من الحيوية والشمول والاستدامة.

خلال السنوات العشر المنصرمة، حقق اقتصاد الصين المنفتح إنجازات تاريخية، حيث زاد حجم الاقتصاد الإجمالي من 9ر53 تريليون يوان إلى 9ر114 تريليون يوان، واحتلت الصين المرتبة الأولى في العالم من حيث إجمالي حجم تجارة البضائع والخدمات لمدة سنتين، وارتفع نصيب الصين من الاستثمارات الخارجية العالمية من 2ر8% إلى 4ر11%، واحتلت المرتبة الثالثة من حيث الاستثمار في الخارج، مما أثبت بشكل مستفيض أن انفتاح الصين يتعاظم عبر تنميتها وأن تنميتها تتعاظم عبر انفتاحها. الإصلاح والانفتاح سياسة أساسية للصين، ولن تتغير في أي وقت.

في الوقت الحالي، يشهد العالم تغيرات لم يسبق لها مثيل منذ مائة سنة، ويفتقر انتعاش الاقتصاد العالمي إلى قوة محركة، وتنمية العالم في حاجة ملحة لضخ قوة محركة جديدة إليها. تدفع الصين الانفتاح على الخارج بنشاط، وتعمل على تعزيز التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، وتوسع نطاق وعمق الانفتاح بشكل مطرد. هذا الطريق للتقدم الثابت لا يوفر قوة محركة وفرصا للتنمية السريعة للاقتصاد الصيني فحسب، وإنما أيضا يقدم مساهمات جبارة في نمو وازدهار الاقتصاد العالمي.

تطوير التحديث الصيني النمط من خلال الانفتاح الرفيع المستوى

في الثاني من سبتمبر 2023، ألقى الرئيس شي جين بينغ خطابا في القمة العالمية لتجارة الخدمات لمعرض الصين الدولي لتجارة الخدمات لعام 2023 عبر الفيديو، حيث أشار إلى "أن هذا العام يصادف الذكرى السنوية الخامسة والأربعين لانتهاج سياسة الإصلاح والانفتاح في الصين، وستتمسك الصين بالانفتاح الرفيع المستوى على الخارج، ودفع التحديث الصيني النمط من خلال التنمية العالية الجودة، لتقديم فرص جديدة للانفتاح والتعاون مع مختلف الدول." إن هذه رسالة واضحة مرة أخرى بأن الصين توسع الانفتاح الرفيع المستوى على الخارج بثبات لا يتزعزع.

قالت السيدة تشن فنغ ينغ: "حققت الصين ثمار التحديث من خلال الانفتاح، وستتوجه نحو المستقبل اعتمادا على الانفتاح بكل تأكيد." وفي المسيرة الجديدة، فإن الانفتاح على الخارج، باعتباره تدبيرا حاسما، يساعد الصين على تعزيز الإصلاح والتنمية والإبداع، لإطلاق فوائد الإصلاح الجديدة ودفع التنمية العالية الجودة.

منذ المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني، انتهجت الصين بنشاط إستراتيجية الانفتاح، وأقامت شبكة مناطق التجارة الحرة العالمية ذات المعايير العالية، وسارعت في دفع بناء مناطق التجارة الحرة التجريبية وميناء التجارة الحرة في هاينان، وأصبح البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" منتجا عاما عالميا ومنصة تعاون دولية تلقى إقبالا من المجتمع الدولي.

أصبحت الصين شريكا تجاريا رئيسيا لأكثر من مائة وأربعين دولة ومنطقة، واحتلت المرتبة الأولى في العالم من حيث إجمالي قيمة تجارة البضائع، وتصدرت العالم من حيث حجم جذب الاستثمار الأجنبي والاستثمار في الخارج، مما يشكل هيكل الانفتاح على الخارج والمتميز بنطاق أوسع ومجالات أكثر ومستوى أعمق.

خلال السنوات العشر الماضية، اتخذت الصين العديد من إجراءات الانفتاح الجديدة، حيث طبقت نظام المعاملة الوطنية قبل السماح بالنفاذ إلى السوق الصينية وإدارة القائمة السلبية تجاه الاستثمار الأجنبي على نحو شامل، الأمر الذي قلل إجراءات التقييد من 93 إجراء في البداية إلى 31 إجراء. ونفذت قانون الاستثمار الأجنبي لإكمال النظام القانوني للاستثمار الأجنبي. وسارعت في بناء ميناء التجارة الحرة في هاينان، مما حقق أكثر من مائة وعشرين ثمرة مؤسسية إبداعية حتى الآن. وبدأت تطبيق قانون ضوابط التصدير وأقامت نظام قائمة الكائنات غير الموثوق بها وغير ذلك، للمحافظة على سلامة سلسلة الصناعة وسلسلة الإمداد وتوفير ضمان الأمن لتوسيع الانفتاح الرفيع المستوى على الخارج.

في عام 2023، حافظ الاقتصاد الصيني على اتجاه الانتعاش والتحسن. تتمتع الصين بالميزة المؤسسية المتمثلة في اقتصاد السوق الاشتراكي، وميزة الطلب المتمثلة في السوق الكبيرة الفائقة الحجم، وميزة الإمداد المتمثلة في نظام الصناعة ذي المرافق الكاملة، وميزة الأكفاء المتمثلة في العدد الكبير من العمال ورجال الأعمال ذوي المستوى الرفيع. ويتمتع الاقتصاد الصيني بصلابة قوية وقوة كامنة كبيرة وحيوية وافرة، ولم يتغير وضعه الأساسي للتحسن الطويل المدى، الأمر الذي قدم مساهمات بارزة في ضمان سلاسة سلسلة الصناعة وسلسلة الإمداد ودفع تطور عملية انتعاش الاقتصاد العالمي بشكل مستقر وملموس.

يرى السيد كافينس أديري الخبير الكيني في الشؤون الدولية، أن طريق الصين للتحديث لم يدفع التنمية المستدامة الذاتية بقوة فحسب، وإنما أيضا سيجلب فوائد للمناطق الأخرى في العالم. وأضاف قائلا: "التحديث الصيني النمط جدير بالدراسة من أجل إفادة كل العالم."

آفاق جديدة للتعاون والفوز المشترك من خلال الانفتاح على الخارج

الانفتاح الصيني على الخارج ليس إستراتيجية للتنمية فحسب، وإنما أيضا مسؤولية ورسالة. من خلال الانفتاح، تتقاسم الصين فرص التنمية مع دول العالم للبناء المشترك لمستقبل التعاون والفوز المشترك.

الانفتاح قوة محركة مهمة لتقدم حضارة البشرية، وطريق ضروري لازدهار العالم، كما أنه رمز واضح للصين المعاصرة. من انتهاج سياسة الانفتاح على الخارج قبل خمس وأربعين سنة إلى الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية قبل اثنتين وعشرين سنة، ومن بناء مناطق التجارة الحرة التجريبية قبل عشر سنوات إلى إقامة معرض الصين الدولي للاستيراد قبل خمس سنوات، لم تتوقف خطوات الصين للانفتاح على الخارج أبدا، ولم تتغير عزيمتها على تقاسم فرص التنمية مع العالم أبدا.

في ظل ترويج بعض الدول الغربية لما يسمى بـ"فك الارتباط" أو "إزالة المخاطر" بشأن الصين في الوقت الحالي، تثبت الصين بأعمالها الواقعية أن عزيمتها على توسيع الانفتاح الرفيع المستوى على الخارج لن يتغير أبدا، وعزمها على تقاسم فرص التنمية مع العالم لن تتغير أبدا، وترحب الصين بالعالم لتقاسم فرص تنميتها انطلاقا من موقف منفتح، وتسعى إلى جلب الدفء وإضافة الثقة إلى الاقتصاد العالمي الذي مازال انتعاشه صعبا في ظل مخاطر وتحديات عديدة.

--

كانغ كاي، معلق خاص لمجلة ((الصين اليوم)).

 

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4