عين صينية < الرئيسية

الصين والدول العربية إلى المستقبل يدا بيد في ظل تغيرات هائلة

: مشاركة
2022-05-06 15:43:00 الصين اليوم:Source كانغ كاي:Author

إنه عالم غير مستقر، نشهد فيه تغيرات العصر الهائلة.

 يتفشي وباء كوفيد- 19 من جديد ويؤخر عملية الانتعاش الاقتصادي العالمي، ولم يغير النزاع بين روسيا وأوكرانيا الهيكل الجيوسياسي في أوراسيا فحسب، وإنما أيضا تجتاح تداعياته الضخمة العالم كله، وتفرض تحديات خطيرة جديدة على هذا العالم غير المستقر.

أمام التغيرات التي لم يسبق لها مثيل منذ مائة سنة واضطراب الوضع العالمي، يجمع بين الصين والدول العربية أخوة حميمة وشراكة وثيقة وصداقة عميقة، ويتجلى ذلك في الدعم المتبادل بينهما، سواء في حشد القوة لمكافحة وباء كوفيد- 19 أو في مواجهة الأزمات السياسية العالمية، وتمسكهما بالعدالة والإنصاف، وتعزيزهما العلاقات بينهما باضطراد في ظل الظروف غير المؤاتية، والعمل يدا بيد لبناء رابطة المصير المشترك للمستقبل الجميل في العصر الجديد بينهما.

مكافحة الوباء معا

يُعرف صبر الصنوبر والسرو في البرد القارس للشتاء، وتُعرف الصداقة عند الشدائد. منذ تفشي وباء كوفيد- 19، أسس الجانبان الصيني والعربي تعاونا نموذجيا في تبادل المساعدة على توفير الموارد والاشتراك في التجارب وبحث وتطوير اللقاح، مما قدّما مثلا نموذجيا لتبادل المساعدة للتغلب المشترك على الصعوبات. عندما واجه الشعب الصيني أكبر صعوبة في مكافحة الوباء، بادرت الدول العربية إلى بذل كل ما في وسعها في دعم الصين. أما بعد تفشي الوباء في الدول العربية، فقامت حكومة الصين غير مرة بدعمها، الأمر الذي يجسّد الصداقة العميقة بين الصين والدول العربية تجسيدا حيا.

في معركة مكافحة وباء كوفيد- 19، يُعد اللقاح عنصرا بالغ الأهمية. إن جعل اللقاحات منتجات عامة عالمية وتعزيز توافر اللقاحات والقدرة على تحمُّل تكاليفها في الدول النامية تعهُد مهيب من جانب الصين. وفقا للإحصاءات الرسمية، قدمت الصين وصدرت ما يقرب من مائة مليون جرعة من اللقاحات الصينية المضادة لكوفيد- 19 إلى الدول العربية حتى أغسطس عام 2021، وتتعاون مع الإمارات ومصر والجزائر وغيرها من الدول في الإنتاج المشترك للقاحات، مما يدعم أعمال مكافحة الوباء للدول العربية.

ما زال الوباء يتفشي، والتعاون لم ينقطع. في 19 يناير 2020، وقّع الجانبان الصيني والمصري اتفاقية بشأن قيام الجانب الصيني بتزويد مصر بدفعة جديدة من اللقاحات قدرها عشرة ملايين جرعة لمساعدتها على تحقيق تطعيم 70% من سكانها بحلول منتصف هذا العام. وفي العشرين من فبراير، أُقيمت في القاهرة مراسم نقل 500 ألف جرعة من اللقاحات المضادة لكوفيد- 19 التي تم التبرع بها لقطاع غزة الفلسطيني بالتعاون بين الصين ومصر اعتمادا على مشروع الإنتاج المحلي للقاحات الصينية في مصر. ويعتبر ذلك تجربة مفيدة لقيام الصين ومصر بالتعاون مع طرف ثالث في اللقاحات، ويجسد دعم الصين ومصر الثابت لمكافحة شعب فلسطين ضد الوباء. في التاسع من مارس، تم تسليم الدفعة الثالثة من لقاحات "سينوفارم" المضادة لكوفيد- 19 إلى وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، وقد وصلت هذه الدفعة من اللقاحات إلى لبنان لتطعيم اللاجئين الفلسطينيين في لبنان. فقد تبرعت الصين بـ200 ألف جرعة من اللقاحات المضادة لكوفيد- 19 لللاجئين الفلسطينيين خارج فلسطين، وقد تم تسليمها إلى الأونروا على ثلاث دفعات، ووصلت كل منها إلى الأردن وسوريا ولبنان.

في معركة مكافحة وباء كوفيد- 19، أوفى الجانبان الصيني والعربي بالتزاماتهما ببناء رابطة المصير المشترك بين الصين والدول العربية من خلال أعمالهما الحقيقية، مما أثبت مرة أخرى أن الصداقة بين الجانبين أصبحت أكثر ثباتا مع مرور الزمان. إن بناء رابطة المصير المشترك بين الصين والدول العربية الذي صمد أمام اختبار معركة مكافحة الوباء، وسيتقدم حتما بخطوات ثابتة.

تبادل المساعدات لإقامة المهرجانات الرائعة

في فبراير الماضي، اُفتتحت دورة الألعاب الأولمبية الشتوية الرابعة والعشرون في بكين في ظل الأجواء السعيدة لاحتفال الشعب الصيني بعيد الربيع الصيني التقليدي، حيث قدمت الدول العربية دعما عظيما للصين بأشكال مختلفة، وأعربت عن أطيب تمنياتها للصين.

كما قال كونفوشيوس: "إنه لأمر يبهث على السرور كثيرا استقبال الأصدقاء القادمين من مكان بعيد." فقد حضرت وفود حكومية عربية بما فيها الرؤساء والزعماء والممثلون على المستوى الوزاري حفل افتتاح دورة بكين للألعاب الأولمبية الشتوية. وأرسلت ثلاث دول عربية هي السعودية ولبنان والمغرب، لاعبين للمشاركة في أولمبياد بكين الشتوية. وجدير بالذكر أن هذه أول مرة مشاركة للسعودية في تاريخ الرياضات الأولمبية الشتوية.

حضر رئيس مصر عبد الفتاح السيسي وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان حفل افتتاح دورة بكين للألعاب الأولمبية الشتوية، وأجرى كل منهم محادثات ثنائية مع الرئيس الصيني شي جين بينغ. كما أعرب عدد غير قليل من الدول العربية عن تهانيها لدورة بكين للألعاب الأولمبية الشتوية، حيث تزيّن برج القاهرة في مصر بشعار الأولمبياد الشتوية وقدّم برج خليفة في دبي عرضا ضوئيا، واكتست البنايات الشهيرة في الرياض بالسعودية وبغداد باللون الأحمر الذي يمثل الصين، وأنشدت المطربة الفلسطينية لينا صليبي المولودة بعد عام 1990 النسخة العربية للأغنية الرئيسية للأولمبياد الشتوية ببكين ((معا من أجل مستقبل مشترك))، وعرض نحو مائة شاب مصري وصيني الغناء الجماعي لأغنية ((تتفتح الزهور ونتمتع بأولمبياد الشتوية))، وأعرب كثير من الأصدقاء العرب عن تشجيعهم لدورة بكين للألعاب الأولمبية الشتوية على منصات وسائل التواصل الاجتماعي.

يقول مثل صيني قديم: "لا يمكن للصداقة أن تقوم دائما على العطاء من جانب واحد." فقد أعرب الجانب الصيني عن دعمه الكامل لإكسبو 2020 دبي.

في 31 مارس، اُختتم إكسبو 2020 دبي الذي استمر 182 يوما. باعتباره أول إكسبو يُقام في منطقة الشرق الأوسط، عرضت أجنحة الدول التي بلغ عددها نحو مائتي جناح مفهوم ومنجزات التنمية الاقتصادية والاجتماعية تمحورا حول الموضوع الرئيسي المتمثل في "تواصل العقول وصنع المستقبل"، حيث جذب هذا الإكسبو أكثر من 23 مليون زائر خارج شبكة الإنترنت وحوالي 180 مليون زائر حول العالم لزيارة الإكسبو الافتراضي، مما عزف لحن التبادل بين الحضارات والتواصل بين قلوب الشعوب.

في يوم افتتاح إكسبو 2020 دبي في الأول من أكتوبر عام 2021، ألقى الرئيس شي جين بينغ كلمة خاصة عبّر فيها عن تمنياته للنجاح التام لإكسبو 2020 دبي. وشاركت 192 دولة وعديد من المنظمات الدولية في إكسبو 2020 دبي. كان جناح الصين الذي أُطلق عليه اسم "نور الصين" واحدا من أكبر الأجنحة في إكسبو 2020 دبي بمساحة 4636 مترا مربعا، وعُرضت فيه السكة الحديدية الفائقة السرعة والسيارة الذاتية القيادة ونظام "بيدو" للملاحة وغيرها، فشهد إقبالا من الزوار من مختلف الدول، واستقبل أكثر من 76ر1 مليون زائر.

 

السعي المشترك إلى التنمية

الدول العربية، باعتبارها مشاركة ومؤسسة هامة لحضارة طريق الحرير في التاريخ، تقع في ملتقى "الحزام والطريق"، ومن ثم فإنها شريك تعاون طبيعي للبناء المشترك لـ"الحزام والطريق".

في ظل وباء كوفيد- 19 الذي يجتاح العالم، لم تتوقف المشروعات التعاونية الهامة لـ"الحزام والطريق" بين الصين والدول العربية، بل حققت ثمارا وافرة.

في الخامس من يناير 2022، وقّع كبار المسؤولين من الصين والمغرب ((الخطة التعاونية لحكومة جمهورية الصين الشعبية وحكومة المملكة المغربية بشأن دفع البناء المشترك لـ"الحزام والطريق")). المغرب أول دولة في شمالي أفريقيا وقّعت خطة تعاون للبناء المشترك لـ"الحزام والطريق" مع الصين، مما يعمق التعاون بين البلدين في المنشآت التحتية والاقتصاد والتجارة والاستثمار وغيرها من المجالات ويعزز المواءمة بين إستراتيجيات التنمية للبلدين بشكل أفضل.

وفي 17 فبراير، وقّعت مجموعة سينوبك مع شركة سوناطراك الوطنية عملاق الصناعة النفطية الجزائرية عقد المقاولات العامة EPC لمشروع خزان تخزين الغاز الطبيعي المسال الجديد لشركة النفط الوطنية الجزائرية، بقيمة 183 مليون دولار أمريكي، وسيُنجز هذا المشروع في 40 شهرا، ويهدف إلى رفع سعة تخزين الغاز الطبيعي المسال.

وفي التاسع من مارس، أنجزت شركة مجموعة هندسة البناء الصينية المحدودة (CSCEC) بناء الهيكل الخرساني الرئيسي للبرج الهلالي PK08 في منطقة الأعمال المركزية في العاصمة الإدارية الجديدة بمصر، ليصبح أول بناء مشترك بين المقاولين المصريين والصينيين يتم الانتهاء من الهيكل الرئيسي له بمشروع منطقة الأعمال المركزية، وجدير بالذكر أن البرج الأيقوني الذي أكملت شركة مجموعة هندسة البناء الصينية المحدودة الهيكل الخرساني له في 17 يونيو 2021، هو "أطول برج في أفريقيا"، والبرج الرمزي لمنطقة الأعمال المركزية في العاصمة الإدارية الجديدة بمصر.

التنمية أساس ومفتاح الحل لكل المشكلات. مع التعاون بين الصين والدول العربية في البناء المشترك لـ"الحزام والطريق"، كخط رئيسي، أظهر التعاون البراغماتي الصيني- العربي صلابة جبارة وحيوية قوية. في عام 2021. حافظت الصين على وضعها كأكبر شريك تجاري للدول العربية، وتجاوز حجم التبادل التجاري بين الجانبين 330 مليار دولار أمريكي، بزيادة سنوية بلغت نسبتها نحو 37%. وفي الوقت الذي تتطور فيه بانتظام المشروعات الهامة لـ"الحزام والطريق" بين الصين والدول العربية، يشهد التعاون في الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي والطيران والفضاء وغيرها من التقنيات العالية والحديثة تطورا سريعا، الأمر الذي يدفع التعاون الفعلي بين الصين والدول العربية إلى مستوى أعلى.

مواجهة التحديات معا

منذ وقت طويل، الأمن والتنمية مشكلتان أرهقتا تفكير دول الشرق الأوسط. خلال العقود المنصرمة، بادرت بعض القوى الأجنبية إلى التدخل في شؤون الشرق الأوسط، مما ألحق الضرر بالمنطقة وشعوبها مرة بعد مرة. اليوم، جاء القرن الحادي والعشرون، وينبغي ألا يستمر هذا الوضع، بل ينبغي منح حق المحافظة على الأمن والتنمية في الشرق الأوسط إلى أيدي الشعوب في المنطقة بشكل مطلق، ودعم سعي دول الشرق الأوسط إلى السلام من خلال التضامن، وإلى الاستقرار من خلال الاعتماد على نفسها، وإلى التنمية من خلال التعاون، لتحقيق السلام والازدهار الدائم في منطقة الشرق الأوسط.

باعتبارها شريكا إستراتيجيا لدول الشرق الأوسط، تلعب الصين دورا بناء في المنطقة، حيث لا نسعى وراء أي مصالح جغرافية، ولن نحاول ملء ما يُسمى بـ"فراغ القوة" في الشرق الأوسط. بل تدعم الصين دول الشرق الأوسط لحل مشكلة الأمن الإقليمي من خلال التضامن والتنسيق، ودعم شعوب الشرق الأوسط في استكشافها طريق التنمية الذاتية باستقلال.

طرحت الصين في الفترة الأخيرة سلسلة من المبادرات بشأن قضايا الشرق الأوسط، منها مبادرة من خمس نقاط لتعزيز السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، بهدف تشجيع الدول في هذه المنطقة على التخلص من النزاع الجغرافي بين القوى الكبرى والسير في طريق الاتحاد في سبيل التقدم؛ والأفكار ذات النقاط الثلاث لتنفيذ "حل الدولتين" بين فلسطين وإسرائيل للمساعدة في الحل العادل لقضية فلسطين، ومقترح من أربع نقاط لحل القضية السورية. كما اقترحت الصين العودة إلى تنفيذ الاتفاقية الشاملة بشأن القضية النووية الإيرانية والمحافظة على النظام الدولي لعدم انتشار الأسلحة النووية.

تظل القضية الفلسطينية جوهر قضية الشرق الأوسط. وفي القضية فلسطينية، لا يغيب دعم الصين ويظل ثابتا. وترى الصين أنه برغم تغيّر الوضع الدولي باستمرار، لا يجوز تهميش القضية فلسطينية على كل حال.

في 23 مارس 2022، تحدّث عضو مجلس الدولة ووزير خارجية الصين وانغ يي مع وزير خارجية فلسطين رياض المالكي على هامش الدورة الـ48 لاجتماع مجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي الذي عُقد في إسلام آباد في باكستان، حيث أكد وانغ يي قائلا: "إن الجانب الصيني سيواصل الوقوف بحزم إلى جانب الشعب الفلسطيني. وطالما لم تُحَل القضية الفلسطينية، لن ينقطع دعم الصين لنضال الشعب الفلسطيني من أجل القضية العادلة."

وفي 6 إبريل، أجرى الوزير وانغ يي اتصالا هاتفيا مع رئيس الوزراء المناوب ووزير خارجية إسرائيل يائير لبيد، بناء على طلب الأخير، حيث أكد أن تجمّد مفاوضات السلام بين إسرائيل وفلسطين لوقت طويل لا يتفق مع مصالح مختلف الأطراف، ولدى فلسطين حق مشروع في إقامة دولتها المستقلة. وتدعم الصين إسرائيل وفلسطين في استئناف محادثات السلام في أقرب وقت ممكن على أساس حل الدولتين، وترغب في توفير تسهيلات للمفاوضات المباشرة بين الجانبين.

في قضية دفع عملية السياسية السورية، تدعو الصين المجتمع الدولي إلى المواجهة الشاملة للقضايا الهامة التي تضر بسيادة سوريا وأمنها وتنميتها، لتهيئة ظروف طيبة للعملية السياسية السورية.

في 26 يناير، أعرب مبعوث الصين الدائم لدى الأمم المتحدة تشانغ جيون في اجتماع مفتوح بمجلس الأمن بشأن العملية السياسية السورية، أن الجانب الصيني يدعم دفع العملية السياسية التي "يقودها ويملكها السوريون" وفقا لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2254. وفي 16 يناير، أقيمت في دمشق مراسم تسليم المساعدات الغذائية الصينية الطارئة إلى سوريا، حيث وقّع الجانبان الصيني والسوري على شهادة التسليم. وبفضل رعاية زعيمي البلدين، تم إنجاز تسليم كل المساعدات الغذائية الطارئة التي وعدت الصين بتقديمها إلى سوريا، وبلغ حجمها 4270 طنا، مما يجسّد محبة الشعب الصيني العميقة للشعب السوري، ونرجو أن تلعب هذه المساعدات الغذائية دورا إيجابيا في تخفيف صعوبة معيشة الشعب السوري.

بالنسبة إلى المأزق السياسي في ليبيا، تتمسك الصين بضرورة أن تتمسك العملية السياسية بمبدأ أن "يقود الليبيون ويملكون العملية"، وتدعم جامعة الدول العربية في تعزيزها التبادل والتنسيق مع الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي من خلال آلية "المجموعة الرباعية" المعنية بليبيا، لتلعب دورا إيجابيا وبناء أكبر في دفع العملية السياسية الليبية.

إن الأمن والاستقرار أساس. يجب أن يكون العالم العربي أرضا مستقرة مزدهرة، وأن لا يكون رقعة الشطرنج لتنافس القوى الكبرى. ويجب أن تكون الدول العربية نفسها سادة مصيرها، وتمسك بمفتاح المحافظة على الاستقرار وتعزيز السلام بين أيديها بشدة.

إن العلاقات بين الصين والدول العربية عريقة الينبوع وطويلة المجرى، وبين الجانبين الصيني والعربي معرفة وطيدة، وتجمع بينهما الصداقة، ويتشاركان في السراء والضراء، ويحرسان بعضهما بعضا ويحميان بعضهما بعضا في الغيوم الداكنة للحرب الباردة؛ ويتمسكان بالعدالة في ظل تعددية الأقطاب للعالم، ويسعان إلى التعاون والفوز المشترك في ظل العولمة الاقتصادية. يصادف هذا العام الذكرى السنوية الستين للاحتفال باستقلال الجزائر، ولن ينسى الشعب الصيني أن الجزائر ونحو ثلاثين دولة أخرى قد طرحت مشروعا مشتركا لدعم جمهورية الصين الشعبية لاستعادة مقعدها الشرعي في الأمم المتحدة. "لنعمل معا نحو المستقبل!" هذا ما قاله الرئيس شي جين بينغ في كلمة التهنئة التي ألقاها بمناسبة حلول عام 2022، وتُجسّد هذه الكلمة تحمُّل الصين المسؤولية لتعزيز سلام وتنمية العالم باعتبارها دولة كبيرة، وعزيمتها وعملياتها لدفع بناء رابطة المصير المشترك للبشرية وتعزيز البناء المشترك العالمي للمستقبل الجميل.

الطيور على أشكالها تقع، والرجلان اللذان يتمتعان بتطلّعات مشتركة تنشأ بينهما صداقة. طرح الرئيس شي "معا من أجل مستقبل مشترك" وهو تطلّع إلى مستقبل رابطة المصير المشترك للبشرية، مما أثار استجابة حارة على أرض الشرق الأوسط ذات الرابطة التي لا تنفصم مع الصين.

في الوقت الحالي، يعمل الجانبان الصيني والعربي على الاستعداد للقمة الصينية- العربية الأولى المتوقع أن تُعقد في السعودية هذا العام. نتطلّع إلى أن هذا الحدث العظيم في تاريخ العلاقات الصينية العربية سيدفع تقدم بناء رابطة المصير المشترك بين الصين والدول العربية إلى مستوى أعلى وأن يتوجه الجانبان نحو مستقبل أجمل معا.

 

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4