عين صينية < الرئيسية

الصين تتقاسم فرص تنميتها مع العالم

: مشاركة
2022-04-07 09:42:00 الصين اليوم:Source كانغ كاي:Author

في لحظة مهمة وبينما تنتشر متحورات فيروس كورونا في أنحاء العالم، ويتزايد عدم اليقين بشأن انتعاش الاقتصاد العالمي، ويشهد الوضع الدولي الحالي تغيرات معقدة وعميقة، عقدت "الدورتان" السنويتان لعام 2022 في بكين، بمشاركة نحو ثلاثة آلاف نائب في المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني وحوالي ألفي عضو في المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، يحملون على عاتقهم الثقة الكبرى للشعب، ويؤدون واجباتهم وفقا للقانون، ويشاركون في تقديم مقترحاتهم للتوصل إلى اتفاق على نطاق واسع.

إن تنمية الصين، وهي ثاني أكبر اقتصاد في العالم، لها أهمية كبيرة وتأثير متعاظم في العالم. أرسلت "الدورتان" السنويتان هذا العام سلسلة من الإشارات الإيجابية إلى العالم، مثل تعزيز التنمية العالية الجودة، ومواصلة توسيع الانفتاح العالي المستوى، وتعزيز التنمية الخضراء والمنخفضة الكربون، التي جذبت اهتماما كبيرا من المجتمع الدولي.

النمو الاقتصادي المستهدف يعزز الثقة العالمية

يرتبط الأداء الاقتصادي للصين بالتوقعات الاقتصادية العالمية. في تقرير عمل الحكومة الصينية لهذا العام، جذب معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي المستهدف لعام 2022، وهو 5ر5%، انتباه العالم.

جاءت تعليقات العديد من وسائل الإعلام الأجنبية إيجابية بشأن نسبة الـ5ر5%، باعتبار أنه في ظل الوضع الدولي المعقد الحالي، فإن نمو الاقتصاد الصيني بهذه النسبة سيساعد على تعزيز الثقة العالمية.

يشهد نمو الاقتصاد العالمي تباطؤا نتيجة لتفشي فيروس كورونا الجديد في أنحاء العالم. تشير أحدث ((التوقعات الاقتصادية العالمية)) الصادرة عن البنك الدولي في 11 يناير عام 2022، إلى أن الاقتصاد العالمي سينمو بنسبة 1ر4% في عام 2022، بانخفاض 2ر0% عن التوقعات السابقة. كما خفض صندوق النقد الدولي في آخر تحديث لـ((تقرير آفاق الاقتصاد العالمي)) الصادر في 25 يناير عام 2022، معدل النمو الاقتصادي العالمي لهذا العام بمقدار 5ر0% عن توقعاته في أكتوبر من عام 2021 إلى 4ر4%. ويلقي التأثير الجيوسياسي للأزمة الأوكرانية بظلاله على آفاق الانتعاش الاقتصادي العالمي.

يتجاوز معدل النمو المستهدف للاقتصاد الصيني، 5ر5%، توقعات المنظمات الاقتصادية الدولية والاقتصاديين، وهو أيضا معدل نمو من متوسط إلى عالي السرعة على قاعدة عالية.

قال شيانغ دونغ، نائب مدير مكتب البحوث بمجلس الدولة الصيني، إن إجمالي الناتج المحلي الصيني في عام 2021 تجاوز 114 تريليون يوان (الدولار الأمريكي يساوي 3ر6 يوانات حاليا). وعلى هذا الأساس، إذا تم تحقيق معدل النمو المستهدف، 5ر5%، هذا العام، فإنه يعادل النمو بنسبة 7% قبل خمس سنوات وبنسبة 5ر10% قبل عشر سنوات. ويمكن تصنيف حجم الزيادة الاقتصادية هذا لمدة عام واحد ضمن أفضل 20 اقتصادا في العالم. وتشير البيانات إلى أنه بعد ان كانت الصين رائدة في التعافي الاقتصادي وتحقيق نمو إيجابي في عام 2020، حقق الاقتصاد الصيني نموا بنسبة 1ر8% في عام 2021، مما ساهم بنحو 25% في نمو الاقتصاد العالمي. في السنوات العشر الماضية، كان معدل مساهمة الاقتصاد الصيني في نمو الاقتصاد العالمي مستقرا عند حوالي 30%.

لقد أثبتت الحقائق أن الصين تلعب دورا متزايد الأهمية في انتعاش ونمو الاقتصاد العالمي، ولا تزال واحدة من "القاطرات الموثوقة" لنمو الاقتصاد العالمي، مما يضخ مزيدا من عوامل الاستقرار إلى الاقتصاد العالمي.

في ظل الوضع المحلي والدولي المعقد والمتغير باستمرار، زادت المخاطر والتحديات التي تواجه تنمية الصين بشكل كبير، مما يفرض عليها "تسلق المنحدرات والتغلب على العقبات".

في مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي الذي عقد في نهاية عام 2021، طرح شي جين بينغ، الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني والرئيس الصيني ورئيس اللجنة العسكرية المركزية، المطلب العام المتمثل في إعطاء الأولوية لتحقيق الاستقرار مع مواصلة التقدم. في "الدورتين" السنويتين لهذا العام، أصبح "إعطاء الأولوية لتحقيق الاستقرار مع مواصلة التقدم" كلمة ساخنة مرة أخرى.

يعتقد الخبراء الأجانب عموما أن معدل النمو المستهدف للاقتصاد الصيني، 5ر5%، والذي يأخذ في الاعتبار عوامل الخطر العالمية بشكل كامل، يتماشى مع واقع التنمية الاقتصادية في الصين.

قال خه لي فنغ، رئيس اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح، في تصريحات صحفية خلال "الدورتين" السنويتين لهذا العام: "تتمتع التنمية الاقتصادية في الصين بقدرة قوية على التحمل ومرونة كبيرة، وكيانات السوق المليئة بالحيوية والقدرة الكبيرة على مقاومة المخاطر، وهذا هو ما يجعلنا نثق في تحقيق معدل النمو المستهدف، 5ر5%."

قال مارتن رايزر، المدير المكلف بشؤون الصين في البنك الدولي: "البيئة التي تواجه الاقتصاد الصيني في عام 2022 ليست متفائلة، لكن لا يزال لدى الصين مساحة سياسية كافية لدعم النمو الاقتصادي المستقر".

إن إمكانات النمو القوية والعديد من الظروف المواتية هي الأساس القوي للاقتصاد الصيني لتحقيق معدل نمو من متوسط ​​إلى عالي السرعة. سيطرت الصين على الوباء في الوقت المناسب وبطريقة فعالة، وكانت رائدة في استعادة النمو الاقتصادي في العالم، إلى جانب السوق الكبيرة الجاذية وكيانات السوق النابضة بالحيوية، وسلسلة التصنيع وسلسلة الإمداد العالية المرونة، إلخ. كلها تعزز ثقة الصين في التعامل مع عوامل عدم اليقين الخارجية في المستقبل.

الثقة التي تبثها الصين في الاقتصاد العالمي أكثر بكثير من معدل النمو نفسه، فهي تأتي أيضا من خطوات الصين الراسخة في تطبيق مفاهيم التنمية الجديدة، وبناء نمط جديد للتنمية، وتعزيز التنمية العالية الجودة؛ وتأتي من التزاماتها الثابتة في مواصلة فتح سوقها الكبيرة، مما يوفر المزيد من الفرص للمؤسسات من جميع أنحاء العالم لتطور أعمالها في الصين. وسيضفي هذا أهمية بعيدة المدى على التنمية الاقتصادية العالمية الحالية وحتى على المدى الطويل.

إشارة إلى العالم بأن الصين تعزز الانفتاح والمشاركة

منذ عام 2021، تنتشر متحورات فيروس كورونا الجديدة مثل دلتا وأوميكرون على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم، وضعف زخم انتعاش الاقتصاد العالمي. من ناحية، تتعاون الصين مع دول أخرى في العالم لمكافحة الوباء بطرق مختلفة، ومن ناحية أخرى، تساهم في دفع انتعاش الاقتصاد العالمي.

في "الدورتين" السنويتين هذا العام، أعربت الصين للعالم مجددا وبوضوح عن رغبتها في فتح السوق الصينية وتطويرها ومشاركتها.

أكد تقرير عمل الحكومة هذا العام، أن الصين ستوسع الانفتاح العالي المستوى وتعزز التنمية المطردة للتجارة الخارجية والاستثمار الأجنبي.

من تقرير المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني إلى قمة منتدى "الحزام والطريق" للتعاون الدولي ومنتدى بوآو الآسيوي ومعرض الصين الدولي للاستيراد وغيرها من المناسبات المحلية والدولية الهامة، شدد شي جين بينغ غير مرة على أن "باب انفتاح الصين سيتوسع ولن يغلق أبدا". على خلفية التيارات المعاكسة في العولمة الاقتصادية، والأوضاع السياسية والاقتصادية الدولية المعقدة والمتغيرة باستمرار، وضباب وباء كورونا الجديد، فإن هذه "الجملة الذهبية" لشي جين بينغ تهدف إلى إظهار أن الصين ملتزمة دائما بالسياسة الوطنية الأساسية للانفتاح على العالم الخارجي.

إن الالتزام بالانفتاح هو سياسة وطنية أساسية للصين. لقد انفتحت الصين على العالم الخارجي لأكثر من 40 عاما وطورت نفسها وأفادت شعبها والعالم.

في العشرين عاما التي انقضت منذ انضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية، تطورت الصين لتصبح ثاني أكبر اقتصاد وأكبر دولة لتجارة السلع، وأكبر دولة مستقبلة لرأس المال الأجنبي في العالم. لقد تحققت إنجازات التنمية هذه حتى الآن في ظل الانفتاح، كما يجب تحقيق التنمية العالية الجودة للاقتصاد الصيني في المستقبل في ظل ظروف أكثر انفتاحا.

في عام 2013، طرح شي جين بينغ مبادرة "الحزام والطريق"، التي جذبت انتباه المجتمع الدولي وحظيت باستجابة واسعة النطاق من قبل البلدان الواقعة على طول "الحزام والطريق". منذ يناير 2021، وقعت الصين 205 وثائق تعاون للبناء المشترك لـ"الحزام والطريق" مع 140 دولة و31 منظمة دولية. لقد أحدث وباء كورونا الجديد تأثيرا شاملا على العالم، لكن تعاون "الحزام والطريق" لم يتوقف، بل استمر منطلقا إلى الأمام في مواجهة العواصف وحققت نتائج جديدة، وأظهر مرونة وحيوية قويتين.

في الوقت نفسه، أنشأت الصين على التوالي 21 منطقة تجارة حرة تجريبية ونفذت فيها سياسات تحرير وتسهيل التجارة والاستثمار العالية المستوى. وتم إنشاء ميناء هاينان للتجارة الحرة، ليكون لافتة واضحة وباب انفتاح مهما، لقيادة انفتاح الصين على العالم الخارجي في العصر الجديد. وقعت الصين تسع عشرة اتفاقية تجارة حرة مع ست وعشرين دولة ومنطقة، وخاصة اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة الإقليمية، تعد أكبر اتفاقية تجارة حرة في العالم تغطي حوالي 30% من سكان العالم، كما يمثل حجمها الاقتصادي والتجاري 30% من الإجمالي العالمي.

تسهيل وصول الاستثمار الأجنبي للسوق، وتسريع بناء مناطق التجارة الحرة، وإنشاء ميناء هاينان للتجارة الحرة، إلخ، وتحسين سبل ولوائح النفاذ إلى السوق، وحماية حقوق الملكية، وبناء نظام الائتمان، إلخ، وتنفيذ ((قانون الاستثمار الأجنبي))، والبناء المشترك لـ"الحزام والطريق"، وإقامة معرض الصين الدولي للاستيراد. كلها إجراءات هامة للانفتاح على العالم الخارجي تجعل الصين "بقعة ساخنة" للاستثمار العالمي وأكبر مساهم و"عامل استقرار" لنمو الاقتصاد العالمي.

الأولوية البيئية والتنمية الخضراء والمنخفضة الكربون

تحقيق "ذروة الكربون والحياد الكربوني" قرار إستراتيجي رئيسي اتخذته اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وفي القلب منها الرفيق شي جين بينغ بعد دراسة عميقة، وهو يتعلق بالتنمية المستدامة للأمة الصينية وبناء رابطة المصير المشترك للبشرية.

منذ إدراج "ذروة الكربون والحياد الكربوني" لأول مرة في تقرير عمل الحكومة خلال "الدورتين" السنويتين في عام 2021، تجري أعمال "الكربون المزدوج" على قدم وساق. كما يتضمن تقرير عمل الحكومة لعام 2022 فقرات منفصلة لترتيب مهام عمل "الكربون المزدوج" لهذا العام.

في المداولات العامة الافتراضية للدورة الخامسة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2020، أعلن الرئيس شي جين بينغ في كلمته سعي الصين لتحقيق هدف الوصول إلى ذروة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون قبل عام 2030 وتحقيق الحياد الكربوني قبل عام 2060. وقد أدى إعادة التأكيد الراسخ على هدف "الكربون المزدوج" الصيني إلى تعزيز الثقة بشكل كبير في حوكمة المناخ العالمي.

حتى نهاية عام 2020، تم بناء 2121 مصنعا أخضر، و171 مجمعا صناعيا أخضر، و189 مؤسسة لسلسلة التوريد الخضراء، وتم استكشاف عدد من نماذج التحول للتصنيع الأخضر والموفر للطاقة؛ ويحافظ عدد المؤشرات مثل القدرة المركبة للطاقة النووية على المرتبة الأولى في العالم؛ تتطور صناعة سيارات الطاقة الجديدة بسرعة، حيث تمثل حاليا حوالي 50% من الإجمالي العالمي، وقد احتل إنتاجها ومبيعاتها المرتبة الأولى في العالم لمدة ست سنوات متتالية.

في أولمبياد بكين الشتوية 2022، تم استخدام الطاقة الكهربائية النظيفة والخضراء في جميع الحلبات، واستخدمت المبردات المتطورة الصديقة للبيئة على نطاق واسع في قاعات وملاعب الجليد، وتم إجراء الاستعادة البيئية في منطقتي يانتشينغ وتشانغجياكو اللتين أقيمت فيهما المنافسات، سعيا لتحقيق هدف "الحياد الكربوني" للأولمبياد الشتوية.

أصبح التحول الأخضر والمنخفض الكربون ممارسة شائعة في الصين، يدقع من هدف "الكربون المزدوج".

قالت إنغر أندرسن، المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة: "قدمت الصين مثالا جيدا على طريق الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري." وأضافت أن الإعلان عن سياسات رئيسية مثل هدف "الكربون المزدوج" يعكس دعم الصين الثابت للتعددية والتزامها الثابت بمستقبل أكثر خضرة وازدهارا.

في مواجهة واقع تعميق التصنيع والتحول الحضري والزيادة المستمرة في الطلب على الطاقة، تسعى الصين جاهدة لاستكشاف مسار التحول الأخضر الذي يتوافق مع التنمية الفعلية للبلاد ويفهمه ويدعمه أكبر عدد ممكن من الناس، مع السعي الحثيث لتعزيز التحول الأخضر في التنمية الاقتصادية وتحقيق تنمية أكبر في التحول الأخضر.

أكد شي جين بينغ في "الدورتين" السنويتين لهذا العام أن تحقيق هدف "الكربون المزدوج" هو تغيير شامل وعميق، وهو أيضا مهمة طويلة الأجل. يجب أن يكون علميا وثابتا ومنظما.

يعتقد أحمد راماي، الرئيس التنفيذي للمعهد الآسيوي لبحوث الحضارة الإيكولوجية والتنمية في باكستان، أن الصين تتخذ خطوة قوية في التحول الأخضر، وأن السياسات المعنية التي تمت صياغتها في "الدورتين" السنويتين لهذا العام سيكون لها تأثير إيجابي على العالم.

--

كانغ كاي، معلق خاص لمجلة ((الصين اليوم)).

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4