عين صينية < الرئيسية

بناء رابطة المصير المشترك بين الصين والدول العربية في العصر الجديد

: مشاركة
2022-01-14 16:06:00 الصين اليوم:Source كانغ كاي:Author

في بداية كل عام، يتجدد كل شيء. والعلاقات الصينية- العربية في بداية عام 2022، تقف على نقطة انطلاق تاريخية جديدة، حيث فرصة مهمة لتحسين جودتها وتوطيد أواصرها.

في الدورة التاسعة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني- العربي، التي عقدت في يوليو 2020، اتفق الجانبان الصيني والعربي على عقد القمة الصينية- العربية الأولى التي سيتضمن جدول أعمالها مسألة بناء رابطة المصير المشترك بين الصين والدول العربية في العصر الجديد. في الوقت نفسه، تتطلع الصين والدول العربية إلى عقد الدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني- العربي في الصين في عام 2022.

اليوم، تتشابك التغيرات غير المسبوقة منذ قرن في العالم وتفشي وباء كوفيد- 19، ولكل منهما تأثير على الآخر، كما أن هيكل النظام الدولي يشهد تطورا عميقا ومعقدا. تعمل الصين والدول العربية على بناء رابطة المصير المشترك بما يواكب تطور العصر ويتماشى مع تطلعات شعبي الجانبين. وذلك سيدعم بقوة الارتقاء الشامل للشراكة الإستراتيجية الصينية- العربية، ويحقق قفزة في تنمية العلاقات الثنائية، وإفادة شعبي الجانبين على نحو أفضل.

لماذا تحتاج الصين والدول العربية إلى التكاتف لبناء رابطة المصير المشترك للبشرية؟

إن رابطة المصير المشترك بين الصين والدول العربية، جزء مهم من رابطة المصير المشترك للبشرية. تمثل الصين والدول العربية قوتين سياسيتين مهمتين على الساحة الدولية، وينبغي أن يستمر التعاون الثنائي في التطور في موجة التنمية والتقدم العالميين وفي وتيرة التاريخ البشري. وعلى خلفية الوضع الدولي الذي يشهد تطورات متسارعة وتغييرات كبيرة وتحولات ضخمة، يصبح بناء رابطة المصير المشترك بين الصين والدول العربية أكثر أهمية.

يقول العرب، إن الصداقة شجرة جذورها الوفاء وأغصانها الوداد وثمارها الاتصال. تاريخيا، كان هناك تبادلات اقتصادية وتجارية وثقافية مكثفة بين الصين والدول العربية، وترتبط مصائر الجانبين ارتباطا وثيقا، ما وفر أساسا تاريخيا قويا لبناء رابطة المصير المشترك بينهما. على الرغم من البعد الجغرافي بين الصين والدول العربية، فإن شعبيهما متقاربان مثل عائلة واحدة. ومن خلال التبادلات عبر الزمان والمكان، يتعامل الشعبان الصيني والعربي مع بعضهما البعض  بالصدق والإخلاص، ونشأت بينهما صداقة مخلصة على طريق الحرير القديم، وتقاسما السراء والضراء في النضال من أجل الاستقلال الوطني، وساعد كل منهما الآخر في رحلة بناء بلدانهم. لقد أثبت التاريخ والممارسة أن العلاقة التعاونية الودية بين الصين والدول العربية مستقرة في عالم يعج بعوامل عدم اليقين، وبغض النظر عما يواجهان من صعوبات وعقبات. تتمتع الصين والدول العربية بعلاقات جيدة على الدوام، فالصينيون والعرب شركاء وإخوة في السراء والضراء. والثقة المتبادلة بينهما غير قابلة للكسر ولا يمكن شراؤها بالمال.

في الوقت الحالي، لا يزال وباء "كوفيد- 19" ينتشر في كافة أرجاء العالم، والوضع الوبائي في المناطق والدول المختلفة معقد للغاية ولا يمكن التنبؤ به. لقد أصبح مفهوم "رابطة المصير المشترك للبشرية" أكثر أهمية وقيمة في هذه اللحظة المظلمة التي تواجه فيها البشرية جمعاء وباء "كوفيد- 19". منذ تفشي "كوفيد- 19"، اتخذت الصين والبلدان العربية معا إجراءات بشكل سريع لمعالجة الوباء وتعزيز التعاون الثنائي في مجال الصحة، وهذا تجسيد حي للمصير المشترك بين الصين والدول العربية. من المؤكد أنه في عصر ما بعد الوباء، سيولد العالم من جديد مثلما يولد طائر الفينيق من الرماد. الآن، تحتاج الصين والدول العربية أكثر من أي وقت مضى إلى تعزيز التعاون بينهما، والتغلب على الصعوبات معا، والمضي قدما جنبا إلى جنب.

الأمن والاستقرار شرطان أساسيان للتنمية الوطنية، وهما مرتبطان ارتباطا وثيقا بالمصالح الأساسية لجميع بلدان العالم. والدعم المتبادل للمصالح الجوهرية والدفاع عن العدالة الدولية ملمحان مميزان للعلاقات الصينية- العربية، والجوهر الأساسي لبناء رابطة المصير المشترك بين الجانبين. تقف الدول العربية دائما بجانب الصين في القضايا التي تتعلق بالمصالح الجوهرية لها. لقد رفعت الدول العربية ككل أصواتها الداعمة للصين مرارا وتكرارا في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في القضايا التي تتعلق بشينجيانغ والتبت وهونغ كونغ وغيرها. من جانبها، تشارك الصين في الشؤون الإقليمية بشكل بناءة، وتتمسك بالإنصاف وتحافظ على الإنصاف، وتعمل مع الدول العربية لإيجاد أقصى توافق بشأن شواغل جميع الأطراف من خلال الحوار، وتسعى لتوفير المزيد من المنافع العامة لتحقيق الاستقرار الإقليمي. كما اقترحت الصين غير مرة مبادرات جديدة بشأن القضية الفلسطينية- الإسرائيلية، والاتفاق النووي الإيراني، وأمن الخليج، والقضية السورية، وتسعى جاهدة لإشراك جميع الأطراف في الشرق الأوسط، لا سيما الأطراف المتنازعة، والتفاوض على إقامة حوار أمني وآلية تعاون مقبولة لجميع الأطراف. ولذلك فقد طرح عضو مجلس الدولة ووزير خارجية الصين وانغ يي، مبادرة مكونة من خمس نقاط بشأن تحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط خلال زيارته لست دول في الشرق الأوسط في مارس 2021، كما طرح خلال زيارته للشرق الأوسط في يوليو من نفس العام اقتراحا من أربع نقاط لحل القضية السورية وثلاثة أفكار بشأن تنفيذ "حل الدولتين" للقضية الفلسطينية الإسرائيلية. وفي الوقت نفسه، تولي الصين اهتماما كبيرا لاحترام سيادة الدول في الشرق الأوسط، وتقدّر بقوة الدور المهم لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي. وتساعد الصين بنشاط في بناء آلية لحل النزاعات وتحقيق الأمن في الشرق الأوسط من خلال تعزيز الحوار والمفاوضات. لا تتصرف الصين كمتفرج ولا تتعدى حدودها، مما يبرز صورتها كقوة رئيسية مسؤولة.

العمل معا لبناء رابطة المصير المشترك

يعيش العالم اليوم في عصر التغييرات والتحديات والفرص المضطربة. في ظل الوضع الجديد ونقطة الانطلاق الجديدة، كيف يمكن للصين والدول العربية مواصلة تعزيز بناء شراكة إستراتيجية شاملة لإفادة شعبي الجانبين بشكل أفضل؟

لتعزيز بناء رابطة المصير المشترك بين الصين والدول العربية، يجب أن تكون كل من الصين والدول العربية "فاعلة". إن تعزيز بناء نمط جديد من العلاقات الدولية قائم على الاحترام المتبادل والإنصاف والعدالة والتعاون المربح للجانبين، هو السبيل الوحيد لبناء رابطة المصير المشترك بين الصين والدول العربية. تجدر الإشارة هنا إلى أن الهيكل الدولي الحالي يشهد تعديلات عميقة، وتزداد عوامل عدم اليقين وعدم الاستقرار. ما نحتاج إلى رؤيته هو أن هناك بعض الدول تتمسك بعقلية "الحرب الباردة"، وتزعم دائما أن هدفها هو المحافظة على ما يسمى "النظام الدولي القائم على القواعد" في محاولة لفرض إرادتها ومعاييرها على الآخرين، واستبدال القوانين الدولية المقبولة عالميا بقواعد وضعتها دول معينة. في ظل الوضع الحالي، يجب أن نعارض بشكل خاص استخدام قضايا حقوق الإنسان كمبرر وسلاح للهجوم والتدخل في شؤون بلدان أخرى وتشويه سمعتها والضغط عليها. من الضروري التحوط من كل أنواع عدم اليقين في الوضع العالمي عن طريق استغلال استقرار العلاقات بين الصين والدول العربية. نحن ندعو إلى أن النظام الدولي ونظام الحوكمة العالمي يجب أن يتم الحكم عليه واتخاذ القرار بشأنه من قبل شعوب جميع البلدان من خلال التشاور، وليس من قبل بعض الدول فقط أو عدد قليل من الناس. لا يوجد في العالم سوى منظومة واحدة، وهي منظومة دولية التي جوهرها الأمم المتحدة؛ وفيه نظام واحد فقط، وهو النظام الدولي القائم على أساس القانون الدولي؛ وقاعدة واحدة فقط، وهي القاعدة الأساسية للعلاقات الدولية القائمة على مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة. يجب أن يتم التعامل مع الشؤون الدولية من قبل جميع البلدان من خلال التشاور، وتقررها الدول بعد مناقشات ومشاورات مشتركة لجعل التعددية الحقيقية تمارس بشكل فعال.

ينبغي لكل من الصين والدول العربية التركيز على بناء رابطة المصير المشترك السلمية والمتناغمة بينهما. يُعتبر انتشار الإرهاب والأفكار المتطرفة تهديدات خطيرة للسلام والتنمية. لمكافحة الإرهاب والقوى المتطرفة، نحتاج إلى بناء توافق في الآراء. إن الإرهاب لا يعرف حدودا، ولا يُميز بين الخير والشر، ويجب أن تطبق معايير موحدة لمكافحته. وبالمثل، لا يجب ربط الإرهاب بدين أو عرق معين، فذلك لن يؤدي إلا إلى الانقسامات العرقية والدينية. لا يمكن لأي سياسة أن تكون فعالة بشكل كامل بمفردها، ويجب أن نتتبع نهجا شاملا ومتعدد الجوانب في مكافحة الإرهاب، ومعالجة كل من الأعراض والأسباب الجذرية. يجب على كل من الصين والدول العربية توحيد جهودهما لمكافحة الإرهاب، وتعزيز التعاون في مكافحة التطرف والقضاء عليه، ومعارضة ربط الإرهاب بدين أوعرق معين. علينا أن نعزز تبادل الخبرات في مجال الحكم والإدارة وأن ندعو إلى الحوار بين الحضارات، والتمسك بمبدأ الانفتاح والشمول بدلا من الغطرسة والتحيز. ويجب تعزيز بناء قدرات أمنية مستقلة، والعمل يدا بيد لمواجهة التحديات الأمنية وبناء بنية أمنية مشتركة وشاملة وتعاونية ومستدامة في الشرق الأوسط.

يبغي لكل من الصين والدول العربية التركيز على بناء رابطة المصير المشترك المتطورة والمزدهرة بينهما. يعتبر بناء رابطة المصير المشترك للبشرية مشروعا منهجيا، ومبادرة "الحزام والطريق" هي منصة عملية مهمة لبناء رابطة المصير المشترك للبشرية. الدول العربية شريكة طبيعية لمبادرة "الحزام والطريق" لموقعها الجغرافي الذي يقع عند تقاطع "الحزام والطريق". لم يتسبب وباء "كوفيد- 19" في توقف التعاون بين الصين والدول العربية، بل قام الجانبان بتنشيط التعاون في إطار "الحزام والطريق"، وتم إطلاق العديد من المشروعات الرئيسية بنجاح. على سبيل المثال، تم الانتهاء من الهيكل الرئيسي "لأطول برج في إفريقيا" في منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة في مصر، والذي تم بناؤه من قبل شركة إنشاءات صينية؛ تم الانتهاء من مشروع بناء الملعب الرئيسي لكأس العالم 2022 في قطر والذي بنته شركات صينية؛ وتتقدم مشروعات كبيرة مثل المنطقة النموذجية الصينية- الإماراتية للتعاون في الطاقة الإنتاجية، وميناء الجزائر المركزي وغيرها بشكل مطرد، مما يساهم بشكل ملموس في الاستقرار الاجتماعي والانتعاش الاقتصادي وإفادة الناس في المنطقة. في هذا العصر، تسير كل من الصين والدول العربية قدما على طريق النهضة الوطنية، وتُعد التنمية المشتركة أكثر تطلعات الجانبين حماسة. يتعين على الصين والدول العربية تعميق مواءمة إستراتيجيات التنمية، وتعزيز تقارب المعايير والقواعد في مختلف المجالات، والمساعدة في تنشيط تنمية الدول العربية، وتحقيق حلم نهضة الأمة في الصين والدول العربية معا. ويجب العمل معا من أجل البناء العالي الجودة لـ"الحزام والطريق"، وتعميق التعاون التقليدي في مجال الطاقة والقدرة الإنتاجية، وتوسيع التعاون في مجال تكنولوجيا الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا الفضاء، وخلق أقطاب نمو جديدة في التعاون الرقمي والصحي والأخضر.

مواصلة دفع بناء رابطة المصير المشترك بين الصين والدول العربية إلى الأمام

تعتبر الصين والدول العربية من الدول النامية، ويمثل مجموع مساحة أراضيهما سدس مساحة الأرض في العالم، ويمثل مجموع سكانها ما يقرب من ربع إجمالي سكان العالم، وتشكل اقتصاداتها ثُمن إجمالي الناتج الاقتصادي العالمي. ولأن الصين والدول العربية تتمسكان بمفهوم الاحترام المتبادل والتعاون المربح للجانبين، وتصران على تقاسم ثمار التنمية المشتركة، تعمقت وتعززت الثقة السياسية المتبادلة بين الجانبين.

 بعد أن اقترح الرئيس الصيني شي جين بينغ مبادرة "الحزام والطريق" في عام 2013، استجابت الدول العربية بشكل إيجابي، وشاركت في المبادرة بعدة طرق، إما من خلال الاستثمار النشيط في صندوق طريق الحرير، أو مبادرة إلى مواءمة الرؤية الوطنية للتنمية الاستراتيجية مع مبادرة "الحزام والطريق". حتى الآن، وقعت تسع عشرة دولة في المنطقة وجامعة الدول العربية على وثيقة تعاون "الحزام والطريق" مع الصين، وربطت العديد من الدول العربية إستراتيجيات تنميتها مع "الحزام والطريق"، مما عزز تنمية التعاون البراغماتي بين الجانبين للتحرك في اتجاه مضاعفة شاملة. لقد حقق التعاون بين الصين والدول العربية في إطار المبادرة "الحزام والطريق" نتائج مثمرة، وشكل نمط تعاون "1+2+3"، الذي يتخذ التعاون في مجال الطاقة كالقاعدة الأساسية، ويتخذ مجالي البنية التحتية وتسهيل التجارة والاستثمارات كجناحين، والمجالات الثلاثة العالية التقنية للطاقة النووية والأقمار الاصطناعية الفضائية والطاقة الجديدة كنقاط اختراق. وتواصل الصين المحافظة على مكانتها كأكبر شريك تجاري للدول العربية.

يقول مثل صيني قديم: "صداقة الأمم تكمن في العلاقة بين الشعب، والعلاقة بين الشعوب تكمن في تآلف قلوبهم." في ظل الشراكة الإستراتيجية الوثيقة المتزايدة بين الصين والدول العربية، فإن التكامل الوثيق للمصالح الاقتصادية وحدها لا يكفي لتلبية الحاجة إلى تنمية وازدهار رابطة المصير المشترك بين الصين والدول العربية.

إن مفهوم رابطة المصير المشترك للبشرية متجذر في الثقافة التقليدية للأمة الصينية، من "السلام الوطني" إلى "السلام العالمي"، من "القرابة كأسرة واحدة" إلى "العالم ملك للجماهير"، من "العالم المشترك" إلى "رابطة المصير المشترك للبشرية "، كل هذه الأفكار تعبر بشكل كامل عن رغبة الشعب الصيني في العمل مع شعوب العالم لبناء عالم أفضل. ومن الواضح أن هذه الأفكار تتوافق بشكل كبير مع أفكار السلام والحياد والوئام والتسامح والتشاور الديمقراطي وخدمة الشعب العربي.

يعتبر التبادل الثقافي جسرا مهما في العلاقات الثنائية بين الدول، ويلعب دورا مهما في تعزيز المعرفة والتفاهم بين الشعوب ويعزز التنمية المستقرة للعلاقات الثنائية. في السنوات الأخيرة، تطور زخم التبادلات الثقافية بين الصين والدول العربية بسرعة كبيرة، وظهرت العديد من الأنشطة، مثل عام الصداقة وعام الثقافة، وزاد التبادل بين الناس من جميع المستويات والمجالات، وتعمقت التبادلات والاتصالات بينهم أكثر فأكثر، مما أرسى أساسا متينا للثقة السياسية المتبادلة للتعاون الشامل بين الجانبين. حتى الآن، تم افتتاح وتشغيل 18 معهد وفصل كونفوشيوس في عشر دول عربية، بما في ذلك مصر والمملكة العربية السعودية والمغرب ولبنان، التي نفذت أشكالا مختلفة من التبادل والتعاون بمحتويات غنية. ومصر هي الدولة الوحيدة التي لديها ورشتا عمل لوبان، مخصصتان لتوفير التدريب المهني للشباب المصري وتطوير الأكفاء للمؤسسات الصينية والمصرية، ويتم الترحيب بها والاعتراف بها من قبل الطلاب الشباب وكذلك المجتمع.

في يونيو عام 2014، طرح الرئيس شي جين بينغ في مراسم افتتاح الاجتماع الوزاري السادس لمنتدى التعاون الصيني- العربي اقتراحا بتشارك الجانبين الصيني والعربي في بناء رابطة المصير المشترك بين الصين والدول العربية. في يناير عام 2016، وخلال زيارته لمقر جامعة الدول العربية، ألقى الرئيس شي جين بينغ كلمة هامة بعنوان "التشارك في خلق مستقبل أفضل للعلاقات الصينية- العربية "، ذكر مرة أخرى فيها بناء رابطة المصير المشترك للبشرية. وفي يوليو عام 2018، حضر الرئيس شي مراسم افتتاح الاجتماع الوزاري الثامن لمنتدى التعاون الصيني- العربي، وأعلن أن الصين والدول العربية اتفقت بالإجماع على تأسيس "شراكة إستراتيجية للتعاون الشامل والتنمية المشتركة والتوجه نحو المستقبل"، ودعا لأول مرة للعمل لبناء رابطة المصير المشترك بين الصين والدول العربية. وقد حظيت مبادرة الرئيس شي جين بينغ هذه باستجابة إيجابية من قبل الدول العربية. وفي التاسع عشر من شهر أغسطس 2021، في الدورة الخامسة لمعرض الصين والدول العربية، بعث الرئيس الصيني شي جين بينغ برسالة تهنئة إلى حفل افتتاح المعرض، وأكد على أن الصين مستعدة للعمل مع الدول العربية للسعي معا إلى التعاون والتنمية، وتعزيز التنمية السلمية وتحقيق المنفعة المتبادلة والبناء المشترك العالي الجودة لـ"الحزام والطريق"، ودفع الشراكة الإستراتيجية الصينية- العربية إلى مستوى أعلى، والعمل معا لبناء رابطة المصير المشترك للبشرية في العصر الجديد.

لأكثر من سبع سنوات، تجذرت رابطة المصير المشترك بين الصين والدول العربية وأصبحت أكثر عمقا وفاعلية. والآن، تستعد الصين والدول العربية بنشاط وجدية للقمة الصينية- العربية الأولى. يتعين على الجانبين تهيئة مناخ أفضل لعقد القمة بنجاح، وخلق ظروف أفضل، وتشييد مستوى أعلى من منصة التعاون والتنمية. ويجب على الجانبين استيعاب الاتجاه الإستراتيجي للعلاقات الثنائية من منظور دولي أوسع، وتقوية التواصل والتنسيق الإستراتيجيين، وتعزيز التعاون الإستراتيجي بين الجانبين بوعي تاريخي أكثر إلحاحا، وخلق المزيد من المنتجات العامة المتبادلة المنفعة والمربحة للجانبين. على سبيل المثال، تنتظر اتفاقية منطقة التجارة الحرة بين الصين ومجلس التعاون لدول الخليج العربية التوقيع الرسمي. الصين ومجلس تعاون دول الخليج العربية، كأكبر سوقين لاحتياطي الدولار الأمريكي خارج الولايات المتحدة الأمريكية، يجب عليهما تكثيف المشاورات والتنسيق حول التعاون والدعم المتبادل في القطاع المالي في مواجهة الضعف المستمر للدولار الأمريكي. ومع ظهور الثورة التكنولوجية الجديدة التي تميزت بالإنترنت والبيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي، يتعين على الصين و الدول العربية تنفيذ خطط وتدابير محددة في التجارة الإلكترونية والتجارة الرقمية وتطوير الطاقة الجديدة واستخدامها من أجل تحقيق جودة عالية في النقل والاتصال، إلخ.

"أصحاب الطموحات والأهداف الواحدة لا تبعد بينهم المسافات." لدينا أسباب قوية للاعتقاد بأن نجاح القمة الصينية- العربية الأولى سيترك بصمة غير عادية في تاريخ العلاقات الصينية- العربية وسيساهم بالضرورة في قضية بناء رابطة المصير المشترك للبشرية.

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4