عين صينية < الرئيسية

البناء المشترك لموطن نظيف وجميل على كوكب الأرض

: مشاركة
2021-11-08 11:00:00 الصين اليوم:Source هو يوي شيانغ ووو سي كه:Author

في السنوات الأخيرة، تزايدت الكوارث الطبيعية في العالم، مما يذكر الناس مرة أخرى بالتفكير في العلاقة بين الإنسان والطبيعة بشكل عميق. وقد حذر تقرير للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة من أن تغير المناخ قد أصبح تهديدا واقعيا لبقاء وتنمية البشرية، ويحتاج إلى تحمل المسؤولية واتخاذ الإجراءات والمواجهة المشتركة من المجتمع الدولي. قال الرئيس الصيني شي جين بينغ في قمة الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي التي عقدت في الثلاثين من سبتمبر عام 2020: "في الوقت الحاضر، تزداد سرعة انقراض أنواع الحيوانات في العالم بلا انقطاع. ويشكل فقدان التنوع البيولوجي وتدهور النظام الإيكولوجي خطرا كبيرا على بقاء الإنسان وتنميته. يذكرنا كوفيد -19 بالترابط بين الإنسان والطبيعة. يقع على عاتقنا جميعا العمل معا وبشكل عاجل لتعزيز حماية البيئة الإيكولوجية والتنمية الاقتصادية بشكل متواز، حتى نتمكن من تحويل الأرض إلى موطن جميل تعيش فيه جميع المخلوقات في وئام."

إن بناء الموطن الجميل مسؤولية مشتركة للبشرية. من تحديد الخطوط الحمراء للحماية الإيكولوجية وإقامة منظومة الحدائق الوطنية إلى إنشاء التحالف الدولي للتنمية الخضراء لـ"الحزام والطريق" والقيام بالتبادل والتعاون في حماية البيئة مع أكثر من مائة دولة، تظل الصين مشاركة ومساهمة هامة في بناء الحضارة الإيكولوجية في العالم، وتساهم في قضية حماية البيئة الإيكولوجية العالمية بالحكمة والقوة الصينية.

تقدير من العالم

تولي الصين اهتماما بالغا لحماية التنوع البيولوجي، وهي من الدفعة الأولى من الدول التي وافقت على ((اتفاقية التنوع البيولوجي))، وأدرجت "الحضارة الإيكولوجية" في دستورها، وفي التخطيط العام للتنمية الوطنية، وطرحت مفهوم التنمية المتسم بالابتكار والتناسق والخضرة والانفتاح والتمتع المشترك بثمار التنمية، وأصدرت ونفذت ((الإستراتيجية وبرنامج العمل للصين بشأن حماية التنوع البيولوجي (2011- 2030)))، وأصدرت ((الخطة العامة الوطنية للمشروعات الكبرى لحماية وتعافي الأنظمة الإيكولوجية الهامة (2021- 2035)))، فتم وضع الخطوط الحمراء للحماية الإيكولوجية، وأقامت منظومة للمحميات الطبيعية تتخذ الحدائق الوطنية قواما لها، ونفذت المشروع الهام لحماية التنوع البيولوجي، حيث أقامت حوالي 8ر11 ألف محمية طبيعية من مختلف الأنواع وعلى مختلف المستويات، التي تحتل 18% من مساحتها البرية و1ر4% من مساحتها البحرية، وبذلك تحققت حماية حوالي 90% من أنواع الأنظمة الإيكولوجية البرية بشكل فعال و85% من أنواع الحيوانات البرية و65% من طوائف النباتات الأعلى. في السنوات العشر الماضية، تجاوزت المساحة التي أضيفت إلى موارد الغابات سبعين مليون هكتار في الصين، وتحتل الصين المرتبة الأولى في العالم في هذا الصدد؛ وبفضل معالجة التصحر على نطاق واسع ولمدى طويل، تحققت حماية واستعادة الأراضي الرطبة بشكل فعال؛ وتحتل الصين صدارة الدول من حيث حجم جمع الموارد الوراثية للحيوانات والمحافظة عليها. منذ عام 2021، بدأت الصين تطبيق حظر الصيد في المياه الرئيسية لحوض نهر اليانغتسى لمدة عشر سنوات. بالإضافة إلى ذلك، أعلنت الصين السعي إلى الوصول إلى ذروة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون قبل عام 2030 والعمل على تحقيق الحياد الكربوني قبل عام 2060 وغير ذلك من التعهدات المهيبة، مما يعني أن الصين ستحقق أعلى حجم لتخفيض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العالم، وستحقق العملية من الوصول إلى ذروة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون إلى الحياد الكربوني في أقصر فترة زمنية في تاريخ العالم. رغم أن تحقيق هذا الهدف صعب، فإن الصين حريصة على الوفاء بوعدها وحازمة في عملها، وستبذل جهودا وتقدم مساهمات في تحقيق الأهداف التي حددتها ((اتفاقية باريس)) لمواجهة تغير المناخ من خلال أعمالها الحقيقية.

الصين، وبينما تعمل على دفع التنمية الخضراء الذاتية، تقدم مساعدات في حدود قدرتها لكثير من الدول النامية. إن مساهمة الصين في مواجهة تغير المناخ وحماية البيئة الإيكولوجية، مثلما عملت في بناء السكة الحديدية بين أديس أبابا وجيبوتي التي تُعتبر أول سكة حديدية كهربائية عابرة الحدود في أفريقيا وإنشاء صندوق تعاون الجنوب- الجنوب لتغير المناخ، لا تجسد دعمها القوي للتعددية فحسب، وإنما أيضا تُظهر رغبتها في التصدي لتحديات تغير المناخ مع المجتمع الدولي بحزم ثابت.

التعهد المهيب يعكس مسؤولية الدولة الكبيرة

في السنوات الأخيرة، تعهدت الصين بمهابة بمواجهة تغير المناخ والسير في طريق التنمية الخضراء والمنخفضة الكربون بنشاط، مما عزز ثقة العالم في معالجة المناخ. ستزيد الصين مساهمتها الوطنية المستقلة، وتتخذ السياسات والإجراءات الأكثر فعالية والأقوى لتحقيق الوصول إلى ذروة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون قبل عام 2030 وتحقيق الحياد الكربوني قبل عام 2060. بحلول عام 2030، ستنخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الصين بنسبة أكثر من 65% لكل وحدة من الناتج المحلي الإجمالي بالمقارنة مع ما كان عليه في عام 2005، وستبلغ حصة الطاقة غير الأحفورية في استهلاك الطاقة حوالي 25%، وسيزيد حجم الغابات الاحتياطي ستة مليارات متر مكعب بالمقارنة مع ما كان عليه في عام 2005، وسيبلغ إجمالي السعة المركبة لمحطات توليد الكهرباء بالرياح والطاقة الشمسية أكثر من 2ر1 مليار كيلو وات.

في الحقيقة، تسير الصين في طريق التنمية الخضراء بخطى ثابتة، فهي من الدفعة الأولى للدول الموقعة على ((اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ))، وأصدرت خمسة عشر بيانا مشتركا بشأن تغير المناخ مع الدول المعنية لدفع التوصل إلى ((اتفاقية باريس)) وتطبيقها، ووقّعت سبع وثلاثين مذكرة تفاهم بشأن تعاون الجنوب- الجنوب في تغير المناخ مع أربع وثلاثين دولة نامية، وأنشأت الاتحاد الدولي للتنمية الخضراء لـ"الحزام والطريق". تشارك الصين في عمليات مواجهة تغير المناخ مع المجتمع الدولي بنشاط وتبادر في تحمل المسؤولية الدولية، وأصبحت قوة هامة لتنفيذ ((اتفاقية باريس))، وهي دافعة ورائدة لتعزيز معالجة تغير المناخ العالمي.

في الوقت نفسه، ساهمت الصين بالحكمة الصينية والحلول الصينية لبناء الحضارة الإيكولوجية للعالم:

أولا، التمسك بالتعايش المتناغم بين الإنسان والطبيعة. كما قال فيلسوف صيني قديم: "يعيش الكائن عندما تتوفر له الظروف المؤاتية وينمو عندما تتوفر له المغذيات من الطبيعة." تُعد الطبيعة مهدا لكل الأحياء بما فيها البشر، وهي الظروف الأساسية التي يعتمد بقاء وتنمية البشرية عليها. إذا تتعرض الطبيعة للأضرار المنهجية، يصبح بقاء وتنمية البشرية ماء بلا نبع أو شجرة بلا جذور. فيجب علينا أن نحمي البيئة الطبيعية والإيكولوجية مثل حماية العيون، وأن ندفع تشكيل هيكل جديد للتعايش المتناغم بين الإنسان والطبيعة.

ثانيا، التمسك بالتنمية الخضراء. الجبال الخضراء والمياه النقية هي جبال من الذهب والفضة. وحماية البيئة الإيكولوجية هي حماية قوى الإنتاج، وتحسين البيئة الإيكولوجية هو تطوير قوى الإنتاج. تلك حقيقة بسيطة. يجب علينا أن ننبذ أنماط التنمية التي تخرب بل وتدمر البيئة الإيكولوجية، وننبذ الطرق القصيرة النظر التي تسعي إلى التنمية المؤقتة على حساب البيئة. وينبغي جعل البيئة الإيكولوجية الطيبة دعما للتنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة في العالم.

ثالثا، التمسك بالمعالجة المنهجية. تُعتبر الجبال والمياه والغابات والحقول والبحيرات والمروج والصحارى منظومة إيكولوجية لا يمكن أن ينفصل أي منها عن الآخر. من أجل حماية البيئة الإيكولوجية، ينبغي احترام القواعد الفطرية للنظام الإيكولوجي وحسن التوازن بين كافة العوامل الطبيعة، لتعزيز دوران النظام الإيكولوجي والمحافظة على التوازن فيه.

رابعا، التمسك برؤية أن تغير المناخ يمثل تحديا مشتركا للبشر كافة، فلا بد من اتخاذ الأعمال العالمية، والمحافظة على الأمم المتحدة لتكون القناة الرئيسية للتعاون الدولي في تغير المناخ، مع التمسك بوضع الإنسان في المقام الأول، ومواجهة تحدي تغير المناخ في عملية التنمية المستدامة.

البناء المشترك للموطن الجميل من خلال "الانتعاش الأخضر"

نظرا للصدمات والتأثيرات الناجمة عن وباء كوفيد- 19 منذ عام 2020، اقترحت الصين دفع "الانتعاش الأخضر" لاقتصاد العالم في عصر ما بعد الوباء من خلال مفهوم التنمية الجديدة. هذا ليس استعادة للمؤشرات الاقتصادية ونموها بالمعنى التقليدي فحسب، وإنما أيضا استكشاف مفيد لبناء الحضارة الإيكولوجية العالمية.

أمام التهديدات البيئية المتزايدة الخطورة، تضع الصين على الدوام بناء الحضارة الإيكولوجية في المقام البارز لتنمية البلاد، وتدفع التخطيط العام المتمثل في "العناصر الخمسة المندمجة" على نحو شامل، وحققت منجزات ملحوظة في حماية التنوع البيولوجي والمعالجة الإيكولوجية وغيرهما من المجالات، وقدمت مساهمات هامة في حماية البيئة الطبيعية والإيكولوجية العالمية، وأظهرت دورا قياديا في جوانب غير قليلة. قبل شهور، أصبح قطيع الأفيال الآسيوي في يوننان من "المشاهير على شبكة الإنترنت"، وجذبت "قصة هجرتهم الشمالية" انتباه مستخدمي الإنترنت من جميع أنحاء العالم، واعتبرت رمزا لتحسين البيئة في الصين.

أمام تهديد البيئة الذي يتفاقم يوما بعد يوم، يجب على دول العالم أن تفهم العلاقة بين الإنسان والطبيعة بشكل عميق. إن الإنسان والطبيعة رابطة مشتركة للحياة، يجب علينا أن نحترمها ونتكيف معها ونحميها. وتدعو "الحلول القائمة على أساس الطبيعة"، التي وضعها الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، إلى التعايش المتناغم بين الإنسان والطبيعة، والاهتمام ببناء الحضارة الإيكولوجية، وإدراج الاستخدام المستدام للموارد الطبيعية في السياسات وبرامج الأعمال لمواجهة تغير المناخ، لإظهار الدور الدافع للطبيعة إلى حد أقصى وتحسين نتيجة مواجهة تغير المناخ.

أمام التهديد البيئي الذي يتفاقم يوما بعد يوم، يجب على دول العالم أن تعزز التعاون في التصدي لتحديات البيئة في العالم يدا بيد، وتدرج موضوع حماية التنوع البيولوجي في الأعمال الدبلوماسية الوطنية الرفيعة المستوى؛ وتعزز الحوار والتعاون الثنائي والمتعدد الأطراف في مجالات حماية التنوع البيولوجي والتنمية الخضراء وغيرهما؛ وتستفيد من مؤتمرات الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة وقمة "كوكب واحد" وقمة الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي وغيرها من المناسبات الدبلوماسية الرفيعة المستوى على نحو مستفيض، لتعزيز اعترافها بالشراكة، وتقود حوكمة البيئة المتعددة الأطراف في العالم من خلال مفهوم رابطة المصير المشترك للبشرية، وتعزيز التوافق بين جميع الأطراف والبناء المشترك لعالم نظيف جميل.

أمام الأزمات والتحديات العالمية، لا يمكن للبشرية أن تحقق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة والبناء المشترك لعالم جميل إلا من خلال التقدم يدا بيد والسعي إلى التعايش المتناغم بين الإنسان والطبيعة واحترام الطبيعة ومسايرتها وحمايتها لتعزيز التناسق والوحدة بين التنمية الاقتصادية والحماية الإيكولوجية. في الاجتماع الخامس عشر لمؤتمر الأطراف في اتفاقية التنوع البيولوجي الذي عُقد في مدينة كونمينغ بمقاطعة يوننان في الصين في أكتوبر عام 2021، تحقق التوافق بين مختلف الأطراف مرة أخرى، كما أظهر الاجتماع أمام العالم أن الصين ترغب في بذل الجهود مع دول العالم لتقديم مساهمات جديدة في حوكمة البيئة العالمية، والبناء المشترك لموطن نظيف وجميل على كوكب الأرض.

 

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4