عين صينية < الرئيسية

مسيرة الحزب الشيوعي الصيني خلال المائة عام الماضية.. السعي إلى مصالح الشعب

: مشاركة
2021-06-24 13:05:00 الصين اليوم:Source هو يوي شيانغ وو سي كه:Author

السعي وراء سعادة الشعب الصيني ونهضة الأمة الصينية هو الهدف الأصلي للحزب الشيوعي الصيني. على مدار المائة سنة الماضية، عمل الحزب الشيوعي الصيني من أجل قضية الشعب الصيني بلا كلل أو ملل، كما نذر أجيال من أعضاء الحزب الشيوعي الصيني أنفسهم للوفاء بوعودهم، مما يعكس الإيمان السياسي الراسخ للحزب الشيوعي الصيني.

الشعب هو منطلق الطريق الصيني

منذ تأسيسه، اعتبر الحزب الشيوعي الصيني دائما أن خدمة الشعب هي هدفه الأساسي، وقد قاد الشعب الصيني للمضي قدما وخلق أرضية جديدة، حتى فازت الصين بالاستقلال والحرية  والتحرير، وحققت إنجازات عظيمة في البناء الوطني والتنمية.

تأسس الحزب الشيوعي الصيني قبل مائة سنة، حينما كان الشعب الصيني يعاني من الحروب والمجتمع المضطرب والحياة الصعبة. الصين تتمتع، بصفتها دولة عريقة ذات حضارة عمرها أكثر من خمسة آلاف عام، بتاريخ مجيد، لكنها عانت من الصعوبات أيضا، خاصة في العصر الحديث، حيث احتلتها القوى الغربية الصين، وكادت تؤدي إلى هلاك الأمة الصينية. وقد عمل بعض المثقفين الصينيين ذوي الطموح الجامح على استكشاف النماذج السياسية المناسبة للصين، بما فيها النظام الملكي الدستوري والنظام البرلماني ونظام تعدد الأحزاب ونظام الحكم الرئاسي وغيرها، ولكن كل هذه التجارب انتهت بالفشل. وأخيرا جاء الحزب الشيوعي الصيني الذي دمج الماركسية مع واقع وظروف الصين، وقاد كل الشعب الصيني وتضامن معه في حرب المقاومة ضد العدوان الياباني، حتى تحقق الانتصار في الحرب بعد 28 عاما من المعركة الدامية، والنجاح في طرد المحتلين الأجانب وتحقيق الاستقلال وتحرير الوطن ووضع النهاية لحالة الصين كمجتمع شبه مستعمَر وشبه إقطاعي، وإنهاء الانقسام الذي دام طويلا في الصين آنذاك وتحقيق وحدة بر الصين الرئيسي. الاعتقاد الشائع الذي يدركه جميع الصينيين عبر التاريخ والواقع، أنه "لولا الحزب الشيوعي الصيني لما كانت الصين الجديدة."

منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية في عام 1949، واصل الحزب الشيوعي الصيني استكشاف طريق جديد لبناء الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، وأسس النظام الاشتراكي سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، ومع بدء الفترة الجديدة للإصلاح والانفتاح والتحديث الاشتراكي، نجح في تحقيق التحول التاريخي من الاقتصاد المخطط تخطيطا مركزيا شديدا إلى اقتصاد السوق الاشتراكي الحيوي. فقد تطورت الصين من دولة منغلقة إلى واحدة من أكثر الدول انفتاحا في العالم، وتخلصت من الفقر لتصبح ثاني أكثر اقتصاد وأكبر دولة صناعية وأكبر دولة لتجارة السلع والدولة التي لديها أكبر احتياطي من النقد الأجنبي وأكبر بلد تتدفق إليه رؤوس الأموال الأجنبية. وقد بلغ معدل مساهمة الصين في نمو الاقتصاد العالمي 30% سنويا، مما جعل الصين إحدى القوى المحركة الرئيسية لنمو الاقتصاد العالمي.

منذ تأسيسها، استغرقت الصين عدة عقود لتتطور من دولة فقيرة وضعيفة إلى ثاني أكبر اقتصاد في العالم. تحتل الأراضي الصالحة للزراعة في الصين 9% من الأراضي الصالحة للزراعة في العالم، بينما تقدم الغذاء لحوالي 20% من سكان العالم، ويبلغ عدد سكان الصين ذوي الدخل المتوسط أكثر من 400 مليون نسمة، والصين بها أكبر نظام للضمان الاجتماعي والتعليم الإلزامي في العالم.

لطالما أصر الحزب الشيوعي الصيني على وضع الشعب في المركز وتمثيل المصالح الأساسية للأغلبية الساحقة من الشعب. فهو لا يسعى أبدا إلى المصالح الحزبية الخاصة، ولا ينخرط في صراعات على السلطة بين المجموعات الصغيرة، ويعزز بقوة الإنصاف والعدالة الاجتماعية. خلال السنوات السبعين الماضية، نجح الشعب الصيني في التخلص من الفقر وحل مشكلة الغذاء والكساء وتحقيق الحياة الرغيدة تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني. تمكنت الصين من تخليص 850 مليون فقير، محققة التخلص من الفقر المدقع لأول مرة في تاريخها. علاوة على ذلك، أنشأت الصين أكبر نظام للتعليم والضمان الاجتماعي والطب والانتخاب الديمقراطي على مستوى الوحدات القاعدية. وارتفع متوسط العمر المتوقع للفرد في الصين من 35 عاما إلى 77 عاما. وتجاوز متوسط نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في الصين عشرة آلاف دولار أمريكي، وأصبح في الصين أكبر مجموعة متوسطة الدخل في العالم. يتمتع الشعب الصيني بحقوق وحريات أوسع وأكثر في ظل النظام الديمقراطي الاشتراكي ذي الخصائص الصينية. وفقا للبحوث الصادرة من منظمات الاستطلاعات الدولية المعروفة، يتجاوز معدل رضا وتأييد الشعب الصيني للحزب الشيوعي الصيني والحكومة الصينية 90%، ليحتل المرتبة الأولى في العالم في هذا الصدد. التمسك بالاشتراكية ذات الخصائص الصينية هو السبيل الوحيد لتحقيق التحديث الاشتراكي وتوفير حياة أفضل للشعب. إن طريق الاشتراكية ذات الخصائص الصينية هو السبيل الوحيد لتحقيق التحديث الاشتراكي في الصين والطريقة الوحيدة لخلق حياة أفضل للشعب. هذا الطريق الاشتراكي لا يلتزم فقط بالبناء الاقتصادي كمركز، والإصلاح والانفتاح، ولكنه أيضا يعزز بشكل شامل البناء الاقتصادي والسياسي والثقافي والاجتماعي والحضارة الإيكولوجية وغيرها؛ ويحرر ويطور قوى الإنتاج الاجتماعي باستمرار،  في حين يحقق تدريجيا الرخاء المشترك للجميع ويعزز التنمية الشاملة للشعب. تم استكشاف هذا المسار من قبل الصين في الممارسة العملية. فقط هذا الطريق يمكن أن يقود تقدم الصين ويحقق رفاهية الشعب.

الصين تتمسك بطريق التنمية السلمية بثبات

لا يسعى الحزب الشيوعي الصيني إلى تحقيق الحياة السعيدة للشعب الصيني فحسب، وإنما أيضا يحرص على تقديم مساهماته في تعزيز التقدم العالمي ويتبع طريق السلام بثبات، ويدفع التنمية السلمية للبشرية. تدرك الصين، كدولة عانت من العدوان والحروب، قيمة وأهمية السلام. لذلك، قرر الحزب الشيوعي الصيني التخلي عن المسار القديم الذي اتخذته الدول الكبرى التقليدية، ويتمسك بالسياسة الخارجية السلمية والمستقلة منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية. إن الصين هي الدولة الوحيدة في العالم التي تضع "التمسك بطريق التنمية السلمية" في دستورها. منذ تأسيسها، لم تقم الصين بإثارة الحروب والصراعات، ولم تقم بغزو أي من أراضي البلدان الأخرى. الصين هي الدولة ذات الحدود الأطول والأكثر جيرانا في العالم، وتواجه المسائل التاريخية الأكثر تعقيدا، لكنها تحرص على المفاوضات السلمية للتشاور مع 14 دولة مجاورة، مما أسهم في الانتهاء من ترسيم الحدود مع 12 دولة مجاورة. كما تعهدت الصين بحل النزاعات المتعلقة بالأرض والحقوق والمصالح البحرية عبر المفاوضات بدلا من استخدام القوة أو التهديد باستخدام القوة. لا توجد كلمات مثل "الإكراه" و"التنمر" في القاموس الدبلوماسي الصيني. تتمسك الصين، باعتبارها دولة سريعة النمو، بالتعايش السلمي مع الدول الأخرى، وبعدم الهيمنة والتوسع وإكراه الدول الأخرى، مما يسهم في تقديم مساهمات هامة في استقرار العالم. كما طرحت الصين مفهوم "رابطة المصير المشترك للبشرية" ومبادرة "الحزام والطريق" سعيا إلى المحافظة على السلام العالمي ودفع التنمية العالمية وتعزيز التبادلات الحضارية. تشارك الصين بنشاط في التعاون الدولي لمكافحة وباء كوفيد- ١٩، وتفي بالتزامها تجاه اللقاحات كمنتج عام عالمي، وتوفر دعما قويا للبلدان في جميع أنحاء العالم في الاستجابة للوباء، وتساهم في المحافظة على أمن الصحة العامة العالمية.

التضامن معا لتحقيق نهضة الأمة الصينية

منذ المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني، تلتزم اللجنة المركزية للحزب وفي القلب منها الرفيق شي جين بينغ، بتعزيز قيادة الحزب الشيوعي الصيني بشكل شامل، وتنفذ قيادة الحزب في كافة العمليات وجميع النواحي في الحكم والإدارة، مما يحقق منجزات وتغيرات تاريخية في مختلف المجالات، ويظهر الآفاق المشرقة غير المسبوقة في أعمال الاشتراكية ذات الخصائص الصينية.

يشهد العالم اليوم تغيرات كبيرة لم نشهدها منذ قرن من الزمان. تمر الصين الآن بفترة هامة لتحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية. على الرغم من أن العالم يواجه العديد من حالات عدم الاستقرار وعوامل عدم اليقين، ولا تزال البشرية تواجه تحديات شديدة، لكن، من منظور الوضع العام العالمي، لا يزال السلام والتنمية هما الموضوعان الرئيسيان في العصر الحديث، والسعي إلى السلام والتنمية والتعاون الدولي هو اتجاه لا يقاوم. في هذا الإطار، يعتقد الحزب الشيوعي الصيني اعتقادا راسخا أنه إذا أراد أي بلد تحقيق التنمية الخاصة به، فعليه أن يواكب اتجاه التنمية في هذا العصر. لا تزال التنمية على رأس أولويات الصين. وهذا يتطلب من الصين أن تتبع اتجاه العصر وأن تتبع بثبات طريق التنمية السلمية، من أجل خلق بيئة دولية سلمية ومستقرة وبيئة محيطة ودية لتنمية الصين.

لا تزال الصين تتمسك بالتعاون القائم على الفوز المشترك، وهذا يعني أن الصين تتمسك بالجمع والتكامل العضوي الحقيقي بين مصالحها والمصالح المشتركة لجميع البلدان، وبالجمع العضوي بين المحافظة على الاستقلال وتحقيق المنفعة المتبادلة والفوز المشترك. في سبيل اتباع مسار التنمية السلمية، لا ينبغي الصين التمسك بالاستقلال فحسب، وإنما أيضا التوافق مع اتجاه العصر المتمثل في السلام والتنمية، وتعزيز التعاون مع الدول الأخرى. من ناحية، ينبغي للصين التمسك بحل القضايا الدولية والتعامل مع الشؤون الدولية على أساس حماية المصالح الأساسية للشعب الصيني والمصالح المشتركة لشعوب جميع بلدان العالم، كما ينبغي لها تحديد موقفها واتخاذ سياستها بشكل مستقل، وفقا لحقيقة الأمر. ومن ناحية أخرى، لا يمكن للصين تحقيق التنمية بدون العالم، فينبغي لها تنفيذ إستراتيجية الانفتاح على أساس المنفعة المتبادلة والفوز المشترك والمشاركة بنشاط في عملية العولمة الاقتصادية والاستفادة من السوق المحلية والسوق الدولية والموارد الداخلية والخارجية بشكل فعال والمشاركة في المنافسة الدولية والتعاون الدولي بنشاط وفق مبدأ المساواة والمنفعة المتبادلة.

خلال السنوات المائة الماضية، بذل الحزب الشيوعي الصيني كل جهوده في التنمية الصينية، وسوف يبدأ الحزب رحلة جديدة، بعد أن سجل غايته الأصلية ورسالته في تاريخ الصين. لا يزال أمام الصين الكثير من مهام التنمية في المرحلة الطويلة المقبلة، إذ تحتل الصين المرتبة الستين في نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في العالم، وهو ما يتخلف كثيرا عن الدول المتقدمة. فينبغي للصين، بصفتها أكبر دولة نامية في العالم، التركيز على التنمية الصينية أولا لحل التناقض الرئيسي بين حاجة الشعب المتزايدة إلى حياة أفضل والتنمية غير المتوازنة وغير الكافية. تسعى الصين الآن إلى بناء نمط تنمية جديد تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني، وتعزز الإصلاح والانفتاح والتعاون القائم على الفوز المشترك، على مستوى أعلى. سوف تصبح الصين أفضل، كما سيصبح العالم أفضل بفضل التنمية الصينية.

--

هو يوي شيانغ، رئيس معهد الشرق الأوسط في جامعة الدراسات الدولية ببكين.

وو سي كه، المبعوث الصيني الخاص الأسبق للشرق الأوسط ودبلوماسي مخضرم.

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4