عين صينية < الرئيسية

الصين تنتصر في المعركة ضد الفقر وتقدم مساهماتها في التخفيف من حدة الفقر في العالم

: مشاركة
2020-11-03 08:41:00 الصين اليوم:Source وو سي كه، هو يوي شيانغ:Author

يعتبر عام 2020 عاما حاسما للقضاء على الفقر وبناء مجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل في الصين. لقد تغلبت بلادنا على التحديات والمصاعب الناتجة عن الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد (كوفيد- 19) ومن المتوقع أن يتخلص سكان الريف الفقراء من الفقر بحلول نهاية هذا العام وفقا للمعايير الحالية. فضلا عن ذلك، ستحقق الصين هدف بناء مجتمع الحياة الرغيدة في هذا العام أيضا. لقد نجحت الصين في شق الطريق المتسم بالطراز الصيني في مساعدة الفقراء وتعزيز تطورهم على مدى أكثر من أربعة عقود منذ تنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح وخاصة بعد انعقاد المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني في عام 2012، مما يخلق معجزة ضخمة في تاريخ البشرية في مكافحة الفقر ويقدم نموذجا إيجابيا في هذا المجال للعالم كله.

التخلص من الفقر يعكس الغاية الأصلية للحزب الشيوعي الصيني ومسؤوليته الهامة

 بلا شك أن التخلص من الفقر سعي مشترك لكل البشرية. في نفس الوقت، هو حلم جميل للأمة الصينية على مدى آلاف السنين وهدف لكفاح أعضاء الحزب الشيوعي الصيني جيلا بعد جيل. برغم البيئة الدولية المعقدة والمهام الشاقة للإصلاح والتنمية والمحافظة على استقرار المجتمع، ظلت الصين تتخذ تخفيف حدة الفقر هدفا إنمائيا رئيسيا لها، تبذل قصارى الجهود لتحقيقه.

منذ تطبيق سياسة الإصلاح والانفتاح قبل أكثر من أربعين عاما، نظرا لحقيقة أن معظم الفقراء يقيمون في المناطق الريفية، واصلت الحكومة الصينية تنفيذ إجراءات الحد من الفقر التي تركز على التخفيف من الفقر والتنمية في الريف، مما خفف حدة الفقر في تلك المناطق وشق طريق ذي خصائص صينية للتخلص من الفقر. في الأيام الأولى لتنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح، قامت الحكومة الصينية بالإصلاح الهيكلي من أجل تحفيز قوة الإنتاج في المناطق الفقيرة. ثم تمت تعبئة جميع قطاعات المجتمع لمساعدة المناطق الفقيرة والمحتاجين على التخلص من الفقر وتحقيق الثراء من خلال خطة التخفيف من حدة الفقر والتنمية بقيادة الحكومة. مع انعقاد المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني في عام 2012، حدد الحزب الشيوعي الصيني القضاء على الفقر مهمة أساسية لبناء مجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل، فطرح سلسلة من الإجراءات الهامة لإكمال هذه المهمة. بفضل الجهود غير المسبوقة، دخلت الصين إلى فترة جديدة للقضاء على الفقر وحققت إنجازات مرموقة في هذا المجال. على سبيل المثال، فقد تخلص أكثر من 850 مليون شخص من الفقر في الصين وتجاوزت نسبة مساهمة الصين في قضية تخفيف حدة الفقر العالمية 70%، مما يخلق معجزة صينية في تاريخ البشرية. أثبتت تلك الحقائق أن قيادة الحزب الشيوعي الصيني هي الضمان الأساسي لكسب المعركة ضد الفقر، والنظام الاشتراكي ذا الخصائص الصينية هو ميزة النظام لكسب هذه المعركة.

مع تفشي كوفيد- 19 بشكل مفاجئ في عام 2020، زادت صعوبات تحقيق هدف التخفيف من حدة الفقر في الصين. وبفضل المجموعة القيادية للحزب الشيوعي الصيني وفي القلب منها الرئيس الصيني شي جين بينغ، نجحت الصين في مواجهة الوباء بصورة علمية وموضوعية وحققت نتائج إستراتيجية هامة. في نفس الوقت، قللت الصين الخسائر الناجمة عن الوباء مما يضمن إكمال مهمة القضاء على الفقر كما كان مقررا لها.

وضع الشعب في المكانة المحورية في المشروعات المستهدِفة والدقيقة للقضاء على الفقر

تبين النتائج التي حققتها الصين، أن الفقر ليس صنوا لأي بلد في العالم، وأن كل دولة نامية يمكنها أن تتخلص من الفقر مثل الصين. يشرح بعض الباحثين الغربيين قضية القضاء على الفقر

بـ"نظرية رشح المنافع (The trickle-down theory)"، فهم يرون أنه من الممكن حل مشكلة الفقر الاجتماعي بشكل طبيعي من خلال التنمية الاقتصادية ومن دون تدخل السياسات الحكومية. لكن، وفقا لهذه النظرية، يُوضع الأشخاص الفقراء في موضع المتلقي السلبي، ومن المستحيل التخلص جذريا من الفقر.

 على العكس من ذلك، وفقا للوضع الحالي للفقراء في الصين وخصائصهم، طرحت الحكومة الصينية مشروعات مستهدِفة ودقيقة لمساعدتهم. طرح الرئيس شي جين بينغ سياسة "الدقة في ست حلقات"، التي تشمل الدقة في تحديد أحوال الفقراء، الدقة في تقديم المشروعات، الدقة في تخصيص الأموال، الدقة في تنفيذ الإجراءات، الدقة في إرسال الموظفين إلى القرى الفقيرة والدقة في تقييم نتائج القضاء على الفقر. تضمن هذه السياسة تقديم المساعدات الملحة للفقراء واتخاذ الإجراءات الصائبة حسب أحوال الفقراء وظروف القرى المحلية، مما يحل سلسلة من القضايا، منها "من هو الفقير؟" و"من يقدم المساعدة للفقير؟"، و"كيف يتم تقديم المساعدة؟"

بالإضافة إلى ذلك، تعمل الحكومة الصينية على تشجيع الفقراء على التنمية الذاتية من أجل تقليل إمكانية عودتهم إلى الفقر من جديد. أنشأت الحكومات المحلية آلية للمراقبة والمساعدة لمراقبة آخر مستجدات أحوال الأشخاص الذين قد يعودون إلى الفقر مرة أخرى بسبب زيادة عدد أفراد الأسرة أو انخفاض الدخل خلال فترة الوباء. يعمل الموظفون المعنيون على اتخاذ الإجراءات المستهدِفة بصورة مبكرة لتجنب العودة إلى الفقر. مع تقديم المساعدة المستهدفة والمراقبة الدقيقة، حققت الصين نتائج إيجابية في معركة القضاء على الفقر وانخفض عدد الفقراء بصورة تدريجية، مما يرسي أساسا متينا لتحقيق بناء مجتمع الحياة الرغيدة مع حلول نهاية عام 2020 بصورة سلسة.

في حملة مكافحة الفقر، تتمسك الصين بفكرة التنمية القائمة على اعتبار الشعب محورا لها. في الحقيقة، أن مكافحة الفقر قضية هامة للحكومة الصينية والحكومات الأجنبية. يتجسد الازدهار الاقتصادي لأي بلد في تحسين معيشة شعبه. يعتبر التخلص من الفقر وتحسين مستوى معيشة الشعب وتحقيق الرخاء المشترك بصورة تدريجية، المتطلبات الأساسية للاشتراكية والمسؤولية الهامة للحزب الشيوعي الصيني. لذا، تظهر الإنجازات الضخمة التي حققتها الصين، المزايا السياسية لقيادة الحزب الشيوعي الصيني والنظام الاشتراكي ذي الخصائص الصينية.

"السعي من أجل سعادة الشعب"، هدف أساسي للحزب الشيوعي الصيني منذ تأسيسه. وقد أشار الرئيس شي جين بينغ في التقرير المقدم إلى المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني إلى "أن إدخال السكان الفقراء والمناطق الفقيرة إلى مجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل مع سائر مناطق البلاد هو تعهد مهيب لحزبنا"، وقال أيضا: "لا يسمح بترك أي شخص في مسيرتنا نحو الرخاء". هذا اعتقاد مشترك للشعب الصيني بأجمعه. إن التمسك بفكرة التنمية القائمة على اعتبار الشعب محورا لها، وضمان مستوى معيشة الشعب وتحسينه بصورة مطردة وتعزيز رفاه الشعب والمضي في طريق الرخاء المشترك، هي المزايا البارزة للنظام الصيني. إن فكرة التنمية القائمة على اعتبار الشعب محورا لها مفهوم هام وتجربة فعالة للصين في مكافحة الفقر.

الخبرة الصينية في مكافحة الفقر توفر مرجعا مفيدا للعالم

تتمسك الصين على الدوام بمفهوم التعاون والتنمية المشتركة من أجل تحقيق الفوز المشترك. اليوم، تنتهج الصين سياسة الانفتاح إلى الخارج، ومن ثم تربط تنميتها بتنمية العالم بصورة كثيفة وتتمسك بفكرة التنمية المشتركة. في هذا الإطار، تدعم الصين بدون تردد الأمم المتحدة في قضية سلام وتنمية العالم، وتتخذ ((إعلان الأمم المتحدة بشأن الألفية)) الذي تم اعتماده في مؤتمر قمة الأمم المتحدة للألفية في عام 2000، كمعيار هام للتنمية. لذا، عملت الصين على تحقيق "تقليل نسبة سكان العالم الذين يقل دخلهم اليومي عن دولار واحد ونسبة سكان العالم الذين يعانون من الجوع إلى النصف بحلول سنة 2015". مع تحقيق أهداف ((إعلان الأمم المتحدة بشأن الألفية))، اعتمد مؤتمر قمة الأمم المتحدة في عام 2015 ((خطة التنمية المستدامة لعام 2030)) سعيا إلى القضاء على الفقر المدقع، والقضاء على الجوع وتوفير الأمن الغذائي، ووضع نهاية لجميع أشكال سوء التغذية، بحلول عام 2030. كانت الصين ولا تزال تشارك بصورة إيجابية في تنفيذ هذين الإعلانين.

مع الدخول إلى مرحلة التتنمة الجديدة المتميزة بالتنمية العالية الجودة، تتخذ الصين إجراءات متنوعة للقضاء على الفقر. على سبيل المثال، تعمل الصين على الإبداع في الصناعات التقليدية وتطبيق التقنيات المتقدمة مثل البيانات الكبرى في المجالات المختلفة، مما يدفع نمو الاقتصاد العالمي بصورة مستقرة والحد من الفقر في العالم. يمكن القول إن سوق الصين المنفتحة لا تساعد على تنمية وتطوير اقتصاد البلاد ورفع مستوى معيشة الشعب الصيني فحسب، وإنما أيضا تقدم فرص التنمية للبلدان الأخرى.

نفذت الصين نحو ثلاثة آلاف مشروع مساعدة في إطار التعاون فيما بين بلدان الجنوب. بالإضافة إلى ذلك، كتبت الجهة المعنية في الصين تلخيصا لقضايا التخفيف من حدة الفقر في "القضاء على الفقر المدقع، ممارسات الصين"، وتبادلت ممارسات وتجارب الصين للحد من الفقر مع البلدان الأخرى؛ كما أصدرت الأكاديمية الصينية للعلوم تقريرا بعنوان ((حول دور دعم البيانات الكبرى لكوكب الأرض في تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2020)) مما يساعد الدول الأخرى على مراقبة وتقييم عملية تنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030. في بداية سبتمبر 2020، في ندوة افتراضية بعنوان "أهداف خطة التنمية المستدامة لعام 2030 للأمم المتحدة والخبرات الصينية في تخفيف حدة الفقر"، تقاسمت الصين "مشروع الصين" مع البلدان الأخرى، مما أثار اهتماما واسعا.

فضلا عن ذلك، تعمل الصين على "تنسيق السياسات وترابط البنية الأساسية وتسهيل التجارة والتكامل المالي والتفاهم المتبادل بين الشعوب" مع الدول التي تقع على "الحزام والطريق"، الأمر الذي يساعد على دفع التنمية الاقتصادية لتلك الدول. هكذا، يمكن للمزيد من الناس التمتع بفوائد التعاون الدولي في التخلص من الفقر. بفضل ربط منافع تنمية الصين الذاتية والمنافع المشتركة للدول المختلفة، تساهم الصين في بناء قرية عالمية متناغمة وسعيدة. قال أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، إن المشروعات المستهدِفة والدقيقة طريق وحيد لمساعدة الفقراء وتحقيق أهداف خطة التنمية المستدامة لعام 2030. لقد تخلص مئات الملايين من الصينيين الفقراء من الفقر، وبإمكان البلدان النامية الأخرى أن تستفيد من الخبرات الصينية.

شاركت الصين في عدة مشروعات من أجل تخفيف حدة الفقر في بعض الدول النامية. مثلا، نظمت الصين تدريبات تقنية متنوعة في لاوس وكمبوديا وتقاسمت خبراتها مع البلدان النامية الأخرى خلال الممارسات الفعلية.

مع الاقتراب من نهاية عام 2020، ستلتزم الصين بالانفتاح على العالم وتعزيز التعاون مع الدول الأخرى بشكل عام والدول النامية بشكل خاص، سعيا لتقديم المساهمات الجليلة في قضية تخفيف حدة الفقر في العالم وتحقيق الرخاء المشترك للبشرية وبناء رابطة المصير المشترك للبشرية.

--

وو سي كه، المبعوث الصيني الخاص الأسبق للشرق الأوسط ودبلوماسي مخضرم.

هو يوي شيانغ، رئيس معهد الشرق الأوسط في جامعة الدراسات الدولية ببكين.

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4