عين صينية < الرئيسية

الصين تقود تعافي الاقتصاد العالمي في فترة مكافحة الوباء

: مشاركة
2020-09-30 10:47:00 الصين اليوم:Source هو يوي شيانغ وو سي كه:Author

من المعروف أن الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد (كوفيد- 19) زاد من الضغوط الناجمة عن التباطؤ الاقتصادي على الصعيد الدولي. بسبب الوباء، انكمش الناتج المحلي الإجمالي للصين بنسبة 8ر6% في الربع الأول من عام 2020، مقارنة بنفس الفترة من العام السابق، حيث انخفض الطلب الاستهلاكي والطلب على الاستثمار والطلب الخارجي، تلك الطلبات الثلاثة التي تعتبر القوة الدافعة لنمو الاقتصاد الكلي، بدرجات متفاوتة. وبالإضافة إلى ذلك، أثر الوباء بشدة على السياحة وصناعة الخدمات الغذائية وغيرهما من الصناعات الكثيفة العمالة، مما جعل الاقتصاد الصيني يواجه تقلبات لمدة قصيرة. لكن، تحت القيادة الحكيمة والتنسيق الجيد من قبل الحزب الشيوعي الصيني والحكومة الصينية، وتضامن الشعب الصيني وتعاونه من أجل تنمية الاقتصاد في ظل الوضع الصعب، تعافى الاقتصاد بسرعة وصارت الصين رائدة في انتعاش الاقتصاد العالمي.

أساس نمو وتطور الاقتصاد الصيني لم يتغير

ينمو الاقتصاد الصيني على أساس الإنجازات البارزة التي تحققت على مدى أكثر من أربعين عاما منذ تنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح في نهاية سبعينات القرن العشرين، وبفضل القيادة الحكيمة للحزب الشيوعي الصيني وفي القلب منها الرئيس الصيني شي جين بينغ، وبالاعتماد على تضامن وكفاح الشعب الصيني من القوميات المختلفة. لذا، على الرغم من تأثيرات كوفيد- 19 السلبية، ما زال الاقتصاد الصيني يتميز بأساس مستقر ووضع جيد بشكل عام.

بعد اندلاع جائحة كوفيد-19، قامت الحكومة الصينية بالتنسيق الكلي فقدمت تسعين سياسة وإجراء في ثمانية مجالات للوقاية والسيطرة على الوباء وتطور الاقتصاد والمجتمع، مما ساعد على استئناف العمل والإنتاج بصورة دقيقة. في إطار اتخاذ الإجراءات الدائمة للسيطرة والوقاية من الوباء، تتمسك الصين بفكرة العمل الأساسية العامة المتمثلة في إحراز التقدم من خلال المحافظة على الاستقرار وتطبيق الفكر التنموي الجديد بثبات لا يتزعزع، واتخاذ الإصلاح الهيكلي لجانب العرض خطا رئيسيا وسياسة الإصلاح والانفتاح قوة من أجل دفع التنمية العالية الجودة. بالإضافة إلى ذلك، تعمل الصين لتحقيق "الضمانات الستة"، وهي: ضمان توظيف السكان، وضمان معيشة الناس الأساسية، وضمان السوق ككيان رئيسي، وضمان أمن الغذاء والطاقة، وضمان استقرار سلسلة التوريد في السلسلة الصناعية، وضمان الأداء الطبيعي لحكومات المستوى القاعدي. فضلا عن ذلك، تنفذ الصين بحزم إستراتيجية توسيع الطلب المحلي، حيث طرحت سندات خاصة لمكافحة الوباء بقيمة تريليون يوان (الدولار الأمريكي يساوي 8ر6 يوانات حاليا)، وأزالت قيود اقتصاد الشارع، للحفاظ على الوضع العام للتنمية الاقتصادية والاستقرار الاجتماعي ، وبذل الجهود الشاملة لبناء مجتمع الحياة الرغيدة. وبفضل دعم الحكومة الصينية، يظهر الاقتصاد الليلي حيويته. هكذا، تحافظ الصين على الوضع العام الجيد لاقتصادها واستقرار المجتمع في مسيرتها الهادفة إلى القضاء على الفقر وبناء مجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل.

مع تطبيق سلسلة من الإجراءات المتنوعة والمفيدة، يتحسن الاقتصاد الصيني ويحقق تطورا مطردا، فارتفعت مؤشرات الاقتصاد الرئيسية في الصين في الربع الثاني لعام 2020 بصورة تدريجية، وزاد الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 2ر3% مقارنة مع نفس الفترة من العام السابق، وزادت القيمة المضافة الصناعية للشركات التي تتجاوز الإيرادات التجارية للأعمال الرئيسية لها عشرين مليون يوان سنويا، بنسبة 4ر4%، وبلغت القيمة المضافة لصناعة الخدمات 9ر1%. في يونيو عام 2020، انخفض معدل البطالة في المدن والبلدات الصينية إلى 7ر5%. بالإضافة إلى ذلك، حقق الضمان الاجتماعي في الصين تطورا بصورة مطردة حيث زاد متوسط نصيب الفرد من معاش الشيخوخة ومعاش التقاعد بنسبة 3ر9%، وارتفع متوسط نصيب الفرد من الإغاثة الاجتماعية والإعانات بنسبة 2ر13%. أما المجالات الناشئة، فحققت تطورا قويا أيضا، حيث ارتفعت القيمة المضافة للصناعة التحويلية بنسبة 5ر4% مقارنة مع نفس الفترة في العام السابق، وزادت قيمة الاستثمار في صناعة التكنولوجيا العالية بنسبة 8ر5% مقارنة مع نفس الفترة في العام السابق، وزادت قيمة الاستثمار في صناعة الخدمات التكنولوجية بنسبة 2ر7% مقارنة مع نفس الفترة في العام السابق. ووصل مؤشر مديري المشتريات للصناعة التحويلية الصينية في شهر يونيو 2020 إلى 9ر50%، وبلغ مؤشر الأنشطة التجارية غير التحويلية 4ر54%، فتحقق نمو إيجابي لمدة أربعة أشهر متتالية. في الثامن من يوليو 2020، توقع البنك الدولي في الإصدار السادس لتقرير ((الآفاق الاقتصادية العالمية)) انكماش الاقتصاد العالمي بنسبة 2ر5% خلال سنة 2020، لكن الاقتصاد الصيني سيحافظ على زخم النمو.

الصين تمضي بثبات على طريق التعافي الاقتصادي

على ضوء عودة الاقتصاد الصيني إلى مستويات ما قبل الجائحة وزخم نموه القوي، لا نبالغ إذا قلنا إن الصين تمضي بثبات في مسيرة تعافي اقتصادها، الأمر الذي يعكس أداء الاقتصاد الصيني الجيد في أربعة مجالات.

أولا، أن الصين تمتلك سوقا متكاملة الهياكل. يحتل حجم سوق الاستهلاك الصينية المرتبة الأولى في العالم. تتميز الصين بأن فيها المجموعة المتوسطة الدخل التي تنمو بأكبر سرعة في العالم، والفئات الصناعية المتكاملة وأكبر سوق موحدة في العالم. لذلك، بإمكان الصين تلبية الطلبات المحلية من خلال تعزيز الإنتاج والبيع وعدم الاعتماد على الأسواق الأجنبية. هكذا، تستفيد الصين من نظامها الداخلي وتفوقها في الصناعات وتقلل اعتمادها على السلسلة الصناعية وسلسلة العرض الدولي من خلال التطور التكنولوجي، مما يضمن الأداء الطبيعي نسبيا للاقتصاد الصيني.

ثانيا، أن مكانة الصين، كدولة استثمار أجنبي رئيسية، لم تتغير. برغم الوباء، قام المستثمرون الصينيون بالاستثمار المباشر في الأعمال غير المالية بقيمة إجمالية بلغت 14ر362 مليار يوان (حوالي 5ر51 مليار دولار أمريكي) في 159 دولة أو منطقة في العالم في النصف الأول لعام 2020. وبلغ حجم الاستثمار الصيني المباشر في الأعمال غير المالية في دول "الحزام والطريق" 12ر8 مليارات دولار أمريكي، بزيادة بلغت نسبتها 4ر19% مقارنة مع نفس الفترة من السنة السابقة.

ثالثا، أن بناء "الحزام والطريق" ظل يتقدم باطراد، حيث تتمسك الصين بأفكار التشاور والتشارك في البناء والمنفعة المتبادلة وتطبيق قوانين السوق والأنظمة المعروفة في المجتمع الدولي، وتجعل المؤسسة تؤدي دورها كلاعب رئيسي، وتنفذ التعاون المتبادل المنفعة. وقد تم استئناف العمل في مجموعة كبيرة من مشروعات التعاون في إطار "الحزام والطريق" التي علقت الأعمال فيها بسبب الوباء، الأمر الذي يدفع تعافي اقتصاد الدول المعنية. ستلتزم الصين بنظام التجارة المتعددة الأطراف وتسعي إلى تعزيز التعاون الاقتصادي بين مختلف الدول من أجل تحقيق المنفعة المتبادلة والفوز المشترك. في نفس الوقت، توسع الصين نطاق انفتاحها على الخارج لضمان أمن السلسلة الصناعية وسلسلة العرض. هكذا، تدفع الصين عجلة الإصلاح والتطور بالانفتاح على الخارج.

رابعا، أن الصين واثقة بأنها ستحقق الأهداف المخططة للنمو الاقتصادي والتنمية الاقتصادية لعام 2020. الصين قادرة على الاستفادة الكاملة من خصائصها المتمثلة في القيمة المضافة العالية للاقتصاد، ومعدل العائد المرتفع، والاستخدام العالي للموارد، لتحقيق التنمية الخضراء والمستدامة ودفع بناء الحضارة الإيكولوجية من خلال تطوير التكنولوجيا العالية. تعمل الصين بصورة قوية لخوض معركة القضاء على الفقر وبناء مجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل وتحقيق أهداف "المئويتين"، هي إنجاز بناء مجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل بحلول عام 2021، الذي يصادف الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني، ومضاعفة الناتج المحلي الإجمالي ومتوسط دخل الفرد من سكان الحضر والريف على أساس عام 2010؛ وإنجاز بناء دولة اشتراكية حديثة وغنية وقوية وديمقراطية ومتحضرة ومتناغمة، وبلوغ مستوى الدول المتوسطة التقدم بحلول عام 2049، الذي يصادف الذكرى المئوية لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، وتقدم بذلك مساهمة هامة لقضية تخفيف حدة الفقر على الصعيد الدولي.

تعافي الاقتصاد العالمي في حاجة إلى الانفتاح والتعاون

لا شك أن تعافي الاقتصاد العالمي في ظل كوفيد- 19 بحاجة إلى الانفتاح والتعاون. بسبب هذا الوباء، تواجه كل الدول في العالم تحديات جديدة للمحافظة على أمنها وتطورها. بالإضافة إلى ذلك، تزداد عناصر عدم اليقين والعناصر غير المستقرة بشكل ملحوظ. يدرك الناس والمجتمع البشري أهمية المصير المشترك للبشرية، إذ ترتبط الدول المختلفة ببعضها البعض من حيث أمن وسلامة الشعوب، وتطور الدول ومصالحها. الصين مستعدة لتعزيز التعاون مع الدول الأخرى لتحقيق الانتصار على فيروس كورونا الجديد في نهاية المطاف والتشارك في بناء "عالم ما بعد الوباء" المتميز بالسلام والاستقرار والانفتاح والتنوع والتعاون الفوز المشترك.

لكن، بعض الساسة من الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من الدول الغربية يحاولون تشويه سمعة الصين ويوجهون الاتهامات للنظام السياسي في الصين ويشجعون على فكرة الحرب الباردة ويطلبون من الدول الغربية مواجهة "التهديد الصيني" بصورة مشتركة، الأمر الذي يتناقض مع الحقائق التاريخية ويسيء فهم سعي الصين، بل يدمر التعاون الدولي ويضر بمصالح الأطراف المختلفة.

الحقيقة هي أن أفكار الحرب الباردة التي تتسم بلعبة المحصلة الصفرية ونهج هيمنة الدول القوية على الدول الأخرى ومفهوم فخ ثوسيديدس، ليست في مصلحة تطورالعلاقات الدولية في الوقت الراهن. لا ينبغي أن يكون الاختلاف الإيديولوجي عائقا أمام السلام والتنمية المشتركة بين مختلف الدول. على العكس، يظل الحوار خيارا حكيما لتسوية الخلافات بين الدول، والتعاون أفضل طريقة لتحقيق الفوز المشترك بينها.

 التعاون الودي وتحقيق المنفعة المتبادلة والفوز المشترك هما أساس تطور الصين في الماضي والحاضر. جمهورية الصين الشعبية، التي تأسست بعد الانتصار على القوى الإمبريالية والاستعمارية، كانت ولا تزال، تتمسك بالسياسة الخارجية السلمية المستقلة. تجري الحكومة الصينية التعاون الودي مع الدول الأخرى على أساس المبادئ الخمسة للتعايش السلمي. لذلك، تلتزم الصين بالتنمية السلمية وتحترم حق شعوب الدول الأخرى في الاختيار الحر لنمط تنميتها. لا تسعى الصين للتنافس مع أي دولة بشأن نظام الدولة أو تصدير "نموذج الصين" إلى الدول الأخرى. تستفيد الصين، التي تحقق تنمية سريعة، من التبادلات والتعاون مع الدول الأخرى. وفي نفس الوقت، تقدم الصين قوة محركة وسوقا ضخمة للدول الأخرى. الصين مستعدة لتقاسم فرص التنمية مع كل العالم.

برغم الوباء الذي يعرقل التبادلات الدولية، لن يتغير اتجاه عولمة الاقتصاد العالمي وتكامل الاقتصاد الإقليمي. تلعب آلية السوق العالمية دورا حاسما في توزيع الموارد الدولية، فتواصل مختلف الدول التعاون بينها لإكمال الأعمال المختلفة. في هذه الحالة، توافق أغلبية الدول على صواب مفهوم الحوكمة العالمية المتسمة بالتشاور والتشارك في البناء والمنفعة والنظام المتعدد الأطراف.

مع استئناف العمل والإنتاج في الصين بصورة تدريجية ومنتظمة، تتعاون الصين مع الدول الأخرى لدفع التعاون الاقتصادي الدولي حيث بلغ حجم الاستثمار الصيني المباشر في الخارج 2ر47 مليار دولار أمريكي، ووصل حجم الاستثمار الأجنبي المباشر في الصين 9ر65 مليار دولار أمريكي في النصف الأول لعام 2020. أنشأ المستثمرون الأجانب 18838 شركة جديدة في الصين في أول سبعة أشهر من عام 2020. بالإضافة إلى ذلك، لم تتغير في الصين سياسة الإصلاح والانفتاح وفلسفة التنمية الموجهة للشعب في أي وقت. في الربع الثاني لعام 2020، نما الناتج المحلي الإجمالي للصين بنسبة 2ر3%، مما يرسي أساسا متينا للتنمية في النصف الثاني لهذا العام وحتى للعام المقبل. يدرك الجميع أن الترابط والتبادل مطلبان موضوعيان هامان لتطور الاقتصاد العالمي. لذا، تلتزم الصين بمواصلة سياسة الانفتاح على الخارج، وتصر على تعزيز مبدأ المنفعة المتبادلة والفوز المتبادل كدولة رئيسية في توسيع الانفتاح. مع تخفيف القيود على نظام إدارة القائمة السلبية للشركات الأجنبية قبل السماح بنفاذها إلى السوق الصينية، شارك الآلاف من الشركات الأجنبية في الأنشطة التجارية الترويجية خلال معرض الصين الدولي للتجارة في الخدمات، وأبدت شركات كثيرة رغبتها في المشاركة بالدورة الثالثة لمعرض الصين الدولي للاستيراد. تعكس الأفكار الصينية الملموسة والإجراءات الفعالة العزم القوي لاستمرار تنفيذ الصين سياسة الانفتاح على الخارج، مما يساعد على دفع عجلة تعافي الاقتصاد العالمي.

منذ تفشي كوفيد- 19، تتعاون الصين والدول العربية في مكافحة الوباء، وتغلب الجانبان على تحديات مختلفة في مجال الاقتصاد بشكل عام والاقتصاد الرقمي بشكل خاص. نحن على ثقة كاملة بأن الصين والدول العربية ستحقق إنجازات مثمرة في التعاون في عصر ما بعد الوباء، مما يحقق النفع للشعب الصيني والشعوب العربية على حد سواء، ويقدم مساهمات بارزة في تعافي الاقتصاد العالمي وازدهاره في المستقبل.

--

هو يوي شيانغ، رئيس معهد الشرق الأوسط في جامعة الدراسات الدولية ببكين.

وو سي كه، المبعوث الصيني الخاص الأسبق للشرق الأوسط ودبلوماسي مخضرم.

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4