أخبار < الرئيسية

تمكين المرأة مسؤولية عالمية

: مشاركة
2025-11-21 13:25:00 الصين اليوم:Source :Author

قبل ثلاثين عاما، استضافت بكين المؤتمر العالمي الرابع المعني بالمرأة، الذي تبنى إعلان ومنهاج عمل بكين. أكدت هاتان الوثيقتان التاريخيتان للمرة الأولى أن "حقوق المرأة هي حقوق الإنسان"، وطرحت رسميا "دمج منظور النوع الاجتماعي" كإستراتيجية عالمية لتعزيز المساواة بين الرجل والمرأة، وأكدت على الحقوق المتساوية للمرأة في اثني عشر مجالا رئيسيا، بما فيها السياسة والاقتصاد والثقافة.

بعد ثلاثة عقود، لا يزال صدى ذلك المؤتمر يتردد عالميا. في الثالث عشر من أكتوبر 2025، عادت الصين لتكون محورا لهذه القضية العالمية الخالدة، عندما استضافت اجتماع القادة العالميين بشأن المرأة. وقد جمع هذا الحدث أكثر من ثمانمائة مشارك من أكثر من مائة وعشر دول. وقد دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ، في كلمته التي ألقاها في الاجتماع، إلى المضي قدما بروح مؤتمر بكين العالمي المعني بالمرأة، وتعزيز العملية الجديدة والمتسارعة لتعزيز التنمية الشاملة للمرأة.

الالتزام المستدام بتنمية المرأة

أكد الرئيس شي، غير مرة على مدار السنوات العشر الماضية، على الدور الحيوي للمرأة في دفع الحضارة البشرية والتقدم الاجتماعي. ففي كلمته خلال اجتماع القادة العالميين بشأن المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة عام 2015، أكد الرئيس شي على أن المرأة صانعة الثروة المادية والمعنوية، وأنها قوة أساسية في دفع عجلة التنمية الاجتماعية، مشيرا إلى أنه "من دون المرأة، لن تكون هناك استمرارية للبشرية والمجتمع". وفي الاجتماع الرفيع المستوى بمناسبة الذكرى السنوية الخامسة والعشرين للمؤتمر العالمي الرابع المعني بالمرأة عام 2020، أكد مجددا على أن المرأة صانعة الحضارة الإنسانية، ومساهمة في التقدم بجميع المجالات.

وخلال مراسم افتتاح اجتماع القادة العالميين بشأن المرأة، ألقى الرئيس شي الضوء مرة أخرى على أن المرأة تلعب دورا مهما في إبداع وتعزيز ودفع الحضارة الإنسانية للأمام، داعيا المجتمع الدولي إلى تحمل المسؤولية المشتركة في تعزيز قضية المرأة.

إن مناصرة الصين لحقوق المرأة تقترن بتدابير سياسية ملموسة. وتأكيدا على المساواة بين الجنسين كسياسة وطنية أساسية، وضعت الصين إطارا قانونيا شاملا راسخا في دستورها، يستند على ((قانون حماية حقوق المرأة ومصالحها))، ويضم أكثر من مائة قانون ولائحة معنية.

وعلى أرض الواقع، لعبت اتحادات النساء في جميع أنحاء الصين، دورا محوريا في تحويل السياسات إلى تقدم فعلي. وتسهم برامج مثل مبادرة "حلم المستقبل" التابعة لبرنامج "براعم الربيع"، في توفير فرص تعليم للفتيات الفقيرات، بما يسهم في كسر دوامة الفقر المتوارثة بين الأجيال، وفتح آفاق جديدة لتمكين الفتيات.

وقد أثمرت هذه الجهود المتواصلة نتائج ملموسة. وفقا للكتاب الأبيض ((إنجازات الصين في التنمية الشاملة للمرأة في العصر الجديد))، الصادر عن مكتب الإعلام بمجلس الدولة الصيني في سبتمبر 2025، بلغ متوسط ​​العمر المتوقع للمرأة الصينية 9ر80 عاما في عام 2020. وفي عام 2024، شكلت النساء 76ر50% من طلاب مؤسسات التعليم العالي، بزيادة بلغت نسبتها 15ر14% مقارنة مع عام 1995. علاوة على ذلك، كشف المسح الرابع للوضع الاجتماعي للمرأة في الصين، عن أن 90% من النساء المتزوجات يشاركن في اتخاذ القرارات الرئيسية للأسرة، بزيادة بلغت نسبتها نحو 15% مقارنة مع عام 2010.

تضطلع المرأة الصينية أيضا بأدوار متزايدة الأهمية في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للبلاد. وفي كلمته في افتتاح اجتماع القادة العالميين بشأن المرأة، أكد الرئيس شي أن "المرأة في الصين اليوم تمثل نصف السماء في التنمية الاقتصادية والاجتماعية"، ملقيا الضوء على مساهماتها المتزايدة في مختلف القطاعات. وقال: "تمثل النساء حاليا أكثر من 40% من القوى العاملة الوطنية، وأكثر من نصف مؤسسي الشركات الناشئة على الإنترنت، وأكثر من 60% من الفائزين بالميداليات في دورات الألعاب الأولمبية الصيفية الأربع الماضية."

في أكتوبر 2023، وخلال كلمته أمام القيادة الجديدة لاتحاد النساء لعموم الصين، أشار الرئيس شي إلى أن تقدم قضية المرأة لا يسهم في تسهيل التنمية الفردية للمرأة فحسب، بل يعزز أيضا الانسجام الأسري والاجتماعي، فضلا عن تنمية البلاد ونهضة الأمة الصينية.

من العالمة تو يو يو، التي أنارت العالم باكتشاف مادة الأرتيميسينين وأنقذت ملايين الأرواح، إلى ليو يانغ التي صعدت إلى الفضاء كأول رائدة فضاء صينية، إلى مدونة الفيديو لي تسي تشي التي استحوذت على قلوب الملايين بالعالم من خلال مزج التقاليد والإبداع في رؤية شعرية للحياة الصينية، فإن هؤلاء النسوة يجسدن إنجازات وإبداع المرأة الصينية، والفخر الوطني والإلهام العالمي.

قضية من أجل الإنسانية

التزام الصين بتمكين المرأة يتجاوز حدودها. فمن جهة، أسهمت روح المؤتمر العالمي الرابع المعني بالمرأة، بتقديم التوجيهات للنهوض بقضية المرأة على الصعيد الدولي. وقال الرئيس شي: "على مدى الثلاثين عاما الماضية، وبفضل روح مؤتمر بكين العالمي المعني بالمرأة، ازدهرت قضية المرأة في جميع أنحاء العالم، مضيفة رونقا باهرا لتقدم الحضارة الإنسانية."

من جانبها، اعتبرت غرترود مونغيلا، الأمينة العامة للمؤتمر العالمي الرابع المعني بالمرأة، أن مؤتمر بكين كان نقطة تحول. وقالت إنه قبل ثلاثين عاما، وضع مؤتمر بكين العالمي المعني بالمرأة خارطة طريق عملية، وقد جمع المؤتمر ممثلين عن الحكومات والمنظمات الدولية والمجتمع المدني. وأضافت: "بالنسبة للعديد من النساء من البلدان النامية، كانت تلك لحظة مكنت من إسماع أصواتهن، وتسجيل قصصهن، والتعهد بحقوقهن على الساحة العالمية."

من ناحية أخرى، اتخذت الصين خطوات ملموسة لدعم تنمية المرأة في جميع أنحاء العالم. فقد ساعدت الدول النامية على تنفيذ مائة مشروع لصحة المرأة والطفل ومائة مشروع لـ"الحرم الجامعي السعيد"، ودربت أكثر من مائتي ألف امرأة من أكثر من مائة وثمانين دولة ومنطقة، ووفرت تدريبا مهنيا وتقنيا لمائة ألف امرأة في الدول النامية.

وبناء على تلك الإجراءات السابقة، أعلن الرئيس شي عن إجراءات جديدة لتعزيز هذه القضية العالمية، ومنها التبرع بعشرة ملايين دولار أمريكي أخرى لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في السنوات الخمس المقبلة، وإطلاق ألف مشروع "صغير وجميل" لتحسين سبل العيش بمساعدة صينية، تأخذ في الاعتبار أن تكون النساء والفتيات أول المستفيدات من هذه البرامج، ودعوة خمسين ألف امرأة إلى الصين للمشاركة في برامج التبادل والتدريب.

لقد حظيت مبادرات الصين بترحيب حار من المجتمع الدولي. فقد أشاد كافينس أدهير، الباحث الكيني في العلاقات الدولية، بمشروع الرعاية الاجتماعية "صغير وجميل" الذي تنفذه الصين والدول النامية معا، وقال: "هذه البرامج ذات أهمية بالغة للدول النامية، بما فيها كينيا، في مواجهة تحديات صحة الأم والطفل. ومن خلالها، أشعر بصدق التزام الصين الجاد بتعزيز التقدم الشامل والمتوازن والمشترك في تنمية المرأة عالميا."

كما أشادت سيلفاني بورتون رئيسة كمنولث دومينيكا، بهذه الإجراءات، مشيرة إلى أن "المبادرات المهمة للصين ستواصل تمهيد الطريق لتمكين المرأة عالميا وتعزيز المساواة بين الجنسين، بما يساعد على خلق عالم أكثر مساواة وكرامة ومليئا بالفرص لكل امرأة وفتاة".

رغم ذلك، لا تزال النساء حول العالم يواجهن تحديات كبيرة. إذ لا تزال أكثر من ستمائة مليون امرأة وفتاة عالقات في دوامة الحروب والنزاعات، بينما لا يزال ما يقرب من 10% من النساء يعشن في فقر مدقع.

واعترافا بهذه التفاوتات المستمرة، طرح الرئيس شي أربعة مقترحات، هي: تعزيز البيئة المؤاتية للمرأة، ودفع التنمية العالية الجودة لقضية المرأة، وترسيخ أطر الحوكمة لحماية حقوق المرأة، وتعزيز التعاون العالمي.

وفي وقت يتأمل فيه العالم ثلاثة عقود من التقدم في قضية المرأة منذ إعلان بكين، تتجلى الرسالة بوضوح متجدد، ألا وهي أن تمكين المرأة ليس حكرا على أمة واحدة، بل مسؤولية مشتركة للبشرية جمعاء. وفي هذه القضية المستمرة، تواصل الصين وقوفها كمشاركة وشريكة، راسخة الإيمان بأن عالما تزدهر فيه المرأة هو عالم يسوده السلام والإبداع والتقدم فعلا.

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

互联网新闻信息服务许可证10120240024 | 京ICP备10041721号-4