أخبار < الرئيسية

صياغة مسار خطة شاملة.. إدارة رحلة التحديث الصيني النمط

: مشاركة
2025-08-13 16:37:00 الصين اليوم:Source :Author

أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ على الدور الحيوي للخطط الخمسية كأداة فعالة لتطوير الحوكمة الوطنية. وفي توجيهاته مؤخرا بشأن إعداد الخطة الخمسية الخامسة عشرة (2026- 2030)، أكد أهمية صياغة وتنفيذ الخطة الخمسية الخامسة عشرة في تحقيق المبادرات الإستراتيجية التي حددها المؤتمر الوطني العشرون للحزب الشيوعي الصيني، ودفع عجلة التحديث الصيني النمط.

منذ عام 1953، اعتمدت الصين على سلسلة من الخطط الخمسية لتوجيه مسار تنميتها. ومع اقتراب البلاد من إتمام الخطة الخمسية الرابعة عشرة (2021- 2025)، تكتسب الخطة القادمة أهمية متزايدة، إذ ستقدم خارطة طريق للتنمية في ظل بيئة دولية متزايدة التعقيد.

تعزيز القوة الوطنية في الخطة الخمسية الرابعة عشرة

في مقال نشر في يونيو 2025 حول توجيه التنمية الاقتصادية والاجتماعية من خلال التخطيط المتوسط والطويل الأمد، أكد الرئيس شي جين بينغ أن الصياغة العلمية والتنفيذ المتسق للخطط الخمسية، يشكلان خبرة مهمة في نهج الحزب الشيوعي الصيني لإدارة شؤون البلاد.

أما المشاركة العامة، فقد أضحت سمة أساسية لعملية التخطيط. فقبل إعداد الخطة الخمسية الرابعة عشرة، سعت الصين، لأول مرة، إلى جمع آراء واقتراحات المجتمع بأكمله عبر الإنترنت، وتلقت أكثر من مليون اقتراح. وفي توجيهاته في سبتمبر 2020، أشاد الرئيس شي بهذه الخطوة الفعالة للغاية، إذ شهدت مشاركة شعبية واسعة، وقدمت العديد من الآراء والاقتراحات البناءة، وحث الجهات المعنية على فرزها وتحليلها والإصغاء لها بعناية.

بتوجيه من الخطة الخمسية الرابعة عشرة، حققت الصين إنجازات ملحوظة في مجالات عديدة. ويتجلى ذلك في النمو الاقتصادي القوي والمرن. فبين عامي 2021 و2024، بلغ متوسط معدل النمو السنوي للصين 5ر5%، وهو معدل أسرع من العديد من الاقتصادات الكبيرة في العالم، مما يظهر مرونة قوية في ظل تحديات عميقة ناجمة عن وباء كوفيد- 19، والوضع الاقتصادي العالمي المتقلب بسبب الحرب التكنولوجية، وتهديدات الحرب التجارية.

في التاسع من يوليو 2025، قال رئيس اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح، تشنغ شان جيه، في مؤتمر صحفي بشأن وفاء الصين الرفيع المستوى بالأهداف المحددة لفترة الخطة الخمسية الرابعة عشرة، إن النمو الاقتصادي للصين من المتوقع أن يتجاوز 35 تريليون يوان (الدولار الأمريكي يساوي 2ر7 يوانات تقريبا حاليا) في فترة السنوات الخمس، بما يسهم بنحو 30% سنويا في النمو الاقتصادي العالمي. وقال أيضا: "هذا يعادل الناتج المحلي الإجمالي لقوانغدونغ وجيانغسو وشاندونغ، أكبر ثلاث مقاطعات صينية من حيث الاقتصاد في عام 2024، وهو أكبر من الناتج الإجمالي لمنطقة دلتا نهر اليانغتسي، وهو ما يماثل حجم اقتصاد ثالث أكبر قوة اقتصادية في العالم."

هناك اهتمامات أخرى تتعلق بالتقدم العلمي والتكنولوجي. في رسالته بمناسبة العام الجديد 2025، أكد الرئيس شي أن الصين قد عززت إعداد قوى منتجة حديثة النوعية في ظل الظروف الراهنة، وأن قطاعات وأشكال ونماذج أعمال جديدة لا تزال تظهر. ولخص الرئيس شي قائلا: "لقد تحققت إنجازات في الدوائر المتكاملة والذكاء الاصطناعي والاتصالات الكمومية، والعديد من المجالات الأخرى."

من بين معالم التقدم البارزة، محطة شيداووان الصينية للطاقة النووية بالمفاعلات العالية الحرارة المبردة بالغاز، وهي أول محطة طاقة نووية من الجيل الرابع في العالم، وقد دخلت رسميا في التشغيل التجاري؛ وحقق مسبار تشانغ آه- 6 إنجازا تاريخيا بالعودة حاملا معه أول عينات، على الإطلاق، من الجانب البعيد من القمر؛ وبدأت الطائرة "سي 919" الضيقة البدن التي تم تطويرها محليا، الخدمة التجارية.

لقد شهدت معيشة الشعب تحسنا ملحوظا. وفقا للإحصاءات، وفرت الصين أكثر من 12 مليون فرصة عمل إضافية بالمناطق الحضرية سنويا، محققة بذلك نسبة فرص عمل كاملة نسبيا في دولة نامية كبيرة يزيد عدد سكانها على 4ر1 مليار نسمة. كما أنشأت أكبر أنظمة للتعليم والرعاية الصحية والضمان الاجتماعي في العالم، وبلغت نسبة الالتحاق بالتعليم الإلزامي لمدة تسع سنوات، ومعدلات تغطية المعاش التقاعدي الأساسي والتأمين الطبي الأساسي، أكثر من من 95%. والجدير بالذكر أن متوسط العمر المتوقع للفرد في الصين ارتفع إلى 79 عاما.

هذه الإنجازات تبرز القوة الوطنية المتنامية للصين. في حفل استقبال رفيع المستوى بمناسبة حلول العام الصيني الجديد في يناير 2025، أكد الرئيس شي التزام الصين بتعميق الإصلاحات في جميع المجالات، وتوسيع نطاق الانفتاح العالي المستوى، والحماية من المخاطر في المجالات الرئيسية، ومن الصدمات الخارجية ودرء آثارها، وتعزيز الانتعاش الاقتصادي المستدام في السنة الأخيرة من الخطة الخمسية الرابعة عشرة.

إعداد الخطة.. ما الذي نتوقعه من الخطة الخمسية الخامسة عشرة

مع دخول الخطة الخمسية الرابعة عشرة عامها الأخير، بدأ العمل على تمهيد الطريق للخطة الخامسة عشرة. وفي إطار التعهد بالبدء بصياغة الخطة الخمسية الخامسة عشرة هذا العام، أشار تقرير أعمال الحكومة لهذا العام 2025، إلى ضرورة إجراء تحليل معمق للسمات الجديدة التي تحدد فترة الخطة الخمسية المقبلة، وتحديد أهداف التنمية من خلال خطوات مدروسة، والتخطيط السليم للمهام والسياسات والإجراءات والمشروعات الإستراتيجية الرئيسية، حتى تصبح الخطة دليلا فعالا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في الصين.

خلال ندوة حول التنمية الاقتصادية والاجتماعية للصين خلال فترة الخطة الخمسية الخامسة عشرة، عقدت في الثلاثين من إبريل 2025، أكد الرئيس شي أن هذا العام يمثل السنة الختامية للخطة الخمسية الرابعة عشرة. وفي الوقت الذي نسرع فيه تنفيذ أهدافها ومهامها، من الضروري أيضا التكيف مع الظروف المتغيرة، وفهم الأولويات الإستراتيجية، ووضع خطط مدروسة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية خلال فترة الخطة الخمسية المقبلة.

وفي إطار تنظيم اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني لصياغة مقترحات هذه الخطة، سلط الرئيس شي الضوء على عدة اتجاهات خلال الندوة. فمن ناحية، على الصعيد الوطني، أكد الرئيس شي على ضرورة تعزيز التركيز الإستراتيجي على تطوير قوى منتجة حديثة النوعية، بما يتماشى مع الظروف المحلية، خلال فترة الخطة الخمسية الخامسة عشرة. وقال: "استرشادا بالابتكار العلمي والتكنولوجي وعلى أساس الاقتصاد الحقيقي، يتعين علينا تعزيز تحول وارتقاء الصناعات التقليدية، وتطوير الصناعات الناشئة بشكل نشيط، ووضع ترتيبات استشرافية للصناعات المستقبلية، من أجل تسريع بناء نظام صناعي حديث."

يتماشى هذا مع توجيهات الرئيس شي في المرحلة الأخيرة من الخطة الخمسية الرابعة عشرة. فعلى سبيل المثال، خلال جولته التفقدية بمقاطعة شانشي، في الثامن من يوليو عام 2025، حث الرئيس شي المسؤولين المحليين على المضي قدما في تطوير الصناعات التقليدية وتطويرها، وتطوير الصناعات الناشئة والمستقبلية وفقا للظروف المحلية، بما يسهم في بناء قوى منتجة حديثة النوعية.

من ناحية أخرى، وفيما يتعلق بالتوقعات الدولية، أكد الرئيس شي أنه في التخطيط للتنمية الاقتصادية والاجتماعية لفترة الخطة الخمسية الخامسة عشرة، من الضروري اتباع نهج استشرافي لفهم كيفية تأثير تغيرات المشهد الدولي على الصين، وتعديل وتحسين الهيكل الاقتصادي للبلاد وفقا لذلك.

إن تزايد الحواجز التجارية هو أبرز دواعي القلق. ففي السنوات الأخيرة، تزايد اعتماد الولايات المتحدة الأمريكية على الرسوم الجمركية لفرض إرادتها على الدول الأخرى. وفي مكالمته الهاتفية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الخامس من يونيو 2025، أشار الرئيس شي إلى أن إعادة ضبط مسار العلاقات الصينية- الأمريكية يتطلب منا تولي زمام الأمور وتحديد المسار الصحيح. وقال: "من المهم جدا تجنب مختلف المطبات والاضطرابات." وأشاد الرئيس شي بالاجتماع الاقتصادي والتجاري الذي عقد بين الجانبين في جنيف في مايو 2025، ووصفه بأنه خطوة مهمة إلى الأمام في معالجة القضايا المعنية من خلال الحوار والتشاور، والذي أعقبه الاجتماع الأول لآلية التشاور الاقتصادي والتجاري بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية. في ذلك الاجتماع، توصلت الصين والولايات المتحدة الأمريكية إلى اتفاق مبدئي بشأن تنفيذ التوافق المهم الذي توصل إليه رئيسا البلدين خلال مكالمتهما الهاتفية في الخامس من يونيو، والإطار المتعلق بالتدابير الرامية لتعزيز نتائج المحادثات الاقتصادية والتجارية في جنيف، وأحرز البلدان تقدما جديدا في معالجة الشواغل الاقتصادية والتجارية لكل منهما، وهي خطوة مهمة نحو تحسين العلاقات الاقتصادية والتجارية الثنائية.

مع انتقال الصين من الخطة الخمسية الرابعة عشرة إلى الخطة الخمسية الخامسة عشرة، تواجه البلاد تحديات وفرصا جديدة. وبقيادة الحزب الشيوعي الصيني، ومن خلال التخطيط الإستراتيجي المتواصل، تستعد الصين لرسم مسار ثابت نحو التحديث والتنمية العالية الجودة.

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

互联网新闻信息服务许可证10120240024 | 京ICP备10041721号-4