أخبار < الرئيسية

تقييم ضمان الصين لحقوق الإنسان من خلال التجارب الشخصية

: مشاركة
2023-11-29 17:59:00 الصين اليوم:Source ديوغو تيكسيرا:Author

أنا من العدد القليل من المترجمين البرازيليين المتخصصين في اللغة الصينية، ويرجع الفضل في ذلك إلى دراستي لمدة أكثر من عشرين سنة، قضيت عشر سنوات منها في الصين. الفترة التي عشتها في بكين وعملي محررا بوكالة أنباء الصين الجديدة ((شينخوا)) هي أجمل أيام سنوات عمري الخمس والأربعين.

رغم أنني لا أعيش في بكين الآن، ما زلت البرازيلي الذي عمل أطول مدة في ((شينخوا)). كتبت هذه المقالة لأن الفرصة مازالت متاحة لي لأواصل هذا العمل في ريو دي جانيرو، لسبب إنساني وهو أن والدي يعيشان هنا. قبل أن أحصل على تأشيرة العمل للعام الحادي عشر بعد وصولي إلى الصين، مرض والدي فقررت العودة إلى البرازيل لرعايتهما ومرافقتهما. وفي يوم مغادرة الصين، ألغت شركة الطيران الرحلة التي كان مقررا أن أسافر عليها إلى البرازيل، بينما كان ذلك اليوم هو تاريخ انتهاء مدة جواز سفري، فطلبت الحصول على التأشيرة الإنسانية، ونجحت في ذلك.

في حكايتي القصيرة حول الحياة في الصين، ظهرت كلمة "إنسانية" مرتين. لذلك، عندما تلقيت الدعوة لترجمة ومراجعة هذا الكتاب بشأن حقوق الإنسان في الصين وهو ((شي جين بينغ.. احترام حقوق الإنسان وضمانها))، أقول بصراحة إنني أعتقد أنني أفضل شخص لهذا العمل. باعتباري أجنبي يعيش في الصين بمفردي، كنت أشعر بأن حقوقي ومصالحي حظيت بالاحترام خلال الفترة التي أمضيتها في الصين من أولها إلى آخرها. أود أن أوضح العاطفة الإنسانية للشعب الصيني بواقعة حقيقية. عندما وصلت إلى الصين في عام 2013، استقبلني أحد زملائي في المطار. وبعد عشر سنوات من ذلك، هل تعرف مَنْ أوصلني إلى المطار؟ إنه صاحب الشقة التي استأجرتها لمدة عشر سنوات، فكان كأنه أبي في الصين.

في صدد حقوق الإنسان، تضمن الصين السلامة الشخصية للمواطنين بشكل ممتاز. قال الرئيس شي جين بينغ في الكلمة التي ألقاها في اجتماع إطلاق حملة تعلُم وتعليم تاريخ الحزب الشيوعي الصيني في 20 فبراير 2021: "إن الصين قد أصبحت من الدول التي يعترف المجتمع الدولي بأنها تتميز بأكبر شعور بالأمان." في كل مدينة صينية، يتمتع الناس بشعور الأمان في السير على الطريق في أي وقت نهارا وليلا، وأعتقد أن هذا الشعور بالأمان لا مثيلَ له. أناقش هذا الموضوع من منظور شخص سبق له أن سافر إلى أكثر من مائة دولة في العالم، وأسافر بمفردي في معظم الرحلات. السير على الطريق بسلام وبدون الخشية على المعاناة من حادث عنف أمر جميل. وفي هذه الجملة، يكون الشعور بالأمان والذي ذكره الرئيس شي موجود حقيقيا، ويجعل الناس يعيشون في الصين بسعادة.

باعتباري كاثوليكيا مخلصا عاش في الصين عشر سنوات، لا بد أن أتحدث عن الموضوع الديني. لذلك، اقتطفت من كلام الرئيس شي جين بينغ في حديثه مع الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما في عام 2016، فقد قال الرئيس شي: "الصين تولي اهتماما بالغا لحماية حقوق الإنسان وتعزيزها، وتضمن حق حرية الاعتقاد الديني للمواطنين وفقا للقانون." لا تحمي الصين المواطنين الصينيين فحسب، وإنما أيضا تحمي كل المواطنين الأجانب في الصين. خلال حياتي في بكين لمدة عشر سنوات، كنت أذهب إلى الكنيسة الكاثوليكية في يوم الأحد كل أسبوع، وعندما زارتني أمي، كانت تذهب إلى الكنيسة كل يوم، لأنها تحب دروس اللغة اللاتينية في الكنيسة. ولكن في البرازيل التي تُعتبر أكبر دولة كاثوليكية في العالم، لم تعد هذه الدروس موجودة. ومعظم المشاركين في قدّاس الكاثوليكية صينيون، ومحلات الكنيسة التي تبيع اللوازم الدينية تشابه المحلات في البرازيل والدول الكاثوليكية الأخرى التي سافرت إليها. هذه الكنيسة قريبة من مكان عملي.

قال الرئيس شي جين بينغ في كلمته التي ألقاها في مؤتمر الذكرى السنوية الخمسين لاستعادة المقعد الشرعي لجمهورية الصين الشعبية في الأمم المتحدة في 25 أكتوبر 2021: "تلتزم الصين بميثاق الأمم المتحدة وما ورد في ((الإعلان العالمي لحقوق الإنسان))." عندما قرأت ذلك، تذكرت خبرا نُشر بعد سنتين من ذلك، ويتعلق بالصين والأمم المتحدة وحقوق الإنسان، وأثبت كلام الرئيس. في العاشر من أكتوبر 2023، اُنتخبت الصين لعضوية مجلس حقوق الإنسان للأمم المتحدة للمرة السادسة، وأصبحت واحدة من الدول التي أعيد انتخابها مرات أكثر. وقبل ذلك كانت الصين اُنتخبت لعضوية مجلس حقوق الإنسان للأمم المتحدة للفترة من عام 2006 إلى عام 2012 (اُنتخبت على التوالي في عام 2009)، ومن عام 2014 إلى عام 2016، ومن عام 2017 إلى عام 2019، ومن عام 2021 إلى عام 2023.

في الوقت الحالي، ترتفع درجة الحرارة العالمية باستمرار، فمن الطبيعي أن تكون البيئة من الموضوعات المهمة للمناقشة في هذا الكتاب. أود أن أستشهد بقول الرئيس شي جين بينغ في كلمته في 21 ديسمبر 2016: "ما هي هموم جماهير الشعب؟ هي ما إذا كان الطعام مضمونا، وما إذا كانت التدفئة متوفرة، وما إذا كان الضباب الدخاني طفيفا، وما إذا كانت الأنهار والبحيرات نظيفة، وما إذا كانت القمامة المحروقة غير ضارة بالصحة، وما إذا كانت خدمة رعاية المسنين مُرضية، وما إذا كان الناس يستطيعون تحمل نفقات استئجار أو شراء مسكن، وما إلى ذلك." باعتباري أجنبيا وصل إلى بكين واستأجر شقة خلال يومين، وعاش هناك لمدة عشر سنوات، أوافق على الموضوعات حول استئجار المسكن موافقة تامة. استئجار المسكن في الصين أمر سهل، مهما كان سعره أو إجراءاته. أولا، يعد استئجار المسكن للأجانب مستحيلا في بعض المدن الكبرى في العالم، وبالنسبة إلى المحليين، يكون هذا الأمر صعبا مثل كابوس. سبق لي أن استأجرت شقة في شارع جينرونغ ببكين، من دون إجراءات إدارية كثيرة. وجدير بالذكر أنني دفعت أجرة لشهرين مقدما فقط، لأنني لم أكن أستطيع دفع الأجرة المطلوبة لثلاثة أشهر مقدما حينذاك. استأجرت شقة مفروشة في أفضل منطقة في بكين مقابل مبلغ بسيط يكفي لاستئجار غرفة حقيرة صغيرة في أوروبا. هل تعرفون كيف اتصلت بصاحب الشقة؟ وجدت إعلان إيجار الشقة على موقع إلكتروني، فأرسلت له رسالة إلكترونية. لم تكن شبكة الاتصالات النقالة موجودة في ذلك الوقت. وبعد عشر سنوات، كان صاحب هذه الشقة هو الذي رافقني إلى المطار حاملا خمسة أمتعة كبيرة وثقيلة. نقطة أخرى أثارت اهتمامي في هذه الفقرة، وهي تلوث الهواء. نعم، من بداية حياتي في بكين قبل عشر سنوات إلى اليوم، انخفض تلوث الهواء بشكل كبير، يمكن القول إنه تغير تام. على كل حال، مؤشر جودة الهواء بمقياس PM2.5 لا يخدع الناس.

تحترم قضية حقوق الإنسان للصين البقاء والتنمية. باعتباري أجنبيا وُلد في دولة نامية، لدي موقف كاف للحديث حول هذا الموضوع. بعد معيشتي في الصين لمدة عشر سنوات، عدت إلى البرازيل. قبل ذلك، كنت قد بقيت في دولة أفريقية لمدة شهر واحد بسبب تبديل الطائرة. في الطريق إلى الفندق بعاصمة هذه الدولة، رأيت التسوّل والفقر اللذين قد نسيتهما منذ زمان ولكنهما ما زالا موجودين. كلما توقفت السيارة في إشارة مرور، اقترب طفل منا وأشار إلى فمه متسولا، مما أحزنني. لم أتعود على ذلك، فرغم أن هذا المشهد عادي في البرازيل، لم أر ذلك لمدة خمس سنوات عشتها في الصين. عشت في بكين عشر سنوات، وزرت أنحاء بكين، وزرت كثيرا من المدن، ولم أر متسولين في الصين. لقد جعلني السفر في أفريقيا والحياة بعد عودتي إلى البرازيل أشعر بإنجازات الصين في عمل تخفيف حدة الفقر. لقد ذهبت إلى المناطق الداخلية لتلك الدولة الأفريقية، ووجدت أن فترة إمداد الكهرباء هناك ساعتان كل يوم فقط. ومن الممتع أن المارّة على الطريق سألوني ما إذا كنت صينيا رغم أنني ألبس الكمامة والنظارة الشمسية، وذلك لأن الشركات الصينية بنت عديدا من المشروعات هناك.

علاوة على ذلك، يجمع هذا الكتاب كثيرا من كلمات الرئيس شي جين بينغ حول تخفيف حدة الفقر وتوزيع ثمار التنمية. كل كلمة للرئيس شي، وخاصة الموضوعات التي تشرح إجراءات الصين، تجعلني أشعر بأنها مفعمة بالمعنى. في تلك الدولة الأفريقية، تركت الحياة المحزنة للناس انطباعات عميقة لي. فأوّد أن أؤكد على كلمة الرئيس شي في 25 فبراير 2021، وهي: "لقد أسفر حل المشكلات المستعصية للقضاء على الفقر عن نتائج وافرة بالمعنى المادي والمعنوي. وتم تنشيط أولئك الذين تم انتشالهم من براثن الفقر من خلال زخم دافع لمواصلة المضي قدما."

لا بد أن أقول إن أكبر مكسب لي من الحياة في الصين هو تكوين العادات الرياضية. في عام 2016، ألقى الرئيس شي كلمة بشأن الرياضة، ويبدو كأنها تصف حياتي في الصين، وهي: "تلعب الرياضة دورا مهما في رفع جودة الجسد ومستوى الصحة للشعب وتعزيز التنمية الشاملة للإنسان وإثراء الحياة الثقافية المعنوية للشعب، وتشجيع الشعب على إذكاء روح السعي إلى تحقيق الإنجازات البارزة والتصدي للتحديات وغيرها من المجالات." بالنسبة لمن لم يعيشوا في الصين، يصعب عليهم أن يتخيلوا قيام الصينيين بالرياضة البدنية دائما. تنتشر القاعات الرياضية التقليدية في الشوارع، وتكون مزدحمة بالناس دائما. وبالإضافة إلى ذلك، يوجد في الصين نمط خاص للرياضة البدنية، ألا وهو الدرس الجماعي في القاعات الرياضية. يجب على الناس أن يدفعوا نفقات الدرس عندما يحضرون الدرس. هذه القاعات الرياضية وجدت في بكين أولا، وكنت أعيش هناك حينذاك. وفتحت شركة للقاعات الرياضية أربع قاعات وفتحت شركة أخرى قاعة واحدة. أطلقت هاتان الشركتان درسا جماعيا يبدأ في الساعة العاشرة مساء يوم الجمعة للأسبوع التالي، وقد تم حجز كافة الأماكن خلال ثوان. إنه لأمر طيب أن تمضي الوقت مع الآخرين. من العادة أن نلتقط صورة جماعية قبل انتهاء الدرس. في الحقيقة، ذلك هو ما ذكره الرئيس شي حول التنمية الشاملة للإنسان. اليوم، فتحت كل من هاتين الشركتين المذكورتين عشرات القاعات الرياضية. وفي إحداها مدرّب بريطاني اسمه غاي، وقد أصبح أفضل أصدقائي، يتصل كل منا بالآخر كل يوم. أشكر الصين على جلب هذه اللقاءات الجميلة إلي.

أخيرا، أود أن أستشهد بجملة في كلمة الرئيس شي جين بينغ التي ألقاها في مؤتمر الاحتفال بعيد العمال العالمي "أول مايو"، وتقدير العاملين النموذجيين والعاملين المتقدمين في عموم البلاد في 28 إبريل 2015، وهي: "من الضروري حماية الحقوق والمصالح الأساسية للموظفين والعمال وفقا للقانون، وإكمال آلية تنسيق علاقات العمل، والتعامل مع الخلافات والنزاعات المتعلقة بعلاقات العمل في الوقت المناسب وبشكل صحيح." خلال حياتي وعملي لمدة عشر سنوات في الصين، لم يحدث تأخر في دفع المكافأة أبدا، ووصل راتبي إلى حسابي في الموعد، في اليوم الثامن والعشرين من كل شهر دائما. كنت إذا عملت حتى وقت متأخر في يوم ما، يمكن أن أستريح في اليوم التالي. وتم تجديد التأشيرة وعقد العمل لي كل سنة، فاخترت أن أبقى في الصين لأنني أحترم حقوقي ومصالحي. في الحقيقة، الصين لا عيب فيها في جانب حقوق ومصالح الكادحين. باعتباري أجنبيا، لم أتوقع أن أسترد أموال ضريبة الدخل التي تم خصمها من راتبي. ولأنني لم أصل إلى سن التقاعد في الصين، استرددت أموال الضمان الاجتماعي الخاصة بي بعد عودتي إلى مسقط رأسي.

 

--

 

ديوغو تيكسيرا، صينولوجي برازيلي ومترجم ومنقح ترجمة.

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4