بكين 9 إبريل 2021 (شينخوا) بعد إغلاق دام 76 يوما بسبب كوفيد-19، أعيد أخيرا ربط مدينة ووهان الكبرى الوسطى في الصين مع بقية العالم في 8 إبريل 2020. وبعد مرور عام، بذلت الصين جهودا هائلة لاحتواء الوباء وساهمت في المعركة العالمية ضد الفيروس.

وقال أوميرا نصير، أخصائي الصحة العامة في المعهد الوطني للصحة بباكستان، "لقد كانت خطوة جريئة وحسنة التوقيت وحكيمة للغاية أدت إلى انخفاض سريع في حالات كوفيد-19، مقارنة بتعويض الخسارة التي لحقت بالاقتصاد".

وصرح لوكالة أنباء ((شينخوا)) بقوله "كوني متخصصا في الصحة العامة، فإنني معجب حقا بخطوة الإغلاق التي اتخذتها الصين نظرا لما قدمته من مساهمات كبيرة في احتواء كوفيد-19 ليس فقط في الصين ولكن في جميع أنحاء العالم".

وأشار على وجه التحديد إلى أن مرونة ووهان وتصميمها وطريقتها المسؤولة، والتي تميزت بالتزام أكثر من 10 ملايين من السكان بأوامر الإغلاق الصارمة للحكومة، هي "مثال يحتذى به في العالم".

وأفاد نصير "لقد أظهرت للعالم أنه إذا تصرفت الحكومة والمجتمع بمسؤولية معا، فيمكن مواجهة التحديات الكبرى بسهولة إلى حد ما".

ويمكن تصنيف التدابير الشاملة لمكافحة الوباء في الصين ضمن ثلاث فئات رئيسية من الاستجابات، وفقا لكوستانتينوس بي تي.كوستانتينوس، وهو أستاذ في السياسة العامة بجامعة أديس أبابا في إثيوبيا.

الأولى هي أن الصين أجرت مراقبة نشطة للحالات فور الإبلاغ عن الفيروس القاتل. وتم إطلاق اختبارات مكثفة بمجرد توفير معدات المختبرات من مصادر عالمية وصينية.

وقال إن "هذا مكّن الصين من الشروع في الرصد السريع لجميع حالات كوفيد-19 التي ظهرت في ووهان والاستجابة لها".

الثانية، تم استكمال الإجراءات بإغلاق صارم للمدن وحجر صحي للأشخاص الذين هم على اتصال وثيق بمرضى كوفيد-19، كما أشار، موضحا أن المؤسسات العامة قدمت أيضا معلومات وإرشادات فورية حول تدابير الوقاية من كوفيد-19.

وأخيرا، قدمت الصين توجيهات سريعة وعملية في مجال السياسات العامة مع توسيع قدرة نظامها الصحي العام. وقال كوستانتينوس إن "هذا كان على أساس المشاركة النشطة للمواطنين في إدارة وباء كوفيد-19 في الصين".

وذكر توبياس أدريان، مدير إدارة أسواق النقد ورأس المال بصندوق النقد الدولي، لشبكة ((سي إن بي سي)) يوم الثلاثاء إن استجابة الصين ضد كوفيد-19 "مثيرة للإعجاب" وتمكنت البلاد مرة أخرى من تحقيق نتائج جيدة في مواجهة أزمة كبيرة.

وقال أدريان إن "الصين حقا مثال مثير للإعجاب للاستثناء بالمعنى الإيجابي"، مضيفا أن الصين هزمت الوباء "بقوة شديدة، وفي وقت مبكر جدا، وعاد الاقتصاد هناك بالفعل إلى مستوياته الطبيعية في منتصف العام الماضي، متقدما بفارق كبير على أي بلد في العالم".

وفي معرض حديثه عن منشأ الفيروس، لفت نصير إلى أن مركز نشوءه الأساسي لا يزال مجهولا.

وبيّن أن "الصين سيطرت على الفيروس عندما كان ينتشر بسرعة في الدول الأوروبية والولايات المتحدة"، مضيفا أن "العالم قد شهد أن معظم الحالات التي انتشرت فيما بعد في العالم انتقلت من دول أخرى وليس من الصين".

وأصدرت منظمة الصحة العالمية مؤخرا تقريرا بشأن التعقب العالمي لأصول كوفيد-19، بعد أن أجرى ما مجموعه 34 خبيرا من المنظمة والصين بشكل مشترك تحقيقا ميدانيا لمدة 28 يوما في الفترة من 14 يناير إلى 10 فبراير في ووهان لدراسة احتمالية المسارات المحتملة.

وذكر التقرير أن النتائج أظهرت أنه "تم اكتشاف بعض العينات الإيجابية المشتبه فيها حتى قبل رصد أول حالة في ووهان، مما يشير إلى احتمال عدم رصد الانتشار في دول أخرى".

وقال عالم الحيوان البريطاني بيتر داسزاك، وهو عضو في فريق منظمة الصحة الدولية، خلال إحاطة حول التقرير، "لا تفكروا في الحدود الوطنية إذا كنا نريد حقا هزيمة الأوبئة. علينا أن نعمل مع دول أخرى للتركيز على كيفية ظهورها ومحاولة إيقافها في المستقبل".

وفي مقابلة حديثة مع وكالة أنباء ((شينخوا))، شدد البروفيسور دومينيك دواير من جامعة سيدني على أن تتبع منشأ كوفيد-19 يجب أن يتم ليس فقط في الصين ولكن في أجزاء أخرى من العالم.

وقال دواير، وهو أيضا عضو في فريق خبراء منظمة الصحة العالمية المرسل إلى الصين، إن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات للتحقيق في الأصول الحيوانية أو الأصول الحيوانية المحتملة للفيروس الهائج.