كلنا شرق < الرئيسية

د. عصام شرف: هناك دائما توازن بين قوة الصين وقدرتها على التعاون مع العالم

: مشاركة
2025-09-03 15:01:00 الصين اليوم:Source فريدة تشانغ منغ فان:Author

أجرت مجلة ((الصين اليوم)) مقابلة مع معالي الدكتور عصام شرف، رئيس وزراء مصر الأسبق، تعرض خلالها لجملة واسعة من القضايا الدولية والإقليمية المهمة وتناول بشكل خاص دور الصين ومصر في تعزيز السلام والتنمية وتجاربهما وجهودهما في هذا المجال. وإلى تفاصيل المقابلة:

((الصين اليوم)): يصادف هذا العام الذكرى السنوية الثمانين للانتصار في حرب مقاومة الشعب الصيني ضد العدوان الياباني والحرب العالمية ضد الفاشية، وكذلك الذكرى الـ82 لإصدار "إعلان القاهرة". كيف تنظرون إلى التضحيات والمساهمات التي قدمتها دول مثل الصين ومصر خلال الحرب؟ وكيف ترون أهمية إحياء الذكرى السنوية الثمانين للانتصار في الحرب العالمية ضد الفاشية اليوم؟

الدكتور عصام شرف: بالطبع الاحتفال بالذكرى السنوية الثمانين للانتصار في حرب مقاومة الشعب الصيني ضد العدوان الياباني علامة مهمة جدا في التاريخ الإنساني، وأنا عدت في شهر يوليو من منتدى حوار الحضارات بالصين، وزرت مدينة يانآن وزرت المواقع الثورية ورأيت كيف عاش الزعيم ماو تسي تونغ مع رفاقه في الكهوف وخاضوا مقاومة عظيمة جدا انتهت بالانتصار العظيم في عام 1945. أعتقد أن هذا الانتصار العظيم كان بداية الأمة الصينية العظيمة التي نراها اليوم، فهذه المقاومة العظيمة أدت إلى انتصار عظيم والانتصار العظيم أدى إلى دولة عظيمة. في نفس الوقت نحن نحتفل بـ"إعلان القاهرة" الذي صدر قبل 82 عاما. وفي الحقيقة كان "إعلان القاهرة" مهما جدا، حضره زعماء الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والصين، وفي هذا الاجتماع تم وضع خطة للحد من تمدد الفاشية. وأيضا يعد هذا الاجتماع مهما جدا في منظومة الانتصار على الفاشية ووضع أسس للسلام العالمي. وهذا يذكرنا أيضا بالاحتفال هذه السنة بمرور 80 عاما على إنشاء هيئة الأمم المتحدة التي لعبت دورا مهما، ولكن في الحقيقة لم تستطع أن تستثمر حالة الانتصار التي تمت قبل ثمانين سنة وترسي السلام العالمي. حاليا هناك طبعا نوع من الخلل في السلام العالمي. لعبت الصين ومصر دورا مهما جدا في الانتصار على الفاشية. استطاعت الصين بالتعاون مع الحلفاء أن تحد من تمدد الفاشية اليابانية في آسيا وأيضا في العالم. في الحرب العالمية ضد الفاشية، واستطاعت مصر أن تكون خط دفاع قويا جدا في منطقة الشرق الأوسط، وبالتالي نستطيع أن نقول إن الصين ومصر لعبتا دورا مهما جدا في الانتصار على الفاشية ووضع أسس جديدة للسلام العالمي.

((الصين اليوم)): ما تقييمكم لأطر التعاون المتعدد الأطراف التي طرحتها الصين، مثل مبادرة "التنمية العالمية" ومبادرة "الأمن العالمي"؟

الدكتور عصام شرف: في الحقيقة أنا لدي دائما محاضرة ألقيها في العديد من المناسبات، وعنوانها "الصين والعالم". لقداستطاعت الصين أن تكون دولة قوية ودولة عظيمة، وفي نفس الوقت حريصة جدا على تقديم الدعم والمساعدة لدول العالم. وبالتالي، هناك دائما توازن بين قوة الصين وقدرتها على التعاون مع العالم. تسعى الصين إلى الرخاء العالمي، والرخاء لا يمكن أن يتحقق من دون تنمية، والتنمية لا يمكن أن تتحقق من دون سلام. ومن هنا تنبع أهمية مبادرة "الأمن العالمي" ومبادرة "التنمية العالمية". وكما قلت، لا يمكن أن يكون هناك تنمية من دون سلام. مبادرة "التنمية العالمية" مهمة لأنها تقترح عددا من المفاهيم والأولويات التي يمكن اتباعها لكي تتحقق التنمية السلمية، والتنمية السلمية موضوع مهم اتبعته الصين خلال تنميتها. على سبيل المثال، من أهم الأولويات الحد من الفقر.وقد نجحت الصين في القضاء على الفقر المدقع في نهاية عام 2020. الصين قامت بهذه التجربة، ومن ثم تقدم مفاهيم إذا اتبعتها الدول الأخرى ستحقق التنمية. مبادرة "الأمن العالمي" مهمة أيضا لتحقيق السلام العالمي، ومن ثم يمكن أن تكون هناك التنمية السلمية. في هذا العالم المرتبك، هناك إحساس بأن هناك من يدفع العالم للعوده إلى الحرب الباردة، والمواجهات بين الكتل لإعادة أجواء الحرب العالمية مرة ثانية. ولذلك، الصين حريصة على تقديم مبادرات تعزز السلام فيها مبادئ كثيرة. وقد حددت الصين أماكن المناطق الساخنة التي فيها خلافات، وقالت إنها مستعدة أن تتبنى الحوار سواء الثنائي أو الجماعي لحل هذه المشكلات، لأنه طالما هناك ارتباك في السلام سيكون هناك صعوبة في تحقيق التنمية، فالسلام يؤدي إلى التنمية والتنمية تؤدي إلى الرخاء.

((الصين اليوم)): الصين ومصر دولتان حضاريتان عريقتان في التاريخ، ولديهما تجارب متشابهة في مسيرة التحرر الوطني والتنمية. كيف ترون أثر هذه الذاكرة التاريخية المشتركة في تعزيز الروابط والثقة المتبادلة بين الشعبين؟

الدكتور عصام شرف: كما قلت، الصين ومصر لعبتا دور مهما جدا في القضاء على الفاشية وفي تحقيق انتصارات. ومثل هذه الأمور المتمثلة في الكفاح والانتصار والإنجاز مهمة جدا عندما تتناولها الشعوب، فتشعر بألفه وتقارب وأن هناك تبادل في المشاعر. ولذلك، هذه الذاكرة التاريخية من الكفاح والانتصار والانجاز مهمة في إحساس الشعوب بهذا الشعور بالتقارب. وأنا دائما عندما أكون في الصين وتُذكر مصر أجد أن الشعب الصيني يحب مصر، وفي الوقت نفسه هنا في مصر تجدون أن الشعب المصري يحب الصين. هناك تجارب وهناك زعامات. عندنا طبعا زعامات صينية وآخرها الشخصية العظيمة الرئيس شي جين بينغ. وعندنا الزعيم جمال عبد الناصر ومباحثاته في مؤتمر عدم الانحياز مع الزعيم تشو أن لاي. كل هذه الأمور من الإنجازات والانتصارات والمعاناة والمعاناة أيضا تقدرها الشعوب وتحدث نوعا من التقارب العظيم بينهم.

((الصين اليوم)): كيف تقيمون دور الحوار بين الحضارات والتنوع والتسامح في تعزيز التفاهم والتعاون الدولي؟

الدكتور عصام شرف: كما قلت في البداية، أنا حضرت في شهر يوليو منتدى حوار الحضارات. وأنا مهتم جدا بمبادرة "الحضارة العالمية". الموضوع، كما قلت، أن السلام العالمي يؤدي إلى التنمية العالمية والرخاء، لكن كيف يتحقق السلام؟ السلام يتحقق من خلال الثقة بين الشعوب، والثقة لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال التفاهم والتقارب، والتفاهم والتقارب لا يأتي إلا من خلال حوار الحضارات. إن أي دولة حاليا هي وليدة حضارات ولها حضارتها الخاصة وحضارتها القديمة. وهكذا، إذا أمكن من خلال الحوار احترام التباين بين الحضارات والاختلاف بين الحضارات، فإن هذا الحوار يؤدي إلى تقارب وتفاهم ومن ثم الثقة. وعندما تتحقق الثقة يسهل جدا تحقيق السلام، ومن ثم تحقيق التنمية. ولذلك، أنا أعتقد أن مبادرة "الحضارة العالمية" هي من أهم المبادرات التي يمكن أن يبنى عليها أمور كثيرة جدا؛ يبنى عليها السلام العالمي، ويبنى عليها التنمية العالمية، ويبنى عليها الرخاء العالمي.

((الصين اليوم)): أخيرا، نرجو منكم توجيه كلمة للجمهور الصيني حول رؤيتكم للسلام وتطلعاتكم للصداقة الصينية- المصرية؟

الدكتور عصام شرف: طبعا أنا لدي أصدقاء كثيرون جدا في الصين. وأنا أعتز جدا بهذه الصداقة وبعلاقتي مع الصين. ربما أوجه كلمة إلى المواطن الصيني. أقول له يجب أن تكون فخورا جدا ببلدك، فبلدك استطاع أن يحقق معجزة في التنمية سواء الاقتصادية أو الاجتماعية والثقافية، وهذا الاعتزاز يجب أن يترجم إلى التماسك؛ التماسك خلف القيادة الصينية وخاصة الرئيس شي الذي أسميه بالرئيس الحكيم. أنا أدعو الشعب الصيني إلى العمل الجاد والاستمرار في التنمية، لأن الصين القوية معناها عالم قادر على ترسيخ السلام. أنا أهتم جدا بهذه النقطة، فتحقيق السلام العالمي يستلزم قوة عادلة، دولة قوية عادلة، وهذا ما تحققه الصين. وبالتالي أنا أكرر مرة أخرى لأصدقائي وللشعب الصيني كله، أنه من الأهمية بمكان أن تدركوا أنكم دولة عظيمة، وقيادتكم عظيمة ويجب أن تستمروا في الالتفاف حول القيادة وحول مفاهيم الصين في التنمية التي يمكن أن يبنى عليها أمور كثيرة جدا؛ يبنى عليها السلام العالمي، ويبنى عليها التنمية العالمية، ويبنى عليها الرخاء  العالمي، في ظل نظام عالمي جديد أكثر عدلا وشمولا.

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

互联网新闻信息服务许可证10120240024 | 京ICP备10041721号-4