في إطار مشاركة المملكة العربية السعودية في معرض بكين الدولي للكتاب 5202، أجرت ((الصين اليوم)) مقابلتين مع قيادات هيئة الأدب والنشر والترجمة السعودية، حيث تحدث كل من الدكتور عبد اللطيف الواصل، الرئيس التنفيذي للهيئة، والمهندس بسام البسام، المدير العام للنشر، عن جهود المملكة في تعزيز حضورها الثقافي على الساحة الدولية، وخاصة في الصين، من خلال مبادرات إستراتيجية في مجالات الترجمة والنشر والأدب. سلطت المقابلتان الضوء على أهمية الترجمة كأداة للتقارب الثقافي، وعلى مشروعات التعاون بين السعودية والصين التي تعكس التزام المملكة برؤية 2030 الرامية إلى بناء مجتمع حيوي ومنفتح على العالم، وتقديم الثقافة السعودية بمضامينها الأصيلة وقيمها الإنسانية إلى جمهور عالمي واسع.
مقابلة الدكتور عبد اللطيف الواصل
((الصين اليوم)): ما المبادرات التي أطلقتها هيئة الأدب والنشر والترجمة السعودية لتعزيز التبادل الثقافي مع الصين؟
الدكتور عبد اللطيف الواصل: تركز هيئة الأدب والنشر والترجمة على ثلاثة محاور رئيسية: الأدب، والنشر، والترجمة، مع العمل على تنظيم هذه القطاعات وتطويرها. من أبرز البرامج لدينا برنامج "ترجم"، وهو معني بتشجيع دور النشر السعودية على التعاون مع دور النشر العالمية لترجمة الأعمال الأدبية السعودية من العربية إلى اللغات الأخرى وخاصة إلى اللغة الصينية. وبالتزامن مع عام التعاون الثقافي السعودي- الصيني 2025، وقعنا اتفاقية مع الحكومة الصينية لترجمة 500 عنوان بين اللغتين الصينية والعربية، بالتعاون مع دور نشر من كلا البلدين. حتى الآن، تمت ترجمة أكثر من 35 عملا، وسنواصل استكمال البقية. نهدف إلى تقليص الفجوة اللغوية وتعزيز التواصل الثقافي بين الشعبين.
((الصين اليوم)): ما الأهداف الإستراتيجية التي تسعى المملكة لتحقيقها من خلال مشاركتها في الفعاليات الثقافية الدولية مثل معرض بكين الدولي للكتاب؟
الدكتور عبد اللطيف الواصل: ضمن رؤية السعودية 2030، من أهدافنا الرئيسية الانفتاح على العالم والتعريف بالثقافة السعودية عالميا. وتعمل الهيئة ضمن هذه الرؤية وإستراتيجية وزارة الثقافة السعودية للحضور الفعال في الفعاليات الدولية الكبرى مثل معرض بكين الدولي للكتاب. كما نعمل على الترويج لصناعة النشر السعودية، ونشجع دور النشر الصينية للمشاركة في معرض الرياض الدولي للكتاب. وقد لاحظنا زيادة سنوية في عدد المشاركات، ونعمل على تعزيز هذه المشاركة مستقبلا.
((الصين اليوم)): كيف تعمل هيئة الأدب والنشر والترجمة السعودية على ضمان وصول الأدب السعودي إلى جمهور عالمي، وخاصة من خلال الترجمة؟
الدكتور عبد اللطيف الواصل: كما ذكرت، فإن برنامج "ترجم" جزء أساسي من جهودنا. ونحن نؤمن أن التحدي الحقيقي ليس فقط في الترجمة، بل في التوزيع العالمي للأعمال. ولهذا، شملت الاتفاقية مع الجانب الصيني بندا يضمن أن يتم توزيع الأعمال المترجمة عبر دور النشر المحلية في كلا البلدين. فمثلا، الأعمال الصينية المترجمة إلى العربية توزع في السوق السعودية عبر ناشرين سعوديين، والعكس صحيح. السوق الصينية كبيرة، وهناك خطوات مدروسة للوصول إلى جمهور أوسع.
((الصين اليوم)): كيف يُسهم الأدب والنشر في بناء مجتمع حيوي كما ورد في رؤية 2030؟
الدكتور عبد اللطيف الواصل: من أهداف رؤية 2030 هو جعل القراءة جزءا من حياة الأفراد اليومية. ومنذ تأسيس هيئة الأدب والنشر والترجمة في عام 2020، عملنا على رفع معدل المشاركة في الفعاليات الثقافية. اليوم، هناك أكثر من 18 فعالية يوميا في السعودية متعلقة بصناعة الكتاب، سواء من تنظيم الهيئة أو منظمات غير ربحية. نطمح إلى رفع هذا العدد إلى 30 فعالية يوميا. لدينا الآن 21 برنامجا لتحقيق هذه الأهداف، منها 6 برامج مخصصة لتشجيع المشاركة المجتمعية ومنظمات المجتمع المدني. نؤمن أن هذا الجهد سيُحدث تأثيرا مستداما في تعزيز الحراك الثقافي السعودي.
مقابلة المهندس بسام البسام
((الصين اليوم)): من وجهة نظرك، ما الذي يُشكل حضورا ثقافيا مؤثرا على الساحة العالمية؟
المهندس بسام البسام: الأمر يتمحور حول الأصالة والاستمرارية والقدرة على الانخراط في حوار عالمي، من خلال تعابير إبداعية تعكس الهوية المحلية والقيم الإنسانية المشتركة في الوقت ذاته.
((الصين اليوم)): ما العناصر الرئيسية التي تجعل الأدب السعودي يلقى صدى لدى قرّاء من خلفيات ثقافية مختلفة؟
المهندس بسام البسام: الأدب السعودي يتناول موضوعات إنسانية شاملة مثل الهوية والحب والتغيير، وفي الوقت ذاته يقدّم لمحة حقيقية عن الحياة في السعودية وتراثها. كما يبرز تنوع الأصوات وخاصة الأصوات النسائية، ويُعزز من خلال جهود الترجمة القوية التي تُسهم في انتشاره عالميا.
((الصين اليوم)): هل يمكنك تسليط الضوء على مشروعات تعاونية أو أعمال مترجمة بين السعودية والصين؟
المهندس بسام: نعم، في جناح السعودية بمعرض بكين الدولي للكتاب 2025، كان هناك ركن مخصص لجائزة الأمير محمد بن سلمان للتعاون الثقافي بين السعودية والصين. هناك أيضا تعاون بين جامعات من البلدين، وأعمال تُترجم بين اللغتين. وأحب أن أذكر أحد مشروعاتنا في هيئة الأدب والنشر والترجمة وهو برنامج "ترجم"، الذي يهدف إلى ترجمة الأدب السعودي إلى لغات متعددة، وأيضا ترجمة الأدب الصيني إلى العربية.
((الصين اليوم)): كيف يُسهم قطاع النشر في إيصال أهداف ورؤية السعودية 2030؟
المهندس بسام البسام: لدينا عدد من البرامج، فالثقافة تُعد ركيزة أساسية في رؤية المملكة 2030. نرغب في إيصال رسالة للعالم بأن السعودية منفتحة دائما. من بين هذه البرامج "ترجم"، وكذلك معرض الرياض الدولي للكتاب، حيث ندعو أكبر دور النشر العالمية للحضور، وتبادل الكتب، وتوقيع اتفاقيات تعاون بين السعودية والجهات الثقافية حول العالم.
((الصين اليوم)): ما الرسالة التي تأملون أن يتلقاها الجمهور الدولي، وخاصة الجمهور الآسيوي، من خلال هذه المشاركة؟
المهندس بسام البسام: نحن نرغب في إيصال أن المملكة العربية السعودية منفتحة ومتطورة ومستعدة للتواصل مع العالم من خلال الأدب والثقافة. لدينا 11 هيئة ثقافية متخصصة في مجالات مختلفة، ومن خلالها نطمح إلى بناء جسور قائمة على القيم المشتركة والاحترام المتبادل.