كلنا شرق < الرئيسية

السفير عمر صديق: عشر سنوات منذ طرح مبادرة "الحزام والطريق" حققت الكثير للتعاون بين دول الجنوب

: مشاركة
2023-12-18 16:52:00 الصين اليوم:Source تشانغ منغ فان:Author

((الصين اليوم)): في البداية نشكركم سعادة السفير على إجراء هذا الحوار مع مجلة ((الصين اليوم)). العلاقات بين الصين والسودان نموذج للتعاون الصيني- الأفريقي ومثل يحتذى به لتعاون الجنوب- الجنوب. ومنذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 1959، تطورت التبادلات بينهما بشكل عميق، وحقق تعاونهما العملي نتائج مثمرة. والآن أصبحت مبادرة "الحزام والطريق" رابطا جديدا بين الصين والسودان وتقود التعاون بينهما إلى رحلة جديدة. كيف ترون تطور العلاقات الودية بين الصين والسودان؟

السفير: شكرا جزيلا على هذه الاستضافة وأنا سعيد بأن أطل عبر مجلتكم ((الصين اليوم)). 63 عاما هي عمر العلاقات بين الصين والسودان، خلال هذه العقود الستة تطورت علاقات صداقة وعلاقات تعاون مشترك في كافة المجالات بشكل كبير بين البلدين. العلاقات السياسية بين البلدين شهدت تطورا كبيرا، هناك زيارات متعددة من قادة الدولتين وكبار المسؤولين في الفترة الماضية. التعاون الاقتصادي الصيني- السوداني أيضا تطور بشكل كبير، الصين دخلت في مجال الاستثمار في السودان بشكل ممتاز، وهي استثمارات أدت إلى التعاون المشترك والمنفعة المشتركة للصين والسودان. أريد أن أشيد بمبادرة "الحزام والطريق"، عشر سنوات منذ أن انطلقت هذه المبادرة، حققت الكثير جدا للتعاون بين الدول الجنوب، السودان من أوائل الدول التي وقعت على مبادرة "الحزام والطريق" وهي مبادرة في تقديرنا استطاعت أن تحيي التعاون بين دول الجنوب، وتخلق روابط بين هذه الدول. مبادرة "الحزام والطريق" هي ليست مبادرة اتصالات أو مواصلات فحسب، هي مبادرة فيها البعد الثقافي والبعد الحضاري والبعد الاقتصادي والبعد الإنساني، جعلت الدول وشعوب هذه الدول تتعارف على بعضها وتتواصل فيما بينها، أنا بهذه المناسبة أهنئ الشعب الصيني وأهنئ دولنا على الذكرى السنوية العاشرة لمبادرة "الحزام والطريق"، وهي مبادرة في تقديرنا استطاعت من خلالها الصين أن تجمع وتؤلف قلوب الدول النامية حول الصين. الصين بالنسبة لنا دولة مهمة جدا، علاقاتنا معها علاقات طيبة، الاستثمارات الصينية والعلاقات السياسية والعلاقات الاقتصادية تسير بشكل جيد بين البلدين، ونتمنى أن نرى في المستقبل القريب تواصلا أكبر بين الصين والسودان والدول الأفريقية والدول العربية.

 ((الصين اليوم)): السودان من الدول التي شاركت مبكرا في مبادرة "الحزام والطريق". ما هي إنجازات التعاون بين البلدين في مختلف المجالات في إطار "الحزام والطريق"؟ وما هي إمكانيات التعاون المستقبلي بينهما؟

السفير: العلاقات الثنائية تطورت بشكل كبير جدا في إطار مبادرة "الحزام والطريق"، الصين ساهمت مساهمة كبيرة جدا في تطوير السودان، والصين من أوائل الدول التي دخلت السودان ومن خلال السودان استطاعت الصين أن تلج إلى الأسواق الأفريقية. في مجال البنية التحتية، هناك جهد كبير جدا قامت به الصين والشركات الصينية في مجال بناء الجسور وبناء الطرق، مؤخرا دخلت الصين أيضا في مجال النفط ومجال الطاقة، للصين الفضل في أنها أسست صناعة نفط متقدمة جدا في السودان، وأنشأت أيضا خط الأنابيب الرابط لآبار النفط وربطها بالأسواق العالمية عبر أنبوب نقل النفط، وأيضا شاركت في بناء مصفاة الخرطوم وهي من أكبر الإنجازات والاستثمارات الصينية في السودان. بالنسبة للمستقبل، نحن نرى أن المستقبل واعد جدا للتعاون الصيني- السوداني، السودان دولة من الدول الكبيرة المساحة في أفريقيا، فيها إمكانات سواء في الثروات المعدنية أو الموارد الطبيعية المهولة، أيضا لدينا ساحل ممتاز على البحر الأحمر، فنأمل أن تزداد الاستثمارات الصينية في مجال السياحة، هناك سياحة للبحر الأحمر، وسياحة لمناطق الآثار في السودان، وسياحة في الصحراء، وكذلك سياحة على النيل، الخرطوم من العواصم الأفريقية القليلة التي يجتمع لديها نهران. النيل الأزرق الذي يأتينا من الهضاب الأثيوبية والنيل الأبيض الذي يأتي من وسط أفريقيا، ثم يمتد بعد ذلك نهر النيل حتى يصل إلى البحر الأبيض المتوسط، هذا الموقع السياحي الممتاز الآن مفتوح للاستثمارات الصينية في مجال السياحة. أيضا في مجال الزراعة، هناك أراضي متسعة وخصبة، ومياه متوفرة وعمالة متوفرة في السودان، فقط تنقصنا التقنية. أيضا في مجال التعدين، السودان لديه العديد من المعادن وهي الآن مفتوحة للاستثمارات الصينية. الصين بالنسبة لنا دولة مهمة، هي دولة تعمل على بناء أفريقيا ودعم الدول الأفريقية في مجال التعاون المشترك والمنافع المشتركة، العلاقات المستقبلية علاقات واعدة في تقديرنا، هناك علاقات سياسية ممتازة جدا، علاقات اقتصادية ممتدة، تعاون ثنائي في مختلف المجالات، وفي السودان أصبحنا أكثر ثقة وأكثر إيمانا بالاستثمارات الصينية في السودان بحكم التجارب التي عشناها مع الأخوة الصينيين الذي عملوا في السودان.

((الصين اليوم)): تشارك الشركات الصينية بنشاط في تطوير وبناء المشروعات في السودان، وتحظى بالاهتمام والرعاية من الحكومة السودانية. كيف ترون دور الشركات الصينية في بناء السودان؟

السفير: الشركات الصينية عملت عملا كبيرا جدا مثلما ذكرت، هناك شركات كبرى في مجال البنية التحتية، كثير من الطرق العابرة للولايات داخل السودان، هذه الطرق تعد من أفضل الطرق وأنجزتها الشركات الصينية. في مجال الجسور العابرة للنيل، الخرطوم هي محطة تقع على ثلاثة أنهار، فالجسور التي بنيت مؤخرا أيضا بتقنية شركات صينية. في مجال النفط، هناك العديد الشركات التي عملت في استخراج البترول ونقل البترول واستخدام البترول من السودان. ازدادت الثقة السودانية في الشركات الصينية. أيضا دخلت التقنية الصينية في مجال الزراعة، هناك عدد من الشركات الصينية التي تعمل الآن في مجال زراعة القطن، وفي كثير من المشروعات الزراعية وتقوم على حلج القطن وتنظيفه وتصديره، هذا أيضا أمر مهم جدا، علاوة على الكثير من المشروعات الزراعية في مناطق النيل الأزرق وغيرها. وأيضا في مجال التعدين، هناك شركات صينية تعمل في ولاية نهر النيل في التعدين، هناك مساعي أيضا في منح الصين مربعات للتعدين في مجال الذهب والنحاس والفضة والكثير من المعادن النفيسة التي توجد في السودان. ثقتنا في الشركات الصينية ثقة كبيرة، لأننا خلال 63 عاما من العلاقات بين البلدين علمنا مقدرة الشركات الصينية على العطاء والمقدرة على التأقلم مع الطقس، فالأخوة الصينيون الذين عملوا في السودان تأقلموا على الطقس هناك، وتعاملوا مع الشعب السوداني معاملة راقية وكسبوا ود السودانيين وكسب السودانيون ود الأخوة الصينيين.

 ((الصين اليوم)): تجمع بين الصين والسودان تبادلات إنسانية وثيقة، وخاصة في مجالات الصحة والتعليم والفنون وغيرها، والتي تلعب دورا إيجابيا في تعزيز التفاهم بين قلوب شعبي البلدين. كيف ترون التبادلات الإنسانية بين الصين والسودان؟

 

السفير: الصين من أوائل الدول التي دعمت السودان في مجال التواصل الإنساني خاصة في مجال الصحة. ونحن نشكر الصين لوقفتها مع السودان في توفير العقاقير المكافحة لوباء كوفيد- 19. لهذا اللقاح الصيني دور مهم جدا وتقدير خاص للصين من الشعب السوداني، وفرت الصين المضادات الحيوية والعقاقير للحماية والتحصين ضد وباء كوفيد- 19، ووفرت أيضا العديد من أجهزة الكشف عن الوباء للمرافق الصحية السودانية. أيضا في مجال التعليم، نحن نشكر للصين المنح الكبيرة والمنح العديدة التي وفرتها للخبراء وللطلاب السودانيين، الكثير من السودانيين درسوا في الصين، هؤلاء الناس يقودون العمل التنفيذي والعمل الفني في مختلف المجالات في السودان، سواء في الصحة أو في مجال الاقتصاد أو في مجال القانون وغيرها من المجالات. الصين أيضا لم تتوقف عن توفير المنح والدراسات والدورات التدريبية القصيرة للمواطنين السودانيين، خاصة أعضاء الخدمة المدنية، لم يمر عام واحد إلا ويرسل السودان مئات الذين تدربوا في الصين في مختلف المجالات. هذه العلاقات لها تقدير كبير جدا عند الشعب السوداني. مؤخرا بعد الأحداث الأخيرة التي حدثت في الخرطوم في السودان، قدمت الصين دعما إنسانيا كبيرا جدا، آلاف الأطنان من الأرز للشعب السودان، هذا أيضا من الأشياء التي نقدرها للصين. ونحن نحترم الصين ونقدر الصين ونتطلع إلى أن تنفتح أبواب استثمارات كبيرة للشركات الصينية في السودان.

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4