كلنا شرق < الرئيسية

سفير الأردن: العلاقات الأردنية- الصينية قوية وقديمة جدا

: مشاركة
2023-10-23 16:41:00 الصين اليوم:Source :Author

 ((الصين اليوم)): خلال السنوات العشر منذ طرح مبادرة "الحزام والطريق"، وفي ظل القيادة والتوجيهات المشتركة لزعيمي البلدين، تشهد علاقات الشراكة الإستراتيجية بين الصين والأردن تطورا كبيرا، وحقق التعاون العملي نتائج مثمرة. كيف ترون تطور العلاقات الودية بين الصين والأردن؟

السفير: العلاقة الأردنية- الصينية قوية وقديمة جدا. نحن نعتز دائما ونذكر دائما بأن الصداقة بين الأردن والصين تعود إلى آلاف السنين، ربما منذ أكثر من 2500 عام، ومنذ بدايات طريق الحرير القديم، عندما كانت مدينة البتراء الأردنية واحدة من أهم المدن والمقاصد للتجار والمسافرين والرحالة على طريق الحرير القديم. حاليا، ما زالت العلاقات تتطور باطراد، وما زالت روابط الصداقة والعلاقة القوية مستمرة بين الشعب الأردني والشعب الصيني الصديق. في السنوات الأخيرة، شهدت العلاقات تطورا كبيرا بفضل التوجيهات في كلا البلدين وتوجتها أكثر من زيارات ملكية إلى الصين قام بها جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين، وتوجت هذه العلاقات أيضا بإقامة العلاقات الإستراتيجية، التي تم توقيع اتفاقيتها في عام 2015، أي قبل حوالي 8 سنوات من الآن. ومنذ ذلك الوقت ما زالت العلاقات تتطور وما زال التعاون مستمرا في أكثر من مجال، مثل المجالات الاقتصادية والثقافية والعلمية والاستثمار في المجال السياحي أيضا، وحتى في فترة وباء كوفيد-19، شهدت أيضا هذه العلاقات تعاونا متميزا وتعاطفا متميزا بين الأصدقاء، ساعد أيضا في تجاوز هذه المحنة وآثار كوفيد- 19. أستطيع القول إن العلاقات ممتازة وتسير في اتجاه جيد وباطراد. وثمار هذه العلاقات يلمسها أيضا شعب الأردن وشعب الصين الصديق، من خلال مختلف مجالات التعاون التي تجمع البلدين.

((الصين اليوم)): تشارك الشركات الصينية في بناء المشروعات بالأردن، وتحظى بالاهتمام والرعاية من الحكومة الأردنية التي توفر بيئة الأعمال التجارية الجيدة للشركات الصينية. ما هي رسالتكم لتشجيع المزيد من الشركات الصينية على الاستثمار والبناء في الأردن؟

السفير: اهتمام الشركات الصينية بالاستثمار والتجارة والأعمال في الأردن نابع من عدة عوامل. العامل الأول هو الثقة الدائمة والمستمرة في الاستقرار والأمان في الأردن. يقع الأردن في قلب الشرق الأوسط، ومنطقة الشرق الأوسط للأسف تعرضت وما زالت تتعرض إلى الكثير من الأزمات السياسية وغير ذلك، ولكن في وسط كل هذه الأظرف المحيطة في الشرق الأوسط، كان الأردن وما زال واحة الأمن والاستقرار الوحيدة ربما في منطقة الشرق الأوسط والتي استمر الاستقرار فيها يطرد واستمر النمو فيها أيضا خلال هذه السنوات الماضية. عامل الأمن والاستقرار من العوامل الأساسية دائما في جانب الاستثمارات وفي جانب انتباه الشركات الصينية للاستثمار والأعمال في الأردن.

بالإضافة إلى ذلك، هناك مميزات أخرى يتمتع بها الأردن. الأردن هو في قلب الشرق الأوسط، وأيضا يقع في منطقة تربط ثلاث قارات، القارة الآسيوية والقارة الأفريقية والقارة الأوروبية، فالمنطقة تتمتع بمركز إستراتيجي مهم. عمّان هي مركز إستراتيجي مهم للوجستيات والنقل وللخدمات أيضا.

إضافة إلى العوامل الأخرى التي تتمتع بها الأردن، والتي تتمثل في القوى البشرية الأردنية. يتمتع الأردن بأفضل أنظمة التعليم في منطقة الشرق الأوسط، إن لم يكن في العالم، أنتجت بفضل فعاليتها وكفاءتها قوى بشرية متخصصة ومتنوعة ومتميزة أيضا، أصبحت أيضا مطلوبة ومحل احترام وتقدير في مختلف المناطق في الشرق الأوسط والدول المجاورة.

بالإضافة إلى ذلك، هناك نظام مالي مستقر في الأردن. النظام المصرفي في الأردن هو واحد من أقوى وأكثر الأنظمة المصرفية استقرارا في المنطقة وربما أيضا في العالم. فخلال مختلف الأزمات المالية التي تعرض لها العالم والمنطقة، أثبت النظام المصرفي والبنكي في الأردن دائما صمودا وتميزا واستقرارا، ساعد في المحافظة على استقرار البلد الاقتصادي والمحافظة أيضا على النمو الاقتصادي في الأردن. يتمتع الأردن أيضا ببعض المصادر التي تساعد على الاستثمار في مختلف المجالات. على سبيل المثال، هناك قدرات هائلة في الصناعات الدوائية والكيمائية وصناعة الأسمدة والمصادر الطبيعية الموجودة في الأردن من الفوسفات والبوتاس. وهناك أيضا القطاع السياحي المتميز في الأردن والذي يتمتع بالكثير من عناصر الجذب، فهو واحد من المجالات المهمة جدا في الاقتصاد الأردني، بالإضافة إلى المجالات الطبية والصناعية والزراعية الأخرى.

في المجمل، يتمتع الأردن بالعديد من المميزات التي تساعد وتشجع دائما الشركات الصينية تحديدا على القدوم والقيام بالأعمال في الأردن. وكما أسلفت، فإن الاستقرار والعلاقات السياسية المستقرة في الأردن وعلاقات الصداقة التي ربطت الأردن بالعالم، ساعدت أيضا على وجود العديد من اتفاقيات التجارة الحرة مع مختلف مناطق العالم والتي تساعد أيضا في تسويق وتسهيل عبور المنتجات الأردنية إلى الأسواق العالمية. ونتيجة لكل ذلك، وجدنا في الفترة الأخيرة اهتماما متزايدا من الشركات الصينية، والتي نرحب بها كثيرا، ونعتقد أن اختيارها للأردن هو ليس فقط اختيارا موفقا، ولكن أيضا سيعزز وجودها في منطقة الشرق الأوسط، وسيعزز أيضا شبكات الأعمال والاتصالات والخدمات الأخرى التي يقوم بها التجار ورجال الأعمال من خلال الأردن إلى المنطقة المحيطة بالأردن.

((الصين اليوم)): منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والأردن قبل 46 عاما، أصبحت العلاقات بين البلدين أكثر رسوخا مع مرور الزمن. في مواجهة تغيرات الأوضاع الدولية، تقدمت الدولتان يدا بيد؛ وتبادل أجيال من قادة الجانبين الزيارات وحافظوا على صداقة عميقة. نرجو أن تحدثنا عن تجاربكم ومشاعركم الشخصية تجاه هذه العلاقات الودية منذ توليت مهامكم كسفير الأردن لدى الصين.

السفير: رغم الحجم المختلف بين الأردن والصين من حيث المساحة وعدد السكان والقدرة الاقتصادية، ورغم بعد المسافة أيضا بين الأردن والصين، هناك نقاط كثيرة من التشابه بين البلدين الصديقين، واحدة منها الحكمة في القيادة وقدرة القيادة على إدارة الدولة والمحافظة على الأمن والاستقرار في البلاد، وأيضا المحافظة على سياسة معتدلة تساعد على تنمية علاقات الصداقة وعلاقات الجوار. يتمتع الأردن بالقيادة الهاشمية منذ نشأته قبل أكثر من مائة عام، والتي حافظت دائما على علاقة الود والصداقة مع مختلف الدول ومختلف شعوب العالم، إضافة إلى التركيز على بناء الأردن والتركيز على تأسيس وبناء الإنسان الأردني القادر على مواجهة التحديات العالمية المختلفة. الأردن، بفضل القيادة الهاشمية، أصبح دولة من الدول القيادية من حيث القدرة البشرية ومن حيث الاستقرار الأمني والاستقرار السياسي في المنطقة، وأيضا من حيث الاستقرار الاقتصادي، كل ذلك أدى إلى توفر العوامل وعناصر الدولة المستقرة والمؤسسة والراسخة في قلب الشرق الأوسط.

ينتمي الأردن أيضا إلى تاريخ قديم وعريق. إن الحضارة العربية تمتد إلى آلاف السنين، ويتمتع أيضا باستمرارية التي سمحت لها بهذا الحضور الحضاري والثقافي على مستوى المنطقة وعلى مستوى العالم. الأردن بسياسته الحكيمة والمعتدلة، التي يقودها جلالة الملك، أصبح من الدول التي ينظر لها بكل الاحترام والتقدير في المجتمع الدولي وفي مختلف المنصات ومختلف المحافل الدولية. كل هذا خلق أجواء من الصداقة الخاصة التي ربطته دائما بالصين، وهي الصديق الذي له تجربة ناجحة جدا خاصة خلال الأعوام الماضية، وله أيضا تجربة عظيمة في التنمية وفي الاستقرار والتقدم الحضاري. مثل هذا التوافق في الإخلاص للبلد وفي التوافق في العمل من أجل البلد والشعب، خلق أيضا أجواء من الصداقة الخاصة التي سمحت باستمرار وتعزيز العلاقات بين الأردن والصين. يشرفني منذ البداية أن أكون سفيرا للمملكة الأردنية في الصين. كانت فرصة لي ليس لأحاول أن أساعد في خدمة العلاقة بين البلدين الصديقين فحسب، وإنما أيضا للاطلاع على الجوانب المختلفة في الحضارة الصينية والتاريخ الصيني العريق، وأيضا التنمية والتقدم الذي تشهده الصين العظيمة في الوقت الحاضر.

أعتقد أن مثل هذه الفرصة التي أتيحت لي ساعدتني أيضا في فهم التقارب والقيم المشتركة التي تجمعنا كشعب عربي وشعب صيني، وأيضا في التحديات العالمية التي نواجهها معا. هناك المزيد من المجالات للتعاون أيضا التي تمكننا من مجابهة التحديات العالمية. هناك الكثير من القضايا التي نعتقد أننا نعمل من أجلها سويا لمواجهتها، مثل التغير المناخي وقضايا البيئة وقضايا اللاجئين والتي يعاني الكثير منها بسبب حجم اللاجئين المتواجدين في الأردن، ولكنها من القضايا الإنسانية العالمية التي نتعاون فيها مع الصين كمشكلة إنسانية كبيرة نجد دائما دعم من أصدقائنا الصينيين في هذه القضايا. هناك أيضا العديد من المجالات التي تفتح أمامنا في المستقبل، ولابد من التركيز عليها من خلال توسيع مجالات التعاون الثقافي والأكاديمي والعلمي. كل هذه الأمور ستساعد أيضا في تعزيز هذه العلاقات. أنا سعيد دائما أن هناك اهتماما متزايدا من جانب الأردن ومن جانب الصين أيضا لتعزيز هذه العلاقات، وهناك احترام متبادل دائما ليس فقط بين القيادتين ولكن أيضا بين الشعبين الأردني والصيني، وهو ما من شأنه أن يساعد على تنمية هذه العلاقات، ويسعدني دائما أن أكون في خدمة تنمية هذه العلاقات.

((الصين اليوم)): لاحظنا أنه خلال فترة تولي مهامكم، أقامت الصين والأردن أنشطة تبادلات إنسانية متنوعة، لعبت دورا نشيطا ومهما في دفع التفاهم والصداقة بين الشعبين. ما هي اقتراحاتكم لمواصلة تعزيز التفاهم الشعبي والاستفادة المتبادلة بين حضارتي البلدين؟

السفير: سواء في الصين أو في الدول العربية، العمق الحضاري هو عمق قديم ومتجذر. الحضارة العربية تعود إلى آلاف السنين وكذلك الحضارة الصينية، هناك دائما نقاط التقاء ومحطات تاريخية في العلاقات العربية- الصينية. لذلك، من الطبيعي جدا أن تستمر هذه العلاقات ويستمر استكشاف مجالات جديدة في التعاون والتبادل بين الشعب العربي والشعب الصيني. الأردن، كدولة مهمة في الوسط العربي، تساهم وتلعب دورا مهما في تعزيز هذا التبادل. على سبيل المثال، يجمعنا منتدى التعاون العربي- الصيني، وهو فكرة رائدة نشأت منذ عدة سنوات، وهو إطار للتعاون العربي- الصيني لتنمية واستكشاف مجالات متعددة للتعاون في المجال الاقتصادي والتجاري والفكري والثقافي والأكاديمي والإعلامي وغيرها من المجالات المتعددة، فتحت المجال أكثر لتعزيز هذا البعد التاريخي والتعاون التاريخي بين الحضارتين وأيضا في استكشاف مزيد من آفاق التعاون في المستقبل القادم. هناك الكثير من المجالات التي يمكن التركيز عليها الآن وفي المرحلة القادمة، أهمها التركيز على البعد الإنساني سواء على المستوى الثقافي والسياحي والمستوى الأكاديمي، كلها مجالات تسمح بتعزيز هذه العلاقات، وما زلنا نعمل معا لاستكشاف هذه المجالات.

((الصين اليوم)): مع التطور السريع لصناعة السياحة الثقافية، يختار مزيد من السياح الصينيين السفر إلى الأردن. ما الأماكن التي ترشحها لهم وبماذا توصيهم؟

السفير: الأردن بما يمثله التاريخ العريق الذي يحتضنه في أراضيه، يوجد فيه الكثير من المميزات ليس فقط في الجانب التاريخي والثقافي، وإنما أيضا السياحي. فالتنوع السياحي الموجود في الأردن تنوع ثري وغني جدا، يجعل من الصعب لأي سائح ألا يستمتع وألا يجد ما يبحث عنه في الأردن. للباحثين عن التاريخ، الأردن دولة مر بها العديد من الإمبراطوريات القديمة، سواء العربية أو الإسلامية أو الرومانية أو غيرها من مختلف الحضارات القديمة التي عبرت من الأردن وتركت محطات تاريخية وتركت أماكن وآثار مهمة في الأردن، على سبيل المثال، الحضارة العربية في البتراء والحضارة الرومانية في جرش وعمان والعديد من المدن الأخرى. والمعالم الإسلامية المنتشرة في كل مناطق المملكة، كلها ساعدت في جعل الأردن شبكة في المحطات التاريخية التي تجذب وتثير اهتمام السياح والباحثين عن التاريخ والحضارة.

بالإضافة إلى الآثار والبقايا الأثرية القديمة المهمة للحضارات القديمة، هناك أيضا السياحة البيئية. على سبيل المثال، لدينا في الأردن الصحراء المتميزة في منطقة وادي رم. وادي رم من المناطق الجميلة جدا وتعتبر من المناطق النادرة في العالم تشبه في تضاريسها سطح المريخ، فهي تجربة مميزة وفريدة جدا لكل سائح يذهب إلى وادي رم ويقضي بعض الوقت فيه ويستكشف تجربة العيش في أجواء تشبه الأجواء على الكواكب الأخرى، خاصة كوكب المريخ، حتى أن هذه المنطقة جذبت العديد من الأفلام السينمائية العالمية التي تتحدث عن المريخ وعن الحياة الفضائية.

هناك أيضا البحر الميت وهو أخفض منطقة على وجه الأرض، ليس فقط لتميزه في انخفاضه، وإنما أيضا في الطبيعة الصحية والعلاجية التي يتمتع بها، ولكونه أخفض المناطق على سطح الأرض، فهو أكثر منطقة كثافة في الأكسجين أيضا، بالإضافة إلى مياهه المالحة المليئة بالمعادن الطبيعية التي تساعد على شفاء بعض الأمراض الجلدية والمفاصل والروماتيزم وتساعد أيضا في الإنعاش الصحي وفي العلاج الطبيعي بشكل آخر من حيث الأجواء الطبيعية في العلاج الطبيعي. والعلاج الناتج عن الأملاح الطبيعية في البحر الميت كلها تساعد على توفير بيئة منعشة جدا للسائح الباحث عن السياحة العلاجية. وهناك أيضا مناطق أخرى جبلية وبيئية بها الكثير من النباتات والحيوانات المحفوظة في محميات خاصة بالمملكة.

بالإضافة إلى العنصر البشري في الأردن، والذي يمثل العنصر الأهم في الأردن لاستمرار الحضارة العربية القديمة ووجود الثقافة والتقاليد الأردنية الراسخة التي يمكن ليس فقط استكشافها، وإنما أيضا الاستمتاع بالتعرف عليها والتعايش معها من خلال مختلف عناصر الثقافة. أعتقد أن الأردن لديه العديد من مناطق الجذب السياحي وأيضا الاهتمامات التي تلبي احتياجات ورغبات السياح من مختلف البلدان، وخاصة من أصدقائنا الصينيين. هذا شيء لمسناه وما زلنا نلمسه في أعداد السياح التي تزداد بشكل مستمر.

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

互联网新闻信息服务许可证10120240024 | 京ICP备10041721号-4