في السابع والعشرين من إبريل عام 2023، عُقد اجتماع الاختيار النهائي للدورة الأولى لجائزة الأوركيد في بكين، التي تعتبر جائزة مهمة في مجال التبادلات الثقافية الدولية، أنشأتها المجموعة الصينية للاتصالات الدولية بهدف تكريم المواطنين الأجانب والمؤسسات في جميع أنحاء العالم التي تعمل بنشاط على تعزيز التبادلات الثقافية الدولية والتبادل والتعلم المتبادل بين الثقافات الصينية والأجنبية وتعزيز الحوار والتعاون الحضاري العالمي. 
بمناسبة انعقاد الدورة الأولى لجائزة الأوركيد ، قام دكتور الصاوي الصاوي أحمد، الأستاذ بجامعة بنها المصرية ومؤسس الصالون الثقافي الصيني بالقاهرة المعروف باسم "الصين في عيون المصريين"، بزيارة الصين بصفته محكما في جوائز الأوركيد. عبر الدكتور الصاوي عن دعمه القوي لتعزيز الحوار والتعاون بين الحضارات العالمية، وقال: "آمل أن يتم الاعتراف بمبادرة الحضارة العالمية على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم للمساهمة في تطوير الحضارة الإنسانية وتعزيز تنوع الحضارات في الحدائق الحضارية في العالم. وأعتقد اعتقادا راسخا أن الصين سوف تعزز بنشاط الحوار والتعاون بين المزيد من البلدان."
قصة الدكتور الصاوي وحكايته مع الصين
قدم الدكتور الصاوي العديد من المساهمات في التبادلات الثقافية والتعاون بين الصين ومصر، بصفته منسق العلاقات الصينية- المصرية والأمين العام لجمعية الصداقة الثقافية والتعليمية المصرية- الصينية. عن قصته مع الصين، قال: "في عام 2005، كنت عميد كلية الآداب بجامعة قناة السويس، وعندما ناقش رئيس الجامعة معي افتتاح قسم اللغة الصينية، لم أتفهم سبب ذلك، لأن اللغة الصينية صعبة جدا، وأنا لا أعلم شيئا عن الصين، ولا أريد حتى أن أتعرف عليها. ثم جاء الدكتور لين فنغ مين، مفوض التعليم في سفارة الصين لدى مصر آنذاك، لزيارتي، وأهداني بعض الكتب عن الصين، واقترح أن أزور الصين لأراها بنفسي." بعد تردد متكرر، سافر الدكتور الصاوي إلى الصين في عام 2007، وقال: "وصلت إلى بكين، وكان ما رأيته مختلفا تماما عما كان في مخيلتي." بعد زيارة بكين والجامعة ومقابلة الطلبة والآخرين، قال الدكتور الصاوي إنه يريد أن يعرف الصين بشكل كامل. 
حاليا، أصبح الدكتور الصاوي خبيرا مصريا في الشؤون الصينية، وزار بكين وينتشوان ولانتشو وغيرها من أكثر من عشرين مدينة صينية، وقام بالتبادل والتعاون مع جامعات صينية مثل جامعة بكين وجامعة الدراسات الأجنبية ببكين. يحب الدكتور الصاوي كل مدينة صينية زارها، وقال: "كل مدينة من المدن الصينية لها طابعها الخاص، سواء كانت الطبيعة أو البنيات والإنشاءات. مثلا مدينة بكين عاصمة الصين، حيث عدد السكان الهائل والبنايات الشاهقة والإنشاءات التقليدية، تكمل أسوار المدينة القديمة والأشجار والزهور الكثيفة بعضها البعض لتشكل مظهرا حضاريا جميلا." خلال زيارته إلى بكين هذه المرة، وجد الدكتور الصاوي أيضا أن بكين تغيرت كثيرا بفضل الإدارة الحضرية الممتازة، وقال: "من أهم ما لاحظت هو التزام المواطن الصيني بكل معايير النظام سواء في الشارع أو في قيادة السيارة. أيضا شعرت بحماسة الشعب الصيني والحكومة الصينية." إن الشعب الصيني الودود واللطيف هو سبب آخر لوقوع الدكتور الصاوي في حب الصين. قال: "يمكن للصينيين فهم معظم شعوب العالم، ويضعون أنفسهم مكان الآخر، مما جعلهم أكثر تسامحا وانفتاحا." يعتقد الدكتور الصاوي أن هذا الانفتاح والشمول هو الذي خلق الروابط العاطفية بين الناس في مختلف البلدان، وبالتالي تحقيق التواصل الحضاري. 
إنشاء الصالون الثقافي الصيني بالقاهرة "الصين في عيون المصريين"
أشار الدكتور الصاوي بصراحة إلى أن بعض التقارير السلبية لوسائل الإعلام الغربية تعطي المصريين انطباعا سيئا عن الصين، وأضاف: "في البداية، كان معظم العرب ومنهم المصريون يصدقون الإعلام الغربي. لكن الآن، أؤكد لكم بأن الصورة تغيرت. لأن الحكومة الصينية بدأت تعطينا الحقائق." إن جعل المزيد من الناس يعرفون الصين هو أيضا النية الأصلية للمركز الثقافي الصيني بالقاهرة وهو ما دفع الدكتور الصاوي لتأسيس الصالون الثقافي الصيني بالقاهرة "الصين في عيون المصريين". 
في عام 2018، أسس الدكتور الصاوي مع شي يويه ون، مدير المركز الثقافي الصيني بالقاهرة آنذاك، الصالون الثقافي الصيني بالقاهرة "الصين في عيون المصريين". قال الدكتور الصاوي إن الصالون يركز على الموضوعات الحالية مثل العلاقات الصينية- المصرية والتجارة والتحول الرقمي وما إلى ذلك. يدعو الصالون ضيفا أو ضيفين من المجالات المعنية في كل ندوة للتحدث عن وجهات نظرهم. في بعض الأحيان، يناقش الصالون الثقافي بعض الموضوعات التي تثيرها وسائل الإعلام الغربية حول الصين. وأضاف دكتور الصاوي: "أقمنا ندوة حول إستراتيجية التعليم بين مصر والصين، حضرها وزير التعليم ونائب وزير التعليم في مصر والدكتور لين فنغ مين، وكان الحوار رائعا للغاية، استفاد منه الجانبان الصيني والمصري."
التواصل الحضاري يعزز تنمية الحضارة العالمية
في أعقاب مبادرتي التنمية العالمية والأمن العالمي، طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ مبادرة الحضارة العالمية في الحوار الرفيع المستوى بين الحزب الشيوعي الصيني والأحزاب السياسية العالمية داعيا إلى احترام تنوع الحضارات العالمية وتعزيز القيم المشتركة للبشرية جمعاء وإيلاء أهمية لتوارث الحضارة وابتكارها وتعزيز التبادلات والتعاون الثقافي الدولي، مما يجعلها منتجا عاما آخر تقدمه الصين للعالم. 
أشار الدكتور الصاوي إلى أن هناك العديد من الحضارات القديمة مثل الحضارة الصينية والحضارة المصرية والحضارة الفارسية والحضارة اليونانية وغيرها، لكن ما هي مقومّات تلك الحضارات؟ ما هي المجالات التي تتشارك فيها؟ وما هو الدور الذي تلعبه؟ هذا هو ما يحتاج منا إلى دراسة واستكشاف لمعرفته. يعتقد الدكتور الصاوي أيضا أن الحضارة لا تشير إلى الحضارة المادية فسحب، وإنما أيضا تشمل الحضارة الروحية والحضارة الإنسانية. لا يمكن للمساعدات المادية أن تحل المشكلات إلا مؤقتا، في حين أن الحضارة الروحية متجذرة بعمق في قلوب الناس، وتعزز التنمية الثقافية، وتؤثر على الحضارة الإنسانية بشكل عميق. 
يعود التواصل بين الحضارتين الصينية والمصرية إلى آلاف السنين، وهناك العديد من التشابهات. أشار دكتور الصاوي إلى اكتشاف الخبراء المصريين لبعض العناصر الصينية في بعض الآثار الثقافية المصرية خلال ترميمها، بينما يمكن أيضا العثور على العناصر المصرية في بعض الآثار الثقافية الصينية. وعندما قرأ بعضا من التاريخ الصيني القديم، وجد أن المصريين جاءوا إلى الصين منذ آلاف السنين واستقروا في الصين. لذلك، لم يتم نقل البضائع عبر طريق الحرير فحسب، وإنما أيضا تم نقل الأفكار والمعلومات والعلوم والحضارات. 
علاوة على ذلك، قال دكتور الصاوي إن اللغة هي جسر مهم لتعزيز التواصل الحضاري والتبادلات الشعبية. في السنوات الأخيرة، جاء الكثير من الطلاب الصينيين إلى مصر لدراسة اللغة العربية والأدب والاقتصاد وإلخ، وبينما يتعرف الطلاب الصينيون على الثقافة والعادات المصرية في عملية تعلم اللغة والتواصل مع السكان المحليين، يعرف المصريون أيضا المزيد عن الصين من خلالهم. كما بذلت الحكومة الصينية والجامعات الصينية جهودا كبيرة لتنظيم أنشطة التبادل والمخيمات الصيفية سعيا إلى تعزيز التبادل بين الشعبين الصيني والمصري، وخاصة بين الشباب الصينيين والمصريين من خلال تعلم اللغتين الصينية والعربية والثقافات المحلية، مما يرسى أساسا متينا للتواصل الحضاري بين الصين ومصر وتطوير الحضارة العالمية. 
