يعيش معظم أبناء الويغور في حوض تاريم جنوب جبال تيانشان في شمالي غرب الصين. عبر تاريخهم الطويل، طور أبناء هذه القومية نمطا فريدا من الملابس يعتمد على دينهم وثقافتهم. تتميز ملابس الويغوريين بالألوان الغنية والتصاميم البديعة والبساطة الأنيقة.
أبناء الويغور من عشاق الطبيعة، ويولون الكثير من الاهتمام لما يرتدونه. عناصر الطبيعة، وخاصة النباتات، هي مصدر إلهام لتصاميم الأزياء الويغورية التقليدية.
تتميز ملابس رجال الويغور الكلاسيكية باللون الأبيض والأسود، وتكون فضفاضة. وتشمل على القميص والمعطف والروب والوشاح وأحزمة الخصر، إلخ، وكلها مصنوعة من منسوجات راقية. القميص عادة يصل طوله إلى الفخذ أو الركبة. أما قميص الشباب والأولاد فيكون عادة ذا حافة مزينة، وينسق بمعطف وحزام خصر مصنوع في الغالب من قماش قطني مقلم، وأحيانا يكون مطرّزا بنقوش زهرية، ويستخدم كمشبك وكزخرفة في نفس الوقت.
سراويل الرجال تكون دائما فضفاضة، تصنع من منسوجات مختلفة وكذلك من الجلود. ولكن اليوم البنطلون الجينز والبنطلون الرسمي أكثر شعبية بين رجال الويغور.
ملابس النساء تتميز بألوان وتصميمات أكثر، وتشمل البلوزات والمعاطف بأطوال مختلفة، والسترات بدون أكمام، والسراويل والتنورات. تحب الشابات الألوان الزاهية مثل الأحمر والأخضر والأرجواني، مما يعكس شغفهن وميولهن، بينما تفضل النساء الأكبر سنا ألونا أقل بهرجة وبريقا، مثل الأسود والأزرق والأخضر الداكن.
التنورة مكون أساسي لملابس المرأة الويغورية، وتصنع من منسوجات مختلفة، وأبرزها حرير الأطلس والحرير المرن والحرير اللامع، مع رسومات متنوعة عليها. في فصل الصيف، ترتدي المرأة الويغورية فستانا من نسيج الأطلس وصدرية مخملية ذات أزرار مثبتة بشكل مرتب؛ وفي فصل الشتاء ترتدي معطفا طويلا وحذاء جلديا مطرزا بما يتناسب مع الفستان.
في المناسبات الكبيرة في حياة الويغور، مثل الإجازات وزيارات الأقارب والأصدقاء، ترتدي المرأة غالبا الملابس المصنوعة من حرير الأطلس وتتزيّنّ بأرقى المجوهرات. هذا النوع من الحرير الرائع يرفرف في شوارع المدن والطرق الريفية مثل السحب الوردية، لذا يمكننا فهم لماذا يصفه الويغور بأنه ينقل روح الربيع.
أغطية الرأس جزء رئيسي من ملابس الويغور أيضا، يطلق عليها المحليون قبعة الزهور. في عهد فترة تانغ (618-907)، كان الرجال في مناطق الصين الغربية، وهو الاسم التاريخي للمناطق الواقعة غرب ممر يومن، بما في ذلك شينجيانغ الحالية، يرتدون قبعات مدببة مصنوعة من اللباد مع حافة مطوية؛ وبحلول أوائل فترة أسرة تشينغ (1644-1911)، تطورغطاء الرأس إلى قبعة مصممة من أربع زوايا في الأعلى، وأصبحت تقريبا الاتجاه السائد لقبعة الزهور الويغورية، ومستمرة حتى يومنا هذا. لاحقا، استمر تطور أسلوب صنع القبعة، وأصبحت تصاميمها وموادها أكثر تنوعا.
بالإضافة إلى وظائفها العملية للحماية من الحرارة والبرودة، تعد قبعة الزهرة ميزة رئيسية في نظام اللباس الاجتماعي لقومية الويغور. جدير بالذكر، أن العادات المحلية والدينية تتطلب من الرجال ارتداء غطاء الرأس في الزيارات والمناسبات الرسمية، مثل الأنشطة العامة أو زيارات الأقارب والأصدقاء أو الاحتفال بالأعياد، ومن المهم لرجال الويغور وضع غطاء الرأس كما هو الحال مع نساء الويغور. هناك مقولة محلية تفيد بأن بركة الله أو الثروة لا تحلّ على أي عائلة إلا إذا ارتدى أفرادها غطاء الرأس من القبعات أو الأوشحة. مع تغير الزمن، أصبح الناس أكثر انفتاحا. حاليا، لا يرتدي العديد من الويغور القبعات أو أغطية الرأس إلا في مناسبات خاصة مثل الجنازات، أو الاحتفالات الهامة. لكن تظل قبعة الزهور، كما كانت منذ فترة طويلة، رمزا لهذه القومية.
أما بالنسبة للأحذية، فإنها متنوعة أيضا. أبناء الويغور هم في الأصل من البدو الذين عاشوا في حدود الصين الغربية منذ أكثر من ألف عام. لذا، كانت الأحذية مصممة لتناسب نمط حياة الرعي والصيد، وبالتالي أصبحت جزءا من الزي التقليدي لأبناء هذه القومية. يلبس الويغور اليوم الأحذية المصنوعة من جلد الماشية، أو الأحذية الحديثة. أحذية النساء تكون غالبا كثيرة التطريز. ومن الرأس إلى أخمص القدمين، تعد ملابس وإكسسوارات قومية الويغور رمزا لثقافة وتاريخ هذه القومية الصينية.