ثقافة وفن < الرئيسية

"الثقافة الصينية في عصر العولمة" في الصالون الثقافي لمعهد كونفوشيوس بجامعة قناة السويس

: مشاركة
2018-02-02 10:54:00 الصين اليوم:Source شعبان الفحام:Author

في إطار الفعاليات الثقافية لمعهد كونفوشيوس بجامعة قناة السويس المصرية، وتحت رعاية د. ممدوح مصطفى غراب رئيس الجامعة وإشراف د. عاطف أبو النور نائب رئيس الجامعة لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، المشرف العام على معهد كونفوشيوس، افتتح د. حسن رجب مدير معهد كونفوشيوس من الجانب المصري وعميد كلية الألسن بالجامعة، ود. تشو تينغ مديرة معهد كونفوشيوس من الجانب الصيني، في الثامن والعشرين من ديسمبر2017، الصالون الثقافي لمعهد كونفوشيوس بالإسماعيلية بندوة تحت عنوان "الثقافة الصينية في عصر العولمة"، حاضر فيها الأستاذ الدكتور حسن رجب، والأستاذ الدكتور عبد العزيز حمدي رئيس قسم اللغة الصينية بجامعة الأزهر، في حضور د. محمود عمر عميد معهد دراسات الشرق الأدنى بجامعة الزقازيق.

وقد استعرض د. حسن رجب في حديثه، إسهامات الحضارتين المصرية والصينية عبر التاريخ للبشرية، والعلاقة الوطيدة منذ القدم بين العرب والصينيين من خلال طريق الحرير وانتقال المخترعات الصينية القديمة إلى المنطقة العربية، والتبادل التجاري عبر البحار. وقال إن الحضارة الصينية نشأت في المناطق الزراعية على ضفتي النهر الأصفر، وقد ساعدها ذلك على تحقيق الارتقاء الذاتي دون الاعتماد على الغير. وأضاف: "تسعى الصين دائما إلى خلق نظام عالمي جديد يقوم على العدل والمساواة وثقافة السلام والتعاون والتكامل والمنفعة المتبادلة، بعيدا عن الحروب والتصارع والتناحر، وهذا ما يعطيها فرصة كبيرة لتصبح القوة الأولى عالميا خلال العقدين القادمين، حيث تتمتع الصين بعلاقات صداقة متميزة مع الجميع في المسرح الدولي، مما يجعلها قادرة على ترميم وإصلاح كثير من المشكلات السياسية في العالم والتي تخلقها قوى دولية أخرى."

وتحدث د. عبد العزيز حمدي عن مفهوم الثقافة خصوصا لدى الصين ومصر، وارتباطها بالنهر وما نتج عن ذلك من آثار خاصة بوفرة الإنتاج الزراعي وإرساء العادات والتقاليد وتوحد السلوك الجماعي، وبالتالى التوجه إلى مفهوم المركزية في الإدارة والحكم، مستشهدا باسم دولة الصين حيث يعني باللغة الصينية "الدولة المركزية". كما أكد على أن الثقافة الصينية تتسم بالنضج، وهي في حركة دائمة نتيجة تجارب شاقة وحروب طويلة. وأشار أيضا إلى أن الصين عاشت عبر تاريخها فترات طويلة من العزلة، فرضتها على نفسها كي تحمي الدولة المركزية فكريا، بجانب أن طبيعة الموقع والجغرافيا أيضا ساهمت في دعم هذا التوجه، مما أدى إلى خلق ثقافة متميزة داخلية للشعب الصيني وإنتاج أجمل صورة من صور الإنسانية وأعلى الأشكال الثقافية. وأضاف: "إذا أردت أن تفهم الصين، فعليك أن تفهم التاريخ والحضارة الصينية، فالثقافة الصينية تتميز دائما بالفلسفة الأخلاقية"، مشيرا إلى حكيم الصين الكبير كونفوشيوس- منذ 2625 عاما وما قبله من فلاسفة- وكيف أثرت الفلسفة الصينية القديمة على فلاسفة أوروبا، وعلى رأسهم فولتير أديب الثورة الفرنسية وحركة التنوير عموما في أوروبا أثناء عصر النهضة. واستعرض د. حمدي المخترعات الأربعة الصينية التي ظهرت قبل أوروبا والعالم، وهي صناعة ورق الكتابة في القرن الأول والثاني الميلادي، وقد انتقلت إلى أوروبا عبر بلاد الأندلس؛ والطباعة في النصف الأول من القرن الثالث الميلادي؛ والبوصلة في القرن الرابع قبل الميلاد؛ والبارود منذ 850 سنة قبل الميلاد في فترة أسرة تانغ. وقال إن الصين سبقت المستكشفين القدماء مثل كولومبوس وماجلان، حيث كان لديها المستكشف "تشنغ خه" الذي استطاع في الفترة من عام 1405 وحتى عام 1430 أن يقوم بسبع رحلات في 30 دولة من الشرق إلى الغرب عبر البحار، وقد سبق المستكشفين الآخرين بما يقرب من مائة سنة.

واختتم د. حمدي حديثه بالإشارة إلى أن الانفتاح الحقيقي للثقافة الصينية كان في عام 1978، من تطور الأيديولوجيا في الصين من خلال عامل اللغة. ويشهد العالم الآن إقبالا كبيرا على دراسة اللغة الصينية، وتعلم وتناول الطعام الصيني، وقراءة الروايات الأدبية الصينية والكتب في مختلف العلوم، إضافة إلى تنظيم المهرجانات الثقافية الصينية بالعديد من مدن العالم. إن الثقافة الصينية تمثل القوى الخلاقة العظيمة للأمة الصينية، التي تطورت عبر تاريخ عميق الأغوار. ومنذ آلاف السنين تشرق الثقافة الصينية رونقا وروعة في التاريخ الصيني وأثرت في تاريخ وثقافة العالم الغربي بعد افتتاح طريق الحرير في فترة أسرة "هان".

 وقال د. حمدي: "الصين لاعب اقتصادي في المقام الأول، ثم تأتي السياسة في المرتبة الثانية. وسوف تستمر الصين في التفوق الاقتصادي والتجاري."

وقدم د. محمود عمر عرضا للمقارنة بين الحضارتين المصرية والصينية القديمتين، وظروف التشابه بينهما منذ آلاف السنين، مختتما حديثه بالتعبير عن أمنياته بمزيد من التعاون العلمي والثقافي بين جامعتي الزقازيق وقناة السويس من خلال معهد كونفوشيوس وكلية الألسن بجامعة قناة السويس.                                                                                                          

 

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4