رياضة < الرئيسية

تسوجيوي... رياضة كرة القدم القديمة في الصين

: مشاركة
2023-01-06 15:21:00 الصين اليوم:Source دو تشاو:Author

في الفترة ما بين 20 نوفمبر و18 ديسمبر عام 2022، أقيمت بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 في قطر، والتي جذبت انتباه العالم كله. تعتبر بطولة كأس العالم لكرة القدم حدثا رياضيا كبيرا ومن أهم الأحداث الرياضية في العالم. وهذه الدورة من بطولة كأس العالم لكرة القدم تتحلى بأهمية غير عادية بالنسبة للشعب العربي، فهي المرة الأولى التي تقام فيها البطولة في دولة عربية. وقد حقق المنتخب المغربي إنجازا تاريخيا بأن أصبح أول منتخب عربي يتأهل للدور نصف النهائي من بطولة كأس العالم، بعد فوزه على منتخبات أوروبية عتيدة في كرة القدم.

لقد أظهرت روح الكفاح القوية للرياضيين العرب في أرض الملعب وحماسة المتفرجين العرب خارجه، حب الأمة العربية لرياضة كرة القدم وسحر رياضة كرة القدم في العالم. تعلق قلوب عشاق كرة القدم في جميع أنحاء الأرض بكأس العالم وشجعوا الفرق واللاعبين، وارتبط فرحهم وحزنهم بكأس العالم. لا يمكن فصل تأثير كأس العالم عن سحر كرة القدم نفسها، وتعميم وتطوير كرة القدم في مختلف البلدان. وعندما نتحدث عن نشأة رياضة كرة القدم فلا مندوحة عن إلقاء نظرة على رياضة كرة القدم القديمة في الصين، والتي تسمى تسوجيوي.

نشأة وتطور تسوجيوي

كلمة تسوجيوي تتكون في اللغة الصينية من مقطعي الكتابة "تسو" و"جيوي". "تسو" يعني ركل، و"جيوي" يعني الكرة المصنوعة من الجلد والمحشوة بنخالة الأرز. وهكذا فإن المعنى الحرفي لكلمة "تسوجيوي" هو ركل الكرة الجلدية.

وفقا للوثائق التاريخية، نشأت تسوجيوي في مدينة لينتسي القديمة، حاضرة مملكة تشي في فترة الممالك المتحاربة بالصين (475- 221 ق.م)، وانتشرت كلعبة ترفيهية بين الجماهير. فقد ورد في كتاب ((سجلات المؤرخين)) الذي ألفه سيما تشيان، المؤرخ والأديب المشهور في فترة أسرة هان الغربية (206 ق.م- 24 م): "أن مدينة لينتسي غنية ومزدهرة، يحب الجماهير العزف على تشين (عود سباعى الأوتار) ويوي (مزمار قديم) وتسوجيوي." هذا هو أقدم سجل تاريخي للعبة تسوجيوي في الصين.

حظيت تسوجيوي باهتمام كبير منذ بداية أسرة هان الغربية، إذ اعتبرت طريقة جيدة لتقوية الجسم، واستُخدمت في الجيش وأصبحت جزءا مهما من تدريبات الجنود. ثم ظهر كتاب ((خمس وعشرون مقالة عن تسوجيوي))، الأمر الذي يجسد مكانة تسوجيوي العالية وقتذاك، وقد أُدرِج هذا الكتاب المتخصص، باعتباره كتابا عسكريا، في ((كتاب هان)) الذي ألفه المؤرخ المشهور بان قو في فترة أسرة هان الشرقية (25- 220 م). يبين ذلك أن تسوجيوي لم تكن مجرد لعبة ترفيهية للجيش، بل اعتبرت أيضا طريقة تدريب للجنود لتقوية الجسم وتعزيز وعي التعاون ورفع قدرتهم على تنفيذ التكتيكات العسكرية.

في فترة أسرة هان تطورت تسوجيوي كثيرا، كما تحسنت قواعد لعبها، وارتقت درجة الحرفية والمعايير الموحدة لها بشكل متواصل. كان هناك ملعب خاص لتسوجيوي محاط بسور ومقاعد للمتفرجين في مدرجات. كان في مباريات تسوجيوي الاحترافية، ينقسم اللاعبون إلى فريقين، يتكون كل فريق من اثني عشر لاعبا ولهم مواقع ووظائف مختلفة في الفريق، وتحسب نتيجة المباراة وفقا لعدد الأهداف، مما يشكل النموذج الأولي من حيث الأساس لرياضة كرة القدم الحديثة.

ازدهار تسوجيوي في فترة أسرة تانغ وأسرة سونغ

شهدت الصين القديمة في فترة أسرة تانغ (618- 907) ازدهارا سياسيا واقتصاديا وثقافيا، حيث وفرت السياسة العرقية المستنيرة والسياسة الخارجية المنفتحة أجواء سياسية وثقافية ذات حيوية قوية، عززت بدورها تطور الألعاب الرياضية، وظهرت أنواع للألعاب الرياضية وكثرة عدد المشاركين في الرياضة لم يسبق لها مثيل في الفترات السابقة بالصين، وأبلج عصر جديد لتطور الألعاب الرياضية في البلاد. كانت تسوجيوي عنصرا مهما للألعاب الرياضية آنذاك، وانتشرت بين عامة الشعب والنبلاء، وكان الصينيون من كافة الأوساط يمارسون هذه اللعبة على مستويات مختلفة، فأضحت تسوجيوي جسر تواصل بين أبناء القوميات الصينية.

 قبل فترة أسرة تانغ، كانت "جيوي"، أي الكرة، تصنع من قطعة كاملة من الجلد وتحشى بالريش. وفي فترة أسرة تانغ، تغيرت طريقة صنعها، فتحولت من كرة صلدة إلى كرة فارغة، وهو تحول له مغزى كبير في مسيرة تطور تسوجيوي. صارت الكرة تصنع من قطعة جلد دائرية الشكل، ويوضع في داخلها مثانة حيوان ثم تنفخ بالهواء. لم تكن الكرة المبتكرة الجديدة خفيفة فحسب، وإنما أيضا مرنة. كان البعض يسميها بـ"الكرة الهوائية". أدت التحسينات التي أدخلت على تسوجيوي إلى تعزيز خصائصها الترفيهية وزيادة حب الناس لها، فصارت لعبة ممتعة بين العامة، فضلا عن كونها طريقة لتقوية الجسم.

دفعت الكرة الجديدة تغيير القواعد والمهارات في لعب تسوجيوي، فصارت هناك مباريات تلعب بمرمى واحد وأخرى بمرميين، وغير ذلك من أساليب التنافس. يوضع المرمى في مباراة المرمى الواحد وسط ساحة اللعب، باستخدام عمودين طويلين كقائمين للمرمى، ومد شبكة بين العمودين، بطريقة تشبه شبكة الكرة الطائرة، ويكون الحيز فوق الشبكة وتحت قمة العودين هو منطقة الهدف (مثل الشكل U). يتوزع أعضاء الفريقين على جانبي المرمى، ويحرز اللاعبون الأهداف عن طريق ركل الكرة إلى جانب المرمى الآخر بالمرور بمنطقة الهدف، وتكون نتيجة المباراة حسب عدد الأهداف المسجلة. أما المباراة ذات المرمين في مثل مباريات كرة القدم الحديثة، حيث يوضع المرميان على جانبي ساحة التنافس، وينافس اللاعبون بعضهم البعض بشكل مباشر.

لم تعد تسوجيوي تستخدم في تدريبات الجيش تدريجيا، وتطورت إلى لعبة ترفيهية في فترة أسرة تانغ، واندمجت في العادات الاجتماعية التقليدية، فصار كثير من الناس يلعبون تسوجيوي في عيد هانشي التقليدي، باعتبارها جزءا أساسيا للاحتفال بهذا العيد السنوي، حيث يشارك كثير من الناس من كافة الأوساط في لعب تسوجيوي في هذا اليوم، ويشاهدهم المزيد من الناس. يمكن القول إنه مهرجان لهواة تسوجيوي.

مع التطور العميق للاقتصاد السلعي في أسرة سونغ (960- 1279)، انتشر الوعي التجاري الذي أثر على المجالات الاجتماعية المختلفة وحياة الناس. وقد أدت سياسات "دمج المناطق السكنية مع المناطق التجارية" و"إلغاء لائحة منع النشاطات الليلية"، إلى دفع تنمية الاقتصاد السلعي، وبزوغ شكل جديد للمناطق الوظيفية في الحضر. وفي الوقت نفسه، شهدت المناطق الحضرية تطورا كبيرا وازدهرت النشاطات الحضرية. وباعتبارها لعبة تقليدية منتشرة، شهدت تسوجيوي تطورات جديدة.

تطورت صناعة الكرة "جيوي"، فصارت أكثر دقة بعد أن استخدمت في صناعتها اثنتا عشرة قطعة من الجلد بدلا من ثماني قطع، ومع تقدم طريقة الخياطة، صار من الممكن إخفاء أثر الخياطة، وأصبح وجه الكرة مصقولا أكثر. في ذلك الوقت، تم تحديد وزن الكرة بأن يتراوح بين 468 و498 غراما، علما بأن الوزن القياسي لكرة القدم الحديثة يتراوح بين 396 و453 غراما. ومن الجدير بالذكر هنا أن الكرة في لوحة ((الإمبراطور تشاو كوانغ ين لأسرة سونغ يلعب تسوجيوي)) تشبه كثيرا كرة القدم الحديثة. وبالإضافة إلى ذلك، بلغ عدد أنواع الكرة أكثر من 40 نوعا، الأمر الذي يظهر ازدهار تسوجيوي في فترة أسرة سونغ.

في فترة أسرة سونغ، لم تعد تسوجيوي لها علاقة بالتدريبات العسكرية، وأضحت نشاطا رياضيا وثقافيا للترفيه والعرض. وأصبح الممارسون والمتفرجون أكثر انتشارا مقارنة مع فترة أسرة تانغ. لم تعد تسوجيوي لعبة منتشرة بين العامة فحسب، وإنما أيضا جزء مهم في مختلف المآدب الإمبراطورية. كانت تسوجيوي تُمارس في المآدب الإمبراطورية للتنافس والعرض في آن واحد، وكان معظم اللاعبين من الرجال، ويرتدون ملابس وأحذية متخصصة تسهل ركل الكرة. كان الفريق الفائز من الفريقين المتنافسين يحصل على جائزة من الأواني الفضية والملابس الرائعة.

اليوم، تمثل أندية كرة القدم القوة الرئيسية لمسابقات كرة القدم وهي الكيانات الرئيسية لإعداد وتدريب لاعبي كرة القدم. في الحقيقة، ظهرت أندية كرة القدم في فترة أسرة سونغ، وكان أشهر ناد حينذاك هو نادي "تشييون"، الذي كان منظمة جماهيرية يتبادل فيها اللاعبون من مختلفة القوميات المهارات والخبرات، وكانت مباريات تسوجيوي تقام في أوقات محددة كل عام، مما جعل نظام المنافسة أكثر تفصيلا ووضوحا مع وجود قواعد معقدة وملموسة، وكذلك كان هناك حكام وموظفون محترفون لإدارة المباريات.

في فترة أسرة سونغ، بجانب ظهور أندية كرة القدم، لم تكن تسوجيوي مجرد مباراة بين اللاعبين ولكنها بدأت استخدام عناصر من خارج الملعب لتعبئة الأجواء في الملعب، مثل قارعي الطبول والعازفين والراقصين. ظهر فريق المشجعات، الذي ورد ذكره في ((ذكريات في العاصمة الشرقية لأسرة سونغ)) الذي ألفه الأديب منغ يوان لاو.

غروب شمس تسوجيوي

سادت أفكار كونفوشيوس المتطورة في مجتمع أسرة سونغ، وأثرت على أفكار الناس وسلوكهم، وعززت الاحترام المتبادل والوئام والانسجام بين الناس. تركت هذه المفاهيم بصمتها على أفكار وسلوك اللاعبين في المباريات، فضعفت شدة التنافس بينهم، مما أضعف جاذبية تسوجيوي كرياضة بدنية. كما نعلم، الرياضة التي تخلو من التنافس تفقد حيويتها تدريجيا. تحولت تسوجيوي من رياضة تنافسية إلى مجرد عرض، وانخفضت مكانتها الاجتماعية يوما بعد الآخر. وبالإضافة إلى ذلك، فإن سياسات رفع مكانة المسؤولين الحكوميين وتخفيض مكانة المسؤولين العسكريين التي نفذتها أباطرة أسرة سونغ على المدى الطويل، أضعفت اهتمام الناس بالشؤون العسكرية وكذلك بالرياضات التنافسية. قل التنافس القوي في مباريات تسوجيوي وازدادت حركات العرض فيها، وتحولت من رياضة تنافسية إلى فن من فنون العرض.

ظلت تسوجيوي منتشرة بين عامة الناس في فترة أسرة يوان (1271- 1368م)، وأحب بعض الأباطرة مشاهدة عروض تسوجيوي ومنح مكافآت مالية للعارضين. لكن اعتقد بعض كبار المسؤولين في الحكومة المركزية أن مشاهدة عروض تسوجيوي قد تقلل من الطموحات العظيمة للإمبراطور وتؤثر سلبيا على حوكمة الدولة، فاقترحوا على الإمبراطور منع مشاهدة تسوجيوي. بجانب ذلك، أصدرت حكومات محلية إشعارات بأن تسوجيوي لعبة لها تأثير سلبي وحثت الناس على الحد من لعب تسوجيوي.

في فترة أسرة مينغ (1368- 1644م)، استمر تطور واكتمال نظام وقواعد مباريات تسوجيوي، وصار لكل لاعب في الفريق مهمة محددة واضحة، وحُددت الحركات والمعايير لكل اللاعبين. ارتفعت درجة التخصص في تسوجيوي وصعوباتها بشكل متواصل، الأمر الذي عزز انتشارها بين الجماهير وقلل عدد الهواة باستمرار. إضافة إلى الأسباب المتعلقة باللعبة ذاتها، وضعت الحكومة قيودا على ممارسة تسوجيوي تدريجيا. منع تشو يوان تشانغ، مؤسس أسرة مينغ، ممارسة تسوجيوي في الجيش بعد أن صار إمبراطورا، وكانت عقوبة الجندي الذي يخالف ذلك بتر ساقيه؛ وتم منع عرض تسوجيوي في المآدب الإمبراطورية أيضا، فانخفضت مكانة عارضي ولاعبي تسوجيوي يوما بعد الآخر، وأصبح عدد ممارسي تسوجيوي أقل فأقل.

رغم ظهور شكل جديد لتسوجيوي في فترة أسرة تشينغ (1644- 1911م)، وهو تسوجيوي على الجليد، فإن طبيعة الطقس والساحة فرضا قيودا على ممارستها، وظلت رياضة استعراضية في مراسم محددة وليست رياضة بدنية عامة. وبالإضافة إلى ذلك، أدت المعايير العالية المطلوبة لإتقانها إلى إعاقة تعميمها بين عامة الناس. وفي الوقت ذاته، أدى شغف حكام أسرة تشينغ بالصيد والرماية والمصارعة وغيرها، إلى إهمال بل ووضع قيود صارمة على ممارسة الرياضات البدنية التقليدية، فتراجع عدد ممارسي تسوجيوي التي أمست رياضة قليلة اللاعبين.

مشاهير عشاق تسوجيوي

عاش ليو توان، أبو مؤسس أسرة هان الغربية ليو بانغ، في العاصمة الإمبراطورية شيآن. عاش حياة مرفهة، فكان يرتدي أفخر اللباس ويأكل ألذ الطعام. لكنه لم يكن يشعر بالراحة والمرح. همس أحد الأشخاص إلى ليو بانغ بأن أباه يود أن يلعب تسوجيوي ويشتاق إلى أصدقائه الذين كانوا يلعبون تسوجيوي معه في مسقط رأسه. من أجل إرضاء أبيه، أمر ليو بانغ ببناء مدينة صغيرة بالقرب من شيآن، وأنشأ فيها ملعبا لرياضة تسوجيوي، وقد حملت المدينة اسم "مدينة تسوجيوي"، وأتى بأصدقاء أبيه إلى شيآن لمرافقته.

في فترة أسرة سونغ، لم يكن ازدهار تسوجيوي ينفصل عن الدعم الحكومي. كان هناك ثلاثة أباطرة عشقوا تسوجيوي، وهم تشاو كوانغ ين وتشاو قوانغ يي وتشاو جي. كانت تسوجيوي تستخدم في تدريب الجنود في الجيش وقتذاك، وكان تشاو كوانغ ين وتشاو قوانغ يي قائدين في الجيش، وكانت أحب رياضة لهما بعد العمل هي تسوجيوي. وبعد اعتلائهما عرش الإمبراطورية، استمرا في لعب تسوجيوي كرياضة بدنية مع كبار المسؤولين الإمبراطوريين. وقد سجلت لوحة ((الإمبراطور تشاو كوانغ ين لأسرة سونغ يلعب تسوجيوي)) هذا المشهد. أما تشاو جي، فلم يكن يمارس تسوجيوي بنفسه، بل يفضل مشاهدة مبارياتها، وأسس فريقا إمبراطوريا خاصا. قيل إن قاو تشيو، أحد كبار المسؤولين الحكوميين، حصل على ثقة الإمبراطور تشاو جي به واكتسب مكانة عالية في الحكومة بفضل مهارته القوية في لعب تسوجيوي، الأمر الذي يظهر عشق تشاو جي لتسوجيوي.

وبجانب الأباطرة، كان كثير من الشعراء هواة لتسوجيوي أيضا، ومن بينهم لي باي ودو فو وليو يوي شي ووانغ وي وباي جيوي يي... تركوا كثيرا من أبيات وقصائد الشعر المشهورة التي تصف مشاهد مباريات تسوجيوي وحماسة المتفرجين.

في الخامس من يوليو عام 2004، أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في حفل افتتاح معرض الصين الدولي لكرة القدم في بكين، أن كرة القدم العالمية نشأت في الصين. كما أعلن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم في مؤتمر صحفي عقده الاتحاد الصيني لكرة القدم وحكومة مدينة تسيبوه أن منطقة لينتسي الصينية هي مهد كرة القدم العالمية، ومنح مدينة تسيبوه كأسا تذكارية وشهادة منشأ كرة القدم. أعاد العالم الاعتراف بالعلاقة العميقة بين كرة القدم الحديثة وتسوجيوي الصينية. وفي العشرين من مايو عام 2006، وافق مجلس الدولة الصيني على إدراج تسوجيوي كتراث ثقافي غير مادي في الدفعة الأولى لقائمة التراث الثقافي غير المادي على المستوى الوطني في الصين.

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4