رياضة < الرئيسية

الصينيون في بطولة العالم لألعاب القوى 2022

: مشاركة
2022-09-28 12:56:00 الصين اليوم:Source نان بي باو:Author

في الدورة الثامنة عشرة لبطولة العالم لألعاب القوى التي استضافتها مدينة يوجين بولاية أوريغون الأمريكية خلال الفترة من الخامس عشر إلى الرابع والعشرين من يوليو 2022، أحرزت الصين ميداليتين ذهبيتين وميدالية فضية وثلاث ميداليات برونزية، لتحتل المركز السادس في جدول الميداليات. أظهر الرياضيون الصينيون مهاراتهم المتفوقة وروح كفاحهم القوية وحققوا اختراقات في منافسات مختلفة، مما أثار اهتمام كثير من عشاق ألعاب القوى داخل الصين وخارجها بهم.

وانغ جيا نان.. الوثب بعد التغلب على الضغوط

ألعاب القوى من أهم وأقدم الرياضات التي مارسها الإنسان بحسب النصوص التاريخية، تجمع بين جمال الجسم وقوة العقل وتجسد سعي الناس للصحة والحياة الجميلة. لذلك، يتغلب الرياضيون على التحديات الجسدية والنفسية ويبذلون كل جهودهم في المنافسات من أجل تحقيق نتائج أفضل.

وانغ جيا نان، ذو الستة والعشرين ربيعا، رياضي صيني موهوب في الوثب الطويل وصاحب أول ميدالية ذهبية للوفد الصيني في هذه الدورة من بطولة العالم لألعاب القوى وأول رياضي آسيوي يفوز بلقب بطولة العالم في الوثب الطويل. لم تكن مسيرة وانغ جيا نان سهلة، فقد بدأ يتلقى التدريبات الرياضية في عام 2005، وبعد إجراء التدريبات في سباق العشاري لحوالي ثماني سنوات، والحصول على المهارات الأساسية في ألعاب القوى، اُكتشفت موهبته الرائعة في الوثب الطويل. بفضل حب وانغ جيا نان للرياضة وتشجيع مدربيه، شرع هذا الشاب يركز تدريباته المتخصصة في الوثب الطويل وحقق تقدما كبيرا بسرعة. وفي يوليو 2013، في الدورة العشرين لبطولة آسيا لألعاب القوى التي أقيمت في مدينة بونه بالهند، قدم وانغ جيا نان أداء ممتازا وفاز بلقب البطولة في الوثب الطويل. وفي العام التالي، توج هذا النجم الصيني الصاعد في مسابقة الوثب الطويل لبطولة العالم لألعاب القوى للشباب في مدينة يوجين بالولايات المتحدة الأمريكية بنتيجة 08ر8 أمتار، مما أدهش المشاهدين، وتوقعت وسائل إعلام كثيرة أن يحقق هذا الشاب الصيني تقدما أكبر في المستقبل القريب. في أغسطس 2015، في بطولة العالم لألعاب القوى التي أقيمت في بكين، حصل وانغ جيا نان على الميدالية البرونزية، بنتيجة 18ر8 أمتار، فصار أول رياضي آسيوي يفوز بميدالية في سباق الوثب في تاريخ بطولة العالم. بعد ذلك، فاز وانغ جيا نان بالميدالية الذهبية في سباق الوثب الطويل في دورة الألعاب الآسيوية في جاكرتا بإندونيسيا وحطم الرقم القياسي للألعاب الآسيوية بنتيجة 24ر8 أمتار.

أثبتت تلك النتائج المتقدمة وألقاب البطولة أن وانغ جيا نان رياضي ممتاز في العالم في سباق الوثب. لكن، بسبب هذه الإنجازات والميداليات، واجه هذا الرياضي ضغوطا نفسية كبيرة، الأمر الذي أثر على تدريباته الروتينية والوضع التنافسي له في المسابقات. في أولمبياد طوكيو في يوليو 2021، بسبب التوتر والضغط النفسي الكبير، لم يقدم وانغ جيا نان أداءه الطبيعي وفشل في المسابقة التمهيدية. بعد ذلك، بدلا من اعتزال الرياضة والشعور بالندم، بادر وانغ جيا نان إلى تعديل طرق التدريب وتخفيف الضغوط النفسية وتعزيز تركيزه على التدريبات العلمية والمنتظمة سعيا للتغلب على نفسه بالأداء الأفضل في الساحة الرياضية الدولية.

بعد سنة واحدة من التدريبات الشاقة والتعديلات المفيدة، تحسنت الحالة التنافسية لوانغ جيا نان بشكل ملحوظ. في السابع عشر من يوليو 2022، في دور النهائي للوثب الطويل لهذه الدورة من بطولة العالم لألعاب القوى، عزز وانغ جيا نان حركاته ونفذ التكتيكات الفعالة في تنافسه مع الرياضيين الممتازين الأجانب. بعد انتهاء جولة الوثب الخامسة، كان وانغ جيا نان في المركز الخامس بنتيجة 03ر8 أمتار. بدلا من الشعور بالتوتر والقلق، بذل أقصى جهده في الجولة الأخيرة وأكمل الوثب لمسافة 36ر8 أمتار، بزيادة قدرها أربع سنتيمترات عن أفضل نتيجة للاعب اليوناني المشهور ميلتياديس تينتوغلو الحاصل على الميدالية الذهبية في أولمبياد طوكيو. هكذا، نجح وانغ جيا نان في التغلب على التحديات النفسية والجسدية والمنافسين الأقوياء وحقق إنجازا تاريخيا له وللوثب الطويل في الصين وحتى آسيا كلها.

فنغ بين.. تحقيق الحلم بعد استخلاص الدروس من الفشل

يتطلع كل رياضي إلى الفوز فيجتهد في التدريبات كل يوم ويقدم أفضل أداء له في المسابقات. لكن، من المعروف أن أي رياضي لا ينجح بدون صعوبات أو انتكاسات. الفشل خطوة هامة في مسيرة التقدم. تعرف فنغ بين معنى هذا القول بكل الوضوح.

فنغ بين، المولودة في عام 1994 بمدينة يانتاي في مقاطعة شاندونغ، لاعبة في رمي القرص، وقد أحرزت الميدالية الذهبية الثانية للوفد الصيني في هذه الدورة من بطولة العالم لألعاب القوى. في الحادي والعشرين من يوليو، في سباق دور النهائي لرمي القرص للسيدات، في مواجهة الكرواتية ساندرا بيركوفيتش الحاصلة على الميداليتين الذهبيتين في دورتي 2012 و2016 للأولمبياد الصيفية، والأمريكية فاليري ألمان الفائزة بالميدالية الذهبية في أولمبياد طوكيو، أبدت فنغ بين قدرة عالية على التكيف الذاتي وحققت نتيجة مبهرة بمسافة 12ر69 مترا في الجولة الأولى. برغم أن المنافسات الأخريات قدمن أداء جيدا في الجولات اللاحقة، لم تتجاوز نتائجهن نتيجة فنغ بين.

بفضل النتيجة الممتازة، توجت فنغ بين في نهاية المطاف وصارت ثاني بطلة صينية في سباق رمي القرص في بطولة العالم لألعاب القوى بعد لي يان فنغ، التي فازت بلقب البطولة في بطولة العالم لألعب القوى في عام 2011 في مدينة دايغو بجمهورية كوريا.

كانت فنغ بين مبتهجة للغاية، وقالت إن لقب البطولة هذه مهم جدا. عندما نسترجع حياتها الرياضية، نعرف أسباب فرحتها الشديدة. تميزت فنغ بين بالبنية الجسدية الممتازة والقدرة العالية على دراسة المعلومات الجديدة في صغرها. اكتشف وانغ جيون شيان، مدرب مدرسة بنغلاي للرياضة في يانتاي مواهب هذه الشابة وزار أبويها لمرات كثيرة لإقناعهما بالموافقة على ممارسة ابنتهما رياضة رمي القرص.

من أجل تعزيز القوة الجسدية وتحسين حركات الرمي، اجتهدت فنغ بين في التدريبات سواء في الشتاء القارس البرودة أو الصيف الحار. بعد عدة سنوات من التدريبات المكثفة، حققت تقدما كبيرا وقدمت أداء جيدا في المسابقات. على سبيل المثال، في سباق رمي القرص للسيدات لبطولة العالم لألعاب القوى للشباب في عام 2011، حصلت فنغ بين على المركز الرابع بمسافة 24ر51 مترا؛ في سبتمبر 2015 في بطولة الصين لألعاب القوى، أحرزت الميدالية الذهبية التي عززت حلمها الرياضي في المسابقات الدولية. لكن أداءها لم يكن مرضيا في أولمبياد ريو دي جانيرو بالبرازيل في العام التالي. في دور النهائي، كانت أفضل نتيجة لفنغ بين 06ر63 مترا فقط واحتلت المركز الثامن في النهاية.

من أجل تحقيق حلمها الرياضي، استخلصت فنغ بين الدروس من الانتكاسات من خلال المناقشات مع مدربيها وزملائها، ووضعت خطة تدريب أكثر استهدافا وانتظاما وفقا للبنية الجسدية وأسلوب اللعب. بعد ذلك، عادت فنغ بين إلى التدريبات الصارمة. بعد الحصول على الميدالية الفضية في الألعاب الآسيوية في جاكرتا بإندونيسيا في عام 2018، تطلعت فنغ بين إلى تقديم أداء أفضل في أولمبياد طوكيو 2020. لكن، لسوء الحظ، لم تظهر قدرتها العالية في المسابقات التمهيدية وتعرضت للفشل مرة أخرى. بكت فنغ بين بعد المسابقة بصوت عال. بعد الحديث مع مدربيها وأصدقائها بصورة عميقة، أدركت فنغ بين أن الفشل ليس شيئا مخجلا، بل خطوة هامة في مسيرة التقدم. فبدأت فنغ بين التدريبات من جديد.

كما يقول المثل "من جد وجد"، في هذه الدورة من بطولة العالم، حققت فنغ بين حلمها الرياضي الجميل أخيرا بالميدالية الذهبية المهمة وحظيت بتقدير عال من وسائل الإعلام والمنافِسات. قالت فاليري ألمان ‏إن فنغ بين قدمت أداء رائعا جدا في هذه الدورة من بطولة العالم وحققت نتيجة خارج التوقعات.

تشييانغ شيجيه.. التمسك بالأمل بالعزيمة القوية

بسبب تقدم العمر والإصابات الرياضية، يضطر بعض الرياضيين لاعتزال اللعب. لكن معظمهم يفضلون أن يلعبوا لأطول فترة ممكنة.

تشييانغ شيجيه، التي ولدت في عام 1990 بمقاطعة تشينغهاي في شمال غربي الصين، تنتمي لقومية التبت. بدأت تمارس سباق المشي وهي في الثامنة عشرة من عمرها. بفضل تقدمها السريع، تم ضمها إلى الفريق الوطني لسباق المشي بعد سنتين فقط وشاركت في سلسلة من المسابقات على مستويات مختلفة. في إبريل 2011، حصلت على المركز الثاني في سباق المشي للسيدات لمسافة عشرين كيلومترا في بطولة الصين لسباق المشي. وفي العام التالي، في أولمبياد لندن، حطمت تشييانغ شيجيه الرقم القياسي الآسيوي بزمن قدره ساعة و25 دقيقة و16 ثانية.

اكتسبت تشييانغ شيجيه خبرات وافرة من هذه الدورة من الأولمبياد وقررت أن تتدرب أكثر سعيا للحصول على نتائج أفضل في المسابقات في المستقبل. لكن، بسبب الإصابات الرياضية في الركبة، شعرت بتعب شديد من التدريبات الروتينية. في أغسطس 2013، في بطولة العالم لألعاب القوى التي أقيمت في موسكو بروسيا، أنهت السباق بزمن قدره ساعة و31 دقيقة و15 ثانية واحتلت المركز الرابع عشر فقط.

من أجل القيام بالتعديلات النفسية والجسدية، عادت تشييانغ شيجيه إلى مسقط رأسها وبقيت هناك لمدة حوالي سنة كاملة. في تلك الفترة، سافرت إلى التبت مع أهلها للتمتع بالمناظر الساحرة، فكرت بصورة عميقة في خطة الحياة والتدريب في المستقبل واستمعت إلى آراء مدربيها وأهلها. بعد التعديلات الشاملة، حددت تشييانغ شيجيه من جديد حبها لسباق المشي وعزمها على مواصلة التدريبات الرياضية. في أكتوبر 2014، عادت إلى المنتخب الوطني وبدأت تدريبات أكثر انتظاما على يد المدرب الإيطالي المشهور ساندرو داملانو، الذي ساعد ليو هونغ ووانغ تشن وتشن دينغ وغيرهم من الرياضيين الصينيين على إحراز ألقاب البطولة في المسابقات الدولية. بفضل التدريبات المجتهدة والعلمية، حصلت تشييانغ شيجيه على الميدالية الذهبية لسباق العشرين كيلومترا في بطولة الصين لسباق المشي التي أقيمت في مقاطعة جيلين في عام 2015، وهذا الفوز أكد قدراتها الكبيرة في هذه الرياضة وجعلها تتمسك بالأمل القوي لمواجهة الصعوبات في التدريبات والمسابقات. في إبريل 2016، توجت في سباق المشي لمسافة عشرين كيلومترا للسيدات في بطولة التحدي لألعاب القوى التي أقيمت في البرتغال بزمن قدره ساعة و27 دقيقة و52 ثانية؛ وفي الشهر التالي، حصلت على المركز الثاني في بطولة التحدي في إسبانيا.

رغم أنها حققت تقدما كبيرا في مسابقات عديدة، لم تتمكن تشييانغ شيجيه من المحافظة على أدائها الممتاز في أولمبياد ريو دي جانيرو في أغسطس 2016 وحصلت على المركز الخامس فقط.

بدلا من اعتزال اللعب، مثل ما فعل بعض الرياضيين الكبار السن، تمسكت تشييانغ شيجيه بالعزيمة والإصرار. وبفضل جهودها المبذولة وآمالها المشرقة، حققت تقدما جديدا في هذه الدورة من بطولة العالم لألعاب القوى، حيث شاركت في منافستين لسباق المشي للسيدات لأول مرة وقدمت أداء جيدا فيهما. في الخامس عشر من يوليو، في سباق المشي لمسافة عشرين كيلومترا، نفذت تشييانغ شيجيه التكتيكات المفيدة في التنافس مع الرياضيات الأخريات في أول ثلاثة عشر كيلومترا، لكن، بسب تراجع القوة الجسدية في الكيلومترات القليلة الأخيرة، حصلت على الميدالية البرونزية في النهاية. بعد بضعة أيام، في سباق المشي لمسافة خمسة وثلاثين كيلومترا، بذلت تشييان شيجيه أقصى جهدها في السباق منذ البداية إلى النهاية وحققت رقما قياسيا آسيويا جديدا بزمن قدره ساعتين وأربعين دقيقة و37 ثانية وأحرزت الميدالية البرونزية الثانية لها.

قالت تشييانغ شيجيه في مقابلة صحفية، إنها وبرغم عدم حصولها على الميدالية الذهبية في هذه الدورة من بطولة العالم، قدمت أكبر جهودها في السباقات، مضيفة أنها ستتمسك بالآمال الكبيرة وستعزز التدريبات بدون أي تردد أو توقف من أجل المشاركة في الدورة التالية من بطولة العالم وحتى أولمبياد باريس وتقديم أداء أكثر روعة فيها.

فضلا عن وانغ جيا نان وفنغ بين وتشييانغ شيجيه، قدم الرياضيون الصينيون الآخرون أيضا أداء مدهشا في هذه الدورة من بطولة العالم ومنهم تشو يا مينغ الذي حصل على الميدالية البرونزية في سباق الوثب الثلاثي، وقونغ لي جياو، التي أحرزت الميدالية الفضية في سباق رمي الجلة. ستشجع نتائجهم الممتازة وروحهم الرياضية مزيدا من الرياضيين الصينيين الشباب لتحقيق تقدم أكبر في المسابقات في المستقبل وبالتالي دفع ألعاب القوى في الصين إلى تحقيق المزيد من التطور والتقدم.

 

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4