رياضة < الرئيسية

بارالمبياد بكين الشتوية 2022.. مساهمات الصين في دفع رياضات ذوي الإعاقة

: مشاركة
2022-05-05 18:24:00 الصين اليوم:Source نان بي باو:Author

نجحت الصين في استضافة الدورة الثالثة عشرة للألعاب البارالمبية الشتوية خلال الفترة من الرابع إلى الثالث عشر من مارس عام 2022 حيث شارك فيها 736 رياضيا من 48 دولة ومنطقة في 78 منافسة في ست رياضات، مما يبرز قوة الصين المميزة في تنظيم هذا المهرجان المتعدد الرياضات للأشخاص ذوي الإعاقة ويعكس تطورها السريع في رياضات ذوي الإعاقة ويحفز على مشاركة مزيد من الأشخاص ذوي الإعاقة في العالم في مختلف أنواع الرياضات لتحقيق أحلامهم الجميلة وقيمتهم السامية.

استعدادات دقيقة لاستقبال الرياضيين ذوي الإعاقة من مختلف أنحاء العالم

في عام 2015، فازت بكين مع مدينة تشانغجياكو بمقاطعة خبي بحق استضافة دورة بكين للألعاب الأولمبية الشتوية ودورة بكين للألعاب البارالمبية الشتوية في عام 2022، فصارت بكين، عاصمة الصين، أول مدينة في العالم تستضيف دورتي الألعاب البارالمبية الصيفية والشتوية. من أجل تقديم حدث رياضي رائع للرياضيين من مختلف الدول، بذلت بكين وتشانغجياكو أقصى الجهود في الأعمال التحضيرية، مما جعل كثيرا من الرياضيين المشاركين في هذه الدورة من كل أنحاء العالم والأشخاص المعنيين يعبرون عن شكرهم للجنة المنظمة وشعورهم بالرضا والسعادة خلال إقامتهم في الصين.

أوفت بكين وتشانغجياكو بالوعد الرسمي تجاه المجتمع الدولي وطورتا الروح الأولمبية المتمثلة في "التضامن والصداقة والسلام" على نطاق واسع وقامتا بتنفيذ كامل لمفهوم الاستعداد "الأخضر والمشترك والمنفتح والنزيه" للألعاب الأولمبية ومتطلبات "البساطة والأمان والروعة" للمنافسات الأولمبية وأكملتا الاستعدادات المعنية بصورة تفصيلية ودقيقة.

من أجل تقديم أفضل الظروف للرياضيين ذوي الإعاقة، أطلقت بكين المشروع الخاص لمدة ثلاثة أعوام (2019- 2021) لبناء البيئة الخالية من العوائق، حيث أجرت سلسلة من أعمال الإصلاح وإعادة بناء المنطقة المجاورة للإستادات الرياضية للألعاب الأولمبية والألعاب البارالمبية الشتوية والمنطقة داخل الطريق الدائري الرابع ومركز بكين الفرعي في حي تونغتشو، وغيرها من المناطق ببكين وحددت 17 مهمة رئيسية، مثل إصلاح الطرق الحضرية والنقل العام وأماكن الخدمات العامة وتبادل المعلومات. بحلول نهاية عام 2021، تم إعادة بناء 336 ألف موقع ومرفق وتهيئة مائة شارع نموذجي خال من العوائق ومائة منطقة خاصة لتقديم الخدمات السهلة في أقل من 15 دقيقة للأشخاص ذوي الإعاقة، وهذا يرمز إلى تحقيق المنطقة الوظيفية الرئيسية للعاصمة بكين الخالية من العوائق بشكل أساسي ويجعل البيئة الخالية من العوائق أكثر اتفاقا مع المعايير المعنية وأكثر استيعابا ونظامية. كما اتخذت تشانغجياكو مجموعة من التدابير لدفع بناء البيئة الخالية من العوائق، حيث أنشأت أكثر من ثمانمائة موقع رئيسي خال من العوائق وأعادت رصف الطرق الخاصة للمكفوفين وأكملت بناء المقاعد الخالية من العوائق في الأماكن العامة وغيرها من الإجراءات.

بعد اختتام دورة بكين للأولمبياد الشتوية، بدأ العمال إعادة بناء وإصلاح الإستادات التنافسية والقرى الأولمبية والإستاد الوطني (عش الطيور) وميدان توزيع الجوائز في يانتشينغ وغيرها من الأماكن المعنية لتلبية متطلبات الرياضيين ذوي الإعاقة من مختلف الفئات ولتقديم دورة ألعاب بارالمبية شتوية رفيعة المستوى ومميزة للعالم. بسبب طبيعة الزلاجة الخاصة التي تخدش سطح حلبة الجليد، قام العمال بزيادة سمك الجليد بنحو سنتيمتر واحد فبلغ سمك الجليد خمسة سنتيمترات وهذا عزز أداء الرياضيين وضمن سلاسة أسطح الجليد في آن واحد. تم إنشاء مراكز صيانة الأطراف الاصطناعية والكراسي المتحركة في القرى البارالمبية لتقديم خدمات الصيانة والقطع البديلة بدون مقابل للرياضيين والموظفين المشاركين في هذه الدورة من الألعاب البارالمبية الشتوية. بحلول مساء التاسع من مارس عام 2022، قدمت مراكز الصيانة خدمات لحوالي 270 رياضيا. وفي مطاعم الرياضيين، عمل العمال على تعديل التصميم بموجب الاحتياجات الخاصة للرياضيين ذوي الإعاقة مثل توسيع المسافة بين المقاعد وطاولات الطعام وزيادة عدد الممرات لتسهيل تحرك الرياضيين الجالسين على الكراسي المتحركة. في مطعم القرية البارالمبية بمنطقة بكين للمنافسات، تمت إزالة 146 مقعدا والإبقاء على 338 موقعا للأكل، منها 220 مقعدا و118 موقعا للرياضيين مع الكراسي المتحركة؛ فضلا عن ذلك، تم تخصيص مكان ليضع فيه الرياضيون من ذوي الإعاقة الكراسي المتحركة. وفي مساكن الرياضيين، تم إجراء التعديلات أيضا، منها تخفيض ارتفاع عمود السرير من 65 سنتمترا إلى 45 سنتمترا ليتساوى مع ارتفاع الكراسي المتحركة؛ ورصف بلاط الأرضية الخاصة وتركيب قضبان الاستناد في غرف الحمام لتجنب الانزلاق في حالة الطوارئ. بالإضافة إلى ذلك، تم إنشاء نظام التحكم في الغرف حتى يتمكن الرياضيون من التحكم في المصابيح ودرجة حرارة مكيفات الهواء والستائر حسب حاجاتهم.

هكذا، قدمت اللجنة المنظمة لدورة بكين للألعاب البارالمبية الشتوية استعدادات تفصيلية ودقيقة لكل الرياضيين المشاركين والأشخاص المعنيين، مما حظي بثناء عال من الأطراف المختلفة. قال أندرو بارسونز، رئيس اللجنة البارالمبية الدولية، إن الصين قدمت للعالم دورة أولمبية مميزة وآمنة ورائعة. اتسمت هذه الدورة من الألعاب البارالمبية الشتوية بالتنظيم الدقيق والمنافسات البارزة. وبدن أدنى شك، ستكون الصين معلما هاما للألعاب البارالمبية الشتوية في المستقبل.

إنجازات الرياضيين الصينيين

في عام 2002، شارك الوفد الصيني المكون من أقل من عشرة رياضيين، لأول مرة في دورة سولت ليك للألعاب البارالمبية الشتوية في الولايات المتحدة الأمريكية. في عام 2014 في دورة سوتشي للألعاب البارالمبية الشتوية في روسيا، حصل الفريق الصيني للكيرلينغ على الكراسي المتحركة على المركز الرابع وكانت تلك أفضل نتيجة للصين في الألعاب البارالمبية الشتوية. وبعد أربع سنوات من التطور، حصلت الصين على أول ميدالية ذهبية لها في منافسات الكيرلينغ في دورة بيونغ تشانغ للألعاب البارالمبية الشتوية في 2018 في جمهورية كوريا. عندما نذكر أداء الرياضيين الصينيين في هذه الدورة، لا نبالغ إذا قلنا إن كل الرياضيين الصينيين البالغ عددهم 96 رياضيا قدموا أداء رائعا وأظهروا روح الكفاح والإصرار في 73 منافسة من ست ألعاب رياضية، وحققوا إنجازات تاريخية وحصلوا على 61 ميدالية؛ 18 ميدالية ذهبية و20 ميدالية فضية و23 ميدالية برونزية. بهذه النتائج المثمرة، تصدرت الصين جدول الميداليات الشامل وأظهرت قدراتها ومهاراتها العالية في الألعاب البارالمبية الشتوية.

من جانب، أحرزت الصين تقدما ضخما في رياضات الثلج في دورة بكين للألعاب البارالمبية الشتوية. على سبيل المثال، في رياضة البياثلون، في الخامس من مارس عام 2022، في المركز الوطني للبياثلون الواقع في تشانغجياكو، قدم الرياضي الصيني ليو تسي شيوي المولود في عام 1997، مهاراته المتفوقة في الرماية والتزلج وفاز بالميدالية الذهبية في منافسة البياثلون (جلوسا) للرجال بنتيجة 18 دقيقة و5ر51 ثانية. لم تكن هذه أول ميدالية ذهبية للوفد الصيني في هذه الدورة من الألعاب البارالمبية الشتوية فحسب، وإنما أيضا أول ميدالية ذهبية بارالمبية للصين في رياضات الثلج. فضلا عن أداء ليو تسي شيوي الممتاز، حصل ليو منغ تاو ووانغ تاو على الميدالية البرونزية بـ19 دقيقة و3ر33 ثانية والمركز السادس في تلك المنافسة على التوالي، الأمر الذي يشير إلى تقدم الصين والمستوى العالي للرياضيين الصينيين في هذه الرياضة بشكل عام.

وفي رياضة التزلج الريفي البارالمبي، أحرزت يانغ هونغ تشيونغ إنجازات مدهشة للغاية، فقد حصلت على ثلاث ميداليات ذهبية في منافسات التزلج الريفي (جلوسا) للسيدات للمسافات الطويلة والقصيرة والمتوسطة في السادس والتاسع والثاني عشر من مارس على التوالي، لتصبح أول رياضية صينية تفوز بثلاث ميداليات ذهبية في دورة واحدة من الألعاب البارالمبية الشتوية. وفي نفس الوقت، فاز تشنغ بنغ، بميداليتين ذهبيتين في منافستين للرجال للمسافات الطويلة والقصيرة في التزلج الريفي (جلوسا)على التوالي وتوج الرياضي المخضرم ماو تشونغ وو بالميدالية الذهبية في سباق المنافسات المتوسطة في نفس الرياضة. كل هذا يشير إلى تقدم الرياضيين الصينيين الضخم في التزلج الريفي في السنوات الأخيرة.

ومن جانب آخر، واصلت الصين تميزها الكبير في رياضات الجليد. في الكيرلينغ على الكراسي المتحركة، أظهر لاعبو الفريق الصيني تفوقهم في المهارات والتعاون الوثيق في المنافسات. بعد الخسارة في أول مباراتين في المرحلة التمهيدية، قام الفريق الصيني بتحليل أسباب الفشل وتعديل التكتيك الخاص مما ضمن لهم تحقيق الفوز في مواجهات الفرق القوية من الدول الأخرى. وفي الثاني عشر من مارس، في المنافسات النهائية الشرسة بين الفريق الصيني والفريق السويدي، أخذ الفريق الصيني زمام المبادرة وتغلب على الفريق المنافس بنتيجة ثماني نقاط مقابل ثلاث نقاط، ليتوج في البطولة للمرة الثانية.

 تطور الصين في هوكي الجليد البارالمبي في هذه الدورة من الألعاب البارالمبية الشتوية، أثار السرور والتفاؤل. منذ إنشاء فريق هوكي الجليد البارالمبي في سبتمبر عام 2017، أجرى اللاعبون تدريبات مكثفة وحققوا تقدما مطردا في المنافسات الدولية في السنوات الأخيرة. على سبيل المثال، تصدر الفريق الصيني منافسات المجموعة "C" لبطولة العالم لهوكي الجليد في عام 2018؛ وحصل على المركز الثالث في منافسات المجموعة "B" لبطولة العالم في العام التالي؛ وفاز في خمس مباريات في المجموعة "B" لبطولة العالم في عام 2021 ليتصدر تلك المجموعة ويرتقي إلى المجموعة "A" ليتأهل إلى منافسات دورة بكين البارالمبية. في هذه الدورة من الألعاب البارالمبية الشتوية، كما توقعنا، قدم الفريق الصيني لهوكي الجليد أداء رفيع المستوى وحقق الفوز في ثلاث مباريات تمهيدية ثم فاز على الفريق التشيكي في مباراة التأهل للمباراة شبه النهائية، الأمر الذي شجع الرياضيين الصينيين إلى حد كبير. في الثاني عشر من مارس في المواجهة مع فريق جمهورية كوريا، حافظ اللاعبون الصينيون على تركيزهم ومهاراتهم العالية والثقة الكبيرة وحققوا الفوز في المباراة بنتيجة أربع نقاط مقابل لا شيء، ليحصل الفريق الصيني على الميدالية البرونزية في هوكي الجليد البارالمبي لأول مرة، مبرزا إمكانيات الصين الكبيرة في هذه الرياضة الشتوية.

بث الأمل والثقة للعالم

لم تقدم دورة بكين للألعاب البارالمبية الشتوية منصة مفتوحة وعادلة للرياضيين من شتى الدول لإظهار مهاراتهم في الرياضات المختلفة فحسب، وإنما حملت الأمنيات الطيبة للأشخاص ذوي الإعاقة والأشخاص الأصحاء في كل العالم لتعزيز التضامن والتعاون بينهم للتغلب على الصعوبات والتحديات في حياتهم بصورة مشتركة.

في مساء الرابع من مارس عام 2022 أثناء حفل افتتاح دورة بكين للألعاب البارالمبية الشتوية، كان لي دوان، لاعب كرة السلة الصيني المكفوف الحائز على أربع ميداليات ذهبية في الألعاب البارالمبية الصيفية، آخر حاملي الشعلة الأولمبية ونقلها إلى مرجل على شكل ندفة ثلج كبيرة ليضعها في قلب ندفة الثلج. لكن، بسبب الإعاقة البصرية، حاول لي دوان عدة مرات البحث عن موقع الإيقاد تحت أنظار الجميع. في تلك اللحظة الحاسمة، بدأ المشاهدون يهتفون "جيايو" (شد حيلك) بصوت عال. بفضل تشجيع جميع الحضور، نجح لي دوان في إضاءة الشعلة الأولمبية ليقابل بتصفيق حار. برغم أن لي دوان لم ير الشعلة الأولمبية، شعر بدفئها وبتشجيع المشاهدين الحار له، مما زاد ثقته وشجاعته وطور روح الكفاح والتقدم لهذا الرياضي ذي الإعاقة وأكد على التضامن والتفاهم بين الأشخاص الأصحاء والأشخاص ذوي الإعاقة.

في الخامس من مارس، في منافسات التزلج الحر على المنحدرات العالية (لذوي الإعاقة البصرية) للسيدات، قدمت المتزلجة الصينية تشو دا تشينغ أداء مميزا وحصلت على الميدالية الفضية بزمن قدره دقيقة و75ر21 ثانية، وهي أول ميدالية للفريق الصيني في هذه الدورة من الألعاب البارالمبية الشتوية. بالنسبة إليها، هذه الميدالية لها ولمرشدها الرياضي المصاحب يان هان هان الذي كان رياضيا من ذوي الإعاقة في السباحة والتزلج على الثلج لكنه اضطر إلى التوقف عن التدريبات بسبب الإصابة ثم بدأ يعمل كمرشد رياضي. بعد ثلاث سنوات من التدريبات المشتركة والتغلب على التحديات الجسدية والنفسية، نشأت بين تشو دا تشينغ ويان هان هان ثقة متبادلة لتعميق التعاون السلس بينهما. في هذه الدورة من الألعاب البارالمبية الشتوية في بكين، حقق هذان البطلان ثلاث ميداليات فضية وميدالية برونزية في منافسات التزلج على الجبال العالية. هكذا، صار يان هان هان بمثابة العينين لتشو دا تشينغ وأصبحت تشو دا تشينغ جزءا مهما في حياة يان هان هان أيضا حيث يساعد ويشجع كل منهما الآخر سعيا لإحراز إنجازات أكبر.

في التاسع من مارس، بعد فوز الفريق الصيني في مباراة هوكي الجليد على الفريق التشيكي، بقي تسوي يوي تاو، قائد الفريق الصيني في ساحة الجليد وتوجه إلى اللاعب التشيكي وعانقه بحرارة لمساندته وتشجيعه. في تلك اللحظة، تجاوز العناق الحنون الحواجز الثقافية واللغوية، معبرا عن التبادل والتعارف بين الرياضيين ذوي الإعاقة من مختلف الدول. كما قال تسوي يوي تاو لاحقا إنه واللاعب التشيكي وغيرهما من الرياضيين كانوا يتنافسون لتقديم مهاراتهم الرياضية. وبعد المنافسة، هم أصدقاء أحلامهم مشتركة.

بفضل الأعمال التحضيرية الشاملة ونتائج الرياضيين الصينيين المذهلة والتواصل الودي بين الرياضيين ذوي الإعاقة والأشخاص الأصحاء، قدمت دورة بكين للألعاب البارالمبية الشتوية، مساهمات صينية لتطوير الرياضات الدولية لذوي الإعاقة ودفعت تطور قضية الأشخاص ذوي الإعاقة في العالم بأسره، لكي يتمتع الناس جميعا بالمستقبل المشرق جنبا إلى جنب ويدا بيد.

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4