قازان، روسيا 23 أكتوبر 2024 (شينخوا) دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ اليوم (الأربعاء) دول بريكس إلى العمل من أجل تحقيق تنمية عالية الجودة لتعاون بريكس الكبرى.
أدلى شي بهذه التصريحات خلال كلمته في القمة الـ16 لبريكس المنعقدة في قازان بروسيا. ترأس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين القمة، التي حضرها أيضا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان ورئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا ورئيس الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. كما شارك الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا في القمة عبر رابط فيديو.
خلال اجتماع مصغر، رحب شي بالأعضاء الجدد في عائلة بريكس ودعا العديد من الدول إلى أن تصبح شريكة.
وأشار شي إلى أن توسع بريكس إنجاز كبير في تاريخ تطورها وحدث بارز في تطور الوضع الدولي. وقال إن دول البريكس اجتمعت معا من أجل تحقيق سعيها المشترك والاتجاه الشامل للسلام والتنمية.
وأكد شي أن العالم يمر بتغيرات متسارعة لم نشهدها منذ قرن، حيث تتمثل في اتجاهات جديدة للتعددية القطبية ومخاطر "حرب باردة جديدة"، وقال إن دول بريكس يتعين أن تغتنم الفرصة التاريخية، وتتخذ خطوات استباقية، وتظل ملتزمة بالتطلع الأصلي والمهمة الأصلية للانفتاح والشمول والتعاون المربح للجميع، وتتوافق مع الاتجاه العام لنهضة الجنوب العالمي، وتسعى إلى إيجاد أرضية مشتركة مع تنحية الخلافات، وتعمل في انسجام لتعزيز القيم المشتركة بشكل أكبر، وتحمي المصالح المشتركة، وتعزز قوتها من خلال الوحدة.
وقال شي "يجب علينا العمل سويا لبناء بريكس لتصبح قناة أساسية لتعزيز التضامن والتعاون بين بلدان الجنوب العالمي وطليعة لتعزيز إصلاح الحوكمة العالمية".
وأكد أنه كلما كان العالم أكثر اضطرابا، يتعين على دول بريكس بشكل أكبر أن ترفع راية السلام والتنمية والتعاون المربح للجميع، ومن ثم صقل جوهر بريكس وإظهار قوتها. ينبغي على دول بريكس أن ترفع صوت السلام، ومن ثم الدعوة إلى مسار جديد للأمن يتسم بالحوار بدلا من المواجهة والشراكة بدلا من التحالف.
وحث شي دول بريكس على السعي المشترك نحو مسار التنمية، والدعوة إلى عولمة اقتصادية شاملة ومفيدة للجميع، والالتزام بمبدأ التنمية المشتركة.
وقال إن دول بريكس يجب أن تعزز أسس التعاون، وتعمق التعاون في المجالات التقليدية مثل الزراعة والطاقة والمعادن والاقتصاد والتجارة، وتوسع التعاون في المجالات الناشئة مثل التحول الأخضر ومنخفض الكربون والذكاء الاصطناعي، وحماية التجارة والاستثمار والأمن المالي.
حضر الرئيس الصيني بعد ذلك اجتماعا موسعا، وأدلى بتصريحات مهمة حول التنمية المستقبلية لبريكس، وطرح خمسة مقترحات.
وقال شي "مع دخول العالم فترة جديدة تتسم بالاضطراب والتحول، فإننا نواجه خيارات محورية من شأنها أن تشكل مستقبلنا. هل سنسمح للعالم بالانزلاق إلى هاوية الفوضى والاضطراب، أم سنسعى جاهدين لإعادة توجيهه مرة أخرى إلى مسار السلام والتنمية؟".
وشدد على أنه كلما أصبح عصرنا أكثر اضطرابا، يتعين علينا العمل بشكل أكبر وبثبات على الوقوف في المقدمة وإظهار المثابرة والجرأة على الريادة والحكمة للتكيف، مضيفا أن الصين على استعداد للعمل مع جميع دول بريكس لفتح أفق جديد في التنمية عالية الجودة لتعاون بريكس الكبرى.
وقال شي "علينا أن نبني مجموعة بريكس ملتزمة بالسلام، علينا جميعا أن نعمل كمدافعين عن الأمن المشترك". وأضاف أنه فقط من خلال تبني رؤية الأمن المشترك والشامل والتعاوني والمستدام يمكننا تمهيد الطريق للأمن العالمي.
وحث شي دول بريكس على التمسك بالمبادئ الثلاثة الرئيسية: عدم توسيع ساحة المعركة وعدم تصعيد القتال وعدم تأجيج النيران، والسعي إلى تهدئة سريعة للوضع في أوكرانيا.
كما حث دول بريكس على تعزيز وقف إطلاق النار الفوري في غزة، وبذل جهود متواصلة نحو حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية.
وقال شي "علينا أن نبني مجموعة بريكس ملتزمة بالابتكار، علينا جميعا العمل كرواد للتنمية عالية الجودة. يجب أن نواكب العصر ونعزز قوى إنتاجية جديدة عالية الجودة".
وقال إن الصين دشنت حديثا مركز الصين- بريكس لتطوير الذكاء الاصطناعي والتعاون فيه، وستقيم مركز بريكس الدولي للبحوث في موارد أعماق البحار، والمركز الصيني للتعاون للمنطقة الاقتصادية الخاصة لدول بريكس، والمركز الصيني للقدرات الصناعية لدول بريكس، وشبكة دول بريكس للتعاون في الصناعة الرقمية. مرحبا بالمشاركة النشطة من جميع الأطراف المهتمة.
وقال شي "علينا أن نبني مجموعة بريكس ملتزمة بالتنمية الخضراء، علينا جميعا أن نعمل كدعاة للتنمية المستدامة".
وأشار إلى أن قدرة الصين الإنتاجية عالية الجودة، كما يتضح من المركبات الكهربائية وبطاريات الليثيوم والمنتجات الكهروضوئية، توفر دفعة كبيرة للتنمية الخضراء العالمية.
وقال شي إن الصين على استعداد لتوسيع التعاون مع دول بريكس في الصناعات الخضراء والطاقة النظيفة والتعدين الأخضر، وتعزيز التنمية الخضراء من خلال سلاسل الصناعة بأكملها، وذلك لزيادة "الحاصل الأخضر" لتعاوننا ورفع مستوى جودة تنميتنا.
وقال شي "علينا أن نبني مجموعة بريكس ملتزمة بالعدالة، علينا جميعا أن نعمل كرواد في إصلاح الحوكمة العالمية".
وقال إن ديناميكيات القوى الدولية تمر بتغيرات عميقة، لكن إصلاح الحوكمة العالمية تأخر لفترة طويلة، وحث دول بريكس على الدفاع عن التعددية الحقيقية والالتزام برؤية الحوكمة العالمية التي تتسم بالتشاور المكثف والمساهمة المشتركة والمنافع المشتركة.
وقال شي إن دول بريكس يجب أن تضمن أن إصلاح الحوكمة العالمية يسترشد بمبادئ النزاهة والعدالة والانفتاح والشمول، وتعزز تمثيل وصوت الدول النامية في الحوكمة العالمية.
وقال شي إن دول بريكس يتعين أن تعزز ارتباطية البنية التحتية المالية، وتطبق معايير عالية للأمن المالي، وتوسع وتقوي بنك التنمية الجديد، ما يضمن أن النظام المالي الدولي يظهر بشكل أكثر فعالية التغيرات في المشهد الاقتصادي العالمي.
وقال شي "علينا أن نبني مجموعة بريكس ملتزمة بتبادلات شعبية أوثق، علينا جميعا أن نعمل كمدافعين عن التعايش المتناغم بين جميع الحضارات".
وأكد أهمية أن تعزز دول بريكس روح الشمول والتعايش المتناغم بين الحضارات وتبادل الخبرات في مجال الحوكمة بينها، وأعرب عن سعادته لرؤية أن مبادرة بريكس للتعاون في التعليم الرقمي أصبحت حقيقة. ستطبق الصين خطة بريكس لبناء القدرات في التعليم الرقمي وستنشئ عشرة مراكز للدراسة في الخارج في دول بريكس في السنوات الخمس المقبلة وستوفر فرصا تدريبية لألف إداري من قطاع التعليم ومعلم وطالب.
واختتم قائلا إن الصين على استعداد للعمل مع دول بريكس لفتح أفق جديد في التنمية عالية الجودة لتعاون بريكس الكبرى وتعزيز بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.
وتحت عنوان "تعزيز التعددية من أجل التنمية والأمن العالميين العادلين"، تبادل القادة المشاركون وجهات نظر معمقة حول تعاون بريكس والقضايا الدولية الرئيسية ذات الاهتمام المشترك.
وأشاد القادة بتطوير مؤسسات بريكس والدور المهم الذي لعبته في معالجة التحديات العالمية، معربين عن إيمانهم بأن دول بريكس، مع تعداد سكانها الكبير ومواردها الغنية وإمكاناتها التنموية الضخمة وجاذبيتها المتزايدة وتأثيرها الدولي المتنامي، أصبحت نموذجا للتعددية.
وحثوا دول بريكس على التمسك بروح بريكس، وتعزيز التضامن والتنسيق، وتعميق الشراكة الاستراتيجية في إطار بريكس الكبرى، وتعزيز التعاون في السياسة والأمن والاقتصاد والتجارة والتمويل والتبادلات الشعبية والثقافية، وتعزيز عالم متعدد الأقطاب متساو ومنظم وعولمة اقتصادية مفيدة وشاملة للجميع وتنمية مستدامة للعالم، وزيادة صوت وتمثيل الجنوب العالمي في الشؤون الدولية، وتعزيز بناء نظام دولي أكثر عدلا وإنصافا.
وتعهد القادة بحماية التعددية، والتمسك بالدور المحوري للأمم المتحدة في النظام الدولي، ودعم الأمم المتحدة في لعب دور مهم في الحوكمة العالمية مثل الذكاء الاصطناعي.
كما أعربوا عن التزامهم بحل النزاعات سلميا من خلال الحوار والتشاور، ودعم كل الجهود المؤدية إلى تسوية سلمية للأزمات، واحترام الشواغل الأمنية المشروعة لجميع البلدان.
واتفق القادة على تعزيز إصلاح الهيكل الاقتصادي والمالي الدولي القائم وبناء بنك التنمية الجديد ليكون نوعا جديدا من بنوك التنمية متعددة الأطراف للقرن الـ21.
كما أشادوا بالجمعية العامة للأمم المتحدة لتبنيها القرارات ذات الصلة بشأن اليوم الدولي للحوار بين الحضارات الذي اقترحته الصين، ودعوا إلى احترام تنوع الحضارات العالمية وتعزيز التبادلات والتعلم المتبادل بين الحضارات المختلفة.
صدر إعلان قازان للقمة الـ16 لبريكس وتم الإعلان عن إقامة شركاء بريكس، خلال القمة.