في الحادي عشر من مارس عام 2025 قالت تشاو تشاو، النائبة في المجلس الوطني الرابع عشر لنواب الشعب الصيني والمديرة العامة لشركة يامين المحدودة للزراعة وتربية الحيوانات بمدينة نانيانغ في مقاطعة خنان، إنها من "المزارعين الجدد"، وتقوم بريادة الأعمال في مسقط رأسها، وتحفز المزيد من القرويين لتغيير طرق الإنتاج التقليدية غير الفعالة التي استخدمت على مدى سنوات عديدة، من خلال الابتكار التكنولوجي وابتكار النماذج. أضافت تشاو تشاو: "يحتاج الريف إلى الشباب وتحتاج الزراعة إلى الشباب أيضا. بالنسبة للشباب، يمكنهم خلق قيمة كبيرة لأنفسهم وتحقيق طموحاتهم في الريف والزراعة."
تشاو تشاو من "المزارعين الجدد" الذين يضخون حيوية جديدة لتحديث الزراعة الصينية، اعتمادا على المفاهيم المبتكرة والتقنيات المتقدمة والقدرات المتخصصة. إن كيفية تعزيز إعداد الأكفاء الزراعيين وجعل المزيد من المزارعين يتعرفون على التقنيات الزراعية وتحسين مهاراتهم في الزراعة، مسألة مهمة لنواب الشعب.
الإدارة "الذكية" مع إتقان التكنولوجيا
قال شيوي تسونغ شيانغ، النائب في المجلس الوطني الرابع عشر لنواب الشعب الصيني ورئيس جمعية كبار مزارعي الحبوب لمحافظة تايخه في مدينة فويانغ بمقاطعة آنهوي: "تعد التكنولوجيا اتجاها مهما في تطور الزراعة في المستقبل. في الماضي، كان على المزارع أن يزرع حقله بنفسه. حاليا، يمكننا التحكم في الإنتاج الزراعي وتشغيله من داخل بيوتنا." السيد شيوي، الذي جاوز عمره اثنتين وسبعين سنة ويعمل بالزراعة منذ أكثر من خمسين عاما، بدا متأثرا وهو يتحدث عن دور العلوم والتكنولوجيا في تطوير الزراعة. في عام 2022، تسلم السيد شيوي رسالة رد من الرئيس شي جين بينغ، ومن حينها يبذل جهوده لتطبيق كلام الرئيس شي جين بينغ.. "الاستفادة الجيدة من العلوم والتكنولوجيا الزراعية الحديثة لزراعة المزيد من الحبوب وزراعة الحبوب الجيدة النوعية".
قال شيوي تسونغ شيانغ: "في الفترة من عام 1949 إلى عام 1978، كانت إنتاجية كل مو (الهكتار يساوي 15 مو) من القمح في الصين أقل من 150 كيلوغراما، ولم تحل مشكلة الطعام واللباس. كان الإنتاج الزراعي حينذاك يعتمد على المشاعر الحماسية لتغيير وجه الريف المتخلف. خلال الفترة من عام 1978 إلى عام 2012، انتقلت الصين من الزراعة التقليدية إلى الزراعة الحديثة، حيث بدأ تحقيق العمل الآلي والإدارة العلمية والإنتاج المعياري والتنمية الصناعية. خلال هذه الفترة، اعتمد تطوير الزراعة بشكل أكبر على دعم سياسات الحزب. من عام 2012 إلى الوقت الحاضر، دخلت الصين العصر الجديد، حيث تحول الإنتاج الزراعي من العمل البشري إلى العمل الآلي في كل العملية الإنتاجية، وتحولت التنمية الزراعية إلى قوى منتجة حديثة النوعية، مع التركيز على استخدام العلوم والتكنولوجيا الحديثة لزيادة حجم الإنتاج وتحسين الجودة."
بجانب ذلك، يدرك شيوي تسونغ شيانغ التطور السريع للذكاء الاصطناعي، ويؤمن بأن تطور الزراعة سوف يشهد قفزة كبيرة مع التطبيق الكامل للذكاء الاصطناعي في الإنتاج الزراعي. قال: "باستخدام الطائرات من دون طيار ونظام بيدو الصيني للملاحة وغيرهما من التقنيات لرش المبيدات الحشرية والري، يمكن لآلة واحدة رش أكثر من ألف مو من الأرض خلال ليلة واحدة."
حاليا، لا يعتمد تطوير الزراعة على المشاعر الحماسية والسياسات فحسب، وإنما أيضا يعتمد على العلوم والتكنولوجيا. الأكفاء هم مفتاح تطوير الزراعة عن طريق العلوم والتكنولوجيا. وفقا للإحصاءات الصادرة عن وزارة الزراعة والشؤون الريفية الصينية، يتجاوز حاليا عدد الباحثين العلميين الزراعيين في الصين أربعمائة ألف، وهناك أكثر من 2ر6 ملايين كيان جديد النمط للإدارة الزراعية، وتم إعداد أكثر من تسعة ملايين مزارع بجودة عالية.
أضاف شيوي تسونغ شيانغ: "الزراعة الحديثة من صناعات العلوم والتكنولوجيا العالية، ويتطلب تطوير الزراعة شبابا متمكنين من التكنولوجيا والمعرفة والثقافة وعلى دراية بالقانون ويتقنون الإدارة ويتمتعون بصحة جيدة، ويرغبون في تقديم المساهمات، لتحقيق أحلامهم في الوحدات القاعدية، وتقديم مساهمات أكبر في الأمن الغذائي الوطني."
إعداد فرق "المزارعين الجدد"
يثابر شيوي تسونغ شيانغ، كأحد كبار مزارعي الحبوب، على زراعة الحبوب بشكل علمي، ويشاركه في عمله حفيده شيوي شيوي دونغ بعد تخرجه في الجامعة وعودته إلى مسقط رأسه. قال شيوي تسونغ شيانغ إن الشباب يهتمون حاليا بالعلوم والتكنولوجيا الحديثة عند تطوير قطاع الزراعة، ويهتمون بترقية وتحسين القوى المنتجة وتقنيات الإنتاج. إن التطوير السريع للزراعة في الصين لا يتحقق إلا بالاعتماد على المزيد من الشباب المثقفين الذين يعودون إلى مسقط رأسهم لريادة الأعمال. وقال: "يعتمد نمو كل شيء على الشمس، وقطاع الزراعة يحتاج إلى الحماسة والمثابرة وعدم الخوف من المصاعب."
ومع ذلك، في الوقت الحاضر، لا يزال الاهتمام الاجتماعي بالزراعة منخفضا، ولا تزال هناك فجوة بين الطلاب الذين تدربهم بعض المعاهد والجامعات الزراعية والطلب على الأكفاء في القطاع الزراعي. لم تحل جذريا مشكلة "صعوبة توظيف الخريجين الزراعيين وعدم قيامهم بالعمل في الحقول". تعتقد وي تشياو، النائبة في المجلس الوطني الرابع عشر لنواب الشعب الصيني ورئيسة مجلس إدارة شركة رونقوه للتنمية الزراعية بمقاطعة جيانغسو، أنه يجب الاهتمام بالجمع بين إعداد الأكفاء الزراعيين والتطبيقات الإنتاجية، والاعتماد على الإنتاج الزراعي الحقيقي، وإرشاد الخريجين الزراعيين الذين يتحملون المسؤولية في مشاركة نظام الخدمات الاجتماعية الزراعية.
قال شيوي تسونغ شيانغ إنه ينبغي للحكومة والمجتمع تقديم المزيد من سياسات الدعم وآليات التحفيز باستمرار، وتشجيع الخريجين الزراعيين على العمل في الوحدات القاعدية لمشاركة تعميم التكنولوجيا الزراعية وإدارة الأعمال الزراعية وما إلى ذلك.
أصدرت مديرية الزراعة والشؤون الريفية بمقاطعة جيانغسو ((خطة العمل لمدة ثلاث سنوات لإعداد "المزارعين الجدد" (2025-2027)))، التي أكدت دور "المزارعين الجدد" في مساعدة المزارعين وإرشادهم، ومحاولة إعداد ألف "مزارع جديد رائد" بجانب إعداد عشرة آلاف "مزارع جديد" بحلول نهاية عام 2027. وبالإضافة إلى ذلك، وضعت حكومة جيانغسو إعداد "المزارعين الجدد" في خطة إعداد الأكفاء، وتشجع "المزارعين الجدد" على المشاركة في تقييم ألقاب الأكفاء المحليين، واستكشاف تقييم المديرين المحترفين الزراعيين والأكفاء المزارعين العمليين ذوي المهارات العالية في المجال الزراعي.
تعتقد شيوي ياو، النائبة في المجلس الوطني الرابع عشر لنواب الشعب الصيني وأمينة لجنة الحزب الشيوعي الصيني بقرية شياودانغ في بلدة شينبا بحي هايتشو في مدينة ليانيونقانغ بمقاطعة جيانغسو، أنه فيما يتعلق بإعداد "المزارعين الجدد"، فإن تحفيزهم على البقاء في الريف وضمان مستقبل مشرق لهم أهم من جذبهم من خارج المناطق الريفية. لذلك، يجب إنشاء آلية طويلة الأجل لإعداد الأكفاء واستخدامهم وتقديرهم.
لجعل "المزارعين الجدد" يبقون في الريف، يجب الاهتمام بالوقاية من المخاطر أيضا. لاحظت وي تشياو أن "المزارعين الجدد" يواجهون مشكلة الافتقار إلى بعض تأمينات العمل خلال عملهم في الريف، وترى أنه ينبغي للإدارات المالية الرجوع إلى التأمين الزراعي المبني على السياسات، وحث مؤسسات التأمين على تصميم منتجات تأمين أكثر استهدافا وشمولا، وتخفيف شروط التغطية التأمينية، وتوسيع نطاق التأمين. وفي الوقت ذاته، يجب على الحكومات المحلية تشجيع "المزارعين الجدد" على شراء التأمينات لحل مخاطر الأعمال وتقليل مخاوفهم بشأن العودة إلى مسقط رأسهم لريادة الأعمال.
تنشيط المزارعين المتميزين
أشار شيوي تسونغ شيانغ إلى أن الزراعة هي مشروع منهجي معقد، ولتحقيق التنمية الفعالة لإنتاج الحبوب، من الضروري انتهاج أسلوب الإنتاج الحجمي. وهذا يشمل الزراعة على نطاق واسع والإدارة العلمية والإنتاج المعياري. حتى الزراعة الكثيفة العمالة مثل زراعة الخضراوات والزراعة في الدفيئات لا بد أن تعتمد تخطيط ومفهوم الزراعة الحديثة. للانخراط في الزراعة الحديثة، يجب التمتع بمعرفة أساسية متينة بالزراعة، وهذا شرط مسبق لتحقيق التحديث الزراعي.
أصبحت كيفية دفع تحويل المزارعين القدامى الذين يشتغلون في قطاع الزراعة التقليدية إلى "مزارعين جدد" موضوعا مهما.
إن السبيل الرئيسي هو تعميم وتعليم التقنيات الجديدة بين المزارعين. قال شيوي تسونغ شيانغ: "يعد التقدم التكنولوجي محور التنمية الزراعية في المستقبل. دمج هذه التكنولوجيا المتقدمة بالإنتاج الزراعي هو مفتاح تحسين الفعالية الزراعية. علينا بناء منصة تعليم التكنولوجيا واستخدام التكنولوجيا وإرشاد زراعة الحبوب بشكل علمي، وقيادة كبار المزارعين والمزارع العائلية وتعاونيات المزارعين المتخصصين لاستخدام هذه المنصة لتبادل العلوم والتكنولوجيا الزراعية الحديثة وتعزيز التدريب على التكنولوجيا الزراعية."
من المهم تعظيم الاستفادة من خبرات وتفوقات المزارعين القدامى الذين يشتغلون في قطاع الزراعة التقليدية. قال شيوي تسونغ شيانغ إنه في الماضي، كان 80% من المزارعين يعملون بالزراعة التقليدية. واليوم، تتحول الزراعة إلى التنويع والتصنيع. مع تطور الزراعة الدقيقة والزراعة ذات المعايير العالية، أصبحت العلاقة المتبادلة بين الزراعة والتصنيع وثيقة يوما بعد يوم. وبالنسبة إلى بعض المزارعين القدامى الذين يشتغلون في قطاع الزراعة التقليدية ويتمتعون بالخبرات الوافرة، يمكنهم اللجوء إلى الزراعة الكثيفة العمالة، مثل زراعة الخضراوات في الدفيئات أو الانخراط في المعالجة العميقة للمنتجات الزراعية أو تطوير صناعة تربية الحيوانات. وبالإضافة إلى ذلك، أتاح الاقتصاد الموجه نحو التصدير فرصا جديدة لتنمية الزراعة. على سبيل المثال، زراعة الأعشاب الصينية التقليدية الموجهة للتصدير. يمكن لهؤلاء المزارعين أن يلعبوا دورا مهما في هذا المجال وأن يكونوا قوة دافعة مهمة للتحديث الزراعي.