مجتمع < الرئيسية

فنغدو ومكافحة الفقر: المعركة الأخيرة

: مشاركة
2020-09-09 08:25:00 الصين اليوم:Source ما لي:Author

شيونغ يونغ البالغ من العمر ثمانية وثلاثين عاما هو المسؤول عن مزرعة لتربية دجاج لوهوا الصيني بقرية يليبينغ في بلدة سانجيان بمحافظة فنغدو بمدينة تشونغتشينغ، ووظيفته اليومية هي التعامل مع الدجاج. قال: " اجتمعت الأسرة في عيد دوانوو (قوارب التنين) لهذا العام، لم يكن الأمر بهذه السهولة لأعوام طويلة."

 من الصعب تخيل أن هذا الشاب ذا الشخصية المتفائلة والذي ترتسم دائما البسمة على شفتيه قد عانى من الفقر بسبب إصابته بمرض التسمم البولي (الفشل الكلوي). قال: "كان عليّ أن أذهب إلى مستشفى يقع على مسافة خمسين كيلومترا من بيتي لأتلقى العلاج وأقوم بغسيل الكلى ثلاث مرات أسبوعيا. أنفقت عائلتي كل مدخراتها، واقترضت المال من كل أقاربنا وأصدقائنا." وضع المرض والفقر العائلة في مأزق وضغط كبير.

في عام 2019، وبمساعدة كوادر الحد من الفقر في القرية، حصل شيونغ يونغ على ألف ومائة من دجاج لوهوا الصيني وقام بتربيتها فحققت له دخلا بلغ أكثر من 20 ألف يوان. في عام 2020، بنى على جبل ‏ثلاثة حظائر للدواجن مطابقة للمعايير القياسية، تستوعب عشرة آلاف دجاجة. قال: "الدخل المتوقع منها يصل إلى ‏أكثر من مائتي ألف يوان. سأتمكن أخيرا من سداد ديوني التي تثقل كاهلي منذ سنوات."

الفقر بسبب المرض

في عام 2012، ‏اكتشف ‏شيونغ يونغ ‏إصابته بمرض التسمم البولي (الفشل الكلوي) وهو في سن الثلاثين.‏ولأنه العائل الرئيسي لأسرته، كان وقع مرضه المفاجئ كالصاعقة عليهم.

ومن أجل ‏علاج شيونغ يونغ، ‏ذهبت والدته للعمل خارج القرية،‏ وأعطاه والد زوجته بقرة صغيرة، ‏ومن حين إلى آخر كان إخوته يرسلون له الأموال التي يحصلون عليها من أعمالهم. قال شيونغ يونغ: "كانت أمي لا تنفق شيئا من الأموال التي تكسبها، وتقوم بإرسالها بالكامل لي. مدة تربية البقرة طويلة، تبلغ أكثر من ثلاث سنوات حتى أتمكن من بيعها. في بعض الأحيان، وبسبب نقص المال، أذهب لتلقي العلاج وغسيل الكلى مرتين أو مرة واحدة في الأسبوع فقط، بدلا من الثلاث مرات المطلوبة. يسبب ذلك ترسب المزيد والمزيد من السموم في الجسد، حتى يصعب عليّ السير." كان هذا الشاب يرى عائلته تقوم بكل ما في وسعها، ولكنه لا يمكنه فعل أي شيء، فيعتصره الحزن والأسى دائما. أضاف: "بعد ذلك، ازدادت نسبة السداد للتأمين الصحي للأمراض الخطيرة باستمرار، فصرت أتردد على المستشفى مرات أكثر للقيام بالغسيل الكلوي، وتحسنت حالتي الصحية بشكل ملحوظ. فأردت أن أفعل شيئا للتقليل من العبء المالي على عائلتي." أول شيء فكر فيه شيونغ يونغ هو ‏تربية الدواجن. قال: "‏أحب مشاهدة برامج تربية الدواجن بالتلفاز. مساحة قريتنا كبيرة، وهي مناسبة تماما لتربية الدواجن."

في عام 2018، تم إدراج أسرة شيونغ يونغ في قائمة الأسر الفقيرة المسجلة "للفقر الناجمعن المرض" لقرية يليبينغ. وبمساعدة إستراتيجيات وكوادر الحد من الفقر، استطاع شيونغ يونغ شراء أربعمائة كتكوت في فبراير عام 2019 وبدأ مشروعه التجاري الأول في حياته.

قال شيونغ يونغ: "تقدم كادر الحد من الفقر بالقرية بطلب دعم مالي من أجل لي، للحصول على علف الدواجن بقيمة ألفي يوان، ولكن لقلة خبرتي ونقص الإمكانيات، ماتت جميع الكتاكيت خلال شهر واحد." لم يتوقع الشاب أبدا أن تكون نتيجة مشروعه الأول على هذا النحو.

المصائب لا تأتي فرادى. في مارس عام 2019، اضطرت أسرة شيونغ يونغ لاقتراض المال والاستدانة مرة أخرى بسبب حادث مروري. أصيبت العائلة بأكملها بخيبة أمل. وبينما كان شيونغ يونغ في هذه الحالة من اليأس الشديد، قدم له كوادر الحد من الفقر المساعدة مرة أخرى. قال شيونغ يونغ: "جلب لنا كوادر الحد من الفقر بالقرية مائة وألف كتكوت من وانتشو، وساعدوني في تعلم تقنيات وطرق تربية الدواجن، كما تبرعوا لي بسبعة آلاف ومائتي يوان."

المساعدة الدقيقة والمستهدفة

بلدة سانجيان التي ينتمي لها شيونغ يونغ واحدة من ثماني عشرة بلدة تعاني من الفقر الشديد في تشونغتشينغ، وهي آخر "عظمة صلبة" يصعب قضمها في مكافحة الفقر. على مر السنين، وبسبب الجبال العالية والمنحدرات الشديدة والتربة الفقيرة، يكون المكان غير مناسب للزراعة، والتنمية الاقتصادية بطيئة للغاية. ولكن في العامين الماضيين، ومع الزيادة المستمرة لجهود الحد من الفقر، طورت بلدة سانجيان الصناعات الإيكولوجية وفقا للظروف المحلية، التي أصبحت محركا قويا للفقراء المحليين للحد من الفقر.

قال يانغ يون، الأمين العام للجنة الحزب الشيوعي في قرية يليبينغ: "وفقا للحالة الفعلية لأسرة شيونغ يونغ، أصررنا على تنفيذ السياسات وتقديم المساعدة. وبعد التعرف على رغبات أسرة شوينغ يونغ، ومناقشة الأمر مع مسؤول مجموعة المساعدة لمدينة تشونغتشينغ، قررنا أن تكون تربية الدواجن هي طريقة الدعم الرئيسي لعائلته."

وفرت المساعدة الصحيحة لعائلة شيونغ يونغ سبيلا للبقاء. وفي نهاية عام 2019، كبرت الدفعة الأولى من دجاج شيونغ يونغ فقام ببيعها، وكسب أكثر من 20 ألف يوان. وفي وقت لاحق، قدمت له مجموعة الحد من الفقر التابعة للمكتب العام للجنة الدائمة لمجلس نواب الشعب المحلي في تشونغتشينغ ثلاثمائة ألف يوان من المساعدة المالية لدعمه في بناء مزرعة دواجن مطابقة للمعايير وتوسيع نطاق تربية الدواجن إلى أكثر من عشرة آلاف دجاجة. فاستطاعت عائلة شيونغ يونغ التخلص من الفقر من خلال تربية الدواجن.

بالإضافة إلى وقت العلاج والغسيل الكلوي، يمضي شيونغ يونغ بقية وقته في تربية الدواجن على الجبل على ارتفاع يصل لأكثر من تسعمائة متر، فأثرت نجاحات شيونغ يونغ في معركته المصيرية في العديد من الناس، ولاقى مشروع تربية الدواجن الخاص به المزيد من الاهتمام.

شيونغ شينغ هونغ، الذي يعيش مع شيونغ يونغ في نفس القرية، أصم أبكم منذ ولادته. توفى الأخ الأكبر والأخ الثاني له، فوقع عليه هو وزوجته عبء إعالة أمه البالغة من العمر سبعين سنة وأبناء شقيقه الثاني وزوجة شقيقه الأكبر التي تعاني من إعاقة ذهنية. تعيش العائلة المكونة من تسعة أفراد معا، وتعتمد العائلة اعتمادا كليا على شيونغ شينغ هونغ وزوجته في أعمال الزراعة والأعمال المؤقتة. ونظرا لأن عائلة شيونغ يونغ تقوم بتربية الدجاج بشكل فعال للغاية، أراد شيونغ شينغ هونغ وزوجته تساو نيان شن أن يخوضا التجربة أيضا.

وفقا لحالة عائلة شيونغ شينغ هونغ، قامت القرية بمساعدتها من خلال إستراتيجيات المساعدة وحل مشكلاتهم. قال يانغ يون: " قدمت القرية مخصصات إعاشة وإعانات للمعاقين لتسعة من أفراد أسرهم، وأسندت أعمال تنظيف الطرق إلى شيونغ شينغ هونغ براتب 1700 يوان شهريا."

بعد أن خف عبء المأكل والملبس عن عاتقه، فكر شيونغ شينغ هونغ في كسب المال لبناء منزل جديد. قال: "المنزل القديم لن يتسع لنا جميعا بعد أن يكبر الأطفال الخمسة."

في بداية عام 2020، وبعد أن علم برغبة الزوجين، "أقرضهما" شيونغ يونغ 500 كتكوت كدفعة أولى، ووعدهما بتعليمهما طرق تربية الدواجن، ومساعدتهما في تسويقها وبيعها. لذلك يعلمهما شيونغ يونغ كيفية تربية الدواجن مرتين أسبوعيا.

يقول شيونغ يونغ إن دواجنه التي يبلغ عددها عشرة آلاف ستكون جاهزة للبيع في هذه الأيام. ويساعده فريق العمل في سانجيان التابع لمجموعة الحد من الفقر في ترويج وبيع دواجن قرية يليبينغ عن طريق المنصات التجارية الإلكترونية والبث المباشر، وتوقيع طلبيات الشراء.

وقال يانغ يون بكل ثقة في المستقبل: "بالاستفادة من تأثير تجربة شيونغ يونغ الناجحة النموذجية في تربية الدواجن، سنقود الجماهير لإنشاء علامة تجارية محلية للدواجن بعد زيادة المبيعات، وسيكون ذلك مسارا دائما للتنمية الصناعية هنا."

المعركة الأخيرة

تم انتشال المائة وخمس وعشرين أسرة في قرية يليبينغ من الفقر، باستثناء خمس أسر تضم أحد عشر فردا. أصبح النمط الجديد للتنمية الصناعية المتمثل في "تنشيط إدارة الموارد وازدهار الصناعة والنمو الجماعي وتطوير المشروعات وزيادة دخل المزارعين" طريقا جديدا لأهل سانجيان للتخلص من الفقر وتحقيق الثراء.

قال مي تشينغ يوان، رئيس اللجنة الدائمة للجنة الحزب الشيوعي في محافظة فنغدو ومسؤول الإعلام في المحافظة: "حتى نهاية يوليو، يوجد في فنغدو 51 أسرة مكونة من 103 أفراد لم يتم انتشالهم من الفقر بعد. ووصلت جميع مؤشرات من لم يتم انتشالهم من الفقر باستثناء دخلهم إلى معايير التخفيف من حدة الفقر، ومن المتوقع انتشالهم من الفقر خلال النصف الثاني من العام." وأضاف أن المحافظة بأكملها تبذل قصارى جهدها لمساعدة الأسر التي لم تنتشل من الفقر بعد، وتحاول وضع خطط مستهدفة لمساعدتهم على الخروج من تحت خط الفقر. كما نظمت المحافظة 51 مجموعة لأعمال مكافحة الفقر، و34 مجموعة للرعاية، و14 مجموعة للمساعدة المتبادلة في الإنتاج. وتبذل المحافظة كافة الجهود لتنفيذ الإستراتيجيات المعمول بها لأولئك الذين لم يخرجوا من تحت خط الفقر بعد، من حيث العمالة والتنمية الصناعية وضمان الحد الأدنى للمعيشة، والبحث عن الأسر الفقيرة ومساعدتها في حل أزماتها، مع التحسين المستمر لشعور الناس بالكسب والسعادة وتحقيق الأمان للفقراء.

 

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4