بإطلاق القمر الاصطناعي الخامس والخمسين لنظام بيدو للملاحة بالأقمار الاصطناعية، يكون قد اكتمل بناء هذا النظام الملاحي الصيني. تمت عملية إطلاق القمر الأخير في نهاية يونيو عام 2020، بمركز شيتشانغ لإطلاق الأقمار الاصطناعية في مقاطعة سيتشوان.

مر بناء نظام بيدو بثلاث مراحل؛ من بيدو رقم 1 إلى بيدو رقم 2 وصولا إلى بيدو رقم 3، الأقمار الاصطناعية الأربعة لنظام بيدو رقم 1 انتهت خدمتها حاليا. واعتبارا من أول قمر اصطناعي لنظام بيدو رقم 2، تكون الصين قد أطلقت خمسة وخمسين قمرا اصطناعيا لنظام بيدو، الذي بدأ في تقديم خدماته عالميا قبل عام. اليوم، حقق نظام بيدو العديد من الإنجازات في بناء الأنظمة وتعزيز التطبيقات والتنمية الدولية، إلخ. مع تحسين قدرات التغطية العالمية وجودة الخدمات لنظام بيدو، سيصبح بيدو نظاما عالميا للملاحة بواسطة الأقمار الاصطناعية.

التشغيل البيني لأنظمة متعددة

ذكرت تقارير، في الآونة الأخيرة، أن "نظام بيدو للملاحة مستخدم في ساعات اليد لأفراد القوات الجوية الأمريكية"، مما يشير إلى أن معظم منتجات نظام الملاحة العالمي بواسطة الأقمار الاصطناعية (GNSS) في العالم تدعم التوافق والتشغيل البيني مع الأنظمة المتعددة سواء في السوق الصينية أو السوق الدولية. هذا منتج لا بد منه من أجل المنافسة في السوق وأصبح ممارسة شائعة في السوق العالمية الحالية لنظام الملاحة العالمي بواسطة الأقمار الاصطناعية.

تولي الصين أهمية كبيرة لبناء وتطبيق نظام بيدو للملاحة. في بداية بنائه، تم وضع هدف تطوير نظام بيدو إلى نظام ملاحة عالمي بواسطة الأقمار الاصطناعية لتقديم خدمات مستمرة ومستقرة وموثوقة للمستخدمين في أنحاء العالم. كما سعى نظام بيدو أيضا إلى الاندماج بنشاط في عائلة الملاحة العالمية بواسطة الأقمار الاصطناعية، مما يتيح للمستخدمين العالميين الاستمتاع بخدمات نظام بيدو.

منذ تقديم نظام بيدو خدمات التشغيل التجريبية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ في نهاية عام 2011، تم نشر ملفات هذا النظام بشكل متكرر، مثل مستندات التحكم في الواجهة (ICD) ومواصفات أداء الخدمة ونظام خدمة التطبيقات لنظام بيدو، ودعيت الشركات من جميع أنحاء العالم لاستخدام نظام بيدو. في الوقت الحاضر، أصبح دعم تطبيق نظام بيدو نهجا عاما للشركات الدولية الرئيسية المصنعة لأنظمة الملاحة العالمية بواسطة الأقمار الاصطناعية. لذلك، ليس من المستغرب أن يستخدم أفراد القوات الجوية الأمريكية نظام بيدو في ساعاتهم.

في الوقت نفسه، قال العديد من المستخدمين الأجانب إن إضافة نظام بيدو يجعل التموضع أسرع وتجربة المستخدم أفضل.

دعم التوافق والتشغيل البيني

منذ يوم ولادته، يلتزم نظام بيدو بمبدأ "خدمة العالم وإفادة البشرية"، ويعتبر تقديم خدمات عالية الجودة للبشرية مفهوم التطوير الخاص به.

شاركت الصين، بصفتها إحدى الدول المؤسسة للجنة الدولية المعنية بالنظم العالمية للملاحة بواسطة الأقمار الاصطناعية (ICG)، في كل مؤتمرات هذه اللجنة، واستضافت مؤتمرها في عام 2012 وعام 2018، وساهمت بنشاط في "إعلان بكين" و"مبادرة شيآن" لدعم التوافق والتشغيل البيني بين أنظمة التموضع العالمي المختلفة بواسطة الأقمار الاصطناعية، وتواصل تعزيز تطوير صناعة الملاحة بواسطة الأقمار الاصطناعية في أنحاء العالم. وفي الوقت نفسه، تعمل الصين أيضا بنشاط على تعزيز التوافق والتشغيل البيني للأنظمة المتعددة على المنصات الدولية المتعددة الأطراف الرئيسية.

يلتزم بناء وتطوير نظام بيدو دائما بمبادئ الشفافية والانفتاح الإيجابي، ويلتزم بالتوافق والتشغيل البيني مع أنظمة الملاحة بواسطة الأقمار الاصطناعية في الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وأوروبا للقيام بالتعاون بشكل شامل وعميق. في مايو عام 2015، وقعت الصين وروسيا على "البيان المشترك حول التوافق والتشغيل البيني بين نظام بيدو الصيني ونظام غلوناس الروسي للملاحة بالأقمار الاصطناعية"؛ وفي نوفمبر عام 2017، وقعت الصين والولايات المتحدة الأمريكية على "البيان المشترك حول التوافق والتشغيل البيني لإشارات نظام بيدو الصيني ونظام التموضع العالمي، مما يحقق التوافق والتشغيل البيني بين نظامي بيدو وغلوناس، ونظامي بيدو و(GPS)، بما يساهم في تحقيق الفوز المشترك للأنظمة المتعددة والتمتع بخدمات أكثر كفاءة وموثوقية للمستخدمين العالميين.

والصين على استعداد للعمل مع جميع دول العالم للالتزام بالانفتاح والتعاون، والمشاركة في نتائج تطوير الملاحة بواسطة الأقمار الاصطناعية، وتطوير المعايير بشكل مشترك، وتعزيز التوافق بين الأنظمة المتعددة، وتوسيع مجالات الخدمة، وتعزيز التطبيق الواسع للملاحة بواسطة الأقمار الاصطناعية في العالم، وتقديم دعم قوي لتعزيز التنمية الاقتصادية العالمية وتحسين نوعية حياة الناس.

ازدهار التطبيقات التقليدية والناشئة

يُستخدم نظام بيدو الآن على نطاق واسع في العديد من المجالات مثل النقل والسلامة العامة والزراعة والغابات ومصايد الأسماك والمراقبة الهيدرولوجية والتنبؤ بالأرصاد الجوية والتوقيت والاتصالات وتوزيع الطاقة الكهربائية والإغاثة في حالات الكوارث، وما إلى ذلك. وفي الوقت نفسه، تم اعتماد خدمات الملاحة القائمة على نظام بيدو من قبل الشركات في التجارة الإلكترونية وتصنيع الهاتف الذكي وخدمات تحديد المواقع وغير ذلك، ودخلت على نطاق واسع في مجالات الاستهلاك الواسع النطاق والاقتصاد التشاركي ومعيشة الناس، مما يغير أسلوب الإنتاج ونمط حياة الناس بشكل عميق.

في مجال النقل، يستخدم نظام بيدو على نطاق واسع في مراقبة عمليات النقل الرئيسية ومراقبة سلامة الطرق السريعة والبنية التحتية وتحديد المواقع بدقة عالية في الوقت الفعلي في الموانئ. حتى الآن، يوجد في الصين أكثر من سبعة ملايين مركبة عاملة ونحو ثلاثين ألف مركبة بريد سريع وحوالي ثمانين ألف حافلة في 36 مدينة وأكثر من 3200 منشأة ملاحة نهرية داخلية وأكثر من 2900 منشأة ملاحة بحرية، تطبق نظام بيدو. وقد تم بناء أكبر نظام مراقبة ديناميكي لمراقبة المركبات العاملة في العالم، مما أدى إلى تحسين فعالية المراقبة والإدارة ومستوى سلامة النقل البري في الصين.

في مجال الحد من الكوارث والإغاثة، تم تسويق أكثر من 45 ألف معدة طرفية لنظام بيدو في أنحاء العالم. يمكن للمناطق المنكوبة استخدام وظيفة إرسال الرسائل القصيرة للإبلاغ عن معلومات مثل معلومات الموقع ومعلومات الكوارث ومعلومات الإغاثة في حالات الكوارث في الوقت المناسب؛ ويمكن لأقسام الشؤون المدنية على جميع المستويات الاستعلام وإدارة ومراقبة مواد الإغاثة في حالات الكوارث من خلال المعدات الطرفية لنظام بيدو، مما يؤدي إلى تحسين كبير في مستوى إدارة وتوزيع ونقل مواد الإغاثة في حالات الكوارث.

بالإضافة إلى ضخ دماء جديدة في مجالات التطبيقات التقليدية، يبرز بيدو أيضا في العديد من الصناعات الناشئة. في المستقبل، سيتم دمج بيدو بعمق مع اتصالات الجيل الخامس للهاتف النقال وإنترنت الأشياء الضيقة النطاق NB-IoT، وتكنولوجيا الشبكة الواسعة النطاق المنخفضة الاستهلاك للطاقة، وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي ومجالات أخرى. لا يعمل بيدو فقط على تعزيز قدرة تحديد المواقع بدقة عالية في شرائح الجيل الخامس، بما يساعد الهواتف النقالة والسيارات والروبوتات والمعدات الطرفية لإنترنت الأشياء في تحقيق وظائف مثل إنشاء الخرائط تلقائيا وتخطيط المسار الذكي والتعرف التلقائي البيئي ومراقبة المنصات عن بُعد، وإنما أيضا سينشئ العديد من التطبيقات العالية الجودة، مثل تتبع الأصول وتحديد المواقع للأفراد وتحديد المواقع الإضافية الخلوية ونقل سلسلة التبريد وأغطية غرف التفتيش الذكية وما إلى ذلك.

من أجل رفاه الناس وخدمة العالم

بيدو نظام صيني وهو أيضا نظام عالمي. تتمسك الصين بمفهوم تطوير "نظام بيدو الصيني ونظام بيدو العالمي ونظام بيدو من الدرجة الأولى". من أجل خدمة العالم بشكل أفضل وأسرع، يسرع نظام بيدو ببناء مشروع الشبكات العالمية. وقد بدأ هذا النظام في تقديم الخدمات بعد إكمال نظام بيدو رقم 3 الأساسي للملاحة في نهاية عام 2018، مما يبرز مسؤولية ودور الصين بصفتها دولة رئيسية للملاحة في العالم، تفيد التنمية الاقتصادية والاجتماعية العالمية من خلال تقديم خدمات الملاحة المستقرة والموثوقة والدقيقة.

يتعاون نظام بيدو بموقف منفتح في مجال الملاحة بواسطة الأقمار الاصطناعية مع رابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان) وجامعة الدول العربية وآسيا الوسطى ودول ومناطق أخرى، وعقد على التوالي سلسلة من الأنشطة مثل منتدى بيدو للتعاون الصيني- العربي ومنتدى بيدو لتعاون الصين وآسيا الوسطى، وأنشأ في تونس مركز بيدو ونظام الملاحة العالمي بواسطة الأقمار الاصطناعية (GNSS) لتنفيذ مشروعات التعليم والتدريب وتعزيز ترسيخ جذور بيدو في الخارج لخدمة دول ومناطق آسيان وجامعة الدول العربية وآسيا الوسطى ودول ومناطق أخرى.

أظهر إبداع نظام بيدو كفاءته لصالح الناس في جميع أنحاء العالم، وبناء على ذلك فقد تم تطبيق النقل عبر الحدود وتحديد ملكية الأرض والزراعة الدقيقة والبناء الرقمي والموانئ الذكية وغير ذلك بنجاح، في آسيان وجنوبي آسيا وغربي آسيا وأفريقيا، إلخ. وتم تصدير منتجات بيدو الأساسية المنتجة في الصين إلى أكثر من 120 دولة ومنطقة، بما في ذلك أكثر من 30 دولة من دول مشروع "الحزام والطريق".

في عام 2020، سيحقق نظام بيدو حلمه لإكمال بنائه في العالم. ستواصل الصين تعزيز بناء وتطوير نظام بيدو بثبات، وتحسين أداء النظام، والوفاء بالتزامات الخدمة، والتمسك بالانفتاح والتعاون، وتعزيز التوافق والمشاركة مع الأنظمة المختلفة بشكل عميق، والعمل مع الدول حول العالم لمشاركة الإنجازات في مجال البناء والتطوير، والسعي لتعزيز التطبيق الواسع للملاحة بواسطة الأقمار الاصطناعية في العالم، وجعل الملاحة بواسطة الأقمار الاصطناعية تقدم خدمة أفضل لتطور وتقدم المجتمع البشري.

--

تشن بياو وتشي شياو جيون، مدير ومديرة الدعاية في مركز بيدو لأبحاث الدعاية ونقل المعلومات.