مجتمع < الرئيسية

أحب ما يعجبك

: مشاركة
2019-12-31 17:01:00 الصين اليوم:Source هو روي لي:Author

الخزف هوايتها ومهنتها، وقضية حياتها. إنها ابنة مدينة شيجياتشوانغ، حاضرة مقاطعة خبي بشمالي الصين، الفنانة فنغ شيويه فانغ، مبدعة تصاميم الأعمال الخزفية، والتي أحبت منذ نعومة أظفارها الزهور والأعشاب لأنها، حسب كلامها، تبهجها كثيرا.

في عام 2007، التحقت فنغ شيويه فانغ بجامعة جينغدتشن في مقاطعة جيانغشي بجنوبي الصين لدراسة تصميم الخزفيات، حيث بدأت الخطوة الأولى لرحلتها مع فن الخزف. بعد الحصول على درجة البكالوريوس، واصلت دراستها لنيل شهادة الماجستير، حيث قامت بدارسة عميقة لمغزى فن الخزف ومواده المتنوعة.

في السنة الثالثة خلال دراستها للماجستير، عادت فنغ شيويه فانغ إلى مسقط رأسها كمتدربة، وعملت مصممة في المتحف  لمدة نصف سنة. لم تعجبها الحياة المنتظمة الروتينية التي أرادها لها والداها. بعد تفكير عميق في شؤون العمل والحياة التي تحب أن تعيشها في المستقبل، فقررت العودة إلى جينغدتشن، حيث قضت هناك من قبل سبع سنوات. ترى فنغ شيويه فانغ أن الهواية هي أفضل معلم في عملها.

التحول من خلق الحلم إلى تحقيق الحلم

أسست فنغ شيويه فانغ ورشة "جيوتسيجيا" للخزفيات مع أربعة من أصدقائها  في خريف عام 2014 في جينغدتشن؛ حيث كانوا يصنعون خزفيات جميلة ومميزة. لكن، أصدقاءها وجدوا فرص عمل أخرى بعد فترة قصيرة، فتركوا الورشة ، وبقيت فنغ شيويه فانغ وحدها في الورشة لمواصلة عملها في صنع الخزفيات.

في ذلك الحين، كانت ورشة فنغ شيويه فانغ تمر بأصعب فترة وأقسى الظروف. في إحدى المرات، عرفت من أحد أصدقائها بخبر افتتاح سوق تاوشيتشوان للإبداعات في جينغدتشن. فزارت هذه السوق التي كانت في الأصل مصنعا للخزفيات وتحولت إلى منطقة ثقافية حديثة بعد التجديد والترميم وتوجد فيها ورشة عمل للإبداعات ومتجر الخزفيات والمقهى والمكتبة والبار والمطعم وغيرها من الأماكن التي تعجب الشباب.

تحولت منطقة أفران المصنع إلى منطقة خاصة باسم "يكونغجيان" لرواد الأعمال والفنانين الشبان لعرض أعمالهم الخزفية وبيعها. المكان يمنح لهؤلاء الشبان بدون مقابل لتسويق بضائعهم. بسبب محدودية المكان في المنطقة، وضع جهاز الإدارة لهذه المنطقة آلية صارمة للاختيار حيث يختار حوالي ستمائة شخص من بين رواد الأعمال الشبان الذين يقدمون الطلبات للحصول على مكان لبيع  أو عرض أعمالهم الخزفية في السوق في نهاية كل أسبوع؛ ثم تختار الإدارة للمرة الثانية عددا معينا من رواد الأعمال هؤلاء وتقدم لهم الحق في إنشاء مقار شركاتهم في منطقة يهكونغجيان. قدمت فنغ شيويه فانغ طلبا وحصلت على موافقة البيع في السوق، بل وأصبحت من ضمن أول دفعة من رواد الأعمال الممتازين أنشأوا مقار شركاتهم في منطقة يكونغجيان.

بوصفها واحدة من رواد الأعمال الممتازين في منطقة "يكونغجيان"، تتمتع فنع شيويه فانغ بسياسات تخفيض أو الإعفاء من بعض الرسوم في الإدارة، تكفلة المياه والكهرباء والضرائب الوطنية. في نفس الوقت اختيرت منتجاتها لتُعرض في منصة مبيعات العرض عبر الإنترنت، الخاصة لرواد الأعمال الشبان. الأهم من ذلك أنها حصلت على فرص المشاركة في بعض التدريبات، حيث تعلمت أفكارا معاصرة متقدمة من الأساتذة، والفنانين والمصممين في معهد فنون الخزفيات بالجامعة الصينية للفنون الجميلة، ومركز تاوشيتشوان الثقافي للتبادل والدراسة، ومركز B&C للتصميم الدولي، ومركز فنون أوروبا الشمالية، لرفع مستواها في التصميم مما ساعد على تحقيق حلمها إلى حد كبير.

قال ليو تسي لي، رئيس مجلس إدارة مجموعة جينغدتشن للخزفيات والثقافة والسياحة، إن تاوشيتشوان هي منطقة بيئية ثقافية، ولا نريد من الآخرين أن يعتبروها حديقة للصناعية الثقافية. وأضاف أنه يسعى إلى بناء أسلوب حياة معين في سوق تاوشيتشوان وهو يختلف تماما عن منطقة التسوق. لذا، يريد أن يجعلها بيتا لرواد الأعمال الشبان الذين يحبون الخزفيات ويعملون على تحقيق أحلامهم.

النجاح في صنع الخزفيات

تتميز فنع شيويه فانغ بحسها الفني العالي وباجتهادها، حيث تبدع وتبتكر في تصميم وصنع كل قطعة من المنتجات الخزفية. يمكنها أن تجد فكرة جديدة وممتعة في الحياة، الأمر الذي يلهمها في تجريب تصميم وصنع المنتجات الخزفية بأشكال جديدة. ترى فنع شيويه فانغ أن الفنان يجب أن يكون مقتنعا ومحبا لكل ما يصممه.

في ورشة جيويتسيجيا، يمكنك رؤية خزفيات متنوعة وعديدة وبموضوعات مختلفة ومنها سلسلة من خزفيات أواني الزهور وسلسلة من خزفيات أواني الأطعمة. بفضل مستوى فنغ شيويه فانغ العالي في التصميم، يمكن مشاهدة خزفيات أواني الفواكه المميزة التي تختلف عن خزفيات الفواكه العادية. من أجل جذب مزيد من الزبائن، تصنع فنغ الخزفيات بأشكال جديدة، وتعمل على تصميم خزفيات أواني الزهور بنمط الريترو. هكذا، تعمل فنغ على تحويل ورشتها من مكان لصنع الخزفيات إلى مهد تصميم المنتجات الفنية.

قالت فنغ شيويه فانغ إنها شاركت في معرض الصناعة الثقافية بمدينة شنتشن الصينية في عام 2016. في البداية، كانت ترى المعرض مجرد فرصة لترويج منتجاتها فقط. لكن، في الحقيقة يحمل المعرض معنى أكبر، فقد تحدثت مع ممثلين لمؤسسات وشركات كبيرة تهتم بتصميماتها وأفكارها. بعد هذه التجربة، أرشدها جهاز الإدارة بسوق تاوشيتشوان لتحويل هويتها من رائدة للأعمال البسيطة إلى مصممة مبتكرة مع أفكار رائعة بصورة تدريجية.

قالت فنغ شيويه فانغ: "إذا تتمتع منتجاتنا بأسلوب فني معين، يمكنها جذب مجموعة ثابتة من الزبائن." وأضافت أن أصعب شيء بالنسبة لها ولغيرها من رواد الأعمال هو نقص المعرفة الضرورية حول إدارة الورشة. كانت فنغ تصنع الخزفيات وتنتظر قدوم الزبائن إلى الورشة لشراء منتجاتها، أما اليوم، فتبادر بالمشاركة في بعض المعارض لترويج أعمالها الخزفية بصورة إيجابية أو حتى تنظم معرضا معينا بالتعاون مع زبائنها لبيع منتجات الخزف المتعددة الأشكال.

حياة سعيدة بفضل الخزفيات

مع نجاحها في مهنتها، وجدت فنغ شيويه فانغ أيضا شريك حياتها خلال عملها في جينغدتشن. زوجها كان زميلها في الجامعة وأصبح رائدا للأعمال بعد التخرج أيضا. يتمتع كلاهما بهوايات مشتركة ويتعاونان في صنع الخزفيات.

في أحد الأيام قبل أربع سنوات، جاء موظف من الجهة المنظمة لمنتدى بوآو الآسيوي إلى ورشة جيويتسيجيا وطلب منها صنع ثلاثمائة قطعة خزفية بشكل حيوان "آو" (حيوان أسطوري في الكتب الصينية القديمة وشكله مثل السلحفاة) كهدايا للضيوف المشاركين في المنتدى. إن صنع الخزفيات بشكل "آو" خلال فترة قصيرة، عمل صعب، فقد أمضت فنغ شيويه فانغ وزميلها أكثر من شهرين لتصميم وتحديد صيغة الخزفيات ثم أبدعا طريقة جديدة لإضافة اللون على الخزفيات، وصنعا منتجات خزفية بجودة عالية نالت إعجاب المشاركين إلى حد كبير. شعرت فنغ شيويه فانغ وزميلها بسعادة غامرة بعد الانتهاء من الأعمال، وقررت فنغ شيويه فانغ أن هذا الشاب المجتهد سيكون شريك حياتها.

رغم أن كلا من فنغ شيويه فانغ وزوجها من رواد الأعمال في صنع الخزفيات، فإنهما يختلفان في أسلوب الصنع تماما، إذ تفضل فنع شيويه فانغ أسلوب البساطة ويدور موضوع خزفياتها حول الزهور والأعشاب؛ بينما يفضل زوجها الأسلوب الوقور ويدور موضوع خزفياته حول حيوان "آو" الأسطوري وغيره من الزخارف التقليدية الصينية. فضلا عن ذلك، تعمل فنغ شيويه فانغ في الإنتاج والتسويق وغير ذلك من الأعمال الإدارية، في حين أن زوجها يفضل أن يركز على التصميم فقط. هكذا، يساعد كل منهما الآخر في العمل والحياة؛ فيعيشان حياة سعيدة مع ابنهما المحبوب.

في إبريل عام 2019، نظمت سوق تاوشيتشوان ومركز الخزفيات في أوروبا معرض "صباح الأحد"@تاوشيتشوان للفنون الخزفية الدولية. دعا رانتي تجان مدير المركز تسعة فنانين من سبع دول، منها تشيلي والسويد وهولندا وبريطانيا وألمانيا والهند للمشاركة في المعرض. بالنسبة لمعظم الفنانين، كانت هذه هي الزيارة الأولى لهم إلى الصين، لذا واجهوا مشكلات وصعوبات كبيرة في اختيار المواد المناسبة للمعرض وترتيب جدول العمل في الصين. مثلا، لم تكمل إحدى الفنانات من بريطانيا عملية التلوين لعشرة من معروضاتها قبيل افتتاح المعرض. بعد معرفة ذلك، ساعدتها فنغ شويه فانغ بصورة مباشرة وقامت بمحاولات لمرات كثيرة قبل أن تنجح في إكمال العملية في الوقت المناسب. أعربت الفنانة البريطانية عن امتنانها لفنغ شيويه فانغ قائلة، إن جينغدتشن هي جنة تصميم الخزفيات في العالم، فيها يوجد  أفضل الفنانين وأفضل عمليات صنع الخزفيات. ومن أجل التعبير عن شكرها لفنغ شيويه فانغ، صنعت كوبا خاصا وقدمته هدية لها. لا يوجد حدود للفن والفنانين بين مختلف الدول، بل يمكن للفنانين من كافة الدول تبادل الآراء المختلفة مع بعضهم بكل سهولة وشفافية مما يعزز معرفتهم عن سحر الخزفيات الصينية.

قالت فنغ شيويه فانغ، إن كثيرا من زملائها يعودون إلى جينغدتشن ويندهشون من التغيرات الكبيرة هنا خلال هذه السنوات. بفضل زيادة فرص التبادلات وفرص كسب المال، يزداد عدد المتنافسين أيضا. لكن فنغ ترى أن هذا شيء جيد لجينغدتشن لأن التنافس وسيلة هامة للإبداع وللأفكار الجديدة. قال فنان مكسيكي التقى بالفنانة فنغ شيويه فانغ، إنه أراد أن ينقل تجربة جينغدتشن إلى بلاده.

قالت فنغ شيويه فانغ إن سوق تاوشيتشوان توفر لها فرصة وقوة كبيرة لدفع ريادة الأعمال حتى يمكنها وغيرها من رواد الأعمال التصميم وفقا لرغباتهم بدون أي قيود. تتوقع فنع شيويه فانغ أن يتمكن مزيد من زبائنها من التمتع بجمال عالم الخزفيات وإدراك المعاني الكامنة في منتجاتها الخزفية. وأضافت: "أتمنى أن ما أحب يعجبك أيضا."

 

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4