مجتمع < الرئيسية

التخلص من الفقر هو الخطوة الأولى

: مشاركة
2019-07-01 13:51:00 الصين اليوم:Source ما لي:Author

بحلول نهاية عام 2018، كان أبناء قومية دولونغ في محافظة قونغشان بولاية نوجيانغ في مقاطعة يوننان والذين يبلغ عددهم حوالي 4100 نسمة، قد تخلصوا جميعا من الفقر، ليكون أبناء دولونغ أول من فارقوا الفقر من بين أبناء التسع قوميات الذين انتقلوا من المجتمع البدائي إلى المجتمع الاشتراكي انتقالا مباشرا في بداية تأسيس الصين الجديدة. وقد كتبوا رسالة إلى الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني شي جين بينغ، لإبلاغه بهذا الخبر السار.

في العاشر من إبريل عام 2019، تلقى أبناء ناحية دولونغجيانغ بمحافظة قونغشان ردا مكتوبا من الأمين العام شي جين بينغ، حيث قال الأمين العام إنه الخبر السار بتخلص جماهير الشعب من الفقر قد أسعده. وأضاف السيد شي أن التخلص من الفقر خطوة أولى، وستأتي الحياة الأفضل بعدها، وشجع أبناء الشعب على مواصلة التضامن والكفاح من أجل حياة أفضل وأكثر سعادة.

في صباح الحادي عشر من إبريل، تجمع أبناء قومية دولونغ في ساحة بيت القروي ما تسون يان في قرية بابوه بناحية دولونغجيانغ، وقد ارتدى كل منهم ملابس العيد، وجسلوا ينصتون بإمعان لرئيس المحافظة المسن قاو ده رونغ وهو يتلو عليهم بلغة دولونغ رسالة الرد من الأمين العام شي جين بينغ. قال قاو ده رونغ: "لقد حققنا تخليص كل أبناء القومية من الفقر، ويجب علينا أن نواصل الكفاح ونواصل حماية البيئة الإيكولوجية وتطوير التعليم وبناء مسقط الرأس على خير وجه، وستأتي الحياة الأفضل."

محاربة الفقر مهمة الكوادر

قومية دولونغ واحدة من الأقليات القومية الصينية، وعدد أبنائها قليل، يقيم معظمهم في ناحية دولونغجيانغ. وبسبب الجبال الشاهقة والأودية العميقة والظروف الطبيعية السيئة، كانت هذه الناحية واحدة من أفقر المناطق في الصين.

ولكن هذه المنطقة تنعم أيضا بالأمطار الغزيرة طول السنة والأرض الخصبة وأشعة الشمس المناسبة، ما يوفر بيئة إيكولوجية ملائمة لزراعة نبات اسمه "تساوقوه" يتميز بمذاق حريف وعبق خاص، ويُستخدم ثمره المجفف كتوابل في الأطباق الصينية ويدخل أيضا في صناعة العقاقير الطبية الصينية. قال السيد تشانغ جيون نائب المدير التنفيذي لقسم الدعاية في لجنة الحزب الشيوعي الصيني بمحافظة قونغشان: "في السنوات الأخيرة، ازداد حجم الطلب على تساوقوه في السوق المحلية، مما يدفع أسر الفلاحين للتوسع في زراعته. وقد بلغت مساحة زراعة تساوقوه في ناحية دولونغجيانغ 68 ألف مو (الهكتار يساوي 15 مو)، وأصبحت زراعة تساوقوه صناعة إيكولوجية ذات تفوق مميز للناحية وصناعة محلية تحقق الثراء للفلاحين. في عام 2018، بلغ الدخل الاقتصادي لناحية دولونغجيانغ من تساوقوه 43ر7 ملايين يوان (الدولار الأمريكي يساوي 8ر6 يوانات)."

ما يحققه الفلاحون من دخل بفضل زراعة تساوقوه لا ينفصل عن مثابرة رئيس المحافظة المسن قاو ده رونغ على تعميم التقنيات الزراعية على مدى بضع عشرة سنة. قال السيد كونغ يوي تساي رئيس ناحية دولونغجيانغ: "في البداية، لم يكن الفلاحون متحمسين لزراعة تساوقوه، والسبب الرئيسي لذلك هو أن زراعة تساوقوه لا تحقق عائدا اقتصاديا في فترة قصيرة. من أجل تعميم زراعة تساوقوه، بنى رئيس المحافظة المسن قاعدة نموذجية على حسابه ليدرب أبناء القرية مجانا ويشجعهم على زراعة تساوقوه. بعد ثلاث سنوات، أثمرت أشجار تساوقوه فنظم الرجل أبناء القرية ليشاهدوا الثمر ويتعلموا طريقة قطف الثمار. لم يمر وقت طويل حتى طفق الناس في خمس قرى من الست قرى التابعة للناحية يزرعون تساوقوه، في وقت كان العمل يجري على قدم وساق في الناحية لوضع أساس مصنع لمعالجة تساوقوه."

تشونغلو، وهو نوع من العقاقير الطبية الصينية، سلاح سحري آخر استطاع به أبناء قومية دولونغ تحقيق الرخاء، إلى جانب تساوقوه. جذر نبات تشونغلو المجفف مكون رئيسي للمواد الخام المستخدمة في الدواء الصيني التقليدي المعروف باسم مسحوق يوننان الأبيض، وله قيمة اقتصادية مرتفعة. وقرية ديتشنغدانغ الرابضة في الطرف الشمالي لناحية دولونغجيانغ، مرتفعة عن سطح البحر، ولهذا يطول فيها موسم الصقيع ما يجعلها غير ملائمة لزراعة تساوقوه. السيد قاو ده رونغ، لاحظ أن هذه القرية ينبت فيها الكثير من نبات تشونغلو البري، فلاذ إلى الخبراء ليتعلم منهم تقنيات تربية تشونغلو، وقد أجادها وعلمها لأبناء القرية يدا بيد. في عام ألفين وأربعة عشر، فإن الأسر الثماني لأعضاء الحزب الشيوعي الصيني الذين قادوا القرويين في زراعة تشونغلو في قرية ديتشنغدانغ، نجحت في الزراعة التجربية لهذا النبات. حاليا، تبلغ مساحة حقول تشونغلو في ديتشنغدانغ نحو مائة مو. في عام 2018، كان سعر شراء الكيلو غرام الواحد من تشونغلو حوالي 1200 يوان، ما يعني أنه إذا واصل أبناء القرية التوسع في مساحة زراعة تشونغلو، سيزيد دخلهم بشكل كبير.

في السنوات الأخيرة، تطورت زراعة تساوقوه وتشونغلو وفطر الغوشنة والعقداء السيبيرية وتربية نحل دولونغ وبقر دولونغ ودجاج دولونغ وغيرها في أنحاء الناحية، مما وسع قنوات زيادة الدخل لتخليص أبناء قومية دولونغ من الفقر وتحقيق الثراء. في عام 2018، بلغ دخل الاقتصاد الريفي في ناحية دولونغجيانغ 5996ر28 مليون يوان، وبلغ الدخل الاقتصادي للفلاحين 1722ر25 مليون يوان، ووصل متوسط دخل الفرد الصافي للفلاحين 6122 يوانا، بزيادة بلغت نسبتها 5ر23% عما كان عليه في عام 2017.

السعادة في مساكن جديدة

تانغ شياو تسونغ، شاب من قومية دولونغ عمره 28 سنة. أقام هو وزوجته مطعما ريفيا في مدخل قرية ماكو بناحية دولونغجيانغ، ويحققان دخلا شهريا يصل في المتوسط إلى خمسة أو ستة آلاف يوان. قال تانغ شياو تسونغ مبتسما: "لا مشكلة في معيشتنا، وستصبح حياتنا أفضل فأفضل."

في صغره، عاش تانغ شياو تسونغ وأفراد أسرته في بيت مشيد من شرائح الخيزران تعصف به رياح الجبل، ويتسرب إليه ماء المطر في الصيف ويكون غائما باردا في الشتاء. قبل التحاقه بالمدرسة الإعدادية الواقعة في مركز المحافظة، لم يسبق له أن أكل طعاما جيدا. كان يقطع المسافة من بيته إلى مركز المحافظة مشيا على قدميه في رحلة قد تستغرق ثلاثة أو أربعة أيام. ولأن الثلوج الكثيفة تسد الممرات الجبلية فلا يمكن دخول الجبال والخروج منها، كان يضطر إلى مواصلة الإقامة في المدرسة في العطلة الشتوية. قال تانغ شياو تسونغ. "حاليا، تم إنجاز بناء الطريق العام ومجموعة أنفاق جبلية. وتربط شبكة الإنترنت أبناء الناحية بالعالم الخارجي، والتسوق على شبكة الإنترنت جعل القرية تتمتع بالسلع القادمة من خارجها وجعل المنتجات الزراعية لأبناء القرية تخرج إلى أماكن أخرى. التطورات والتغيرات التي شهدتها ناحية دولونغجيانغ في السنوات الأخيرة مؤثرة للغاية."

قال السيد تشانغ جيون، نائب المدير التنفيذي لقسم الدعاية في لجنة الحزب الشيوعي الصيني بمحافظة قونغشان، إن مقاطعة يوننان أطلقت منذ عام 2010 عملية مساعدة لأبناء قومية دولونغ في كل ناحية دولونغجيانغ، مما غير ملامح الناحية كثيرا. في عام ألفين وأربعة عشر، تم بناء 26 مركز استيطان سكاني و1068 وحدة سكنية لأبناء الناحية، فودع أبناء قومية دولونغ لكل الناحية البيوت المصنوعة من شرائح الخيزران والبيوت الخشبية بالأسلوب القومي التقليدي والبيوت المصنوعة من ألواح الخشب، وانتقلوا إلى مساكن جديدة. وقد حل مشروع الإسكان مشكلة إسكان كل أبناء القرى في الناحية، واستفاد تانغ شياو تسونغ وأبواه من ذلك المشروع.

المستقبل مشرق

في الساعة الخامسة صباحا، كانت المصابيح تنير أرجاء مطعم ليجيانغ، إذ كانت صاحبته تانغ جيا جيا البالغة من العمر ثمانية وعشرين عاما، وزوجها تشو قوانغ يويه البالغ من العمر أربعا وثلاثين سنة، يجهزان الفطور للزبائن كالمعتاد.

في السنة الثامنة بعد الألف الثانية للميلاد، جاءت تانغ جيا جيا مع أقرباء لها من مدينة ليجيانغ إلى ناحية دولونغجيانغ لممارسة التجارة. في البداية، فتحت مع أمها بسطة لبيع الأطعمة الخفيفة، تطورت إلى مطعم مستقر حاليا. تشعر تانغ جيا جيا بأن منشآت البنية التحتية والبيئة التجارية في ناحية دولونغجيانغ تتحسن بلا انقطاع في السنوات الأخيرة. قالت: "قبل عشر سنوات، كنا لا نستطيع بيع كل الأطعمة التي نجهزها في المطعم، فنضطر إلى نقلها بدراجة ثلاثية العجلات إلى داخل القرية لبيعها، ولكن الآن أصبحت أنواع أطعمة الفطور في المطعم متنوعة ومتوافرة، يتدفق الناس إلى مطعمنا لتناول الطعام كل صباح."

في عام 2016، تزوجت تانغ جيا جيا، وأدارت مطعم ليجيانغ مع زوجها فازدهرت أعمال المطعم. وقالت: "رغم أن كثيرا من الزوار لا يستطيعون دخول القرية مؤقتا بسبب إصلاح الطريق العام الجميل (طريق نوجيانغ العام) في ناحية نوجيانغ، بلغ الدخل الصافي السنوي لمطعمنا مائة ألف يوان."

وقال زوجها تشو قوانغ يويه مبتسما: "حصدنا الحب وطفلا محبوبا وكسبنا الأموال. إنها السعادة المطمئنة، وأنا أعتبر ناحية دولونغجيانغ موطني الثاني، وإذا تسألني عن المدة التي سنبقى فيها، أجيبك بكل تأكيد إن عشر سنوات فترة قصيرة وإن عشرين سنة لا تكفي أيضا."

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4