في صباح الخامس من مارس 2019، أشار رئيس مجلس الدولة لي كه تشيانغ في تقرير أعمال الحكومة إلى أن أعمال تخفيف حدة الفقر في عام 2018 تقدمت بفضل الإجراءات الدقيقة، حيث انخفض عدد الفقراء من سكان المناطق الريفية بمقدار 86ر13 مليون نسمة، وتم إعادة توطين 8ر2 مليون نسمة لتخفيف حدة الفقر. وقبل ذلك، أعلنت مصلحة الدولة للإحصاء تقريرا بيّن التقدم في عملية تخفيف حدة الفقر في "المعركة الشاقة ضد الفقر" لعام 2018 في الصين، وأشار الى أنه حتى نهاية عام 2018، فقد انخفض عدد الفقراء من سكان المناطق الريفية في البلاد الى 6ر16 مليون نسمة، وبلغ معدل انتشار الفقر 7ر1%، أي بانخفاض 4ر1 نقطة مئوية عن العام السابق.

كيف نرى إنجازات أعمال مساعدة الفقراء في عام 2018؟

عام 2018، هو أول عام لتنفيذ روح المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني على نحو شامل، وبداية عملية تحقيق الفوز في "المعركة الشاقة ضد الفقر"، على مدى ثلاث سنوات. ووفقا لنتائج استقصاء ورصد مصلحة الدولة للإحصاء عن الفقر في المناطق الريفية، فإن عدد الفقراء من سكان المناطق الريفية واصل الانخفاض بشكل كبير في عام 2018 وتراجع معدل انتشار الفقر بشكل ملحوظ، وارتفع دخل السكان الريفيين في المناطق الفقيرة بمعدل أعلى من المعدل الوطني لدخل سكان الريف.

أولا، نرى هذه الإنجازات من حيث الانخفاض التراكمي لإجمالي عدد الفقراء. منذ المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني، انخفض العدد الإجمالي للفقراء من سكان المناطق الريفية في البلاد 39ر82 مليون نسمة. وحتى نهاية عام 2018، انخفض عدد الفقراء من سكان المناطق الريفية في البلاد من 99ر98 مليون نسمة في نهاية عام 2012 إلى 6ر16 مليون نسمة، حيث بلغ عدد الانخفاض التراكمي 39ر82 مليون نسمة، وانخفض معدل انتشار الفقر من 2ر10% في عام 2012 إلى 7ر1%، بانخفاض تراكمي قدره 5ر8 نقاط مئوية.

ثانيا، نراها من حيث زيادة متوسط دخل الفرد القابل للإنفاق في المناطق الفقيرة. في عام 2018، بلغ متوسط الدخل السنوي القابل للإنفاق للفرد من الفقراء في المناطق الريفية 10371 يوانا صينيا، أي أكثر بـ994 يوانا عن العام السابق، وبمعدل زيادة اسمية بلغ 6ر10%، وبعد خصم عامل السعر، بلغ معدل الزيادة الفعلية 3ر8%، وكان معدل الزيادة الفعلية أعلى من معدل الزيادة في المناطق الريفية على المستوى الوطني بـ7ر1 نقطة مئوية وأعلى من الزيادة في أنحاء البلاد. ومن هنا نجد أن دخل الفقراء من سكان المناطق الريفية ارتفع بنسبة 0ر10% سنويا منذ المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني. في الفترة بين عام 2013 وعام 2018، بلغ معدل الزيادة الاسمية لمتوسط الدخل السنوي القابل للإنفاق للفرد من الفقراء في المناطق الريفية 1ر12% سنويا، وبعد خصم عامل السعر، بلغ معدل الزيادة الفعلية 0ر10% سنويا، وكان معدل الزيادة الفعلية أعلى من المعدل العام للمناطق الريفية بـ3ر2 نقطة مئوية. في عام 2018، أصبح متوسط الدخل السنوي القابل للإنفاق للفرد من الفقراء في المناطق الريفية الفقيرة يعادل 0ر71% من المتوسط العام للمناطق الريفية، أي بزيادة 9ر8 نقاط مئوية عن عام 2012، حيث قلت الفجوة بين الاثنين بشكل ملحوظ.

ثالثا، نرى الإنجازات من حيث أحوال تنفيذ السياسات والإجراءات تنفيذا شاملا لتحقيق الفوز في "المعركة الشاقة" التي تهدف إلى تخفيف حدة الفقر. في عام 2018، عززت المناطق والإدارات المختلفة التدابير السياسية الرئيسية لتخفيف حدة الفقر. وقد وضعت 22 مقاطعة ومنطقة ذاتية الحكم ومدينة في منطقتي وسط وغربي الصين، خطط التنفيذ لعملية مدتها ثلاث سنوات وأصدرت السياسات والتدابير وجرت مختلف الأعمال بسلاسة.

في المقاطعات المعنية ضمن "المقاطعات الثلاث والولايات الثلاث" (أي مناطق الفقر المدقع على المستوى الوطني في التبت وشينجيانغ وقانسو وسيتشوان ويوننان. و"المقاطعات الثلاث" ويقصد بها التبت وأربع بلدات وولايات في جنوبي شينجيانغ والمناطق التبتية في أربع مقاطعات. في "الولايات الثلاث"، وهي ولاية لينشيا بمقاطعة قانسو وولاية ليانغشان بمقاطعة سيتشوان وولاية نوجيانغ بمقاطعة يوننان)، تم تحديد 135 محافظة وأكثر من 8700 قرية عميقة الفقر، وتم تحديد 199 محافظة و21 ألف قرية عميقة الفقر خارج "المقاطعات الثلاث والولايات الثلاث". وزادت جميع المناطق والإدارات من دعمها في مجال السياسات، وبدأت استخدام المزيد من الأموال والمشروعات الجديدة والإجراءات الجديدة لصالح المناطق العميقة الفقر بشكل رئيسي لحل قضايا العمالة الصناعية والبنية التحتية والخدمات العامة وغيرها من القضايا البارزة.

استثمرت الصناديق المالية الخاصة المركزية والمحلية أكثر من 300 مليار يوان (الدولار الأمريكي يساوي 8ر6 يوانات) لتخفيف حدة الفقر، وأدرجت الصناديق المالية المعنية بالزراعة في المحافظات الفقيرة أكثر من 320 مليار يوان، وازدادت القروض الصغيرة لتخفيف حدة الفقر بأكثر من 100 مليار يوان، يزيد إجمالي القروض المتراكمة على 530 مليار يوان، مما يشير إلى أن قوة الدعم السياسي، لتخفيف حدة الفقر من خلال سوق رأس المال ومن خلال التأمين، قد تعززت بصورة ملحوظة.

هل تواجهنا صعوبات كثيرة في عام 2019؟

في عام 2019، ستدخل "المعركة الشاقة" التي تهدف إلى تخفيف حدة الفقر، المرحلة الحاسمة، تواجهنا تحديات وصعوبات كثيرة: أولا، أن مستوى الفقر للمحافظات العميقة الفقر في "المقاطعات الثلاث والولايات الثلاث" وخارجها لا يزال مرتفعا، وطروفها الأساسية لا تزال ضعيفة، فلا بد من مواصلة تعزيز دعمها. ثانيا، هناك نقاط ضعف لتحقيق "عدم القلق إزاء شيئين وضمان ثلاثة أشياء" (أي عدم القلق إزاء كفاية الطعام واللباس وضمان التعليم الإلزامي والرعاية الطبية الأساسية والمسكن الآمن)، إذ إن مشكلة "صعوبة الحصول على مياه الشرب" و"مياه الشرب غير الآمنة" ومشكلة انقطاع الأطفال عن التعليم الإلزامي ومشكلة صعوبة الحصول على الرعاية الطبية ومشكلة سكن الفقراء في منازل خطيرة وغيرها من المشكلات لا تزال موجودة في بعض المناطق الفقيرة. ثالثا، الحاجة إلى تحسين الآلية الطويلة الأجل المستقرة لتخفيف حدة الفقر. إن قاعدة بعض المشروعات الصناعية لمساعدة الفقراء غير قوية وتسعى فقط إلى تحقيق إنجازات ملحوظة في مدة قصيرة، الأمر الذي أدى إلى ركود أسواق بعض المنتجات، ويؤثر سلبا على زيادة دخل الفقراء. وفي بعض المناطق، لا تتماشى الصناعات المساندة وأعمال تعزيز العمالة مع عملية تخفيف حدة الفقر من خلال إعادة التوطين، فتنقصها القوة الداعمة. وفي بعض المناطق لم يتم إيلاء الاهتمام الكافي لمشكلة احتمال العودة إلى الفقر بسبب الكوارث والأمراض، وهناك نقص في التدابير الوقائية الضرورية. وبعض المناطق تفتقر إلى تقديم المساعدات المستمرة للفقراء حيث توقفت إجراءات المساعدة السياسية قبل استقرار أعمال التخلص من الفقر. رابعا، عدم دقة العمل لمساعدة الفقراء، فأعمال مساعدة الفقراء في بعض المناطق بسيطة، لم تركز على تحقيق التنمية للقرى الفقيرة والجماهير الفقيرة.

ما هي الإجراءات الجديدة لتحقيق الفوز في "المعركة الشاقة"؟

يصادف عام 2019 الذكرى السنوية السبعين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، وهو عام حاسم لبناء مجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل، كما أنه عام حاسم لتحقيق الفوز في "المعركة الشاقة" التي تهدف إلى تخفيف حدة الفقر. لذلك ستركز جميع المناطق والإدارات أكثر على المناطق التي تعاني من الفقر المدقع والمجموعات الفقيرة الخاصة والمشكلات البارزة التي تؤثر على "عدم القلق إزاء شيئين وضمان ثلاثة أشياء" من خلال تعزيز تنفيذ المسؤولية وتحسين جودة تخفيف حدة الفقر وتوطيد نتائج تخفيض الفقر، لتجنب وتخفيض احتمال العودة إلى الفقر، وتحقيق الضمان لتخليص حوالي 10 ملايين فقير في المناطق الريفية من الفقر، وسيتم، بشكل عام، إنجاز مهام تخفيف حدة الفقر من خلال إعادة التوطين  في "الخطة الخمسية الثالثة عشرة"، مما سيوفر أساسا متينا لتحقيق الفوز الشامل في "المعركة الشاقة" في محاربة الفقر بحلول عام 2020.

أولا، التركيز على حل المشكلات البارزة المتمثلة في "عدم القلق إزاء شيئين وضمان ثلاثة أشياء". لا بد من التركيز على حل مشكلات سلامة مياه الشرب والتعليم الإلزامي والرعاية الطبية الأساسية والمسكن الآمن.

ثانيا، دفع الحملة النهائية لتخفيف حدة الفقر في المناطق العميقة الفقر بقوة. لا بد من تعزيز الدعم للمناطق العميقة الفقر ومواصلة الرصد والمراقبة للمحافظات والقرى العميقة الفقر من أجل تجنب ظهور رقعة لا تلامسها الحملة.

ثالثا، مواصلة دفع تنسيق مساعدات الفقراء في المناطق الشرقية والغربية ومساعدات الفقراء في الأماكن المحددة. والتركيز على البرنامج الدقيق والابتكار في طرق المساعدات، من أجل تحقيق إنجازات أكبر.

رابعا، التحسين المستمر لجودة تخفيف حدة الفقر وتجنب العودة إلى الفقر. لا بد من التمسك بالمعيار المحدد وتوطيد نتائج تخفيف حدة الفقر وبناء وتحسين الآلية الطويلة الأجل المستقرة لتخفيف حدة الفقر.

خامسا، مواصلة دفع عملية الانضباط والقضاء على الفساد وأسلوب العمل الرديء في مجال مساعدة الفقراء. تنفيذ بناء أسلوب العمل خلال عملية كل الحملة النهائية للقضاء على الفقر، إضافة إلى تعزيز مراقبة الأموال المخصصة لمساعدة الفقراء بقوة أكبر، وتعزيز الأعمال الإعلامية للحملة، ودفع الربط بين الحملة النهائية للقضاء على الفقر وإستراتيجية إنهاض الأرياف، والتخطيط في الوقت المناسب للفكر الإستراتيجي الطويل والمتوسط المدى لمساعدة الفقراء بعد 2020.

--

 هوانغ تشنغ وي، مدير المركز الوطني للدعاية والتعليم لتخفيف حدة الفقر، التابع لمكتب تخفيف حدة الفقر بمجلس الدولة الصيني.