مجتمع < الرئيسية

الحياة السعيدة لأهل القارب

: مشاركة
2018-06-28 11:34:00 الصين اليوم:Source ما لي:Author

يعيش أبناء ليانجيا في الحوض الأوسط والأسفل لنهر مينجيانغ في مقاطعة فوجيان ومنطقة فوتشو الساحلية. كلمة "ليانجيا" تعني "أهل القارب"، ذلك أن هؤلاء الناس اعتادوا على الحياة في قوارب بعرض البحر. إنهم ينتمون لقومية هان ويتحدثون بلهجة فوتشو، ولكن يختلفون عن أهل فوتشو ويتميزون بتقاليدهم الخاصة.

في الساعة الثالثة فجرا، ينطلق ليو رونغ تشيوان ابن قرية شيبي ببلدة شيوي التابعة لمدينة فوآن في مقاطعة فوجيان، راكبا دراجته النارية قاصدا إلى المنطقة الشاطئية، حيث يشتري المنتجات البحرية للأطعمة ليبيعها في المدن الأخرى. تعوّد ليو رونغ تشيوان على هذا العمل الشاق الذي يدر عليه مكسب قد يصل إلى مائة ألف يوان وأكثر سنويا.

في السنة الثامنة بعد الألف الثانية للميلاد، انتقل  السيد ليو من البحر إلى البر، فتغيرت مسيرة حياة أسرته. حاليا، يشعر ليو رونغ تشيوان بالغبطة ويكافح من أجل حياة أفضل في المستقبل. لقد عاش أسلافه في البحر جيلا بعد جيل، فكانوا يسكنون في قوارب بالية ويعيشون على أطعمة بسيطة يبادلونها بما يصطادون من السمك. كانت حياة مزرية، مازالت مشاهدها حية في ذاكرة ليو رونغ تشيوان.

شهدت الفترة من الستينيات إلى نهاية الثمانينيات من القرن الماضي، رحلة انتقال أبناء ليانجيا من حياة البحر إلى حياة البر. استصلحوا الأرض وأقاموا بيوتا لهم في منطقة خارج قرية لينجيانغ. انتقل 612 فردا ينتمون إلى 146 أسرة من البحر إلى البر، واستوطنوا ذلك المكان الذي صار يحمل اسم "قرية شيبي". منذ ذلك الوقت، ظل حلم الخروج من البحر إلى البر يراود ليو رونغ تشيوان وأسرته.

تحقيق حلم الأب

قال ليو رونغ تشيوان إن والديه كانا يكدحان في عملهما بالقارب، ولكن العائد كان بالكاد يكفي لتوفير مأكل وملبس أفراد الأسرة. كان بناء بيت على البر والحياة خارج الماء حلما شبه مستحيل. حال الفقر بين الصبي ليو والدراسة فتوقف عند السنة الرابعة للمرحلة الابتدائية، وعاد إلى قارب أهله لمساعدة والديه.

عندما ناهز عمره ثمانية عشر عاما، ترك ليو رونغ تشيوان موطنه وذهب إلى مكان آخر بحثا عن رزق أفضل، وهناك رأى عالما مختلفا. في سنة 1996، رزق بأول طفل له، بينما كان لا يزال يسكن في القارب، وبسبب ضيق ذات اليد لم تضع زوجته حملها في مستشفى جيد بالمحافظة. في سنة 1998 مات أبوه، وفي السنة التالية ماتت أمه، قبل أن يتحقق حلمهما بالانتقال من البحر إلى البر.

في ديسمبر عام 1998، وفي اجتماع بشأن "مشروع إسعاد أبناء الشعب في مقاطعة فوجيان" ونقل أبناء ليانجيا إلى البر، أكد نائب أمين لجنة الحزب الشيوعي الصيني بمقاطعة فوجيان آنذاك شي جين بينغ، على أهمية حل مشكلة نقل أبناء ليانجيا إلى البر وتوطينهم بشكل كامل، ووضع هذا العمل ضمن أولويات المشروع.

في السنة التالية لوفاة والدي ليو رونغ تشيوان، سافر الابن إلى مكان آخر ليشق لنفسه طريق حياة جديدا. عمل في تجارة وبيع الزهور في مقاطعة قوانغدونغ، وحقق ربحا معقولا، فبدأ في سنة 2006 في بناء بيت لأسرته، وانتقل إليه في عام 2008 مع زوجته وأبنائه الثلاثة. أنفق ليو أكثر من ثلاثمائة ألف يوان (الدولار أمريكي يساوي 4ر6 يوانات) لبناء البيت المكون من ثلاثة طوابق ونصف، فحقق بذلك حلم أبويه. في ذلك الوقت، كانت الحكومة زادت الدعم الذي تقدمه لساكني القوراب. قال ليو رونغ تشيوان إن كل فرد في أسرته حصل على 2500 يوان، إضافة إلى عشرة آلاف يوان قدمتها الحكومة لأسرته لشراء قطعة أرض، ما يعني أن أسرته حصلت على عشرين ألف يوان إجماليا.

في نهاية تسعينيات القرن الماضي، عززت لجنة الحزب الشيوعي الصيني بمقاطعة فوجينان والحكومة المحلية جهود نقل أبناء ليانجيا من البحر إلى البر، فوفرت الحكومة لكل أسرة قطعة أرض بالمجان، فضلا عن تعبيد الطريق وتوفير الكهرباء والماء في المنطقة التي صارت تستقبل إشارات الراديو والتلفاز. قدمت الحكومة، أيضا، 650 يوان لكل شخص انتقل إلى البر، فتم حل مشكلة 1425 فردا ينتمون إلى 349 أسرة.

يتذكرجيانغ كوان تشيوان، رئيس قرية شيبي، ظروف المعيشة الصعبة قبل الانتقال من البحر إلى البر. كان سبعة أطفال يقيمون مع والديهم في قارب متهالك. كانت الحياة شاقة للغاية. عندما كان يحل عيد الربيع، لم يكن لديهم المال لشراء أحذية جديدة، ناهيك عن الملابس الجديدة. رأى أبناء القارب في حملة الانتقال إلى البر التي بدأت في ستينيات القرن الماضي، أملا مشرقا لحياتهم. في سنة 2001، وفرت الحكومة مياه الشرب لكل القرية. بفضل سياسة الحكومة ورعاية القادة على كافة المستوايات، تمت عملية نقل أبناء ليانجيا إلى البر بسلاسة. خلال الفترة ما بين عام 2008 وعام 2013، تم نقل 661 فردا من 137 أسرة.

من أجل تحسين ظروف معيشة أبناء ليانجيا، نظمت لجنة الحزب الشيوعي الصيني بقرية شيبي ولجنة شؤون القرية عملية استصلاح قطعة أرض مساحتها 87 مو (الهكتار يساوي 15 مو)، أقيمت عليها قرية تساوفو الجديدة وست مستوطنات، حيث بني 635 مسكنا جديدا في القرية. تبلغ المساحة الإنشائية 5ر66 ألف متر مربع، ويصل متوسط نصيب الفرد من مساحة السكن إلى 25 مترا مربعا.

في قرية شيبي، ترى البيوت الخشبية التي بُنيت في ستينيات القرن الماضي والبيوت الحجرية التي بنيت في الثمانينيات والبيوت الخرسانية التي بنيت في التسعينيات والبيوت من الطراز الجديد التي بنيت في السنوات الأخيرة. يمثل كل بيت قصة لأسرة، ويجسد تطور حياة الناس في السنوات الماضية.

حياة أفضل على البر

خلال عمله في مقاطعة فوجيان، أكد شي جين بينغ على أهمية تحسين حياة المواطنين الذين تم نقلهم من البحر إلى البر، باعتبار ذلك معيار تقييم أعمال الحكومات على المستويات المختلفة في حل المشكلات المتعلقة بأبناء ليانجيا.

المهمة لا تقتصر على النقل إلى البر، فالمطلوب هو تحقيق الاستقرار والرخاء أيضا. قال جيانغ كوان تشيوان إن أبناء ليانجيا لا يزالون يعيشون على البحر ولكن بطريقة مختلفة؛ لقد شرعوا يزرعون البحر بالزراعات المائية البحرية.

من أجل رفع مستوى الزراعة المائية، تنظم القرية حلقة تدريبية بصورة دورية، بالتعاون مع مصلحة الثروة البحرية والأسماك وجمعية الزراعة المائية. بفضل هذا النوع من التدريب، غيَر أبناء القرية مفهوم الزراعة المائية البحرية التقليدية، حيث اشتروا مضخات الأكسجين وأجهزة توليد الكهرباء وابتكروا طريقة جديدة لزراعة الأخطبوط في قارورات. مع تقدم تقنية الزراعة، يرتفع دخل أبناء القرية إلى حد كبير.

هكذا، يتحول نمط الزراعة المائية البحرية في القرية. مع زيادة حجم الزراعة ورفع مستواها، يحصل أبناء القرية على المعلومات الوافرة حول الزراعة المائية البحرية ويستطيعون تعديل الطرق مع تطور الاقتصاد البحري. أشار جيانغ كوان تشيوان إلى أن أبناء القرية يقومون بتربية الأسماك في أربعة آلاف وثلاثمائة قفص، وتربية المحار في مساحة 3350 مو، وزراعة عشب البحر في مساحة 186 مو والهيليون في ألف وخمسمائة مو، وتربية الأحياء المائية في أرض طينية مساحتها ألف وستمائة مو وزراعتها في برك مساحتها أربعمائة مو. يمتلك أهل القرية ثماني سفن نقل، تصل حمولتها إلى 5ر16 ألف طن. يمكن لهم أن يكسبوا أكثر من ثمانية ملايين يوان سنويا. فضلا عن ذلك، تم حل مشكلة التوظيف لأكثر من مائة فرد.

قال جيانغ كوان تشيوان، إن الدعم الائتماني يعد ضمانا قويا لتطور قرية شيبي. في عام 2009، أدرجت الحكومة قرية شيبي ضمن القرى التجريبية للدعم المالي الذي تقدمه وزارة المالية ومكتب تخفيف الفقر والتنمية التابع لمجلس الدولة. من أجل توفير الأموال للإنتاج وتحقيق التنمية بطرق متعددة، تم إنشاء جمعية المساعدات المتبادلة للتنمية الاقتصادية في القرية، ولدى الجمعية صندوق قيمته خمسمائة وخمسون ألف يوان (أربعمائة ألف يوان من المبلغ من مكتب تخفيف الفقر والتنمية بالمستوى الأعلى، وخصص مبلغ مائة وخمسين ألف يوان لشراء المرافق والأجهزة للقرية)، ويبلغ عدد أعضائها 68عضوا.

فضلا عن ذلك، تم إنشاء مائة وخمسة عشر فريقا لمشروع الضمان المشترك بين خمس أسر، ويبلغ عدد أعضاء كل فريق 575 أسرة. وتم تقديم أكثر من 5ر21 مليون يوان من دعم الائتمانات الصغيرة لأهل القرية. فضلا عن ذلك، تم تشكيل ثلاثة فرق، يعمل كل منها في تربية الأسماك في الأقفاص والزراعة في البرك والزراعة في الأرض الطينية، الأمر الذي يشكل العلامة التجارة الخاصة للأغذية البحرية في شيبي.

مع تطور الاقتصاد بقرية شيبي، ارتفع متوسط نصيب الفرد من الدخل من ثمانمائة وخمسين يوانا سنويا في بداية تسعينات القرن الماضي إلى ثمانية عشر ألفا و756 يوانا في عام 2017. في نفس الوقت، ارتفع الدخل الإجمالي للقرية من 66 ألف يوان سنويا في بداية تسعينيات القرن الماضي إلى 16ر1 مليون يوان في عام 2017.

خلال عمل شي جين في مدينة نينغده في الفترة ما بين مايو عام 1988 ومايو عام 1990، تضامن مع المحليين وركز الجهود على تنمية الاقتصاد ووضع "تسريع التنمية والتخلص من الفقر" كالمضمون الرئيسي للعمل والتمسك بروح الاجتهاد، ووضع "العمل لحل مشكلات الشعب في الوحدات القاعدية" كنظام العمل، ووضع "بذل كل الجهود للعمل" كأسلوب العمل، مما فتح صفحة جديدة لأعمال القضاء على الفقر والتخلص منه وتحقيق التنمية.

تخلص أكثر من سبعمائة وأربعين ألف فرد من أهل مدينة نينغده من الفقر في الثلاثين سنة الماضية، وتخلص 5ر189 ألف فرد من الفقر في الفترة بين عام 2012 وعام 2017، ما يعني أن أكثر من ثلاثين ألف فرد تخلصوا من الفقر سنويا. فوق هذا وذاك، انخفضت نسبة السكان تحت خط الفقر إلى 028ر0% (668 فردا لم يتخلصوا من الفقر). لقد حققت معركة القضاء على الفقر في مدينة نينغده تقدما حاسما.

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4