جبل دانشيا، الذي يغطي 292 كيلومترا مربعا والمشهور بأنه "متنزه الصخور الحمراء"، يقع في الضاحية الشمالية الشرقية لمدينة شاوقوان في مقاطعة قوانغدونغ بجنوب شرقي الصين. يحمل هذا الجبل العديد من الألقاب الرسمية، مثل منطقة الجذب السياحي على مستوى الدولة بدرجة 5A، والمنطقة الوطنية ذات المناظر الخلابة، والمحمية الطبيعية الوطنية. وقد تم إدراجه في قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو) في عام 2010. يعد جبل دانشيا الفريد من نوعه، أحد أجمل العجائب الجيولوجية في العالم، يذهب إليه كل عام ملايين الزوار للتمتع بالمناظر الطبيعية الفريدة، والصخور الرملية الحمراء، والجبال الخصبة، والأنهار المتعرجة، والأجواء الثقافية البوذية الهادئة.

تضاريس دانشيا

 وصف الصينيون القدماء التضاريس الحمراء في شاوقوان بأنه "حمراء مثل الزنجفر (دان بالصينية) اللامع، ومتألقة مثل الشفق (شيا في اللغة بالصينية)"، فاتخذ هذا المكان اسمه "دانشيا". في العشرينات من القرن الماضي، قام عالم الجيولوجيا الصيني الشهير فنغ جينغ لان، بتسمية شكل دانشيا الأرضي، واقترح لأول مرة المصطلح الجيولوجي لطبقة دانشيا، والذي تستخدمه الدوائر الجيولوجية الصينية والأجنبية حتى يومنا هذا.

يتكون جبل دانشيا من الحجر الرملي الأحمر. فهو أكبر تجمع لتضاريس دانشيا في العالم عند خطوط العرض المنخفضة وله قيمة جمالية طبيعية غير عادية.

خلال العصر الطباشيري منذ حوالي 140 مليون إلى 65 مليون سنة، كان جبل دانشيا حوضا بين جبال نانلينغ، حيث ترسبت الرمال والحصى بعد أن جلبتها الفيضانات والأنهار من المنطقة المحيطة. عند درجات الحرارة العالية، تأكسدت الرواسب فتحولت إلى لون صدئ، مكونة مجموعة من الطبقات الرسوبية المتشابكة من الحجر الرملي الأحمر البني والتكتلات. خلال العصر الثالث من 66 مليون إلى 6ر2 مليون سنة مضت، تحت تأثير قوة حركة جبال يانشان وجبال الهيمالايا، ارتفعت قشرة الأرض هنا. مع مزيد من التعرية المائية وانهيار الأرض، تشكلت القمم والتلال الوعرة ذات اللون الأحمر.

تعد جبل دانشيا منطقة نموذجية لتضاريس دانشسا المبكرة، تحتوي على جميع أنواع تضاريس دانشيا تقريبا في المناطق الرطبة، وقد تم اعتبارها المنطقة النموذجية للبحث المقارن حول تضاريس دانشيا في الصين وحتى في العالم.

قمة تشانغلاو

منطقة قمة تشانغلاو ذات المناظر الخلابة من الأماكن التي لا ينبغي أن تفوت الزائر هنا رؤيتها، فهي واحدة من أشهر الخطوط السياحية في جبل دانشيا.

يبلغ ارتفاع أعلى نقطة في قمة تشانغلاو 409 أمتار. على الرغم من أنها ليست بارتفاع وضخامة الجبال الأخرى المعروفة، فإنها تضم عددا من المعالم والمواقع الخطيرة والفريدة والجميلة. تتكون البقعة ذات المناظر الخلابة من طبقات علوية ووسطى وسفلية؛ الطبقة العليا هي قمم تشانغلاو وهايلوه وباوتشو الشاهقة فوق بعضها البعض؛ الطبقة الوسطى متميزة بمعبد بيتشوان؛ أما الطبقة السفلية فنقطة الجذب الرئيسية فيها هي معبد جينشي العملاق.

عند التسلق على طول المسار الجبلي، يتوقف الزائر أولا عند معبد جينشي، الذي تم بناؤه على منحدر، أكبر قاعة في المعبد هي قاعة قُوانْيِن (إلهة الرحمة) التي تتسع لألف شخص. في خارج المعبد، يمكن للزائر أن يرى مياه شلال يتدفق من ارتفاع عال نحو الوادي. بسبب لونه الأحمر الرائع، أخذ الصخر هنا اسم "جينشي"، أي الصخر الملون في اللغة الصينية.

البوابة الخارجية التي تؤدي إلى معبد جينشي تقع على بعد ستمائة متر تقريبا من قاعة المعبد الرئيسية. على طول الطريق، العديد من المواقع التي تستحق الزيارة، وأشهرها الممر الضيق، الذي يبلغ طوله أكثر من 200 متر وارتفاعه 40 مترا، بينما يبلغ عرضه مترا واحدا فقط، ويبلغ أضيق عرض له سبعين سنتيمترا فقط.

معبد جينشي هو دير للراهبات البوذيات، وكان أقدم مكان مأهول في قمة تشانغلاو، يعود تاريخ هذا المعبد إلى ألف سنة. في عام 1102 خلال فترة أسرة سونغ الشمالية (960- 1127م) في الصين، جاء راهب اسمه فا يون إلى هذا المكان. وقد سحرته الصخور الغريبة والمناظر الطبيعية الهادئة والمنحدرات الشديدة الانحدار والقاعات الموجودة فيها لدرجة أنه نام هنا لمدة ثلاثة أيام. عندما استيقظ، تنهد قائلا: "لقد أمضيت نصف عمري في حلم حتى هذه اللحظة، اليوم، بدأت أشعر بالهدوء التام وصفاء الذهن." لذلك قرر البقاء في ذلك المكان وبنى معبدا صغيرا ليعيش في عزلة.

على منحدر جبل دانشيا جروف منحوتة، أقدمها يرجع إلى فترة أسرة سونغ الجنوبية (1127- 1279م)، وهو عبارة عن مقطعي الكتابة الصينية، بمعنى "الصخر الملون"، نقشهما تشاو رو لي. هذا النحت محفوظ منذ نحو تسعمائة سنة. كان هذا المعبد، الذي بني بين المنحدرات، معبدا مشهورا فيما مضى. في عام 1465 خلال فترة أسرة مينغ (1368- 1644م)، تم بناء 28 قاعة ومنزلا على الجرف، وتم بناء 50 قاعة بوذية ومنازل للرهبان حولها.

بعد زيارة معبد جينشي، بإمكان السياح العودة إلى الممر السابق، الذي يؤدي إلى المكان التالي، وهو معبد بيتشوان الذي بني في عام 1662، وهو العام الأول لعهد الإمبراطور كانغ شي في فترة أسرة تشينغ (1644- 1911م). الراهب دان قوي، هو مؤسس هذا المعبد الذي كان أحد المعابد الشهيرة في شمالي قوانغدونغ، حيث كان يسكن أكثر من ألف راهب في فترة ذروة ازدهاره. بسبب الحروب والحرائق، لم يبق من معبد بيتشوان سوى أطلال العديد من القاعات. في عام 1980، تولى الراهب بن هوان، منصب رئيس المعبد وجمع التبرعات لإعادة بنائه. فتم بناء أكثر من عشر بنايات، بما في ذلك القاعة الرئيسية وبرج الجرس وبرج الطبل وقاعة قُوانْيِن (إلهة الرحمة) وقاعة الضيوف. اليوم، عند الوقوف في المعبد، يمكن للزوار الاستمتاع بمنظر بانورامي لنهر جينجيانغ من بعيد والانغماس في روح تشان البوذية لجبل دانشيا المتواصلة منذ ألف عام.

بالقرب من معبد بيتشوان يقع السلم الأحمر الشهير. هو الطريق الوحيد إلى أعلى القمة من الجبل الأمامي، وتوجد فيه أخطر بقعة ذات مناظر خلابة في جبل دانشيا. في السابق، لم يكن هناك طريق طبيعي يؤدي إلى القمة، فتم قطع درجات حجرية، كما تم تركيب درابزين من سلسلة حديدية على جانبي السلم للمساعدة على التسلق. جزء من السلم، في الواقع، منحدر بزاوية 90 درجة بخطوات ضيقة، حيث يتعين على المرء استخدام يديه ورجليه لجر نفسه إلى أعلى. فضلا عن تجربة الممر الشديد الانحدار، يمكن للزوار مشاهدة نهر جينجيانغ والاستمتاع بالمنحوتات الحجرية على طول الطريق عند تسلق السلم.

يوجد جناح عرض على القمة لمشاهدة المناظر البعيدة، وهو أيضا مكان ممتاز لمشاهدة شروق الشمس وغروبها.

جبل يانغيوان

 منطقة المنظر الطبيعي لجبل يانغيوان واحدة من المناطق ذات المناظر الخلابة الجديرة بالمشاهدة في منطقة جبل دانشيا. إن أول موقع ذي منظر جذاب في منطقة الجبل هو "مقصورة التعبد"، حيث يمكن للزوار مشاهدة صخرة "يانغيوان" من مسافة بعيدة والتعبير عن إجلالهم وتقديسهم من خلال إشعال البخور.

نقطة الجذب الرئيسية الثانية هي قرية شيمي، الواقعة على قمة جبل يانغيوان. كانت قرية حجرية بنيت في فترة أسرة مينغ (1368- 1644م). في ذلك الوقت، جاءت مجموعة من رعايا أسرة مينغ إلى هذه المنطقة الجبلية هربا من الحرب، وقاموا ببناء مأوى حجري صالح للعيش على أساس الكهوف الطبيعية على قمة الجبل. اليوم، أصبح المأوى مهجورا، باستثناء الزوار الذين يأتون ليروا كيف استطاع الناس التغلب على كل الصعاب والبقاء على قيد الحياة في البيئة القاسية. أيضا، نظرا لوقوعها على قمة الجبل، فالقرية مكان مثالي لمشاهدة شروق الشمس وغروبها.

من قرية شيمي، يصل المسافرون إلى سلم السماء الشهير، والذي يعد خطيرا وساحرا مثل السلم الأحمر المذكور سابقا. نُحت سلم السماء في سطح منحدر شديد الانحدار وأملس تماما، وهو في الواقع منحدر من 90 درجة ويمثل عقبة كبيرة للزوار. لا بد للمرء أن يمسك بسلاسل الدرابزين عند السير على الدرجات. هذا القسم يمثل تحديا مطلقا للزوار الذين يعانون من رهاب المرتفعات. بعد الانتهاء من الرحلة المثيرة أسفل سلم السماء، يأتي الزوار إلى بقعة ذات مناظر خلابة مسطحة تسمى منصة شيوانجي، وهي قطعة من الصخور البارزة. على هذه المنصة المسطحة، عند النظر لأعلى، بإمكان الزوار الاستمتاع بإطلالة بانورامية على سلم السماء والشعور بالفخر بأنفسهم لنجاحهم في التحدي والوصول سالمين في هذه الرحلة، بالإضافة إلى النظر إلى أسفل ورؤية جمال الجبل والمناظر الطبيعية المائية الساحرة.

البقعة الساحرة الأخرى في هذه المنطقة هي منحدر "صخرة شايبو" (تجفيف الملابس)؛ وقد حصلت على هذا الاسم لأنها تبدو وكأنها قطعة قماش كبيرة يتم تجفيفها في الشمس على صخرة مستطيلة عملاقة. بخلاف ذلك، فإن الجرف مغطى بأخاديد عمودية متوازية ضحلة. تكون هذا النوع من العلامات الأنيقة والمظهر الرسمي على الصخور بسبب التآكل والحت الناتج عن مياه الأمطار المتجمعة في الجزء العلوي من الجبل.

بحيرة شيانغلونغ

في وادي جنوب قمة تشانغلاو، تقع بحيرة شيانغلونغ (التنين الطائر)، التي يشبه شكلها تنينا أزرق محلقا. يبلغ الطول الإجمالي للبحيرة، من رأس التنين حتى ذيله، 1350 مترا، ويصل عمقها إلى 18 مترا. هناك بعض المناظر الطبيعية التي تستحق الزيارة في منطقة فيلونغ ذات المناظر الخلابة، بما في ذلك ثلاثة أودية وستة مضايق وتسعة كهوف وثماني عشرة قمة.

البحيرة الهادئة المحاطة بالمنحدرات العالية ترسم لوحة طبيعية تتميز بالتلال الحمراء والمياه الصافية. البحيرة تبدو على شكل قطعة من اليشم الأخضر تنعكس عليها ظلال التلال، والأشجار الدائمة الخضرة التي تنمو على المنحدرات الشاهقة حول البحيرة تجعل البحيرة خضراء داكنة.

داخل هذه المنطقة، هناك أكثر من 20 موقعا رائعا ذات مناظر خلابة، بما في ذلك اللوحات الحجرية القديمة المنحوتة على المنحدرات والتي تعكس ثقافة التنين القديمة والحديثة.

هناك موقعان سياحيان آخران يجب زيارتهما، هما مقصورة يوشيو وجسر يوداي (حزام اليشم)، ولا تفصل بينهما سوى بضعة أمتار. بسبب التحركات الجيولوجية، تنتشر وسط البحيرة أكثر من عشرة كتل صخرية كبيرة، وهناك المزيد من الكتل الصخرية الغروانية مغمورة تحت مياه البحيرة. بعض الصخور المكشوفة على سطح البحيرة متراكبة، تشكل الكهوف والثقوب والجسور المقوسة، وجسر يوداي الشهير الممتد عبر البحيرة، هو من هذا النوع من الجسور. وبجانب الجسر توجد صخرة عملاقة من الرواسب الغرينية، حيث تم نحت عليها المقطع التصويري الصيني بمعنى التنين. وتربض مقصورة يوشيو على الصخرة.

بالإضافة إلى العديد من المواقع ذات المناظر الخلابة، تم فتح العديد من المسارات للاستكشاف العلمي والجيولوجي والتنوع البيولوجي في المنطقة، حيث أنشئ في منطقة دانشيا السياحية متحف جبل دانشيا وقاعدة نشر علوم الأراضي والموارد الوطنية وقاعدة تعليم وتعميم العلوم الوطنية، مما يجعل جبل دانشيا مكانا مثاليا لتجربة العلوم الإنسانية مع سحر المناظر الطبيعية.

نصائح للسفر:

المواصلات

تتوفر حافلة إلى متنزه جبل دانشيا في محطة حافلات شاوقوانغ، عند مخرج محطة شاوقوانغ للسكك الحديدية العالية السرعة. تستغرق الرحلة بأكملها حوالي 90 دقيقة.

تتوفر حافلات مجانية أيضا في منتزه جبل دانشيا.

التذاكر

تبلغ رسوم الدخول إلى المنطقة ذات المناظر الخلابة 100 يوان للفرد، وهناك تذاكر بأسعار مخفضة للأطفال وكبار السن. يمكن شراء التذاكر عند كل مداخل منطقة المناظر الخلابة. لا تغطي التذكرة رحلات الكابل الكهربائي والممر المائي، والتي تتطلب رسوما منفصلة. التذاكر صالحة لمدة 48 ساعة من وقت الشراء وبعد ذلك تفقد صلاحيتها.

الإقامة

يمكن حجز الإقامة عبر الإنترنت، وهناك فنادق داخل وخارج منطقة المناظر الخلابة. من الملائم أيضا الإقامة في نُزل المحليين.

الطرق إلى جناح مشاهدة شروق وغروب الشمس

يوجد بشكل عام طريقان إلى جناح مشاهدة شروق وغروب الشمس. الأول أطول ولكنه أكثر راحة، وهو الذهاب بالكابل الكهربائي أولا إلى قمة باوتشو، ثم التسلق إلى جناح مشاهدة الشمس. الطريق الثاني أقصر، ولكن ليس من السهل السير عليه حيث يتعين على الزوار عبور السلم الأحمر. بشكل عام، يستغرق الوصول إلى الجناح من 25 إلى 50 دقيقة، حسب السرعة.

الطريق المائي

بالإضافة إلى المشي لمسافات طويلة، يمكن للزوار أيضا اختيار رؤية المشاهد من على متن اليخوت الصغيرة أو عوامات الخيزران على طول النهر، حيث يمكن مشاهدة بعض المعالم السياحية بشكل أكثر وضوحا من على متن القارب.