سياحة < الرئيسية

نينغبوه.. مدينة الميناء التي تحتضن الحضارات الزراعية والبحرية والتجارية

: مشاركة
2018-04-03 12:58:00 الصين اليوم:Source :Author

تقع نينغبوه في شمال شرقي مقاطعة تشجيانغ، وهي من المراكز الاقتصادية الرئيسية الثلاثة في المقاطعة. تضم نينغبوه، التي تتميز بتراث ثقافي غني وتاريخ ممتد، مواقع ثقافية من العصر الحجري الحديث وأقدم مكتبة خاصة في الصين، ألا وهي "مقصورة تيانيي". يؤمن أبناء نينغبوه بالثقافة والتعليم. نينغبوه أيضا ميناء بحري يقع في الطرف الجنوبي للقناة الكبرى للصين. المدينة ليست فقط من أوليات الموانئ لطريق الحرير البحري، ولكنها أيضا ميناء شرقي هام يرتبط بأكثر من 600 ميناء في أكثر من مائة دولة ومنطقة في العالم. مدينة نينغبوه هي كذلك مسقط رأس العديد من المغتربين الصينيين.

حضارة زراعية متطورة

بفضل موقعها الذي يتوسط الخط الساحلي لبر الصين الرئيسي، في الجزء الجنوبي لدلتا نهر اليانغتسي، تتميز نينغبوه بوفرة مصادر المياه، كما أن رواسب النهر والبحيرات جعلت تربتها خصبة. في عام 1973، اكتشف علماء الآثار أربع طبقات ثقافية متعاقبة في بلدة خمودو في نينغبوه، التي يرجع تاريخها إلى فترة ما بين ستة آلاف وسبعة آلاف سنة. تم اكتشاف عشرات الآلاف من القطع الأثرية الثقافية، إلى جانب كميات من الأرز المزروع، وهو أول محصول اكتشف في الصين، مما يشير إلى وجود ثقافة بدائية متجذرة في المناطق الدنيا لنهر اليانغتسي قبل فترة ما بين ستة آلاف وسبعة آلاف سنة. سميت هذه الثقافة لاحقا باسم "ثقافة خمودو".

بين مجموعة واسعة من القطع الأثرية التي اكتشفت، هناك آلات خشبية قديمة لصناعة المنسوجات، وألات موسيقية، مثل صفارات مصنوعة من العظام، وأدوات حجرية، وعظام الحيوانات، فضلا عن عدد كبير من الأدوات الفخارية وأطلال البنايات البدائية.

يُبنى هذا النوع من البنايات المكتشفة على الأوتاد كأساس لها، ويركب عليها هيكل، مع بناء أرضية مرصوفة، ثم يتم أخيرا بناء أعمدة، وعوارض، وأسقف الجملون، كما تتم إحاطة الهيكل بحصيرة من القصب ولحاء الأشجار. يطلق على هذا النوع من البنايات ذات الممر الطويل والمرتفعة عن الأرض "قانلان"، وهي تتكيف مع المناخ الرطب والممطر في الجنوب. اليوم، يمكن رؤية هذه البنايات في جنوب غربي الصين ودول جنوب شرقي آسيا.

عثر أيضا على قدر كبير من الأرز في المنطقة. بعد اختبار عدة عينات من هذا الأرز، تم تحديده من قبل المؤرخين الزراعيين على أنه نوع من الأرز المزروع، مما صحح الاعتقاد السابق بأن زراعة الأرز جاءت إلى الصين من الهند. وقد أثبتت الأوساط الأكاديمية أن الأرز المزروع في الصين نشأ من أرضه الأصلية، التي تحتوي على أكثر من منطقة منشأ، مما وسع مجال البحث في أصول الزراعة.

كما تم اكتشاف حوالي أربعمائة ألف قطعة فخارية، منها 1221 قطعة غير متضررة أو تمت استعادتها. الأسلوب الأكثر تميزًا هو الفخار الأسود الكربوني الذي استخدم قديما. كان أسلاف ثقافة خمودو يمزجون مسحوق الكربون أو الفحم مع الصلصال، وذلك للحد من لزوجة الطين وتحسين الناتج. هناك أنواع مختلفة من الفخار بحسب استخداماتها، ويمكن تقسيمها إلى فئات الأدوات الفخارية المستخدمة في الطبخ، والتخزين، وأواني حفظ المياه. وتشمل المواد المكتشفة أيضا قطعا أثرية مصنوعة من الحجر والعظام والخشب، بالإضافة إلى الأعمال الفنية البدائية.

يظهر اكتشاف موقع خمودو أن نظام حضارة زراعية متطور للغاية وجد في نينغبوه خلال العصر الحجري الحديث. قبل سبعة آلاف سنة، انتقل أسلاف نينغبوه من الطعام النيئ إلى الطعام المطبوخ، من صيد السمك والحيوانات إلى الاستيطان، ومن الحياة البدائية إلى الحضارة. يمكن القول إن نينغبوه هي أيضا أحد مهود الحضارة الصينية.

لمعلوماتك

متحف نينغبوه

تبلغ المساحة الإنشائية لمتحف نينغبوه، الواقع في وسط طريق شونان، رقم 1000، في حي ينتشو، ثلاثين ألف متر مربع، ويتيح لزواره الدخول المجاني. بناية المتحف التي صممها المهندس المعماري الشهير وانغ شو، هي بحد ذاتها بمثابة معرض. تظهر البناية على شكل جزء من الجبل، وتدمج السمات الثقافية المحلية في نينغبوه، والعناصر المعمارية التقليدية، وأشكال العمارة الحديثة. تشمل المعروضات أكثر من ستين ألف قطعة من الآثار الثقافية التي ترجع إلى الفترة بين ثقافة خمودو والعصر الحديث، بما في ذلك قطع البرونز النفيسة والخزف، ومنحوتات الخيزران، واليشم، وفن الخط واللوحات، والفضيات والمشغولات الذهبية، وأدوات الفنون الشعبية. لا تبرز هذه المعروضات تاريخ حضارة نينغبوه التي ترجع إلى سبعة آلاف سنة فحسب، وإنما أيضا تظهر عادات سكانها.

المواصلات: الحافلات رقم 102و 126و 160 إلى محطة متحف نينغبوه

 متحف تيانيقه

يقع متحف تيانيقه في رقم 10 بشارع تيانيي في حي هايشو، وهو أقدم مكتبة خاصة في الصين، وتعتبر واحدة من أقدم المكتبات القديمة الثلاث في العالم، فقد تم بناؤها بين عامي 1561 و1566، وتضم حوالي ثلاثمائة ألف كتاب قديم، أكثر من ثمانين ألفا منها نسخ نادرة ونفيسة، وخاصة السجلات المحلية وسجلات الاختبار الإمبراطوري لأسرة مينغ، وهي الأعمال الأكثر تمثيلا لثقافة المكتبات الخاصة في الصين.

المواصلات: خط المترو رقم 1 إلى محطة شيمنكو، ثم سيرا على الأقدام باتجاه الجنوب لمدة عشر دقائق.

 

ثقافة بحرية متميزة

بسبب صعوبة المواصلات والتنقل في العصور القديمة، كانت الممرات المائية وسيلة هامة للتجارة. تقع مدينة نينغبوه في أقصى جنوبي القناة الكبرى للصين (قناة بكين- هانغتشو)، التي أدرجت في قائمة التراث الثقافي العالمي، حيث تعتبر المدينة أيضا المصب البحري للقناة، وتشكل نقطة الالتقاء بين القناة الكبرى وطريق الحرير البحري.

القناة الكبرى هي الممر المائي الذهبي لنقل المواد الغذائية من الجنوب إلى الشمال ونقل البضائع من الشمال إلى الجنوب، وقد لعبت دورا هاما في التنمية والتبادل الاقتصادي والثقافي بين شمالي وجنوبي الصين. تعتبر مدينة نينغبوه أيضا ميناء بحريا هاما تمت عبره ممارسة التجارة البحرية منذ القرن الثالث قبل الميلاد، والتي تسارعت لاحقا مع تطور الملاحة البحرية. حققت تجارة نينغبوه خطوات كبيرة مع ازدهار القناة الكبرى وصناعة النقل البحري.

يتم شحن كميات كبيرة من الحرير والشاي والخزف إلى شرقي آسيا وجنوب شرقي آسيا وغربي آسيا وأفريقيا عبر القناة وميناء نينغبوه. في القرن الثامن، كانت نينغبوه ويانغتشو وقوانغتشو موانئ التجارة الخارجية الرئيسية الثلاثة في الصين. نينغبوه ليست فقط مدينة ساحلية تشتهر بحركة المرور والتجارة مع دول العالم الأخرى، ولكنها أيضا نافذة هامة للتبادل الثقافي الدولي. وحتى الآن، لا تزال المدينة تحتفظ بالعديد من الآثار الثقافية البحرية المميزة.

تعد قولو في حي هايشو، واحدة من أكثر المناطق التجارية ازدهارا في المدينة. بجانبها الشرقي تمتد مساحة خضراء، هي متنزه يونغفنغكو للتراث، الذي يعد مشهدا لافتا للأنظار بشكل خاص بالمقارنة مع الأبنية المرتفعة المحيطة به. في المنتزه، يمكن للمرء أن يشعر بالتاريخ العميق. تجري حاليا عملية ترميم للآثار وفقا لحالتها الأصلية، بما في ذلك الجسور، والأسوار، والآبار، والمجرى المائي، الذي يتنزه المواطنون على طوله. وتمتد الآثار المدفونة على عمق متر واحد تحت الأرض.

مازالت الآثار الكبيرة ذات التصميم الواضح والتي ترجع إلى فترة أسرات سونغ ويوان ومينغ، موجودة. وتم اكتشاف عدد كبير من الأعمال الخزفية التجارية في المنطقة، التي تعود صناعتها إلى عدد من القمائن الشهيرة في مناطق مختلفة بشمالي وجنوبي الصين في فترة أسرتي سونغ ويوان، مما يعكس الحقيقة التاريخية لتطور وازدهار طريق الحرير البحري في ذلك الوقت.

بالإضافة إلى ذلك، تم اكتشاف زوارق وقوارب خشبية ونماذج قوارب فخارية في موقع خمودو، وأدوات مستوردة يرجع تاريخها إلى فترة أسرة هان، وخزف تجاري من موقع قمين شانغلينهو القديم، وآثار حصن دفاعي ساحلي في تشنهاي، تعكس الآثار المختلفة العديد من جوانب المجتمع بأكمله، بما في ذلك الجوانب السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والتجارية، وحركة الموانئ، والعادات الشعبية.

يعد ميناء نينغبوه اليوم جزءا هاما من مركز تجارة الشحن الدولية في شانغهاي، وقد فتح خطوط شحن مع أكثر من ستمائة ميناء في أكثر من مائة دولة ومنطقة في العالم.

لمعلوماتك

كورنيش وايتان القديم

يقع الكورنيش في الضفة الشمالية لمنطقة سانجيانغكو، وهي نقطة التقاء نهر يوياو ونهر فنغهوا ونهر يونغ، وكان مقر ميناء نينغبوه الذي افتتح في عام 1844، وكان واحدا من خمسة موانئ تجارية في الصين. الموانئ الأربعة الأخرى هي قوانغتشو وشيامن وفوتشو وشانغهاي. على طول ضفتي النهر، تقع القنصليات الأجنبية والكنائس الكاثوليكية والمصارف والسفن الراسية، التي تسجل تاريخ نينغبوه كميناء تجاري كاملا.

الآثار الثقافية الباقية حاليا هي: القنصلية البريطانية، ومركز الشرطة، والقيادة البحرية للغزاة اليابانيين، وجمارك تشجيانغ، والكنيسة الكاثوليكية، وكنيسة السيد المسيح في جيانغبي، ومكتب بريد نينغبوه، والمصارف التجارية. تعكس هذه البنايات السمات الأوروبية البارزة، حيث تعكس الطراز المعماري للعديد من البلدان مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا وهولندا، في تباين حاد مع المساكن الصينية التقليدية. الحفاظ على البنايات التاريخية وأسلوب المباني الضخمة رسخ الثقافة الحضرية الجديدة، وتحقق التمازج المثالي بين التاريخ والرغبة في التطور.

المواصلات: الحافلات رقم 1 أو 4 أو 370 أو 541 إلى محطة كورنيش وايتان القديم.

قاعة آنتشينغ

تأسست قاعة آنتشينغ، والتي تقع إلى الشرق من سانجيانغكو في المنطقة الحضرية لمدينة نينغبوه، في عام 1853، بتبرعات تم جمعها من تجار الشحن في نينغبوه. كانت مكانا يقدم فيه التجار والمواطنون القرابين لإلهة البحر ماتسو، ومناقشة الأعمال وعقد الاجتماعات. أعيد بناؤها لتصبح المتحف الشعبي البحري، حيث يتم عرض نماذج لسفن من فترات الأسرات الحاكمة في الصين. تم تزيين القاعة بأعمال الحِرف الفنية التقليدية في نينغبوه، مثل منحوتات البلاط والمنحوتات الحجرية والمنحوتات الخشبية، التي يمكن وصفها بأنها روائع الصناعة الحرفية في نينغبوه، والتي لها قيمة تاريخية وثقافية مهمة.

المواصلات: الحافلات رقم 2 أو 529 أو 821 إلى محطة قاعة آنتشينغ.

 

كتلة نينغبوه للأعمال

خلافا للحضارة الزراعية التقليدية في وسط الصين التي تشجع على الزراعة بدلا من التجارة، أتاحت التجارة البحرية لأبناء نينغبوه تشكيل ثقافة إقليمية تعزز الزراعة والتجارة في وقت واحد. لقد قدمت مدرسة "تشدونغ" المحلية دعما لتطوير الاقتصاد السلعي في نينغبوه.

تتميز مدرسة "تشدونغ" بالتناغم والابتكار، وترى أن البحوث الأكاديمية يجب أن تخدم المجتمع. وقد تركت تأثيرا كبيرا على الأكاديميين الصينيين المعاصرين والمغتربين (خاصة في اليابان وجنوب شرقي آسيا). تتوافق مفاهيمها الجوهرية مع اتجاه التنمية للمجتمع والاقتصاد السلعي في نينغبوه، كما أنه يؤكد على الشخصية، والفردية، والقدرة، والمنفعة، والمفاهيم العملية، ويشكل الخصائص الرئيسية للروح الإنسانية التي تتمتع بها تشجيانغ. أصبحت نينغبوه، التي تجمع بين الاقتصاد المتطور والتقاليد النفعية والبراغماتية مع التجارة البحرية المفتوحة، مركزا تجاريا متطورا، كما أصبحت للتجار الصينيين نقطة انطلاقة نحو العالم منذ العصور الحديثة.

كتلة نينغبوه واحدة من مجموعات الأعمال الأكثر تأثيرا في التاريخ الصيني الحديث. منذ أواخر عهد أسرة مينغ، سيطر تجار نينغبوه على صناعات الطب الصيني التقليدي والملابس والمصارف في بكين. ومنذ العصر الحديث، أخذوا زمام المبادرة لتعلم الحضارة الصناعية الغربية الحديثة، وساهموا في تطوير التجارة والصناعة في الصين. أسس رجال الأعمال في نينغبوه أول بنك صيني ذو أهمية في العصر الحديث، وأول شركة شحن بتمويل صيني، وأول مصنع للآلات المملوك للصين. ينتشر رجال الأعمال من أبناء نينغبوه في جميع أنحاء العالم، وكثير منهم من كبار رجال الأعمال على المستوى العالمي.

السبب الهام لاستمرار كتلة نينغبوه هو أنها شكلت ثقافة فريدة ومؤثرة في المسيرة الصعبة لتنظيم ريادة الأعمال. هذه الثقافة تعتمد على التقليد الكونفوشي حول "النزاهة والاستقامة"، كما تمتزج مع الثقافة البحرية المحلية الرائدة والمبتكرة والمتناغمة والشاملة لنينغبوه. على سبيل المثال، عائلة نينغبوه يوي، التي أسست صيدلية تونغرنتانغ في عام 1669، لا تزال تلتزم بتعاليمها القديمة التي تقول "لا تقصير في عملية الصنع رغم أنها معقدة، ولا تقليل للمواد الخام رغم أنها غالية".

 يضمن هذا الانضباط الذاتي عدم ارتكاب أي أخطاء، وأصبحت هذه العلامة التجارية العريقة واحدة من سمات مجموعة كتلة نينغبوه. إن مبدأ "أن الأمانة هي الأساس وأن جني الأرباح يأتي من الاستقامة"، وهو ما التزم به تجار نينغبوه لفترة طويلة، وحتى اليوم تنظر إليه كتلة نينغبوه في الخارج على أنه معيار.

يقع متحف نينغبوهبانغ في ضاحية تشنهاي في نينغبوه، بالجانب الجنوبي من جسر خليج هانغتشو. تبلغ مساحته 24 ألف متر مربع، ويتألف من متحف وقاعة. يعرض المتحف تاريخ تطور كتلة نينغبوه، أما القاعة فهي المكان الرئيسي الذي يعقد فيه أبناء نينغبوه المقيمون بها والمغتربون، أنشطتهم وفعالياتهم، كما تمثل كذلك منزلهم الروحي. زيارة المتحف مجانية.

لمعلوماتك

 المواصلات: الحافلات رقم 107 أو 126 أو 129 أو 281.

مكان الإقامة السابق لتشيانغ كاي شيك

يقع هذا المكان في شيكو في حي فنغهوا، عاشت فيه عائلة تشيانغ وأمضت وقتها بين العمل والترفيه. يضم المجمع المعماري دار فنغهاو ومنزلا مبنيا على الطراز الغربي ومتجر يوتاي للملح. تبلغ مساحة دار فنغهاو الواقعة في شارع شيكو تشونغجيه أربعة آلاف وثمانمائة متر مربع، وقد بني في فترة حكم أسرة تشينغ. أما الباقي فهو عبارة عن توسعات تم تشييدها في عام 1929. متجر ملح يويتاي هو أيضا مكان ولادة تشيانغ كاي شيك.

 المواصلات: الحافلة الداخلية من مركز شيكو لنقل الركاب.

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4