على مقهى في الشارع الصيني < الرئيسية

مهمة الحزب الشيوعي الصيني ومساهماته.. الحزب والدولة والشعب

: مشاركة
2021-10-25 12:51:00 الصين اليوم:Source حسين إسماعيل:Author

يحتفل الصينيون في هذا الشهر، أكتوبر 2021، بالذكرى السنوية الثانية والسبعين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، التي يشار إليها في الأدبيات السياسية الصينية المعاصرة بـ"الصين الجديدة". وكان الصينيون قد احتفلوا في الأول من يوليو 2021، بالذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني. والحقيقة أن الحدثين؛ تأسيس الحزب وإقامة الصين الجديدة، مرتبطان ارتباطا عضويا معا وبالشعب، فمن دون الحزب ما كان للدولة الجديدة أن تُقام، ومن دون الدولة ما كان للحزب أن يبقى ويستمر، ومن دون الصين الجديدة والحزب الشيوعي ما كان للصينيين أن ينعموا بالاستقرار والتقدم والرخاء الذي يشهد به العالم. وأحسب أن أحدا لا يمكنه فهم ما شهدته الصين من تغيرات عميقة في العصر الحديث من دون فهم واستيعاب وتحليل دور الحزب الشيوعي الصيني. من هنا، تأتي أهمية الوثيقة التي أصدرتها دائرة الدعاية باللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني في السادس عشر من أغسطس 2021، بعنوان "الحزب الشيوعي الصيني: مهمته ومساهماته".

تشتمل الوثيقة على مقدمة وخمسة فصول، الأول بعنوان "خدمة الشعب بكل إخلاص"، ويشتمل على أربعة أقسام هي: وضع الشعب أولا، من نصر إلى نصر مع الشعب، الشعب سادة البلاد، حياة طيبة للشعب؛ الثاني بعنوان "تحقيق المثل العليا للحزب"، ويشتمل على أربعة أقسام هي: التمسك بالماركسية، المُثل والقناعات الراسخة، شق أرض جديدة، نزع فتيل المخاطر والتغلب على التحديات؛ الثالث بعنوان "قيادة قوية وحوكمة قوية"، ويشتمل على خمسة أقسام هي: لجنة مركزية قوية، المبادئ التوجيهية والإستراتيجيات السليمة، التنفيذ الفعال للقرارات والخطط، تضافر جهود كافة القطاعات، تنشئة مسؤولي الحزب من الطراز الرفيع؛ الرابع بعنوان "المحافظة على النشاط والحيوية"، ويشتمل على أربعة أقسام هي: التمسك بالديمقراطية داخل الحزب، تصويب الأخطاء، حماية صلابة الحزب، تعزيز الدراسة والمراجعة، والفصل الأخير بعنوان "المساهمة في السلام العالمي والتنمية"، ويشتمل على أربعة أقسام هي: حماية السلام العالمي، السعي لتحقيق التنمية المشتركة، انتهاج طريق التنمية السلمية، بناء مجتمع مصير مشترك للعالم، إضافة إلى الخاتمة.

تبدأ الوثيقة بالتذكير بأن الأمة الصينية أمة عظيمة، يرجع تاريخها إلى أكثر من خمسة آلاف عام، وأن الصين قدمت مساهمة لا تمحى في الحضارة الإنسانية. وتستعرض الوثيقة مقدمات ظهور الحزب الشيوعي الصيني، فبعد حرب الأفيون عام 1840، وجدت الصين نفسها قد سقطت في مجتمع شبه إقطاعي وشبه مستعمر، وقد تحملت إذلالا شديدا ودُفع شعبُها في الظلام، وضلت الحضارة الصينية القديمة طريقها. لقد حارب الشعب الصيني بروح لا تقهر ضد النكسات المتكررة لإنقاذ الأمة من القهر. وأدى اندلاع ثورة أكتوبر الروسية في عام 1917 إلى وصول الماركسية اللينينية إلى الصين، وظهر الحزب الشيوعي الصيني إلى الوجود. استيقظ الشعب الصيني، وأضاء الشعلة لإنهاض الأمة الصينية. كان تأسيس الحزب الشيوعي الصيني حدثا صنع حقبة غيرت مسار تاريخ الصين بشكل عميق، وقدم مستقبلا جديدا للشعب الصيني والأمة الصينية، وكان له تأثير هائل على بقية العالم. وعبر مساعيه خلال القرن الماضي، طور الحزب الشيوعي الصيني روحا عظيمة ودفعها إلى الأمام، متمسكا بالحقيقة والمُثل العليا، وملتزما بمهمته الأصلية والنضال دون خوف من الخطر، وتلبية توقعات الشعب. وقد ألهمت هذه الروح باستمرار الحزب الشيوعي الصيني للمضي قدما. وحسب الوثيقة، فإن المهمة التاريخية للحزب الشيوعي الصيني هي تحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية، والهدف الأساسي للحزب هو العمل بإخلاص من أجل رفاه الشعب الصيني. وقد تقارب هذان التطوران الأساسيان في عملية تأسيس جمهورية الصين الشعبية وتحقيق إنجازات مذهلة خلال التنمية الوطنية للصين. إن الحزب الشيوعي الصيني يقود شعبه لخلق المعجزات، وهذا ما يمكن أن تشعر به جميع القوى الخارجية بغض النظر عن قِيمها. ومع ذلك، فإن بعض القوى الغربية تتخذ المصالح الجيوسياسية كنقطة انطلاق لروايتها حول الصين والحزب الشيوعي الصيني. هذه القوى تشوه مصداقية الحزب الشيوعي الصيني، متجاهلة الحقائق الأساسية.

على مدى المائة عام الماضية، تطور الحزب الشيوعي الصيني من حزب صغير يضم ما يزيد قليلا عن خمسين عضوا إلى أكبر حزب حاكم في العالم، بعدد أعضاء أكثر من خمسة وتسعين مليون فرد في بلد يزيد عدد سكانه عن مليار وأربعمائة مليون نسمة. وقد قام الشيوعيون الصينيون، وفي مقدمتهم ماو تسي تونغ ودنغ شياو بينغ وجيانغ تسه مين وهو جين تاو وشي جين بينغ كممثلين رئيسيين لهم، بتكييف المبادئ الأساسية للماركسية مع حقائق الصين وثقافتها التقليدية وانتقلوا من نصر إلى نصر في رحلتهم نحو تحقيق نهضة الأمة.

وحسب الوثيقة، التي احتفت بها وسائل الإعلام الصينية، فإن المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني في عام 2012، دشن حقبة جديدة للاشتراكية ذات الخصائص الصينية. وبعد الجلسة الكاملة الخامسة للجنة المركزية التاسعة عشرة للحزب الشيوعي الصيني، تم تأكيد أهداف الحزب من "إنجاز بناء مجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل" إلى "بناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل"، وتحسين نظام الاشتراكية ذات الخصائص الصينية وتحديث نظام الصين وقدرتها على الحوكمة. وفي احتفال الذكرى المئوية للحزب الشيوعي الصيني، أعلن الأمين العام للحزب شي جين بينغ أنه بفضل الجهود المستمرة للحزب كله والأمة بأسرها، حققت الصين الهدف المئوي الأول لبناء مجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل (شياوكانغ) في الصين، وهذا يعني أنها قضت على الفقر المدقع في الصين، وهي تسير الآن بخطوات واثقة نحو الهدف المئوي الثاني المتمثل في بناء الصين لتصبح دولة اشتراكية حديثة عظيمة. إنه إنجاز مجيد للأمة الصينية وللشعب الصيني وللحزب الشيوعي الصيني. إن إنجاز بناء مجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل، يعني تحقيق حلم عمره ألف عام وأمل عمره قرن للأمة الصينية والوفاء بالوعد الجاد الذي قطعه الحزب الشيوعي الصيني للشعب والتاريخ. وبتقليل عدد السكان الفقراء في العالم بشكل كبير، فإن الصين قدمت مساهمة بارزة في التقدم البشري.

وتلقي الوثيقة الضوء على ما قد يثير تساؤل البعض بشأن الاستخدام الكثيف لكلمة الشعب في الصين، فتقول: "في الصين، تسمى الدولة التي أسسها الشعب تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني بجمهورية الصين الشعبية؛ وتسمى حكومتها بحكومة الشعب؛ وتسمى القوات المسلحة بجيش التحرير الشعبي؛ وصحيفة اللجنة المركزية للحزب هي صحيفة ((الشعب اليومية))؛ ويطلق على البنك المركزي الصيني اسم بنك الشعب. الشعب هو شريان الحياة للحزب. في الواقع، الشعب هو مصدر الإلهام الذي لا ينضب، مما يمنح الحزب كل القوة التي يحتاجها لإنجاز مهمته."

وتعدد الوثيقة التضحيات التي قدمها أعضاء الحزب الشيوعي الصيني، فمنذ تأسيس هذا الحزب في عام 1921 حتى تأسيس جمهورية الصين الشعبية في عام 1949، ضحى أكثر من 7ر3 ملايين فرد من أعضاء المنظمات تحت قيادة الحزب بحياتهم من أجل تحرير البلاد. من بين أفراد أسرة ماو تسي تونغ الستة الذين ماتوا من أجل الثورة، كان خمسة منهم أعضاء في الحزب. وفي أوقات السلم أيضا، أثناء جهود الإغاثة من الكوارث بعد الزلازل والفيضانات وحالات الطوارئ الأخرى، يهرع أعضاء الحزب إلى مكان الحادث ويخاطرون بحياتهم لإنقاذ حياة الآخرين. منذ تفشي وباء كوفيد- 19، فقد ما يقرب من أربعمائة من أعضاء ومسؤولي الحزب حياتهم أثناء تأدية واجبهم.

وتعود الوثيقة إلى بداية فترة الإصلاح والانفتاح، فتقول إن مبادرة الإصلاح والانفتاح التي أطلقها الحزب الشيوعي الصيني في عام 1978، حررت عقول الناس وألهمتهم لاستكشاف آفاق جديدة بجرأة. تم إدخال نظام المسؤولية التعاقدية المرتبطة بالإنتاج في المناطق الريفية، وازدهرت الأعمال التجارية في القرى والبلدات. وقد أدى إنشاء المناطق الاقتصادية الخاصة إلى ربط الصين بالعالم، مما مكنها من إدخال التقنيات الأجنبية ورؤوس الأموال وتصدير المنتجات الصينية. اجتاحت موجات الإصلاح أنحاء البلاد، مما أدى إلى تنمية الصين. وبعزيمة وتصميم، حقق الشعب الصيني نجاحا كبيرا في التحديث، واستكمل أكبر تحول اجتماعي واقتصادي شهده العالم على الإطلاق.

وتؤكد الوثيقة على الممارسة الديمقراطية في الصين، فتشير إلى أنه بحلول إبريل 2021، شغل أكثر من مليونين وستمائة ألف فرد من مختلف القوميات والقطاعات والمجموعات الاجتماعية والأحزاب السياسية، بما في ذلك عدد كبير من العمال والمزارعين، عضوية مجالس نواب الشعب على كافة المستويات. منذ عام 2016، انتَخَبَ أكثر من مليار ناخب مسجل ما يقرب من مليونين وخمسمائة ألف نائب في مجالس نواب الشعب على مستوى المقاطعات والبلدات.

ومنذ المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني، تم التماس الرأي العام بشأن 187 مشروع قانون. قدم مليون ومائة ألف فرد أكثر من ثلاثة ملايين طلب بمقترح، وتم اعتماد العديد من المقترحات الهامة من هذه الطلبات. ومنذ عام 2012، عقدت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني أو عهدت إلى إداراتها المعنية بعقد أكثر من 170 اجتماعا تشاوريا للاستماع إلى وجهات نظر ومقترحات من ثمانية أحزاب سياسية غير الحزب الشيوعي الصيني ومن شخصيات عامة غير حزبية بشأن القضايا الرئيسية؛ مثل الخطة الخمسية الرابعة عشرة، وصياغة التقارير التي يقدمها الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني إلى المؤتمر الوطني للحزب الشيوعي الصيني والجلسات الكاملة للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني. تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني، تتم ممارسة الديمقراطية في جميع جوانب الحكم، وفي كل مجال من مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية. لقد ترسخت جذور الديمقراطية، وهي قيمة مشتركة في الصين، كمؤسسة سياسية وآلية للحكم.

تحسنت حياة الصينيين بشكل كبير، فقد تخلصوا من الفقر المدقع وحققوا مجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل، كما أن حقهم في الوجود والتنمية محمي بشكل جيد، ويشعرون أنهم أكثر سعادة وأمانا. وبتجاوز متوسط نصيب الفرد في الصين من الناتج المحلي الإجمالي عشرة آلاف دولار أمريكي، انضمت الصين إلى صفوف الاقتصادات ذات الدخل المتوسط ​​الأعلى، وهي في طريقها لتصبح دولة ذات دخل مرتفع. تتقلص فجوة الدخل بين المناطق الحضرية والريفية بشكل مطرد، ويبلغ حجم الفئة المتوسطة الدخل في الصين حاليا أربعمائة مليون فرد، وهي الأكبر في العالم.

أنشأت الصين أكبر شبكة ضمان اجتماعي في العالم، حيث يغطي التأمين الطبي الأساسي مليارا وثلاثمائة مليون فرد حتى نهاية يونيو 2021. وخلال نفس الفترة، تم تغطية مليار فرد بالتأمين الأساسي للشيخوخة و222 مليونا بالتأمين ضد البطالة، و274 مليونا بالتأمين ضد إصابات العمل. يتمتع الصينيون بفرص أفضل للحصول على رعاية الأطفال والتعليم والتوظيف والخدمات الطبية ورعاية المسنين والإسكان والمساعدة الاجتماعية.

تقول الوثيقة إن كل حزب سياسي يخطئ، ولكن ما يهم أكثر هو ما إذا كان بإمكانه التعلم من أخطائه وتحسين نفسه. إن التمسك بالحقيقة وتصحيح أي خطأ هو نهج الحزب الشيوعي الصيني في خدمة الشعب دائما ووضعه في المقام الأول. سيواصل الحزب الشيوعي الصيني الإصلاح الذاتي ويحافظ على طبيعته التقدمية ونزاهته. وسيواصل تحسين قيادته وحوكمته وتعزيز قدرته على مكافحة الفساد وتحمل المخاطر.

وفي الختام، تقول الوثيقة إنه من نقطة انطلاق جديدة، انطلق الحزب الشيوعي الصيني والشعب الصيني في رحلة جديدة نحو دولة اشتراكية حديثة. بحلول عام 2035، ستحقق الصين التحديث الاشتراكي، وبحلول منتصف القرن الحادي والعشرين، عندما تحتفل جمهورية الصين الشعبية بالذكرى المئوية لتأسيسها، ستكون الصين قد تطورت لتصبح دولة اشتراكية عظيمة وحديثة مزدهرة وقوية وديمقراطية ومتقدمة ثقافيا ومتناغمة وجميلة.

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4