اختتم في الرابع عشر من سبتمبر عام 2025، معرض الصين الدولي لتجارة الخدمات 2025 في بكين، بمشاركة نحو ألفي مؤسسة حضوريا ونحو خمسة آلاف وستمائة مؤسسة عبر الإنترنت، وبلغ إجمالي الحضور أكثر من مائتين وخمسين ألف شخص، وتم توقيع أكثر من تسعمائة صفقة في قطاعات البناء وتكنولوجيا المعلومات والتمويل وغيرها، مما حقق إنجازات جديدة جلبت مكاسب للعارضين والزوار. في الوقت نفسه، ركز المعرض على إنشاء سيناريوهات جديدة للاستهلاك المتكامل عبر القطاعات، وتعميق استكشاف إمكانات الاستهلاك.
في هذا المعرض، تألقت الاتجاهات والحيوية الاستهلاكية الجديدة في مجالات الثقافة والسياحة والرياضة وغيرها. من اندماج أوبرا بكين التقليدية مع نماذج الأعمال الحديثة، إلى تجربة تسوق مريح للسياح الأجانب، وصولا إلى أسلوب اللعب الجديد الذي جلبته تكنولوجيا الرياضة، تتكشف ثورة الاستهلاك بهدوء.
اندماج جديد للثقافة والتكنولوجيا
في حديقة شوقانغ ببكين، ما جذب انتباه الطالبة الوافدة من بلغاريا، جود غزوان شرف، هو كشك "عروض بكين.. عرض خاص لثقافة أوبرا بكين" في الجناح رقم 11. قدم أستوديو التصوير بتقنية الواقع الممتد وتمارين حرق الدهون بأوبرا بكين وتجربة تغيير الأزياء والوجبات التي تحمل طابع أوبرا بكين، مشاهد مختلفة عن العروض التقليدية لأوبرا بكين، فقد دمج عرض خاص لثقافة أوبرا بكين التي يرجع تاريخها إلى مائة عام مع أنواع مختلفة من نماذج الأعمال، فصار جناحا ساخنا في المعرض هذا العام.
قالت جود غزوان شرف: "أشعر وكأنني حقا سافرت عبر الزمن وولجت إلى هذه القصة التقليدية الصينية." أمام أستوديو التصوير لأوبرا بكين بتقنية الواقع الممتد، الذي صممته شركة"mrstage" المحدودة للتكنولوجيا الذكية في شانغهاي، وقفت جود غزوان شرف وهي ترتدي زيا مسرحيا رائعا في المكان المحدد، مما مكنها من استخدام تقنية العرض في الوقت الفعلي "لدخول" عرض "الجمال المخمور" لأوبرا بكين، حيث قلدت رقة الجمال واستعرضت العالم الافتراضي، معبرة عن دهشتها من أوبرا بكين التي تبدو حيوية ونابضة بفضل الوسائط الرقمية.
توجهت الفتاة البلغارية إلى مكان تمارين حرق الدهون بأوبرا بكين، حيث جذبت الموسيقى الحماسية الجمهور للانخراط فيها. تم تطوير هذه التمارين بالتعاون بين فعالية "رحلة أوبرا بكين الثقافية" ومنصة "Keep" للتكنولوجيا الرياضية، حيث تم دمج المهارات الأساسية لأوبرا بكين مثل "اليد والعين والجسد والطريقة والخطوات"، في التدريب المتقطع المتوسط الشدة، واتباع التعليمات التفاعلية للبدء في تمارين حرق الدهون، مما جعل جود غزوان شرف، وهي تتصبب عرقا، تستشعر جاذبية أوبرا بكين وحيوية الثقافة التقليدية في الوقت نفسه.
بالإضافة إلى العروض السمعية والبصرية، قدمت فقرة "مذاق أوبرا بكين" تجربة طعام فريدة للطالبة البلغارية، فكعكة الشاي ذات أشكال الوجوه التقليدية لأوبرا بكين ومنتجات الألبان ذات عناصر أوبرا بكين، جعلت للأطعمة والمشروبات المستوحاة من أوبرا بكين مذاقا لذيذا لا ينسى. من التجربة السمعية البصرية التقليدية لأوبرا بكين، إلى المزج بين الأوبرا والتكنولوجيا، تتمحور التجارب التي رأتها وسمعتها جود غزوان شرف حول عناصر أوبرا بكين وتمتد إلى مجالات متعددة، مما يعزز ترويج وتحويل وابتكار فن أوبرا بكين في عصرنا الحالي، كما يضفي حيوية ثقافية مستمرة على التنمية المتكاملة بين الثقافة والتجارة والسياحة والرياضة، ويعزز بناء مدينة بكين كمركز دولي للاستهلاك.
راحة جديدة في السياحة الثقافية
بينما كانت جود غزوان شرف تخوض تجربة غامرة في عالم أوبرا بكين، كان السائح ديفيد من أستراليا منهمكا في تجربة "الشراء" بمنطقة "هدايا بكين" في جناح جيتوفانغ بمعرض الصين الدولي لتجارة الخدمات. "كم ثمن هذا؟ كيف يمكنني الدفع؟" أحب ديفيد دمى الأرنب التقليدية البكينية، وما إن سأل عن السعر، حتى اشترى ما أراد، بل واسترد ضريبة القيمة المضافة على الفور، فأثنى كثيرا على تجربته في التسوق.
تعد تجربة ديفيد في التسوق المريح مثالا حيا على خدمة "الشراء والاسترداد الفوري" لضريبة القيمة المضافة في معرض الصين الدولي لتجارة الخدمات هذا العام. من أجل أن يشعر السياح الأجانب بـ"الراحة أثناء الشراء والسهولة أثناء الاسترداد"، تعاون فرع بنك الصين في بكين مع مديرية الضرائب ومديرية الثقافة والسياحة في بكين، لنقل "الراحة" إلى مكان المعرض: تم إنشاء كشك مركزي للاسترداد الفوري في الجناح رقم 1، حيث يمكن للسياح الأجانب اختيار استلام أموال الضريبة المستردة نقدا أو عبر تطبيق "أليباي" فورا؛ وفي الجناح رقم 9 المخصص للخدمات الثقافية والسياحية، تم وضع "خريطة إلكترونية للمشترين المستفيدين من استرداد الضريبة" مبين عليها مواقع أكثر من ألف وخمسمائة متجر يدعم خدمة استرداد الضريبة في بكين. كما أن عدة متاجر في الجناح رقم 11 المخصص لـ"هدايا بكين" تبيع منتجات قابلة لاسترداد الضريبة مباشرة، حيث يساعد موظفو بنك الصين الزبائن في تنفيذ "الشراء والاسترداد الفوري"، مما يتيح للسياح استرداد الضريبة مباشرة بعد دفع الثمن، من دون انتظار.
إن هذه "الراحة المرئية" تقف وراءها جهود "غير مرئية" من قبل مديرية الضرائب. حتى الآن، يوجد في بكين أكثر من ألف متجر لاسترداد الضريبة عند المغادرة، مما يجعلها تحتل المرتبة الأولى في الصين. تقع هذه المتاجر في ستة عشر حيا إداريا واثنتين وخمسين منطقة تجارية رئيسية على مستوى البلدية، وتشكل نمطا لمتاجر استرداد الضريبة عند المغادرة وتشمل المتاجر التقليدية ذات العلامات التجارية العريقة والمتاجر ذات العلامات التجارية المتميزة، ومتاجر السلع الفاخرة. من أجل تلبية الطلب الفعلي للسياح الأجانب وتحسين تجربة التسوق، أنشأت بكين أيضا أربعة عشر متجرا تجريبيا لاسترداد الضريبة عند المغادرة بنظام "اشتروا واستردوا فورا"، حيث يمكن للسياح الأجانب إنهاء إجراءات استرداد الضريبة في المتاجر. حتى نهاية أغسطس عام 2025، زادت مبيعات السلع القابلة لاسترداد الضريبة عند المغادرة بمعدل 5ر1 ضعف على أساس سنوي، وزاد المبلغ المسترد من الضريبة بمعدل 74ر1 ضعف على أساس سنوي، مما يعزز جاذبية السياحة الواردة. بعد ذلك، ستواصل مديرية الضرائب في بكين "تعزيز جهودها"، من خلال تنفيذ التسهيلات الضريبية، وتحسين خدمات الضرائب، لتحفيز التجارة العالية الجودة. كما سيواصل بنك الصين تحسين خدمات استرداد الضريبة عند المغادرة، ليشعر المزيد من السياح الأجانب بـ"راحة بكين".
نماذج أعمال جديدة لتجارة الخدمات الرياضية
تتضمن تجارة الخدمات الرياضية، الأنشطة الرياضية المتنوعة والألعاب الحركية المثيرة، والمستلزمات الحديثة المزودة بتكنولوجيا متطورة، حيث تميز جناح خدمات الرياضة في معرض الصين الدولي لتجارة الخدمات 2025 تحت شعار "مدينة مشهورة للفعاليات الرياضية- الارتباط بأنحاء العالم" بجاذبية فريدة. هنا، تم إنشاء نماذج جديدة لتجارة الخدمات الرياضية من خلال أبعاد متعددة، تشمل اقتصاد الفعاليات الرياضية و"تمكين التكنولوجيا" والاستهلاك الرياضي وتكامل القطاعات، مما يجعل خدمات الرياضة تتحول من "ملاعب المنافسات" إلى "الحياة اليومية"، وتنتقل من "النماذج التقليدية" إلى "إعادة الهيكلة".
في منطقة عرض كرة "فولو" الافتراضية التي تم إطلاقها بالتعاون بين فرع شركة المجموعة الصينية المتحدة لشبكات الاتصال (China Unicom) ببكين وشركة فولو لايلاي المحدودة للتكنولوجيا في بكين، وقف مشاركان يرتديان نظارات الواقع المختلط على جانبي الساحة الفارغة، وهما يتنقلان ويؤديان حركات رمي الكرة. على الشاشة بجانبهم، تفصل "شبكة" افتراضية بينهما، وتتحرك "الكرة" ذات المؤثرات الخاصة ذهابا وإيابا مع حركاتهما، حيث جرت مباراة كرة افتراضية بشكل حماسي. حسب الشرح الذي قدمه فان شين يوي، المدير العام لشركة فولو لايلاي المحدودة للتكنولوجيا، فإنه من خلال دمج تقنيات مثل التقاط الحركة بالذكاء الاصطناعي، والواقع المعزز، والتفاعل مع الحركة، واستخدام خوارزميات مكافئة لتحقيق "الارتداد الحقيقي" للأشياء الافتراضية في الفضاء الحقيقي، يمكن تعزيز التمارين الرياضية وضخ نموذج جديد في الاستهلاك الرياضي. شعار كرة "فولو" هو التحية بقبضتي وراحتي اليدين. وعند بدء المباراة يجب على طرفي المنافسة أيضا تحية بعضهما البعض بهذه الطريقة. أوضح فان شينغ يوي أن الهدف من ذلك هو تعزيز الثقافة الصينية بشكل أفضل.
بالإضافة إلى ذلك، وأمام كشك شركة "Suooter" المحدودة للتكنولوجيا، حمل الزوار مسدس ليزر للتصويب نحو الهدف وسحب الزناد ليتحولوا على الفور إلى لاعبين في ساحة الرماية. هذا النظام، الذي ساعد البطل الأولمبي شنغ لي هاو في التدريب، وكسر الحواجز أمام المشاركة في رياضات الرماية، من خلال مزايا السلامة المتوافقة مع معايير الاتحاد الأوروبي والتكلفة المنخفضة، مما يتيح لأكثر من عشرة آلاف شاب في جميع أنحاء الصين الاستمتاع بسحر رياضة الرماية التي لا يمكن مضاهاتها بالذخيرة الحية. أمام كشك آخر، وضع لو دي، المدير العام لشركة نينغجي المحدودة للمستلزمات الجديدة، كتلتين من "الثلج" في ماء مغلي: الجليد التقليدي يذوب بسرعة، بينما المادة الهلامية التي يشكل الماء 90% منها لا تذوب. لقد جعل التراث العلمي والتكنولوجي لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين، رياضات الجليد والثلج أكثر انتشارا في الحياة اليومية، ويواصل إطلاق الطاقة الصناعية في عصر ما بعد الألعاب الأولمبية الشتوية.
في منطقة العرض التجريبية الوطنية للاستهلاك الرياضي واقتصاد الفعاليات، تظهر بكين، بصفتها "مدينة الألعاب الأولمبية الصيفية والشتوية"، نتائج بناء "مدينة الفعاليات الرياضية"، حيث تعمل الفعاليات الرياضية الكبيرة كمحرك لتحفيز حيوية المدينة وتعزيز تكامل الثقافة والتجارة والسياحة والرياضة. منذ إقامة بطولة العالم لتنس الطاولة بعنوان "WTT China Smash" بحديقة شوقانغ في بكين، أصبحت محور اهتمام عشاق تنس الطاولة حول العالم، وتظهر بشكل كامل سحر وفاعلية بكين كـ"مدينة الألعاب الأولمبية الصيفية والشتوية". هذا المهرجان الرياضي الشامل الذي يجمع بين المنافسة والثقافة والاستهلاك، يدفع تعميق العمل التجريبي لاقتصاد الفعاليات الرياضية، مما يضخ طاقة قوية في بناء بكين كمدينة مركزية للاستهلاك الدولي.
قال تشو قوانغ ياو، من إدارة تجارة الخدمات والخدمات التجارية بوزارة التجارة الصينية: "لقد وفر معرض الصين الدولي لتجارة الخدمات هذا العام منصة فعالة للتواصل والتعاون بين جميع الأطراف المشاركة، وفتح فرصا نشيطة لتطوير السوق، كما ساهم بشكل إيجابي في تعزيز التنمية العالية الجودة لتجارة الخدمات وبناء اقتصاد عالمي مفتوح." وأضاف تشو أن وزارة التجارة الصينية وبلدية بكين ستواصلان بشكل مستمر العمل بحزم مع جميع الدوائر والحكومات المحلية، لتطوير معرض الصين الدولي لتجارة الخدمات ذي التأثير العالمي.