مال واقتصاد < الرئيسية

انطلاق طريق الحرير الجديد.. جولة في معرض الصين والدول العربية

: مشاركة
2025-10-21 13:09:00 الصين اليوم:Source قوه هوان ياو:Author

أقيمت في الفترة من الثامن والعشرين إلى الحادي والثلاثين من أغسطس 2025، الدورة السابعة لمعرض الصين والدول العربية في مدينة ينتشوان بمنطقة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية هوي، تحت شعار "الابتكار، الأخضر، الازدهار"، مع اختيار دولة الإمارات العربية المتحدة كضيف شرف. شارك في المعرض أكثر من 7600 ضيف من مختلف أنحاء الصين و75 دولة ومنطقة، بينها 22 دولة عربية، بالإضافة إلى ممثلين عن أكثر من 2200 جمعية تجارية وشركة. بلغ إجمالي عدد زوار مركز المعارض 5ر294 ألفا، وبلغت قيمة المبيعات في موقع المعرض 139 مليون يوان (الدولار الأمريكي يساوي 1ر7 يوانات تقريبا حاليا). وبالتزامن مع المعرض، تم تنظيم أكثر من أربعين فعالية لتعزيز الاستثمار، شملت لقاءات للتشاور التجاري واجتماعات لنقل التكنولوجيا، وأسفرت عن 331 نتيجة تعاون، مع توقيع صفقات مبدئية بقيمة 75ر107 مليارات يوان.

تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري لتحقيق التنمية والازدهار المشترك

ضم المعرض ستة أجنحة رئيسية، هي: جناح الدول المشاركة في بناء "الحزام والطريق"، وجناح التعاون الاقتصادي الإقليمي، وجناح المؤسسات المملوكة للدولة والمدارة مركزيا، وجناح الطاقة النظيفة، وجناح الاقتصاد الرقمي، وجناح المنتجات المميزة. وداخل جناح الدول المشاركة في بناء "الحزام والطريق"، شهدت أجنحة مصر واليمن وسوريا والصومال إقبالا كبيرا من الزوار.

في جناح شركة الحرف اليدوية العربية اليمنية، الذي بلغت مساحته 72 مترا مربعا، عرضت الشركة سجاجيد فاخرة بزخارف بديعة، وأزياء تقليدية أنيقة، ومجموعة متنوعة من الحلي الدقيقة الصنع. وانتشر في أرجاء الجناح عبق القهوة والبهارات، كما ترددت الموسيقى اليمنية الجميلة، مما خلق أجواء ثقافية مميزة جذبت الزوار. قال العارض اليمني رشاد الحبابي، إن شركته متخصصة في إنتاج وبيع الأعمال اليدوية المتنوعة، ولها فرع في مدينة تشينغداو بمقاطعة شاندونغ. وأضاف: "هذه هي المرة الثانية التي أشارك فيها في معرض الصين والدول العربية، والذي حافظ على تقليده في استقطاب عدد كبير من العارضين من دول آسيا وأفريقيا. ومن الجدير بالذكر أن الحكومة الصينية قدمت سياسات ضريبية تفضيلية لدعم الشركات الأجنبية المشاركة في المعرض."

أمام الجناح المصري، جذبت اللوحات الفنية الفريدة والمصابيح الملونة والأواني المتنوعة أنظار العديد من الزوار الصينيين الذين توقفوا للتأمل فيها. قال العارض المصري محمد، الذي شارك في المعرض في أعوام 2015 و2017 و2019 على التوالي، وكانت هذه هي مشاركته الرابعة: "نأمل في توسيع التعاون بين الشركات المصرية والصينية من خلال منصة معرض الصين والدول العربية."

في الثامن والعشرين من أغسطس، افتتح جناح الإمارات الذي يقع في القاعة "A" بمركز ينتشوان الدولي للمؤتمرات والمعارض، بحضور حسين الحمادي سفير دولة الإمارات لدى الصين، وعبد الله آل صالح وكيل وزارة الاقتصاد والسياحة.

اختيرت دولة الإمارات العربية المتحدة ضيف شرف في معرض الصين والدول العربية لهذا العام، فأبدعت في تصميم جناحها الوطني ليعكس ملامح الحداثة والتكنولوجيا. وشاركت في الجناح مجموعة من أبرز الشركات الإماراتية في قطاعات الزراعة واللوجستيات الجوية وتداول السلع الأساسية والطاقة النظيفة والصناعات المتقدمة، من بينها شركة "سلال" التابعة لشركة "القابضة" والمنطقة الحرة لمطارات أبوظبي ومركز دبي للسلع المتعددة وشركة أبوظبي لطاقة المستقبل وشركة الإمارات العالمية للألمنيوم. سعى الجناح إلى إظهار ما حققته الإمارات من إنجازات، وما تمتلكه من إمكانيات في تطوير الصناعات الحديثة والبنية التحتية، والابتكار في مجال الطاقة الخضراء.

قالت موظفة في الجناح: "يحمل جناح الإمارات شعار 'لا شيء مستحيل'، ويركز تصميمه على تسهيل المفاوضات التجارية." وأضافت: "في عام 2024، تجاوز حجم التبادل التجاري بين الصين والإمارات لأول مرة مائة مليار دولار أمريكي. وقد أولت وزارة الاقتصاد والسياحة الإماراتية أهمية كبيرة للمشاركة في هذه المعرض، آملة في تعزيز التبادل والتعاون بين الجانبين من خلال منصة المعرض، ومتطلعة إلى تحقيق نمو في حجم التبادل التجاري بنسبة 15% في عام 2025."

في اجتماع الترويج للتعاون الاقتصادي والتجاري الصيني- الإماراتي الذي عقد بالتزامن مع المعرض، تم التوقيع على أحد عشر مشروعا بين الجانبين في مجالات الطاقة والزراعة والخدمات اللوجستية، بقيمة إجمالية بلغت 408ر2 مليار يوان.

شهد المعرض هذا العام سلسلة من "الخطوات الأولى" مقارنة بالدورات السابقة. فقد نظم لأول مرة، بالتعاون مع الجمعية الصينية للمقاولين الدوليين فعالية لترويج للاستثمار في المناطق الصناعية والبنية التحتية في الخارج. كما أدرج لأول مرة اجتماع مجلس الرابطة الصينية- العربية للبنوك كفعالية دائمة للمعرض، لدفع بنك التنمية الصيني وصندوق التنمية الصيني- الأفريقي وغيرهما من المؤسسات المالية لدعم الشركات الموجهة نحو الأسواق الخارجية. كما نظم لأول مرة مؤتمر تنمية التعاون والابتكار بين الصين والدول العربية في "التجارة الإلكترونية على طريق الحرير"، بهدف بناء سوق عالمية للتجارة الإلكترونية قائمة على المنفعة المتبادلة والفوز المشترك. واختار لأول مرة 56 شركة صينية وأجنبية لتكون شريكة في التعاون الإستراتيجي مع معرض الصين والدول العربية، كما أضاف فعالية جديدة للتبادل بين الصين والدول العربية في مجالات المعايير وحقوق الملكية الفكرية.

تسريع الابتكار التكنولوجي لخلق مستقبل ذكي مشترك

في جناح الذكاء الاصطناعي، الذي أقيم لأول مرة في معرض الصين والدول العربية، عرضت كلاب روبوتية تركض وتقفز بمرونة، وروبوتات قادرة على التفاعل والحوار مع الزوار، وروبوتات شبيهة بالبشر تتجول حاملة صينية لتقديم المشروبات، بالإضافة إلى آلة أوتوماتيكية لصنع الفطائر تنتج وجبة خلال ثلاث دقائق فقط، وطائرات من دون طيار بأنواع وأحجام مختلفة، وروبوتات متخصصة للعلاج الطبيعي. تحولت المشاهد التي كانت تبدو من عالم الخيال العلمي إلى واقع ملموس أمام أعين الزوار.

شاركت في جناح الذكاء الاصطناعي 31 شركة رائدة صينية، من بينها شركة "هواوي" وشركة "زد تي إي" وشركة "تنسنت كلاود" وشركة يويشو (يونتري روبوتيكس) للتكنولوجيا وشركة "ديب روبوتيكس"، حيث قدمت شركة "هواوي" أحدث حلولها في مجالات الجيل الخامس والحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي، بينما ركزت شركة "زد تي إي" على معدات الاتصالات والبنية التحتية للشبكات ونتائج الابتكار في التحول الرقمي، وعرضت شركة "هاي ستارلينك"  أبرز التطورات في تقنيات الاتصال الفضائي والشبكات المتكاملة للأرض والجو والفضاء، بالإضافة إلى الكمبيوتر الكمي الصيني الفائق التوصيل من الجيل الثالث "أوريجن ووكونغ"، الذي طورته شركة "أوريجن كوانتوم" بشكل مستقل.

أمام جناح العرض، تفاعل العديد من الضيوف العرب مع الروبوتات وجربوا وظائفها، فيما لفتت المعروضات التكنولوجية انتباه مهندس تكنولوجيا المعلومات الفلسطيني مجاهد طبنجة، الذي زار ينتشوان ضمن دورة تدريبية للمسؤولين الزراعيين لإدارة الإنتاج الحيواني للدول العربية. وقال طبنجة: "تعرض هنا مجموعة واسعة من المنتجات التكنولوجية في مجالات الطاقة وتكنولوجيا المعلومات وغيرها، وهي مبهرة بحق، زرت جناح شركة 'هواوي' واشتريت بعض منتجاتها." وأضاف: "شاركنا أيضا قبل أيام في فعاليات تبادلية في مجال الزراعة واستفدنا منها كثيرا. هناك آفاق واعدة للتعاون بين الصين والدول العربية في مجالات الزراعة الرقمية والزراعة الذكية."

قال الأستاذ ضياء الدين صبرة، من المركز القومي للبحوث بمصر، حاملا بعض الأدوات المنزلية التي اشتراها من الشركات الصينية: "في عام 2023، حضرت الدورة السادسة لمعرض الصين والدول العربية. وبالمقارنة مع الدورة السابقة، أرى أن المعرض هذا العام أكبر من حيث المساحة وأكثر ثراء من حيث تنوع المعروضات."

في 29 أغسطس، عقد اجتماع الترويج والتنسيق لتقنيات الذكاء الاصطناعي ضمن فعاليات مؤتمر نقل التكنولوجيا والتعاون في مجال الابتكار خلال معرض الصين والدول العربية. وشارك في الاجتماع أكثر من 150 ممثلا للهيئات الحكومية والمؤسسات البحثية والشركات الرائدة في الصين والدول العربية، حيث تم عرض 15 إنجازا حديثا في مجالات النماذج اللغوية الكبيرة والبنية التحتية للذكاء الاصطناعي وأمن البيانات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في قطاعات الصحة والطب وتطوير المدن الرقمية وأنظمة الطاقة الكهربائية وقواعد البيانات الحيوية الذكية والسياحة الثقافية الرقمية.

شهد المعرض الإعلان عن مجموعة من الإنجازات البارزة، منها ((قائمة 500 إنجاز صيني- عربي في التكنولوجيا المتقدمة والقابلة للتطبيق)) و((تقرير آفاق التطور الصيني- العربي في توفير المياه لعام 2025)) و((نتائج مقارنة نظم المعايير للطاقة النظيفة بين الصين والدول العربية)) و((ميثاق التحالف الصيني- العربي للتعاون الطبي))، وتعكس هذه الإنجازات تحول المعرض من منصة تقليدية لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري إلى منصة عالية المستوى للتعاون الدولي تقوم على مواءمة القواعد وتبادل المعرفة وبناء آليات مشتركة بين الصين والدول العربية.

تعميق التبادل الثقافي والإنساني لبناء "جسر الصداقة"

كانت سوق مأكولات الدول المشاركة في بناء "الحزام والطريق" واحدة من أكثر أجنحة المعرض إقبالا، حيث اصطف أمامها الزوار في طوابير طويلة. اشتمل هذا الجناح المميز، الذي أقيم لأول مرة، على أكثر من 120 صنفا من الأطعمة الشهية من 34 دولة ومنطقة، بما في ذلك المأكولات المحلية التقليدية لمنطقة نينغشيا.

في جناح المغرب، كان شهاب وزميله منهمكين في تحضير "كرات البطاطس المغربية"، التي جذبت العديد من الزوار لتذوقها. قال شهاب: "نخلط البطاطس مع مجموعة من الخضراوات، ثم نضيف التوابل ونقلي الكرات."

يحمل شهاب اسما صينيا هو "شينغ يوي"، وهو طالب ماجستير في جامعة جياوتونغ بشانغهاي، وقد شارك كمتطوع في سوق المأكولات بجناح المغرب. قال: "أردت المشاركة في المعرض في عطلة الصيف هذه، لأنها فرصة رائعة للقاء الناس وإعداد الطعام المغربي لهم لتذوقه. كما أتاح المعرض فرصة سانحة للزوار للاطلاع على آخر المستجدات الصينية والعربية، وتمكين الشعب الصيني من التعرف على المنتجات العربية والاستماع إلى الموسيقى العربية والتمتع بمختلف أشكال التراث الثقافي المادي وغير المادي." وفي حديثه عن تجربة الدراسة في الصين، أعرب شهاب عن اهتمامه بالثقافة الصينية ورغبته في الدراسة في هذا البلد منذ مدة طويلة. وأكد على الروابط السياسية والاقتصادية الوطيدة بين الصين والمغرب، مشيرا إلى الجهود المشتركة للحكومتين لتعزيز برامج التبادل الطلابي والثقافي. وقال: "آمل في المستقبل أن أعمل في مجال التعاون بين الصين والمغرب، وأن أساهم في توطيد العلاقات الودية بين البلدين."

جاء السيد تشاو من مدينة ينتشوان مع أسرته إلى سوق المأكولات، حاملا الحقائب الجلدية والأعمال اليدوية التي اشتراها للتو من جناح المنتجات المميزة. قال: "فتح هذا المهرجان، الذي تحتضنه مدينتنا، آفاقنا بشكل كبير، فرأينا الكثير من الغرائب التي لم نرها من قبل، وتذوقنا أطباقا من مختلف المناطق. يشكل المعرض منصة واسعة للتبادل بين الصين والدول العربية، حيث يتحسن التفاهم بين الناس من خلالها."

معرض الصين والدول العربية ليس منصة مهمة للتبادل التجاري والتعاون التكنولوجي فحسب، وإنما أيضا "جسر صداقة" يربط بين الحضارتين الصينية والعربية. كما قال حسين حسن حمو، مسؤول الجمارك العراقي، بعد زيارته للمعرض: "هذه هي المرة الأولى التي أزور فيها منطقة نينغشيا الجميلة. الناس ودودون ومضيافون مما يجعلني أشعر وكأنني في بلدي. أريد أن أبقى هنا وقتا أطول."

في المعرض، تفاعل المسؤولون الحكوميون وممثلو الشركات والطلاب الشباب من الصين والعالم العربي وجها لوجه. في كل تذوق للطعام وفي كل حديث ودي، تتضاءل المسافات بين القلوب ويترسخ التفاهم ويتعمق التآلف بين الشعبين الصيني والعربي.

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

互联网新闻信息服务许可证10120240024 | 京ICP备10041721号-4