مال واقتصاد < الرئيسية

المناطق التجريبية الشاملة للتجارة الإلكترونية العابرة للحدود في عشر سنوات

: مشاركة
2025-06-23 14:49:00 الصين اليوم:Source هونغ يونغ:Author

منذ إنشائها قبل عشر سنوات، أصبحت المناطق التجريبية الشاملة للتجارة الإلكترونية العابرة للحدود محركا مهما يدفع تحويل نمط التجارة الخارجية الصينية والارتقاء بمستواها. في عام 2015، تأسست أول منطقة تجريبية شاملة للتجارة الإلكترونية العابرة للحدود في مدينة هانغتشو، الأمر الذي حل مشكلة نظامية في تطور التجارة الإلكترونية العابرة للحدود، مع استكشاف أنماط مبتكرة في المراقبة والإدارة. من التصميم على المستوى الأعلى والمتمثل في "الأنظمة الستة والمنصتين" إلى سلسلة من السياسات الابتكارية، توفر المناطق التجريبية الشاملة للتجارة الإلكترونية العابرة للحدود ضمانا مؤسسيا للصفقات والدفع وتداول البضائع وغيرها من الحلقات في التجارة الإلكترونية، وشكّلت تجارب قابلة للاستنساخ والتعميم تدريجيا. بعد عشر سنوات من التطور، توسعت المناطق التجريبية الشاملة للتجارة الإلكترونية العابرة للحدود من مدينة تجريبية واحدة إلى 165 مدينة تجريبية في إحدى وثلاثين منطقة إدارية على مستوى المقاطعة في أنحاء الصين، مما دفع تحسين هيكل التجارة الخارجية ونمو حجمها.

المصدر التاريخي والاستكشاف والتعميم

يمكن القول إن سياسة المناطق التجريبية الشاملة للتجارة الإلكترونية العابرة للحدود نبعت من الحاجة الملحة لتحويل نمط التجارة الخارجية والارتقاء بمستواها، بعد انضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية. مع التطور السريع للتجارة الإلكترونية العالمية والإصلاح العميق لأنماط التجارة الدولية في عام 2010 تقريبا، ظهرت مشكلات أنماط التجارة الخارجية التقليدية مثل انخفاض فعالية التخليص الجمركي وارتفاع تكلفة امتثال المؤسسات الاقتصادية للقواعد وصعوبة دخول المؤسسات الاقتصادية المتوسطة والصغيرة الحجم إلى السوق الدولية، وغيرها. من أجل مواجهة هذه التحديات، أطلقت لجنة الدولة للتنمية والإصلاح في عام 2012، الأعمال التجريبية لـ"المدن النموذجية للتجارة الإلكترونية على المستوى الوطني"، حيث اختارت خمس مدن وهي: تشنغتشو وشانغهاي وتشونغتشينغ وهانغتشو ونينغبوه، كأول دفعة من المدن التجريبية، لاستكشاف الأساليب المبتكرة للمراقبة والإدارة والدفع وتسوية الحسابات ونظام تداول البضائع للتجارة الإلكترونية.

أقامت هذه المدن التجريبية سلسلة من الأنماط المبتكرة من خلال الممارسات. على سبيل المثال، اعتمدت مدينة تشنغتشو على المنطقة الاقتصادية بمطار تشنغتشو للقيام بتجربة "التجارة الإلكترونية" أولا، لتقصير وقت تداول البضائع العابر للحدود بشكل كبير من خلال تخزين البضائع في المستودعات الجمركية مقدما. أما مدينة شانغهاي، فجربت التخليص الجمركي غير الورقي للصادرات، مما قلل الوقت الذي تستغرقه المؤسسات الاقتصادية في تقديم طلبات التصريح الجمركي من يومين إلى عشر دقائق، فقدمت تسهيلات كبيرة للتجارة الإلكترونية العابرة للحدود.

في أغسطس عام 2013، أصدر ديوان مجلس الدولة الصيني ((مقترحات بشأن تنفيذ السياسات المتعلقة بدعم صادرات التجزئة للتجارة الإلكترونية العابرة للحدود))، التي ترمز إلى بدء بناء منظومة سياسات التجارة الإلكترونية العابرة للحدود، وطرحت سلسلة من الإجراءات الابتكارية لحل المشكلات الثلاث التي تواجه صادرات التجزئة للتجارة الإلكترونية العابرة للحدود، والمتمثلة في صعوبات التسوية بالعملات الأجنبية واسترداد الضريبة والتخليص الجمركي. وتنص هذه الوثيقة على إقامة نمط جديد لمراقبة وإدارة الجمارك وتبسيط عملية التخليص الجمركي ورفع فعاليتها؛ والسماح للمؤسسات الاقتصادية التي تعمل في صادرات التجزئة للسلع التي تستوفي الشروط المطلوبة، بالتمتع بسياسات الإعفاء من ضريبة القيمة المضافة وضريبة الاستهلاك، واستكشاف أساليب تحديد وتحصيل ضريبة الدخل، وتخفيض أعباء الضرائب للمؤسسات الاقتصادية؛ ودعم مؤسسات الدفع من قبل طرف ثالث في توفير خدمات تسوية الحسابات بالعملات المحلية والأجنبية للتجارة الإلكترونية العابرة للحدود، لحل مشكلة تسوية الحسابات. إن تنفيذ هذه السياسات يوفر ضمانا مؤسسيا لتطور التجارة الإلكترونية العابرة للحدود، مما يضمن امتثال المراقبة والإدارة للقواعد. مثلا، تنفذ المؤسسات الاقتصادية التجريبية في مدينة تشنغتشو إجراءات التصريح الجمركي وتداول البضائع وبيانات الدفع على منصة "النافذة الواحدة"، مما يختصر وقت استرداد الضريبة من شهور إلى 72 ساعة، ويرفع فعالية المؤسسات الاقتصادية وقدرتها على تداول رأس المال بشكل ملحوظ.

مع التطور المزدهر للتجارة الإلكترونية العابرة للحدود، تتحسن منظومة السياسات الصينية في مجالات الضرائب والمراقبة والإدارة والدفع وغيرها، ويتسارع تعميم المناطق التجريبية الشاملة للتجارة الإلكترونية العابرة للحدود، مما يهيئ بيئة تجارية أسهل للمؤسسات الاقتصادية، ويساعد على دفع تحول نمط التجارة الخارجية الصينية والارتقاء بمستواها. إن توسيع المناطق التجريبية الشاملة للتجارة الإلكترونية العابرة للحدود، يعزز استفادة كل أنحاء الصين من تلك السياسات بشكل كبير، حيث أصبحت هانغتشو أول مدينة تجريبية في عام 2015. وفي عام 2024، توسعت الدفعة السابعة من المناطق التجريبية الشاملة للتجارة الإلكترونية العابرة للحدود إلى 165 مدينة في كل مقاطعات ومناطق الصين، مما يعزز التنمية المتوازنة للتجارة الخارجية الإقليمية. إن أداء المناطق التجريبية الشاملة للتجارة الإلكترونية العابرة للحدود في وسط وغربي الصين بارز بشكل ملحوظ. على سبيل المثال، أصبحت منطقة تشنغتشو التجريبية الشاملة للتجارة الإلكترونية العابرة للحدود أكبر مركز لتجارة مستحضرات التجميل للتجارة الإلكترونية العابرة للحدود في الصين من خلال السياسات الداعمة، وتجاوز حجم الواردات في المستودعات الجمركية ستين مليار يوان (الدولار الأمريكي يساوي 2ر7 يوانات تقريبا حاليا) في عام 2023. وقد أنشأت منطقة تشونغتشينغ التجريبية الشاملة للتجارة الإلكترونية العابرة للحدود، شبكة لتداول البضائع عبر السكة الحديدية بين أوروبا وآسيا، من خلال خط سكك حديد الصين- أوروبا، لتسريع التوسع الدولي للمؤسسات الاقتصادية المحلية.

في السنوات الأخيرة، حققت المناطق التجريبية الشاملة للتجارة الإلكترونية العابرة للحدود إنجازات بارزة في مجال ابتكار السياسات، حيث شكّلت سلسلة من التجارب القابلة للاستنساخ والتعميم من خلال إقامة "الأنظمة الستة والمنصتين" والاستكشاف المستمر في مجالات النظام والإدارة والخدمات، مما أضاف قوة محركة جبارة إلى تطور التجارة الإلكترونية العابرة للحدود.

إن "الأنظمة الستة والمنصتين"، وهي الإطار الجوهري للابتكار في سياسات المناطق التجريبية الشاملة للتجارة الإلكترونية العابرة للحدود، تشتمل على أنظمة التشارك في المعلومات والخدمات المالية والتداول الذكي للبضائع والمصداقية في التجارة الإلكترونية والإحصاء والمراقبة والوقاية من المخاطر والسيطرة عليها، ومنصة الخدمات الشاملة على شبكة الإنترنت ومنصة المناطق الصناعية. يحقق نظام التشارك في المعلومات "التعاون بين أطراف متعددة في معالجة كل تصريح جمركي من قبل المؤسسات الاقتصادية" من خلال جمع وتنظيم بيانات مختلف الهيئات، مثل الجمارك والضرائب والعملات الأجنبية. مثلا، قلصت منصة "النافذة الواحدة" لمنطقة هانغتشو التجريبية الشاملة للتجارة الإلكترونية العابرة للحدود وقت التخليص الجمركي من 24 ساعة إلى 5ر1 ساعة، وعممت هذا النمط إلى عديد من المدن في الصين. أما نظام الخدمات المالية، فقد حقق ابتكارا في النمط المالي لسلسلة التوريد للتجارة الإلكترونية العابرة للحدود، الأمر الذي يتيح للمؤسسات الاقتصادية طلب القروض باستخدام مخزون المستودعات خارج الصين وبيانات الطلبيات. وبفضل هذا النمط، حصلت شركة في شنتشن على استثمار بقيمة ثلاثين مليون يوان، وخفضت التكلفة بنسبة 3%. ويدفع نظام التداول الذكي للبضائع بناء المستودعات خارج الصين، وقد أنجز بناء أكثر من ألفي مستودع خارج الصين بحلول عام 2023، وتحسنت كفاءة نقل وتوزيع البضائع بشكل ملحوظ.

التطور الابتكاري والممارسات المحلية

مدينة هانغتشو، وهي أول منطقة تجريبية شاملة للتجارة الإلكترونية العابرة للحدود في الصين، أنشأت الإطار الجوهري المتمثل في "الأنظمة الستة والمنصتين" اعتمادا على نمط التنمية المتمثل في "التصميم على المستوى الأعلى+ الابتكار في الأنظمة+ تجميع الصناعات"، فأضحت منبع الابتكار في أنظمة التجارة الإلكترونية العابرة للحدود في الصين. من خلال أسلوب "الممارسة المحلية- التعميم في البلاد- التصدير إلى العالم"، لا تدفع هانغتشو الارتقاء الشامل بمستوى بناء المناطق التجريبية الشاملة للتجارة الإلكترونية العابرة للحدود في الصين فحسب، وإنما أيضا تقدم نماذج تطبيقية يمكن أن تستفيد منها المناطق التجريبية الشاملة الأخرى، كما أدرجت الحكومة الصينية تجارب هانغتشو ضمن طرق التعميم في البلاد، وعممت هذه التجارب في السوق الدولية، مما يبرز الحكمة الصينية التي تقود تطور التجارة الإلكترونية العابرة للحدود في العالم.

في الوقت نفسه، استكشفت المناطق التجريبية الشاملة للتجارة الإلكترونية العابرة للحدود أنماط تطور متنوعة ومختلفة، وفقا لمزايا مواردها وخصائص صناعاتها، لإضافة قوة محركة ابتكارية إلى قطاع التجارة الإلكترونية العابرة للحدود، وتقديم نماذج تطبيقية قابلة للتعميم على نطاق الصين.

أقامت منطقة شنتشن التجريبية الشاملة للتجارة الإلكترونية العابرة للحدود نمط "التجارة الإلكترونية العابرة للحدود+ سلسلة التوريد+ المستودعات خارج الصين"، اعتمادا على القدرة التصنيعية والابتكارية لمنطقة هواتشيانغبي لصناعة منتجات 3C (الكمبيوتر والاتصالات والإلكترونيات الاستهلاكية)، فأضحت مركزا مهما لتصدير المنتجات الإلكترونية الاستهلاكية في العالم. وفقا لمزايا منتجات 3C المتمثلة في التجديد السريع وفعالية تداول البضائع المرتفعة، أطلقت مدينة شنتشن نمط "مراقبة وإدارة صادرات مؤسسات B2B الاقتصادية للتجارة الإلكترونية العابرة للحدود (9710)" الذي يتيح للمؤسسات الاقتصادية تصدير كمية كبيرة من المنتجات إلى المستودعات خارج الصين، لتحسين فعالية تداول البضائع. على سبيل المثال، بفضل هذا النمط، استطاعت شركة دي جيه آي (DJI) للطائرات بدون طيار إرسال منتجاتها إلى المستودعات في أوروبا وأمريكا الشمالية، وبذلك فإنها لم تحقق توصيل البضائع إلى العملاء خلال يومين من تقديم الطلب فحسب، وإنما أيضا ارتفعت سرعة الاستجابة لطلب خدمات ما بعد البيع، مما يحسن تجربة العملاء بشكل كبير. في الوقت نفسه، ابتكرت مدينة شنتشن "القرض الرقمي" الذي يتيح للمؤسسات الاقتصادية تقديم طلب القروض اعتمادا على بيانات البيع على منصة التجارة الإلكترونية العابرة للحدود، مما يحل مشكلة صعوبة التمويل للمؤسسات الاقتصادية المتوسطة والصغيرة الحجم في التجارة الإلكترونية. بحلول عام 2023، تم من خلال هذا النمط تقديم أكثر من ثمانية مليارات يوان من القروض لأكثر من خمسمائة مؤسسة اقتصادية، ومنها شركة منتجة لسماعات البلوتوث نجحت في تسريع بحث وتطوير المنتجات وفتح السوق استفادة من التمويل، وبلغت نسبة زيادة دخلها السنوي 300%.

منطقة إيوو التجريبية الشاملة للتجارة الإلكترونية العابرة للحدود هي أكبر مركز لتوزيع السلع الصغيرة في العالم، وابتكرت نمط التصدير المتمثل في "الشراء في السوق+ التجارة الإلكترونية العابرة للحدود"، حيث أقامت مدينة إيوو نظام "التخليص الجمركي الرقمي للطرود العابرة للحدود" لتصدير السلع الصغيرة مثل أدوات الزينة والكتابة بالكميات المطلوبة، الأمر الذي خفض تكلفة التصريح الجمركي من 25 يوان/ كل مرة إلى 5ر0 يوان/ كل مرة، وخفف أعباء المؤسسات الاقتصادية المتناهية الصغر والصغيرة بشكل كبير. في مجال تداول البضائع، أطلقت مدينة إيوو خط إيشينأو (إيوو- شينجيانغ- أوروبا) للسكك الحديدية للتجارة الإلكترونية العابرة للحدود لإرسال السلع إلى المستودعات في أوروبا عبر السكك الحديدية، الأمر الذي يقلل وقت النقل خمسة عشر يوما مقارنة مع النقل البحري، بينما لا تتجاوز التكلفة 40% من تكلفة النقل الجوي. في الوقت نفسه، تدفع مدينة إيوو "توجيه ماركات السلع الصغيرة نحو الخارج" من خلال التسويق عبر البث المباشر، حيث يروج مذيعو البث المباشر للتجارة الإلكترونية العابرة للحدود منتجات إيوو عبر منصات التواصل الاجتماعي مثل تيك توك، الأمر الذي ضاعف حجم مبيعات زينة عيد الميلاد والمنتجات الثقافية والابتكارية في أسواق أوروبا وأمريكا الشمالية.

أما منطقة تشنغتشو التجريبية الشاملة للتجارة الإلكترونية العابرة للحدود، فطورت نمط التجارة الإلكترونية في المستودعات الجمركية ومركز توزيع الواردات الاستهلاكية، استفادة من المطار ومركز تداول البضائع في المستودعات الجمركية وغيرهما من المنشآت التحتية، حيث أطلقت تشنغتشو نمط "الواردات في المستودعات الجمركية (1210)" الذي يجعل السلع الأجنبية تدخل مستودع تشنغتشو الجمركي مقدما، وإذا قدم المستهلك طلبا لهذه السلع، يمكنه أن يحصل عليها في اليوم التالي. يحسن هذا النمط عملية تداول البضائع بشكل ملحوظ، بينما يجذب الماركات في العالم لتسريع تخطيط السوق في وسط وغربي الصين. على سبيل المثال، قلصت ماركة جي إم سولوشن (JM Solution) الكورية لمستحضرات التجميل وقت تداول البضائع من 15 يوما إلى 48 ساعة من خلال قنوات سلسلة التوريد في تشنغتشو، وحققت زيادة حجم المبيعات بخمسة أضعاف. بالإضافة إلى ذلك، فتحت تشنغتشو الخط الخاص للتجارة الإلكترونية العابرة للحدود، الذي يوفر خدمات الشحن لأكثر من مائة ألف طن من واردات المنتجات الطازجة والكماليات كل سنة، فأصبحت تشنغتشو مركزا مهما لتوزيع السلع في منطقة وسط وغربي الصين.

تستفيد منطقة نينغبوه التجريبية الشاملة للتجارة الإلكترونية العابرة للحدود من ميزة ميناء تشوشان، وهو أكبر ميناء في العالم، لإقامة نمط خاص يتمثل في "المتجر في الأمام والمستودع في الخلف"، حيث يمكن للمستهلك أن يختار البضائع المخزنة في المستودعات الجمركية في متجر حقيقي، ثم يقوم بالتخليص الجمركي السريع للبضائع في المستودع الجمركي وتوصيلها بسرعة. بفضل هذا النمط، حققت منتجات الرعاية الصحية بماركة "سويس" الأسترالية نتيجة ممتازة متمثلة في تجاوز حجم المبيعات السنوي 5ر1 مليار يوان. وفي مجال التصدير، اعتمدت نينغبوه شبكة المستودعات الجمركية خارج الصين لتقدم خدمات كاملة من التخزين والتوصيل وما بعد البيع للمؤسسات الاقتصادية المتوسطة والصغيرة، وتساعد المنتجات المحلية ذات المزايا مثل الأثاث والأجهزة الكهربائية المنزلية على رفع قدرتها التنافسية الدولية. على سبيل المثال، خفض نمط المستودعات الجمركية لشركة لقه المساهمة بمدينة نينغبوه تكلفة تداول البضائع للبائعين المتوسطين والصغار، مما قلل نسبة إعادة منتجات الأثاث الأمريكية من 18% إلى 5%.

ثمار الممارسات وآفاق المستقبل

منذ إنشائها، دفعت المناطق التجريبية الشاملة للتجارة الإلكترونية العابرة للحدود النمو الاقتصادي الإقليمي وارتقاء مستوى الصناعات المحلية بشكل ملحوظ، من خلال الابتكار في السياسات ودعم الصناعات، ولعبت دورا مهما في تطوير التجارة الخارجية الصينية ورفع قدرتها التنافسية الدولية. في مجال النمو الاقتصادي، خفضت المناطق التجريبية الشاملة للتجارة الإلكترونية العابرة للحدود في أنحاء الصين تكلفة امتثال المؤسسات الاقتصادية للقواعد، وتدفع توسيع حجم أعمال التجارة الإلكترونية العابرة للحدود من خلال تحسين إجراءات التخليص الجمركي والتسوية بالعملات الأجنبية وغير ذلك، لتثبيت الوضع الأساسي للتجارة الخارجية، وأصبحت محركا جديدا للتنمية الاقتصادية. في عام 2023، بلغت مساهمة الـ165 منطقة تجريبية شاملة للتجارة الإلكترونية العابرة للحدود في أنحاء الصين في حجم صادرات وواردات التجارة الإلكترونية العابرة للحدود 38ر2 تريليون يوان، ووصلت نسبتها في التجارة الخارجية للصين إلى 5%، وبلغت نسبة مساهمة منطقة هانغتشو التجريبية الشاملة للتجارة الإلكترونية العابرة للحدود في نمو الناتج المحلي الإجمالي للمدينة 8ر1%.

على المستوى العالمي، تبنت المنظمات الدولية ابتكارات المناطق التجريبية الشاملة للتجارة الإلكترونية العابرة للحدود في التخليص الجمركي الرقمي ونمط المراقبة والإدارة وغير ذلك، مما يعزز حق التعبير للصين في وضع قواعد التجارة الإلكترونية العابرة للحدود بشكل كبير. وفقا لتخطيط المستودعات الجمركية البالغ عددها أكثر من ألفين خارج الصين، دفعت المناطق التجريبية الشاملة للتجارة الإلكترونية العابرة للحدود التقدم من "صنع في الصين" إلى "الماركات الصينية"، لمساعدة الصين على القفز من مصنع العالم إلى مركز التجارة الرقمية العالمي.

تطلعا إلى المستقبل، ستلعب المناطق التجريبية الشاملة للتجارة الإلكترونية العابرة للحدود دورا مهما في التجارة الرقمية العالمية. مع تعميق ((اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة الإقليمية)) وتسريع الابتكار التكنولوجي، من المتوقع أن تحتل التجارة الإلكترونية العابرة للحدود 25% من حجم التجارة الخارجية الصينية بحلول عام 2030. ويجب علينا أن نبذل مزيدا من الجهود لدفع الربط مع القواعد الدولية وبناء سلسلة التوريد الخضراء وإعداد الأكفاء في المستقبل، لتحقيق سلسلة التوريد الذكية والتنمية المستدامة للبيئة الإيكولوجية. ويجب على الحكومة والمؤسسات الاقتصادية والأوساط الأكاديمية أن تتعاون في دفع تقدم المناطق التجريبية الشاملة للتجارة الإلكترونية العابرة للحدود إلى التنمية العالية الجودة معا، لتقديم مزيد من "الحلول الصينية" للتجارة العالمية.

--

هونغ يونغ، باحث مشارك في مركز أبحاث التجارة الإلكترونية بمعهد التجارة الدولية والتعاون الاقتصادي التابع لوزارة التجارة الصينية.

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

互联网新闻信息服务许可证10120240024 | 京ICP备10041721号-4