مال واقتصاد < الرئيسية

التربية الذكية للأسماك

: مشاركة
2020-08-18 14:57:00 الصين اليوم:Source وي هونغ تشن:Author

إنترنت الأشياء مصطلح جديد له علاقة بالعلوم والتكنولوجيا؛ أما تربية الأسماك، فيراها الناس أسلوب إنتاج زراعي تقليديا يعتمد على الظروف الطبيعية، وليس ثمة علاقة مباشرة بين إنترنت الأشياء وتربية الأسماك. ولكن بالنسبة للسيد شن يون جيان، الذي يعمل في تربية الأسماك منذ أربع عشرة سنة، فإنه ينعم بنوم هادئ بفضل إنترنت الأشياء.

شن يون جيان ابن قرية تشيويشي في بلدة تشونغقوان التابعة لمحافظة دتشينغ في مدينة هوتشو بمقاطعة تشجيانغ، البالغ من العمر أكثر من خمسين سنة، يربي هو وزوجته الأسماك في أحواض مساحتها سبعون مو (الهكتار يساوي 15 مو) بأسلوب التعاقد. تربية السمك هي مصدر رزق نحو نصف سكان قرية تشيويشي. يربي شن يون جيان وزوجته الأسماك في أحواض مكشوفة بأسلوب التربية التقليدي اعتمادا، على الخبرة والحدس، مثلما يفعل الآخرون من أبناء قريته.

إنّ تفقد أحواض تربية السمك في الليل، من أهم أعمال مربي الأسماك، لأن الأكسجين في حوض الأسماك ينتج عن عملية التمثيل الضوئي للطحالب، وتنخفض كمية الأكسجين التي يحتوي عليها الماء كثيرا في الليل، مما يؤثر على نمو الأسماك، وقد يؤدي إلى موت عدد كبير من الأسماك في الحوض. لذلك، يجب على مربي الأسماك فحص أحواض السمك في الليل وتعديل مضخة التهوية في أي وقت لضمان إمدادات الأكسجين.

كان شن يون جيان وزوجته يقومان بالجولة التفقدية لأحواض الأسماك مرة كل ساعتين أو ثلاث ساعات. قال: "في الصيف، لا يمكن أن أنام بطمأنينة طول الليل، خوفا من نقص الأكسجين في الماء وعدم معالجة الأمر في حينه."

الآن، يمكن للسيد شن يون جيان معرفة كمية الأكسجين في الماء ودرجة حرارة الماء في كل حوض في أي وقت. الأكثر من ذلك، أنه يستطيع التحكم في مفتاح جهاز زيادة الأكسجين عن بعد عبر تطبيق على هاتفه النقال، فلم يعد بحاجة إلى القيام بجولاته التفقدية للأحواض. يرجع الفضل في ذلك إلى تقنية إنترنت الأشياء التي استوردتها حكومة محافظة دتشينغ من أجل تعميم الزراعة والتربية الرقمية، بهدف مواجهة الصعوبات التي تواجه صناعة تربية الأسماك التقليدية وتحقيق التحول من التربية التقليدية إلى التربية الذكية للأسماك.

الأسلوب الذكي في تربية الأسماك

بلدة لينغهو غير البعيدة عن محافظة دتشينغ هي أول بلدة في مقاطعة تشجيانغ حاولت تربية الأسماك عبر إنترنت الأشياء. في عام 2016، قرر الدكتور شن جيه خريج الأكاديمية الصينية للعلوم الاستقالة من عمله ذي الراتب الكبير، وعاد إلى مسقط رأسه بلدة لينغهو بمدينة هوتشو حاملا تقنية إنترنت الأشياء المتقدمة، حيث يكابد الكبار من أسرته الصعوبات في تربية الأسماك. فأسس الدكتور شن جيه شركة تشينغيويتانغ المحدودة للعلوم والتكنولوجيا الزراعية، لبناء منصة إنترنت الأشياء التي تغطي العاملين في تربية الأسماك ومصانع الأعلاف وقنوات البيع والأجهزة المالية وغيرها، من أجل إعادة هيكلة قطاع تربية الأسماك في كافة حلقاته؛ من التربية والبيع إلى التمويل.

قال د. شن جيه: "شبكة إنترنت الأشياء ليست تقنية منفردة، بل هي نمط إبداعي شامل. يتطلب تطبيقها الحقيقي الجمع بين التقنية والصناعة." ويرى شن جيه أن تربية الأسماك صناعة واعدة، وإن كانت تواجه مشكلة هيكلية في جانب العرض، فإنها ملائمة لتطور شبكة إنترنت الأشياء، مؤكدا أن شبكة إنترنت الأشياء ستحقق إنجازا جبارا في رفع قيمة صناعة تربية الأسماك.

الماء أهم شيء في تربية الأسماك، لأن كمية الأكسجين ودرجة الحموضة وكمية الأمونيا والنتروجين في الماء وغيرها تؤثر في نمو الأسماك. فيُعد تعديل جودة الماء مفتاح النمو السليم للأسماك. انكب الدكتور شن على بحث وتطوير منصة ذكية لإدارة المنتجات المائية، اعتمادا على تقنية إنترنت الأشياء. وهي تشتمل على وضع جهاز استشعار في حوض الأسماك، وربطه بمركز المراقبة والتحكم في حاضرة المحافظة.

من الإرهاق بالعمل الفكري والجسمي إلى توفير المال والجهود والأدمغة

جهاز الاستشعار الذي يبدو مثل صندوق صغير، يجمع البيانات عبر خط استشعار ممتد في الماء وينقلها إلى تطبيق الهاتف النقال، مما يمكن الطرف الخلفي من معرفة كمية الأكسجين في الماء ويحقق مراقبة جودة المياه على شبكة الإنترنت وتحليل أحوال الأسماك عبر البيانات الكبرى والوقاية من الآفات الزراعية وإبادة الحشرات الضارة. إذا قلت كمية الأكسجين في الماء عن المعيار المحدد، يطلق الهاتف النقال صافرة تنبيه. بالإضافة إلى ذلك، يوجد شخصان متخصصان مناوبان في وحدة الطرف الخلفي يراقبان البيانات على مدار الساعة، ويتم إبلاغ مربي الأسماك فورا بالبيانات، وهنا يقوم مربي الأسماك بتشغيل أجهزة زيادة الأكسجين عبر هاتفه النقال.

قال السيد جين هوي، المدير العام لشركة دتشينغ الفرعية التابعة لشركة تشينغيويتانغ، إن خدمة مراقبة جودة الماء عبر شبكة إنترنت الأشياء لا تقلل نسبة موت الأسماك إلى واحد في الألف وتخفف عبء الجولات الليليلة عن مربي الأسماك فحسب، وإنما أيضا تخفض استهلاك الكهرباء بنسبة أكثر من 15%، وتزيد حجم الإنتاج بنسبة 10%، وبالتالي زيادة عائد كل مو بنحو ألفي يوان.

في الحقيقة، إن شبكة إنترنت الأشياء لم تغير أسلوب تربية الأسماك الذي يتبعه العاملون في تربية الأسماك منذ عشرات السنين فحسب، إنما أيضا امتد إلى كل السلسلة الصناعية الشاملة لصناعة تربية الأسماك التقليدية، حيث يتعاونون مع منصة شبكة إنترنت الأشياء في تحديد سعر الشراء المعقول، وتشتري المنصة أسماكهم عند بوابتهم مباشرة، وتقدم لهم خدمات التنبؤ بتغيرات سوق الأسماك وإرشاد تربية الأسماك.

زيادة حجم الإنتاج وحماية البيئة معا

في عام 2018، أدخلت حكومة دتشينغ من بلدة لينغهو أسلوب تربية الأسماك عبر تقنية إنترنت الأشياء. قال السيد تشانغ دونغ شنغ، نائب رئيس قسم الصناعة الريفية ومعلومات السوق لمصلحة الزراعة والريف بمحافظة دتشينغ، إن حكومة المحافظة اشترت الأجهزة عن طريق مناقصة، وأتاحت استخدام الأجهزة مجانيا للقائمين بتربية الأسماك. بلغ عدد العاملين في تربية الأسماك المسجلين بهذه المنصة أكثر من خمسين ألفا، ويستخدم أكثر من سبعة آلاف منهم خدمة مراقبة جودة الماء عبر شبكة إنترنت الأشياء، ومنهم أكثر من ثلاثة آلاف من محافظة دتشينغ. يلعب تطبيق تقنية شبكة إنترنت الأشياء دورا هاما في تطوير صناعة تربية الأسماك لمحافظة دتشينغ.

الآن، تخطط شركة تشينغيويتانغ إطلاق نظام لتربية الأسماك مرتفع الفائدة والجودة في محافظة دتشينغ. وهو نظام لتربية الأسماك عبر شبكة إنترنت الأشياء يحتوي على المراقبة وزيادة الأكسجين بطريقة ذكية والتغذية بالأعلاف آليا والتعقيم بالطرق الفيزيائية لتحقيق تربية الأسماك بسهولة ورفع فعالية تربية الأسماك وحماية البيئة.

--

وو هونغ تشن، صحفية في مجلة ((Beijing Review)) الصينية.

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4