مال واقتصاد < الرئيسية

الشركات العربية في الصين تستأنف العمل تدريجيا

: مشاركة
2020-04-28 17:08:00 الصين اليوم:Source تشي جي:Author

الصين بها حاليا أكثر من مليون شركة أجنبية. ومع اندماج الاقتصاد الصيني مع الاقتصاد العالمي، فإن التحديات التي يواجهها الاقتصاد الصيني هي تحديات عالمية أيضا.

انتعاش الاقتصاد الصيني بعد مقاومة الضغوط

حتى العاشر من مارس 2020، انتشر فيروس كورونا الجديد "كوفيد- 19" في 103 دول في العالم. عند تفشي الفيروس، كانت الصين هي الدولة ذات أكبر عدد من الإصابات بالفيروس والأكثر تضررا وتقديما للتضحيات، وهي أيضا إحدى الدول التي أولت محاربة الفيروس اهتماما كبيرا واتخذت إجراءات الوقاية منه في الوقت المناسب وأصدرت المعلومات بشكل شفاف وحققت إنجازات بارزة. طبقت الحكومة المركزية والحكومات المحلية تدابير العزل الصحي من أجل منع تفشي الفيروس والوقاية من الكوارث الجانبية.

وقد شاركت المؤسسات العربية العاملة بالصين في المعركة ضد فيروس كورونا الجديد، وتضامنت مع الشعب الصيني لمكافحة الفيروس. وتجدر الإشارة إلى أن بعض التجار العرب لم يعودوا إلى وطنهم بعد انتشار الفيروس، بل ساهموا بجهودهم في مكافحة الفيروس مع الشعب الصيني؛ أما التجار العرب الآخرون الذين غادروا الصين، فقدموا تبرعات للصين وقاموا بنقل العديد من الكمامات والملابس الواقية إلى الصين. لقد تضررت الكثير من الشركات الأجنبية بسبب انتشار كوفيد-19، لكن أصحاب تلك الشركات لم يتذمروا من خسائرهم، بل عملوا على مكافحة الفيروس مع أصدقائهم الصينيين.

منذ منتصف فبراير، سيطرت الصين إلى حد ما على انتشار الفيروس، بعد اتخاذ إجراءات العزل الفعالة، شهدنا انخفاض عدد حالات الإصابة بالفيروس. في الأيام الماضية، لم يتم تسجيل حالات مؤكدة جديدة في الكثير من المقاطعات الصينية باستثناء مقاطعة هوبي. مع تحسين وضع الوقاية من الفيروس في الصين، بدأت مقاطعات كثيرة العودة إلى العمل. اتخذت الحكومة المركزية والحكومات المحلية إجراءات لتسهيل استئناف العمل وعودة الحياة الطبيعية بكافة المناحي. لقد نجحت الصين في مقاومة الضغوط الناجمة عن الركود الاقتصادي، وتشهد نموا جديدا في الاقتصاد الصيني.

مساعدة المؤسسات الأجنبية على استئناف العمل

أشارت وزارة التجارة الصينية في السابع من فبراير 2020، إلى وجوب اتخاذ الإجراءات الضرورية من أجل مساعدة مؤسسات الاستثمار الأجنبية على استئناف الإنتاج والعمل بشكل منتظم، وتقديم المزيد من الخدمات لدفع المشروعات الكبيرة ذات الاستثمارات الأجنبية، وابتكار طرق لاجتذاب الاستثمارات الأجنبية وتحسينها، ومساعدتها وفقا للظروف المحلية وبشكل دقيق وهادف، وتحسين بيئة الأعمال التجارية باستمرار. كما أصدر مجلس الدولة إعلانا في الثالث من مارس يطلب "تسهيل عمليات استئناف الإنتاج والعمل، والحث على الخدمات الإدارية عبر الإنترنت."

تشتهر مدينة إيوو بمقاطعة تشجيانغ بأنها "سوق العالم للسلع الصغيرة"، وهي مقصد العديد من التجار العرب الذين يقيمون فيها لممارسة الأعمال التجارية. وفي هذا الإطار، قدمت الإدارات المعنية في إيوو سياسات تفضيلية لمساعدة الشركات الأجنبية بنشاط على استئناف العمل وتحفيز الحيوية الاقتصادية. كما أطلقت إيوو خطوط اتصال ساخنة على مدار الساعة لتقديم الخدمات الاستشارية؛ وفتحت أيضا "الممرات الخضراء" لتسريع عملية الموافقة. كما اتخذت الحكومة المحلية إجراءات لتقديم التسهيلات للمشترين الأجانب في إيوو، بما فيها بدل الرحلات والسكن المجاني وخدمة الترجمة والخدمات اللوجستية. علاوة على ذلك، تسمح حكومة إيوو للمؤسسات التجارية الصغيرة والمتناهية الصغر والشركات والمؤسسات بتقديم طلبات للحصول على قروض دون فائدة لمدة شهرين، مع تخفيض فائدة القرض في كل عام 2020.

تعتبر مدينة قوانغتشو محور التجارة بين الصين والدول العربية، وتم تأسيس الكثير من الشركات العربية فيها. وضعت حكومة قوانغتشو السياسات بشأن دعم المؤسسات، بما فيها تخفيض إيجارات المساكن وزيادة دعم الكهرباء وتخفيض فوائد القروض وتخفيف الضغوط الناجمة عن القروض، من أجل مساعدة المؤسسات ذات الاستثمارات الأجنبية على تسريع استئناف العمل. ومن المتوقع أن يتم تخفيض العبء المالي للمؤسسات في مراحل الإنتاج الابتدائية والنهائية بقيمة خمسة مليارات يوان (الدولار الأمريكي يساوي 7 يوانات تقريبا).

في الوقت نفسه، أطلقت الحكومات المحلية في الصين، بتوجيه من الحكومة المركزية، التدابير الفعالة تباعا لمساعدة المؤسسات ذات الاستثمارات الأجنبية على استئناف العمل والإنتاج.

المؤسسات العربية تتضامن مع الصين في مكافحة الفيروس واستئناف العمل

الشعوب العربية محبة للصين ومنبهرة بتقدم وإمكانيات هذا البلد الصديق، ويرغب أبناء الدول العربية في القدوم إلى الصين بكل حماسة، فهي بالنسبة لهم دولة مفتوحة ومتنوعة وواسعة، وتحمل لهم كل ما يطمحون له خاصة بعد تنفيذ مبادرة "الحزام والطريق"، التي تعمل على تحقيق التنمية المشتركة والفوز المشترك مع الشعب الصيني.

قال مدير إحدى الشركات الصينية- العربية في منطقة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية هوي: "أعيش في دبي، ويعيش شريكي الصيني في الصين الآن. بدأ مصنعنا في الصين استئناف العمل منذ منتصف فبراير. أتصل بشريكي عبر تطبيق ويتشات لإنجاز الأعمال التجارية. بالطبع، أثر انتشار الفيروس على تجارتنا. إننا منزعجون بشدة من تراكم طلبيات الشراء بسبب نقص السلع. المشترون العرب يفهموننا جيدا، كما يعبرون عن رغبتهم في محاربة الفيروس والتغلب على الصعوبات معا". وأضاف: "بعد استئناف العمل، أول شيء علينا القيام به هو زيادة الإنتاج لتلبية طلبيات الشراء وإرضاء الزبائن. إننا وزبائننا إخوة، نواجه الصعوبات معا، وتزداد الصداقة والمودة أكثر بعد السيطرة على انتشار الفيروس."

قال موظف في إحدى الشركات العربية للملكية الفكرية في بكين: "لم أعد إلى وطني بعد تفشي الفيروس. حياتي في بكين آمنة ومريحة حتى الآن. لقد دهشت من كيفية تعامل الصين مع الأزمة وقدرتها على المحافظة على الاستقرار الإجتماعي بشكل فعال. وكالمعتاد، أعجبت بتضامن الشعب الصيني كله والعمل مع حكومته يدا بيد لمكافحة الفيروس. على مدى السنوات الماضية، شهدتُ التنمية السريعة في بكين، وبذلت كل جهودي للعمل فيها. أما الآن، فأتمتع بحياة هادئة وأنعم بالسلامة فيها. خلال السنوات التي عشتها في الصين، أدركت أن الصين تعمل دوما على تطوير التكنولوجيا لتقديم الخدمات الضرورية للشعب بدلا من شنّ الحرب والسيطرة على العالم، وفي هذه المرحلة والظروف الخاصة، توظف التكنولوجيا لمكافحة الفيروس، مثلا، تستخدم الطائرات بدون طيار للحفاظ على النظام العام، وتستخدم مقياس درجة الحرارة بالأشعة تحت الحمراء البعيدة لقياس حرارة الجسم، وتقدم للشعب خدمات التسليم السريع بدون لمس من أجل تسهيل حياة الناس وتوفير كل متطلباتهم. بالإضافة إلى ذلك، تُستخدم التكنولوجيا الصينية لمساعدتنا على استئناف العمل والإنتاج. على الرغم من أن تفشي الفيروس أثر على النقل والموصلات، لا نزال نتصل بزبائننا على ويتشات لتوقيع العقود عبر الإنترنت."

 قال صاحب إحدى الشركات العربية في قوانغتشو: "عملنا الرئيسي هو تصدير الملابس إلى الدول العربية. لم يكن الأسبوع الأول بعد استئناف العمل جيدا للغاية. ربما لم يدرك المشترون أحوالنا ومدى قوة جاهزيتنا. لكن منذ الأسبوع الثاني، استلمنا المزيد من طلبيات الشراء، في الوقت الحاضر، نحن مشغولون بالعمل لتسريع تصنيع السلع. كما ازداد عدد التجار العرب القادمين إلى شركتنا للقيام بالتجارة معنا. منذ إطلاق مبادرة "الحزام والطريق"، شهدتُ زيادة التعاملات التجارية بين الصين والدول العربية، كما أقمنا علاقات صداقة حميمة بين الشعبين العربي والصيني خلال عملية التبادل والتعاون. أنا معجب بأفعال أصدقائنا العرب، فقد تبرع الكثير منهم في أوطانهم لتقديم الدعم الكبير للصين في حربها لمكافحة الفيروس. أنا وزبائني متفائلون بشأن التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والدول العربية تحت مبادرة "الحزام والطريق"، ونعتقد أن التعاون الصيني- العربي سيجري بمزيد من السلاسة وبشكل أعمق وأكثر انفتاحا!"

قال صاحب شركة باستثمارات صينية- عربية متخصصة في بيع المعدات المعدنية ومواد البناء والتجهيزات المنزلية في إيوو: "فتحت جميع أسواق البيع بالجملة في إيوو، لكن الشركات التي يملكها العرب لم تستأنف عملها بعد. لا يزال العديد من العرب في دولهم. من المتوقع، أن تقدم الحكومة الصينية سياسات تفضيلية متنوعة لجذب الاستثمار، ونحن على استعداد تام لاستئناف العمل والإنتاج. ومع ذلك، فإن أحوال تفشي الفيروس في الخارج خطير نسبيا، لا نستطيع القيام بالأعمال التجارية الدولية كالمعتاد، لأن التجارة الدولية ترتبط بكل دولة في العالم. لذا، علينا العمل مع جميع شعوب العالم من أجل منع انتشار الفيروس واستئناف التبادلات التجارية في أقرب وقت وتحقيق النمو الجديد بشكل مشترك."

--

تشي جي، باحثة مساعدة في معهد الدراسات الصيني- العربي للإصلاح والتنمية التابع لجامعة الدراسات الدولية ببكين.

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4