ملف العدد < الرئيسية

الطاقة الجديدة تكسو منطقة الخليج الكبرى باللون الأخضر

: مشاركة
2025-06-20 12:31:00 الصين اليوم:Source تشاو يانغ:Author

تشير ((الخطة العامة لتنمية منطقة خليج قوانغدونغ- هونغ كونغ- ماكاو الكبرى)) بوضوح إلى ضرورة تحسين هيكل الطاقة وتوزيعها، وإنشاء منظومة نظيفة وآمنة وفعالة ومنخفضة الكربون لإمداد الطاقة في منطقة الخليج الكبرى. مع مرور السنوات، شهدت صناعة الطاقة الجديدة تنوعا وازدهارا، وحققت تقدما ملموسا في التحول الطاقي، حيث أصبحت التنمية الخضراء سمة بارزة في مسار تنمية منطقة الخليج الكبرى.

تنمية الطاقة الخضراء بقوة

أعلن هوانغ كون مينغ، أمين لجنة الحزب الشيوعي الصيني في مقاطعة قوانغدونغ، خلال "الدورتين السنويتين" للصين عام 2025، أن صناعة الطاقة الجديدة قد أصبحت خلال عام 2024 التجمع الصناعي التاسع لمقاطعة قوانغدونغ الذي تتجاوز قيمته تريليون يوان (الدولار الأمريكي يساوي 2ر7 يوانات تقريبا حاليا)، وأن إسهام قطاع طاقة الرياح البحرية في هذا الإنجاز كبير، إذ بلغت السعة المركبة لطاقة الرياح البحرية في قوانغدونغ أكثر من 12 مليون كيلووات بحلول نهاية عام 2024.

في المياه البحرية بالقرب من مدينة يانغجيانغ بمقاطعة قوانغدونغ، ترتفع توربينات الرياح شامخة بين السماء والبحر، فيما تدور شفراتها البيضاء العملاقة في السماء، مشكلة مشهدا رائعا، ومن هذا المكان يتم توليد الكهرباء بشكل مستمر.

تقع مدينة يانغجيانغ في نقطة الالتقاء بين ثلاث مناطق إستراتيجية وطنية، بما فيها منطقة خليج قوانغدونغ- هونغ كونغ- ماكاو الكبرى والتجمع الحضري لخليج بيبو وميناء هاينان للتجارة الحرة، حيث تتمتع بموارد طبيعية فريدة ومتنوعة، مثل الجبال والبحار والرياح وأشعة الشمس. تضم هذه المنطقة مجموعة من المشروعات والمنشآت في مجال طاقة الرياح البحرية، من بينها مزارع رياح بحرية تتجاوز قدرتها على توليد الكهرباء مليون كيلووات، ومشروع تشينغتشو الثالث لطاقة الرياح البحرية في المياه العميقة الذي تنفذه شركة هواديان الصينية بالقرب من سواحل مقاطعة قوانغدونغ، وتوربينات الرياح البحرية العائمة المقاومة للعواصف، ومعهد طاقة الرياح البحرية. قال مسؤول في لجنة التنمية والإصلاح بمدينة يانغجيانغ، خلال المنتدى الفرعي حول الابتكار التكنولوجي في صناعة الطاقة الخضراء ضمن منتدى العلوم لمنطقة الخليج الكبرى لعام 2024: "العالم ينظر إلى الصين كنموذج رائد في طاقة الرياح، والصين تنظر إلى يانغجيانغ كنموذج يحتذى به في طاقة الرياح البحرية، وقد أصبح هذا بمثابة إجماع داخل القطاع." فقد تم بناء تجمع صناعي في مدينة يانغجيانغ لتصنيع معدات طاقة الرياح، وتحتل السعة المركبة لطاقة الرياح البحرية في يانغجيانغ الصدارة في الصين، وفقا لأحدث الإحصاءات.

بالإضافة إلى جهودها المكثفة في تطوير طاقة الرياح البحرية، تعد قوانغدونغ، أيضا من أوائل المقاطعات في الصين التي شرعت في بناء وتطوير الطاقة النووية، ففي عام 1994 بدأ تشغيل محطة "داياوان"، وهي أول وحدة تجارية كبيرة للطاقة النووية في البر الرئيسي الصيني. حاليا، تضم قاعدة "داياوان" ثلاث محطات، وفيها ست وحدات للطاقة النووية، بسعة مركبة إجمالية أكثر من 12ر6 ملايين كيلووات، مما يجعلها واحدة من أكبر محطات الطاقة النووية بمفاعلات الماء المضغوط في العالم. حتى الحادي والثلاثين من ديسمبر 2024، بلغ إجمالي الطاقة الكهربائية المولدة من محطة "داياوان" للطاقة النووية 67ر984 مليار كيلووات/ ساعة، وساعد ذلك على تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بأكثر من ثمانمائة مليون طن، مما حقق فوائد بيئية تعادل زراعة ما يقارب 216ر2 مليون هكتار من الأشجار، وساهم في ضمان إمداد الطاقة ودفع التحول إلى الطاقة المنخفضة الكربون في منطقة الخليج الكبرى.

بعد أكثر من ثلاثين عاما من التطوير، تم إنشاء عدة محطات للطاقة النووية في قوانغدونغ، من بينها محطات "داياوان" و"لينغآو" و"يانغجيانغ"، حيث أصبح بها أربع عشرة وحدة نووية قيد التشغيل، وبلغت السعة المركبة 14ر16 مليون كيلووات، وبذلك تحتل المرتبة الأولى في الصين.

في السادس من مارس 2025، عقد وفد مقاطعة قوانغدونغ في الدورة الثالثة للمجلس الوطني الرابع عشر لنواب الشعب الصيني اجتماعا مفتوحا أمام وسائل الإعلام، سلط خلاله الضوء على الجهود المستمرة التي تبذلها قوانغدونغ في السنوات الأخيرة لتعزيز استخدام طاقة الرياح والطاقة الشمسية والطاقة النووية وطاقة الهيدروجين وغيرها من الطاقات الخضراء، واستثمارها في صناعة سيارات الطاقة الجديدة وصناعة التخزين الجديد للطاقة. في الوقت الراهن، شهدت صناعة الطاقة الجديدة في قوانغدونغ نموا بوتيرة أسرع من المتوقع، حيث يتم استخدام طاقة الرياح والطاقة الشمسية وطاقة الكتلة الحيوية على نطاق واسع. تحتل قوانغدونغ المرتبة الأولى على مستوى الصين، من حيث السعة المركبة للطاقة النووية وقدرتها على تخزين الغاز الطبيعي، وتنمو طاقة الرياح البحرية بوتيرة سريعة، مما أضفى على قوانغدونغ، وهي مقاطعة اقتصادية كبرى، المزيد من الزخم الأخضر وأرسى لها الأساس الأخضر.

الأزرق البحري يتناغم مع الأخضر الطاقي

تنمو منطقة الخليج الكبرى بفضل مواردها البحرية. وفي السنوات الأخيرة، تركز قوانغدونغ على التنمية الخضراء والاقتصاد البحري معا، ليشكلا نموذجا متوازنا يجمع بين المنفعة الاقتصادية والمحافظة على البيئة.

يعد الغاز الطبيعي المسال هو أنظف مصادر الطاقة الأحفورية في العالم. تسعى قوانغدونغ، كونها من أكبر مقاطعات الصين استهلاكا للطاقة، إلى تعزيز استخدام الغاز الطبيعي وزيادة حصته في استهلاك الطاقة الأولية. وهذه خطوة مهمة لتحسين هيكل الطاقة وإنشاء منظومة عصرية ونظيفة ومنخفضة الكربون وآمنة وفعالة للطاقة.

تقع محطة دابنغ لاستقبال الغاز الطبيعي المسال التابعة للشركة الوطنية الصينية للنفط البحري (المشار إليها لاحقا باسم "محطة دابنغ")، على ضفاف خليج دابنغ في مقاطعة قوانغدونغ. ومنذ بدء تشغيلها في عام 2006، سجلت هذه المحطة العديد من الأرقام القياسية في هذا القطاع، حيث كانت أول محطة من نوعها في الصين، وحققت في عام 2023 الحد الأدنى على مستوى العالم لاستهلاك الطاقة لتغويز كل وحدة من الغاز الطبيعي المسال. ومنذ انطلاقها، ظلت محطة دابنغ مشهورة بـ"الخضرة" و"الابتكار".

في زاوية من محطة دابنغ، صفان منتظمان من الصناديق الزرقاء، حيث تنمو بداخلها الأحياء المائية مثل الكركند وأذن البحر بشكل جيد. لقد تحولت فكرة تربية الأحياء المائية استنادا إلى الغاز الطبيعي المسال، التي كانت تبدو خيالية، إلى واقع ملموس.

لأن درجة الحرارة في مياه البحر في جنوبي الصين مرتفعة نسبيا، فهي غير مناسبة لنمو العديد من الأحياء المائية ذات القيمة الاقتصادية العالية. وفي الوقت نفسه، تهدر سنويا ملايين الأطنان من الطاقة الباردة الناتجة عن عملية تغويز الغاز الطبيعي في محطة دابنغ، دون أي استفادة منها. ولهذا، أطلقت محطة دابنغ أول مشروع مبتكر ونموذجي في الصين لتربية الأحياء المائية باستخدام الطاقة الباردة الناتجة عن الغاز المسال، لتحويل الطاقة الباردة المهدرة إلى ثروة تستخدم في تبريد مياه البحر، حيث تم إنشاء نظام تدوير المياه لتربية الأحياء المائية. في الثامن عشر من يناير 2025، تم حصاد الدفعة الأولى من الأسماك في المشروع، ومن المتوقع أن يبلغ الإنتاج السنوي نحو خمسين طنا. قال تساو يويه مينغ، الأمين العام للجنة الفرعية لصناعة البذور التابعة لجمعية صناعة الأحياء المائية بمدينة شنتشن، إن سعر منتجات هذا المشروع في السوق أكثر من مائتي يوان لكل كيلوغرام، بينما انخفضت التكاليف الشاملة بنسبة 30%، مما يحقق عائدات اقتصادية عالية للغاية.

كما حققت صناعة طاقة الرياح إنجازات بارزة في مسار التنمية المتكاملة. في سبتمبر 2024، بدأ تشغيل مشروع "فوشي- 1" التابع للمؤسسة العامة الصينية للطاقة النووية، وهو أكبر منصة لأقفاص شبكية مقاومة للعواصف للجمع بين تربية الأحياء المائية وتوليد الكهرباء بطاقة الرياح في العالم، في مدينة لوفنغ على مستوى المحافظة والتابعة لمدينة شانوي في مقاطعة قوانغدونغ، وتم إطلاق أول دفعة من زريعة الأسماك. وحسب مسؤول في المشروع، فإنه يتميز بالقدرة على الصمود في وجه العواصف العنيفة من الفئة السابعة عشرة. يعتمد هذا المشروع بالكامل على الطاقة الخضراء، ومن المتوقع أن يبلغ إنتاجه السنوي من الأسماك البحرية نحو تسعمائة طن، وتبلغ القيمة الإنتاجية السنوية أربعة وخمسين مليون يوان. تربى الأسماك في أعماق البحر، بينما يستخدم السطح البحري لبناء جزيرة طاقة بحرية متكاملة تجمع بين عناصر التوليد والشبكة والحمل والتخزين. لا يحقق هذا المشروع الاستخدام الأمثل للموارد فحسب، وإنما أيضا يقدم نموذجا للتنمية المتكاملة العالية الجودة بنظام "طاقة الرياح البحرية+ المزارع البحرية".

تبلغ المساحة البحرية لمدينة شانوي، وهي واحدة من أهم مصايد الأسماك في بحر الصين الجنوبي، 9ر23 ألف كيلومتر مربع، وتحتل الصدارة على مستوى مقاطعة قوانغدونغ في القيمة الإنتاجية السنوية لقطاع الصيد، مما يوفر لها أساسا متينا لتطوير المزارع البحرية الحديثة. في المؤتمر الصحفي بشأن إطلاق ((خطة بناء المزارع البحرية الحديثة في مدينة شانوي (2024- 2035)))، قال مسؤول معني إن مدينة لوفنغ ستنفذ مشروع بناء منطقة نموذجية شاملة للمزارع البحرية الحديثة باستثمارات إجمالية تبلغ 1ر3 مليارات يوان وفقا لنموذج مشروع "فوشي- 1" التابع للمؤسسة العامة الصينية للطاقة النووية، ومن المتوقع أن تصل القيمة الإنتاجية السنوية إلى 36ر1 مليار يوان. في الوقت نفسه، سيتم تنفيذ مشروع المنصة المتكاملة للصيد والسياحة التابع لشركة هواديان في مدينة شانوي، فضلا عن تطوير نموذج تربية الأحياء المائية في الأقفاص الشبكية المقاومة للعواصف من نظام "1+N"، ومن المتوقع أن تبلغ القيمة الإنتاجية السنوية أكثر من ثمانين مليون يوان.

جهود موحدة وتواصل وثيق بين المناطق الثلاث

لا يمكن إيجاد القاسم المشترك الأكبر بين قوانغدونغ وهونغ كونغ وماكاو في التنمية الخضراء إلا من خلال التنسيق والتعاون بينها في مجال تعديل هيكل الطاقة، إذ تتمتع كل من هذه المناطق الثلاث بمزاياها الخاصة.

هونغ كونغ منطقة رائدة في تحقيق هدف "الكربون المزدوج". قال تسه تشين وان، رئيس هيئة البيئة والإيكولوجيا بحكومة منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة، إن انبعاثات الكربون لهونغ كونغ بلغت ذروتها في عام 2014، وشهدت انخفاضا مستمرا خلال العقد الماضي.

قطاع توليد الكهرباء أكبر مصدر لانبعاثات الكربون في هونغ كونغ، بنسبة تقدر بحوالي ثلثي إجمالي الانبعاثات. وضعت حكومة هونغ كونغ ((خطة العمل المناخي في هونغ كونغ 2025)) بغية تحقيق هدف الحياد الكربوني قبل عام 2050، حيث تعتزم هونغ كونغ تعزيز البنية التحتية للنقل العابر للحدود للكهرباء، وزيادة حصة الطاقة الخالية من الكربون في توليد الكهرباء، من أجل تحقيق صافي الانبعاثات الصفري في توليد الكهرباء قبل عام 2050.

كما أشار وانغ هان تشونغ، مدير قسم الدعاية للجنة الحزب الشيوعي الصيني بالمؤسسة الوطنية الصينية للاستثمار في الطاقة، إلى التحسين المستمر للترابط والتواصل للبنية التحتية الكهربائية بين قوانغدونغ وهونغ كونغ خلال فترة الخطة الخمسية الرابعة عشرة، حيث ارتفعت القدرة القصوى لنقل الكهرباء إلى هونغ كونغ من 8ر1 مليون كيلووات إلى7ر2 مليون كيلووات.

من بين التدابير الرئيسية لتحقيق صافي الانبعاثات الصفري في توليد الكهرباء، التخلي عن الفحم واستخدام مصادر الطاقة الأحفورية المنخفضة الانبعاثات مثل الغاز الطبيعي. تعد الشركة الوطنية الصينية للنفط البحري المورد الرئيسي للغاز الطبيعي لمنطقة الخليج الكبرى. تقوم الشركة بتوريد الغاز الطبيعي إلى هونغ كونغ بشكل مستمر من خلال خط "ياتشنغ- هونغ كونغ" لأنابيب الغاز الطبيعي تحت البحر، الذي أنشئ في تسعينيات القرن الماضي، حيث استحوذت على 68% من سوق الغاز الطبيعي في هونغ كونغ. في عام 2008، أنهى خط "هنغتشين- ماكاو" لأنابيب الغاز الطبيعي عصر "توليد الكهرباء بالزيت الثقيل" في ماكاو، وأصبحت الشركة الوطنية الصينية للنفط البحري المورد الوحيد للغاز الطبيعي لماكاو، مما حقق الاستخدام الشامل للطاقة النظيفة في منطقة الخليج الكبرى. وفي إبريل 2023، امتد خط أنابيب الغاز الطبيعي إلى منطقة التعاون المعمق بين قوانغدونغ وماكاو في هنغتشين، مما أضفى زخما جديدا لبناء منطقة الخليج الكبرى الجميلة. وبنهاية إبريل 2023، بلغ إجمالي كميات الغاز الطبيعي التي وفرتها الشركة لمنطقتي هونغ كونغ وماكاو أكثر من سبعين مليار متر مكعب.

مرت ست سنوات على إصدار ((الخطة العامة لتنمية منطقة خليج قوانغدونغ- هونغ كونغ- ماكاو الكبرى))، وقد تم تحقيق الأهداف التي وضعتها الخطة، مثل "تعزيز أنظمة تخزين ونقل الطاقة، وتحسين شبكات نقل الكهرباء وأنابيب إمداد الغاز من قوانغدونغ إلى هونغ كونغ وماكاو لضمان أمن واستقرار إمداد الطاقة في هاتين المنطقتين".

في عام 1984، بدأ تشغيل الربط الكهربائي بين قوانغدونغ وماكاو في محطة "آوبي" للتحويل الكهربائي بماكاو. وفي عام 2022، تم بناء الخط الثالث بجهد 220 كيلوفولت للربط الكهربائي بين قوانغدونغ وماكاو، مما يوفر ضمانا ثلاثيا للاستقرار والخضرة والفعالية لإمداد ماكاو بالكهرباء. وفي يوليو 2024، بلغ الحمل الكهربائي من البر الرئيسي إلى ماكاو أكثر من مليون كيلووات لأول مرة في التاريخ.

ترابط البنية التحتية بين قوانغدونغ وماكاو قوي ومتين، في حين يتسم الاتصال المؤسسي بالسلاسة والسرعة، إذ تم إنشاء سلسلة من آليات التنسيق والتواصل الفعالة بين شركات الكهرباء في الجانبين، لضمان الاستجابة السريعة لأي مشكلة ولضمان أمن واستقرار إمداد الطاقة إلى ماكاو.

تسير مدن منطقة الخليج الكبرى يدا بيد على طريق التنمية الخضراء، وصارت علاقات التعاون بين قوانغدونغ وهونغ كونغ وماكاو أكثر ترابطا، مما يعكس تقدما ملحوظا في مسيرة التكامل بينها.

في الحادي والثلاثين من أغسطس 2023، أصدرت حكومة مقاطعة قوانغدونغ سندات حكومية محلية مقومة بالرنمينبي للخارج بقيمة ملياري يوان في ماكاو، منها سندات خضراء خاصة لمدة ثلاث سنوات، وتم استخدام التمويل الناتج عنها في مشروع مكافحة تلوث المياه لمدينة قوانغتشو. بعد ذلك بشهرين، وقعت بورصة تجارة الانبعاثات في شنتشن مذكرة تفاهم مع بورصة هونغ كونغ، بهدف تعزيز التعاون في ربط سوق الكربون بين الجانبين، واستكشاف نماذج جديدة للتمويل والاستثمار في العمل المناخي.

تعتمد منطقتا هونغ كونغ وماكاو بدرجة كبيرة على واردات الطاقة، مما يجعل تعميق تعاونهما مع البر الرئيسي في مجال الطاقة أمرا ضروريا، من أجل تحقيق التوازن بين ضمان الإمدادات والسيطرة على الأسعار والتنمية الخضراء.

خلال "الدورتين السنويتين" للصين عام 2025، تقدم كيفن هو كينغ لون، النائب في المجلس الوطني الرابع عشر لنواب الشعب الصيني، ورئيس جمعية ماكاو لصناعة الطاقة الكهروضوئية، بـ((اقتراح بشأن التعاون بين قوانغدونغ وماكاو في إنشاء قاعدة بحرية لإمداد الكهرباء الخضراء لدفع التنمية الاقتصادية الخضراء في ماكاو)). أشار خه في اقتراحه إلى ضرورة بناء نظام جديد لإمداد الطاقة بشكل متكامل من خلال جهود موحدة بين قوانغدونغ وماكاو، وكشف عن نموذج مبتكر يجمع بين الاقتصاد البحري والطاقة الخضراء، وإنشاء منصة للتمويل الأخضر والتبادل الدولي لتعزيز تأثير ماكاو في الاقتصاد الأخضر العالمي، واستقطاب رؤوس الأموال والتقنيات الدولية بغية دعم ماكاو لتصبح مدينة نموذجية في الاقتصاد الأخضر على المستوى الدولي، بالإضافة إلى ابتكار آليات تنسيق السياسات وتحسين منظومة دعم لتطوير الكهرباء الخضراء العابرة للحدود.

في عام 2024، أصدرت حكومة هونغ كونغ ((إستراتيجية تطوير طاقة الهيدروجين في هونغ كونغ))، وأعلنت عزمها على جعل المنطقة قاعدة نموذجية لتطوير طاقة الهيدروجين على المستوى الوطني. في هذا الإطار، يعد حي نانهاي بمدينة فوشان، المعروفة بأنها "عاصمة صناعة طاقة الهيدروجين في الصين" شريكا مفضلا لهونغ كونغ للتعاون في هذا المجال. حاليا، يبذل مكتب تنمية منطقة الخليج الكبرى لمقاطعة قوانغدونغ جهودا حثيثة لإعداد مذكرة تعاون بشأن تنمية طاقة الهيدروجين، وإنشاء آلية لاستكشاف فرص التعاون من تسعة جوانب. في الثاني عشر من مارس 2025، احتضنت جمعية تجار نام هوي في هونغ كونغ ملتقى الترويج للاستثمار في صناعة الهيدروجين بحي نانهاي، مما سجل صفحة جديدة في التعاون بين حي نانهاي وهونغ كونغ في مجال طاقة الهيدروجين. شهد الملتقى توقيع عدد من الاتفاقيات، بما في ذلك الاتفاقية الإطارية لمشروع الترويج لسيارات طاقة الهيدروجين في منطقة خليج قوانغدونغ- هونغ كونغ- ماكاو الكبرى، واتفاقية المشروع النموذجي للنقل العابر للحدود بشاحنات طاقة الهيدروجين اللوجستية في منطقة الخليج الكبرى. تأتي هذه الاتفاقيات كخطوة ملموسة نحو تعميق التعاون بين نانهاي وهونغ كونغ في مجال طاقة الهيدروجين.

من الواضح أن مستقبل منطقة الخليج الكبرى الذي تصنعه قوانغدونغ وهونغ كونغ وماكاو معا سيكون أكثر إشراقا وتألقا.

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

互联网新闻信息服务许可证10120240024 | 京ICP备10041721号-4