ملف العدد < الرئيسية

ما زال "الحزام والطريق" فرصة مشتركة للعالم

: مشاركة
2024-04-10 10:12:00 الصين اليوم:Source شيا يوان يوان:Author

في الخامس من مارس 2024، أشار رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ في تقرير أعمال الحكومة، إلى أن الصين ستواصل توسيع نطاق الانفتاح العالي المستوى على الخارج ودفع تحقيق المصالح المتبادلة والفوز المشترك؛ ودفع التشارك في بناء "الحزام والطريق" بجودة عالية وعلى نحو معمق وملموس؛ ودفع التعاون في المشروعات الرئيسية بخطوات راسخة، وتنفيذ مجموعة من "المشروعات الصغيرة ولكن النافعة" التي ترتبط بمعيشة الشعب.

باعتباره منفعة عامة دولية ومنصة تعاون دولية، حقق بناء "الحزام والطريق" منجزات ملحوظة في العالم خلال السنوات العشر المنصرمة. ولكن الأقوال غير الحقيقية والاتهامات غير المبررة تجاه "الحزام والطريق" تتلاحق تباعا. قالت بعض وسائل الإعلام الغربية إن حجم الاستثمار في "الحزام والطريق" ينكمش بشكل واضح، وانخفض حجم القروض التي قدمتها الصين للدول المشاركة في بناء "الحزام والطريق"، ويصعب أن تواصل الصين الاستثمار في الخارج.

خلال الدورتين السنويتين لعام 2024، أعرب الخبراء الصينيون والأجانب عن أنه برغم التأثيرات الخطيرة لوباء كوفيد- 19، ما زال التعاون في البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" يتمتع بصلابة قوية وحقق منجزات ملحوظة. في الحقيقة، يدخل "الحزام والطريق" موسم الحصاد، ويدخل مرحلة تنفيذ التفاصيل الدقيقة بعد مرحلة وضع الخطوط العريضة، أي تحويل الخطط إلى وقائع، وسيواصل توفير الفرص وجلب الفوائد للعالم.

نوايا غربية خبيئة للتقليل من "الحزام والطريق"

قال دينيس مونين، المدير التنفيذي لمركز الصين- أفريقيا التابع لمعهد دراسات السياسات الأفريقية في كينيا، إن الدول الغربية تتبى رؤية متشائمة تجاه "الحزام والطريق"، لأنها تتخذه هدفا تنافسيا في الجغرافيا السياسية. وأضاف أن تنمية دول "الجنوب العالمي" تتعرض لكبح طويل الأمد من جانب الدول الغربية. في أفريقيا، على سبيل المثال، تتسم المنشآت التحتية التي بنتها الدول المتقدمة في القارة السمراء في فترة الاستعمار بالاستغلال وتهدف إلى استنزاف الثروات، وإفادة تنميتها الذاتية، بل وأوقعت أفريقيا في الفقر والتخلف. وبالعكس، أبدع مشروع التعاون في بناء "الحزام والطريق" نمطا جديدا للتعاون المتبادل المنفعة، ويدفع التنمية المستدامة لأفريقيا اليوم.

وأضاف مونين، أن فرص التنمية التي يجلبها "الحزام والطريق" للدول النامية ستتعرض لتشويه وانتقاد بعض الدول الغربية بالتأكيد، لأنها لا يمكن أن تنافس الصين حتى ولو طرحت خطة بعد خطة تقليدا لـ"الحزام والطريق"، لأن الوقائع قد دلت أن هذه الخطط وعود فارغة.

على سبيل المثال، أطلق الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما مبادرة "تزويد أفريقيا بالطاقة" (Power Africa) في عام 2013، وأعلنت حكومة ترامب مبادرة "ازدهار أفريقيا" في عام 2018، وأطلقت حكومة بايدن ((إستراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية تجاه أفريقيا جنوب الصحراء)) في عام 2022. تتغير أسماء الخطط باستمرار، ولكن الواقع أثبت أنها تخلف وعدها.

بالعكس، وقّعت الصين أكثر من 200 وثيقة تعاون مع أكثر من 150 دولة مشاركة في بناء "الحزام والطريق" وأكثر من 30 منظمة دولية، مما يشكل أكثر من 3000 مشروع تعاوني وحجم استثمار نحو تريليون دولار أمريكي. أظهر تقرير للبنك الدولي أن وقت النقل والمواصلات في الدول المشاركة في بناء "الحزام والطريق" سيختصر بنسبة 12% بعد إنجاز بناء مشروعات المنشآت التحتية للنقل والمواصلات لـ"الحزام والطريق"، مما يعزز زيادة حجم التجارة للدول بنسبة تتراوح بين 8ر2% و7ر9%، وزيادة الدخل بنسبة 4ر3%، وتخليص نحو 40 مليون شخص من الفقر، وتحقيق فوائد اجتماعية واقتصادية كبيرة.

وقال مونين إن ما يكمن وراء تقليل الدول الغربية من "الحزام والطريق" هو حسدها وأملها في قمع الصين.

الجمع بين المشروعات الضخمة المهمة والمشروعات الصغيرة ولكن النافعة

قالت وانغ هنغ، نائبة مدير معهد الدراسات الأفريقية بجامعة المعلمين في تشجيانغ: "في الحقيقة، لم تتوقف مشروعات ’الحزام والطريق‘ أو تنكمش، بل تجمع بين المشروعات الضخمة المهمة الرمزية والمشروعات الصغيرة ولكن النافعة لمعيشة الشعب."

"المشروع الصغير ولكن النافع"، يقصد به المشروع ذو حجم الاستثمار القليل والسريع المفعول والذي يفيد معيشة الشعب، ويركز على التخفيف من حدة الفقر والتعليم والعلاج الطبي والصحة العامة، وغيرها من متطلبات معيشة الشعب، ويجعل ثمار البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" تعود بالخير على جماهير الشعب بشكل أفضل. أشار الرئيس شي جين بينغ في الندوة الثالثة حول تطوير مبادرة "الحزام والطريق" إلى "أن المشروعات الصغيرة ولكن النافعة تؤثر على جماهير الشعب مباشرة. وفي المستقبل، يجب اتخاذ المشروعات الصغيرة ولكن النافعة كأولوية في التعاون الخارجي، وتعزيز التخطيط والتدبير، وتأدية دورها الجبار، وتشكيل مزيد من المشروعات التي ترتبط بمعيشة الشعب وتحشد قلوب جماهير الشعب." بالإضافة إلى ذلك، أكد شي في الندوة على ضرورة تنفيذ نظام الوقاية من المخاطر والسيطرة عليها.

قال يورو ديالو، الباحث الكبير بمعهد الدراسات الأفريقية في جامعة المعلمين بتشجيانغ: "بسبب التأثيرات التخريبية لوباء كوفيد- 19، اُضطرت معظم الاقتصادات بما فيها الصين إلى إبطاء خطى المشروعات العالية المخاطر وتجنب وقوع المخاطر النظامية."

يعتقد وانغ جيان، مدير معهد أبحاث الشؤون الدولية في أكاديمية شانغهاي للعلوم الاجتماعية، أن مشروعات البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" يجب ألا تسعى إلى الحجم الكبير والسرعة عشوائيا، فمن المهم أيضا تقليل مخاطر التشغيل والإدارة ومواصلة تحقيق الفوائد المحلية ودفع التوظيف وتنمية الصناعات وتقوية قدرة الدول المشاركة في "الحزام والطريق" على تسديد الديون.

قال يورو ديالو إن مشروعات بناء المنشآت التحتية الضخمة في الدول النامية وخاصة الدول الأفريقية تلعب دورا مهما في التنمية بلا شك، ولكن "المشروعات الصغيرة ولكن النافعة" تتفق مع الاحتياجات الواقعية للتجمعات المحلية، وتحسن ظروف المعيشة في وقت تحسن البيئة المحلية، ويمكن أن ترفع المردود الاقتصادي المحلي في ظل تخفيض المخاطر المالية إلى حد أكبر، فكلاهما كيان موحد عضوي.

مواصلة إطلاق القوة المحركة الجديدة لنمو اقتصاد العالم

خلال السنوات العشر الماضية، حقق "الحزام والطريق" فرص تنمية جديدة كل الجدة للعالم، ولا يزال طريقا مشرقا لتقاسم الصين للفرص والسعي إلى التنمية مع العالم، ولا يزال طريقا لفرص تحقيق الازدهار المشترك في المستقبل.

قال تشانغ تشونغ شيانغ، مدير مركز الدراسات الأفريقية في جامعة المعلمين بشانغهاي: "في الحقيقة، مهما كانت المشروعات الرمزية لبناء المنشآت التحتية و’المشروعات الصغيرة ولكن النافعة‘، كلاهما يتمتع بمغزى مهم. حيث تزيد ’المشروعات الصغيرة ولكن النافعة‘ شعور الجماهير المحليين بالكسب والسعادة، لأن هذه المشروعات تكون حولهم ومرئية وملموسة."

منذ عام 2021، تم تدريجيا تنفيذ دفعة كبيرة من مشروعات معيشة الشعب "الصغيرة ولكن النافعة" لـ"الحزام والطريق"، وهي تغطي مجالات واسعة، وتشتمل على حماية البيئة الإيكولوجية والتعاون الزراعي والري وتطوير نبات "جيويجيون" والأرتيميسينين والأرز الهجين وغيرها من المشروعات، الأمر الذي لعب دورا مهما في التخفيف من حدة الفقر في آسيا وأفريقيا وجنوب المحيط الهادئ وأمريكا اللاتينية والكاريبي وغيرها من المناطق.

في أفريقيا على سبيل المثال، منذ تنفيذ أول ورشة لو بان في جيبوتي في مارس عام 2019، أنشأت الصين أكثر من عشر ورشات لو بان في إحدى عشرة دولة أفريقية، من بينها مصر وكينيا، لتوفير تقنيات وفرص التدريب المهني للشباب الأفارقة، ودفع التنمية المحلية اجتماعيا واقتصاديا. في يونيو 2022، تم إنجاز مشروع التزويد بالماء في محافظة كابيندا في أنغولا، والذي بنته شركة الصين لبناء السكك الحديدية (الدولية) المحدودة "CRCCI"، الأمر الذي ساعد السكان المحليين على حل مشكلة استخدام الماء، وجعل كثيرا من أبناء القرى يستخدمون ماء الصنبور لأول مرة. في جنوب أفريقيا وكينيا ونيجيريا وتنزانيا وليسوتو وغيرها من الدول المشاركة في بناء "الحزام والطريق"، ازداد دخل الأسر الفلاحية بفضل تقنية نبات "جيويجيون" الصينية وارتفع مستوى معيشتهم. فسُمي نبات "جيويجيون" بـ"نبات مساعدة الفقراء" من الصين.

قال يورو ديالو إن العالم يمر حاليا بمرحلة اضطرابات وتغيرات، ويفتقر الاقتصاد العالمي إلى قوة الانتعاش، ولكن ذلك لم يغير اتجاه تعاون "الحزام والطريق"، بل يبرز أن "الحزام والطريق" يتميز بصلابة قوية وحيوية مزدهرة وآفاق واسعة للتطور. وأضاف قائلا: "في العالم الذي يتسم بعدم اليقين والاستقرار، فإن مختلف الدول في حاجة ملحة إلى تعزيز التنمية من خلال التعاون، وتتطلع إلى مساهمة ’الحزام والطريق‘ في الاقتصاد العالمي."

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4