في فصل الخريف، ترى ثمار التفاح على أغصان سبع وعشرين ألف شجرة تم غرسها في السنة الماضية في المنطقة النموذجية للتفاح بقرية هوايانغ التابعة لناحية داتون في محافظة يويشي بولاية ليانغشان الذاتية الحكم لقومية يي في مقاطعة سيتشوان في جنوب غربي الصين.

في فجر السادس والعشرين من أغسطس 2020، خرج جيوو موشا وزوجته اللذان يقيمان في البناية رقم 263 بالمجموعة الأولى لقرية هوايانغ بولاية ليانغشان، من المنزل للعمل قبل استيقاظ أطفالهما من النوم.

لديهما أربعة أبناء، ولدان وبنتان. الولدان من ذوي الاحتياجات الخاصة بسبب عيب خلقي منذ الولادة، ورغم بلوغهما سن المراهقة، لا يمكنهما الاعتماد على النفس في قضاء أمورهما. البنتان، إحداهما طالبة في الصف الرابع بمدرسة بيتشنغ الابتدائية في محافظة يويشي، والأخرى عمرها أقل من عام. بسبب الأوضاع السيئة في العائلة، يعاني جيوو موشا وزوجته من ضغوط نفسية وجسدية في نفس الوقت.

قال جيوو موشا: "بفضل المساعدات المقدَّمة من قبل الموظفين الذين يعملون في القرية للقضاء على الفقر في السنوات الماضية، حصل أبنائي على الضمان الطبي. وبعد إنهاء عملي خارج القرية، أعمل في المنطقة النموذجية للتفاح وأنا مرتاح فيها حيث لا توجد قيود كثيرة أثناء العمل. الراتب اليومي ثمانون يوانا (الدولار الأمريكي يساوي 8ر6 يوانات حاليا)." بفضل المساعدات من الموظفين بالأكاديمية الصينية للقيادة التنفيذية في يانآن بمقطاعة شنشي في غربي الصين، ارتفع مستوى معيشة عائلة جيوو موشا بشكل ملموس فانتقل إلى منزل جديد قبل سنتين وبنى مطبخا جديدا ونظيفا في السنة الماضية وقام بشراء دراجة نارية بثلاث عجلات هذا العام. هكذا، تحسنت حياة أسرته إلى حد كبير.

زراعة التفاح لتجنب العودة إلى الفقر

يسكن في قرية هوايانغ 1653 شخصا من 523 عائلة منقسمة إلى ثلاث مجموعات. أبناء القرية من قوميتي يي وهان. أدرج 330 شخصا من 89 عائلة في قائمة الفقراء المحتاجين للمساعدة من قبل الحكومة الصينية. في عام 2016، بعد اجتياز التقييم العلمي من الطرف الثالث، نجح أبناء هذه القرية في التخلص من الفقر. قال تشانغ شيوي، أمين اللجنة الفرعية للحزب الشيوعي الصيني بقرية هوايانغ، الذي جاء من الأكاديمية الصينية للقيادة التنفيذية في يانآن، إن المهمة الرئيسية للقرية في الوقت الراهن، هي تجنب العودة إلى الفقر من جديد.

من أجل تطوير الصناعات في قرية هوايانغ بشكل مستدام، أدخلت الأكاديمية الخبرات الناجحة في قطاع التفاح بمقاطعة شنشي فتعاونت الأكاديمية وشركة الاستثمار في الزراعة والثقافة والسياحة بمحافظة يويشي تحت رعاية مجموعة الفواكه بمقاطعة شنشي واستثمرت 32ر5 ملايين يوان بصورة مشتركة لبناء المنطقة النموذجية للتفاح بقرية هوايانغ في بداية عام 2019. وانغ جين يانغ، رئيس فريق العمل لمساعدة الفقراء بقرية يويشي ونائب رئيس محافظة يويشي، الذي جاء من الأكاديمية أيضا، قال إن الأكاديمية استثمرت 61ر2 مليوني يوان وأنشأت مزارع نموذجية على مساحة 440 مو (الهكتار يساوي 15 مو) في مارس وديسمبر عام 2019 على التوالي. هكذا، شاركت 89 عائلة فقيرة في هذا المشروع من خلال انتقال حق استخدام الأرض لصالح منطقة التفاح. يعمل هذا المشروع بنمط "لجنة الحزب الشيوعي الصيني في القرية+ الشركة+ الجمعية التعاونية+ أبناء القرية". فضلا عن ذلك، شارك في هذا المشروع أبناء القرية من 318 عائلة.

يمكن للفقراء من العائلات التسع والثمانين الحصول على مكافأة من خلال نقل حقوقهم في استخدام الأرض إلى منطقة التفاح. في نفس الوقت، يمكنهم العمل في المنطقة والحصول على راتب شهري. قال وانغ جين يانغ إنه يُوزع 40% من الأرباح على أبناء القرية الذين أسهموا في منطقة التفاح، ويوزع 40% من الأرباح الأخرى على الفقراء لتحسين حياتهم ويتم استخدام 20% من الأرباح الباقية لشؤون القرية. وفقا لهذا الأسلوب من التوزيع، يمكن لجيوو موشا الحصول على ثلاثة أنواع من الدخل في منطقة التفاح كل سنة، مما يوفر له مصادر دخل مستدامة.

تتمتع كل من محافظة يويشي ومدينة يانآن بتاريخ طويل في زراعة التفاح. لكن، بسبب الزراعة العشوائية وأنواع التفاح المحددة في محافظة يويشي، لم يتشكل في المحافظة نمط الزراعة بالحجم الكبير والعلامة التجارية المتميزة. أما زراعة التفاح في يانآن، فبفضل طرق الزراعة الجيدة والإدارة العلمية في السنوات الماضية، حققت تطورا ونجاحا وتمكنت من إنشاء علامة تجارية خاصة بها. قال وانغ جين يانغ إنه أراد نقل خبرات يانآن ونموذجها الناضج في الزراعة والإدارة إلى محافظة يويشي واستكشاف طريقة التنمية المناسبة لها. يرى أن لهذا مغزى عميقا في تقديم المساعدة المستهدِفة. أضاف وانغ جين يانغ أنه من المتوقع أن يبلغ حجم إنتاج التفاح في هذه السنة حوالي عشرة آلاف كيلوغرام. مع نمو عدد الأشجار في السنتين القادمتين، ستبلغ قيمة الحصاد السنوي سبعة ملايين يوان، مما يضمن زيادة دخول السكان المحليين بصورة ثابتة.

مع إدخال نموذج يانآن إلى محافظة يويشي، تغير نمط صناعة التفاح المحلي فتحول نمط البيع من الطريقة التقليدية المتمثلة في "انتظار الزبائن" إلى "النمط المهني" الذي يجمع بين طرق البيع المختلفة، بما فيها المبيعات عبر الإنترنت ومبيعات التجارة الإلكترونية ومبيعات العلامات التجارية، مما يزيد الأرباح ويساعد الفقراء على تحسين مستوى معيشتهم في آن واحد. اتفق وانغ جين يانغ وتشانغ شيوي على أن هذا الإجراء هام للغاية لتقديم المساعدة للفقراء.

زراعة العنب لزيادة دخل أبناء القرية

قالت فنغ تشن لان، وهي قروية من المجموعة الثالثة بقرية هوايانغ لتشانغ شيوي: "تفضل بتذوق العنب القرمزي الذي قمت بزراعته. يبلغ سعر الكيلوغرام من هذا النوع من العنب واحدا وعشرين يوانا." فنغ تشن لان تعتبر الموظفين الذين ساعدوها للقضاء على الفقر من أقربائها. أشار تشانغ شيوي أنه من المتوقع أن يبلغ حجم محصول العنب ألفي كيلوغرام في تلك البقعة من الأرض التي تبلغ مساحتها مو واحدا. سعر هذا الصنف من العنب عشرون يوانا لكل كيلوغرام في السوق. هكذا، يمكن لهذه السيدة القروية كسب أربعين ألف يوان هذه السنة.

أصيبت فنغ تشن لان، البالغة من العمر 51 عاما، بشلل الأطفال في صغرها. وبسبب الفقر، لم تحصل على العلاج الطبي المناسب. والأسوأ من ذلك، أصيب زوجها بالتهاب الفقرات التصلبي بعد سنتين من زواجهما. على رغم من تحسن أوضاعه الصحية تدريجيا، ما زال لا يستطيع العمل مثل الأشخاص العاديين.

رغم الإعاقة الجسدية، لم تعتمد فنع تشن لان على الآخرين بل تبذل أقصى جهودها لتحسين حياتها وحياة عائلتها. في عام 2016، قامت بزراعة التبغ في قطعة أرض في القرية بمساحة 15 مو وكسبت أربعين ألف يوان في تلك السنة. لكن، بسبب وضعها الصحي، لم يكن بمقدورها نقل أوراق التبغ إلى الخارج بعد جمعها في الحقل. قال تشانغ شيوي إن الموظفين الذين يعملون في القرية قد تأثروا بجهود فنغ تشن لان وقرروا مساعدتها بالسماح لها بزراعة قطعة أرض بمساحة مو واحد من بين أربعين مو من الأرض المغطاة بالأغطية البلاستيكية التي تم بناؤها في القرية قبل فترة غير بعيدة. قال تشانغ شيوي إن دخل زراعة التبغ بمساحة 15 مو كل سنة يساوي دخل زراعة العنب بمساحة مو واحد. ليس هذا فقط، بل أن ذلك خفف شدة العمل لفنغ تشن لان أيضا.

كانت فنغ تشن لان تقيم في بيت قديم على قمة جبل وتعمل في حقل بسفح الجبل، وكانت تمضي وقتا طويلا وتبذل جهدا شاقا للعودة إلى المنزل كل يوم. من أجل حل هذه المشكلة، بحث موظفو مساعدة أبناء القرية للقضاء على الفقر بهذا الشأن ووافقوا على بناء بيت جديد لفنغ تشن لان وزوجها في سفح الجبل وقدموا لهما أربعين ألف يوان من دعم الإسكان. قال تشانغ شيوي إن الموظفين لا يعملون على تطوير صناعات مناسبة في القرية لرفع قدرة التطور الذاتية لأبناء القرية فحسب، وإنما أيضا يبذلون الجهود لتلبية الحاجات الملحة لهم. نقلت فنغ تشن لان حقوق استخدام 5ر3 مو من الأرض، وبذلك تحصل على 1400 يوان كل سنة. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن يشملها توزيع الأرباح الجماعية في المستقبل.

قال تشانغ شيوي إن الأكاديمية الصينية للقيادة التنفيذية في يانآن اتخذت إجراءات بأهداف واضحة من أجل تشجيع الجماهير الفقيرة على إكمال الأعمال الجانبية العائلية وفقا لأوضاعها الواقعية أيضا. مع زيادة مصادر الدخل لفنغ تشن لان وغيرها من الفقراء، يساعد هؤلاء الموظفون على رفع قدرة التطور الذاتي لهم حتى يتمكن كل شخص من تحقيق التطور اعتمادا على نفسه.

قالت فنغ تشن لان إنه بفضل سياسة القضاء على الفقر، تتغير أوضاع عائلتها بصورة كاملة. وجد ابنها وبنتها عملا مناسبا بعد تخرجهما في الجامعة تحت رعاية الموظفين الميقيمن في قريتها. مع تحسن أوضاعها في السنوات الأخيرة، تتطلع فنغ تشن لان وأهلها إلى حياة أفضل في المستقبل القريب.

نتائج مثمرة لمشروع المساعدة المُسْتَهدِفة

تقع محافظة يويشي في ولاية ليانغشان الذاتية الحكم لقومية يي بمقاطعة سيتشوان، وتعتبر واحدة من المناطق الأكثر فقرا في الصين وواحدة من سبع محافظات لم تتخلص من الفقر في ولاية ليانغشان.

قال وانغ جين يانغ إن تطوير الصناعات حل أساسي للقضاء على الفقر. لقد تخلصت 4357 عائلة فقيرة من الفقر من خلال تطوير الصناعات بحلول نهاية عام 2019. في الحقيقة، أن القضاء على الفقر بتطوير الصناعات في محافظة يويشي صورة مصغرة للقضاء على الفقر في ولاية ليانغشان بأسرها. منذ بدء مشروع تقديم الأكاديمية الصينية للقيادة التنفيذية في يانآن المساعدة المستهدفة للفقراء في محافظة يويشي، قدمت واستثمرت الأكاديمية أكثر من 33 مليون يوان ومنها 15 مليون يوان لتطوير صناعات مثل الزراعة المميزة والتربية المناسبة، الأمر الذي حقق نتائج جيدة.

قال تشو تشاو، الذي يعمل نائب رئيس قسم التنظيم التابع للجنة الحزب الشيوعي الصيني في محافظة يويشي ونائب رئيس دائرة التنمية والقضاء على الفقر في المحافظة حاليا، إنه من أجل رفع قدرة الموظفين على مساعدة الفقراء المحليين للقضاء على الفقر، نظمت الأكاديمية الصينية للقيادة التنفيذية في يانآن حلقات تدريبية لنحو عشرة آلاف موظف من محاظفة يويشي على المستويات المختلفة. بالإضافة إلى ذلك، ذهب أكثر من 190 موظفا لمحافظة يويشي إلى الأكاديمية في يانآن لتلقي التدريبات المعنية وتوسيع آفاقهم.

لقد تم إرسال أحد عشسر ألف موظف من أجهزة الدولة المركزية ومن الجامعات والشركات والمؤسسات التابعة للحكومات على المستويات المختلفة إلى ولاية ليانغشان لمساعدة الفقراء من خلال تطوير الصناعات والتعليم والتجارة الإلكترونية والنقل وفقا للأهداف المحددة. في عام 2019، نجح 142 ألف فقير من 318 قرية في القضاء على الفقر. هكذا، تخلص 4ر801 ألف فقير من 1772 قرية فقيرة من الفقر بصورة إجمالية. بالإضافة إلى ذلك، انخفضت نسبة حدوث الفقر هناك إلى 4%. وفي هذه الصدد، يمثل وانغ جين يانغ وتشانغ شيوي وغيرهما من الموظفين في الأكاديمية الصينية للقيادة التنفيذية في يانآن، الذين يقيمون في ولاية ليانغشان، مجموعة كبيرة من الموظفين الذين يعملون على مساعدة الفقراء في الصين.