ملف العدد < الرئيسية

كيف تُبنى البنية التحتية الجديدة؟

: مشاركة
2020-09-08 09:48:00 الصين اليوم:Source تشن جيون:Author

على مدى الأربعين عاما الماضية، منذ انتهاج الصين سياسة الإصلاح والانفتاح، ظلت مشروعات بناء البنية التحتية التقليدية تمثل دعما قويا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في الصين، وحسنت نوعية حياة الناس بشكل فعال. لكن الآن، مع تطور الثورة التكنولوجية والتحول الصناعي، لم تعد البنية التحتية التقليدية قادرة على تلبية احتياجات التنمية الاقتصادية والاجتماعية الحالية، وأصبحت البنية التحتية الجديدة نقطة ساخنة في المجتمع الصيني، وقد لعبت دورا هاما خلال مكافحة فيروس كورونا الجديد (كوفيد- 19).

تطوير البنية التحتية الجديدة 

في الحقيقة، فإن البنية التحتية الجديدة ليست شيئا جديدا، فقد ظهرت فكرة تسريع بناء البنية التحتية الجديدة منذ زمن مبكر في مخطط القيادة العليا الصينية. في ديسمبر من عام ٢٠١٨، عقد مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي للصين لتحديد مسار الاقتصاد في عام ٢٠١٩، وفيه تقرر تعزيز بناء البنية التحتية الجديدة مثل الذكاء الاصطناعي والشبكة الصناعية وإنترنت الأشياء وغيرها، في أول مرة يناقش فيها موضوع البنية التحتية الجديدة في اجتماع للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني. ومنذ ذلك، قامت الصين بتخطيط بناء البنية التحتية الجديدة في الاجتماعات الرفيعة المستوى للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، وتعاملت الحكومات المحلية مع البنية التحتية الجديدة باعتبارها مجالا هاما للاستثمار. 

في الآونة الأخيرة، أكد الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني شي جين بينغ أكثر من مرة على ضرورة أن تسرع الصين ببناء البنية التحتية الجديدة. في الأول من شهر إبريل سنة ٢٠٢٠، قال شي جين بينغ خلال زيارة لمقاطعة تشجيانغ: "ينبغي لنا اغتنام الفرص التي تتيحها التقنيات الرقمية ومنتجات الصناعات الرقمية لتسريع بناء شبكة الجيل الخامس ومراكز البيانات وغيرها من البنى التحتية الجديدة وتخطيط تنمية الاقتصاد الرقمي والصناعة الصحية وصناعة المواد الجديدة وغيرها من الصناعات الإستراتيجية الناشئة والصناعات المستقبلية وتعزيز ابتكار التكنولوجيا والعمل على إيجاد نقاط نمو اقتصادي جديدة وخلق قوة محركة جديدة للتنمية." 

وقد أكد ((تقرير عمل الحكومة الصينية لعام ٢٠٢٠ )) على أن الحكومة الصينية ستركز على دعم المشروعات التي من شأنها تحفيز الاستهلاك وتحسين معيشة الشعب وإعادة الهيكلة وتعزيز القوة الكامنة. تشمل تلك المشروعات رئيسيا بناء البنية التحتية الجديدة وتعزيز نمط جديد من التحول الحضري والمشروعات الكبرى في مجالات مثل المواصلات ومنشآت الري. ومن المتوقع أن تتمتع البنية التحتية الجديدة بآفاق تنمية أوسع. 

قال هوانغ شو هونغ، مسؤول عن فريق صياغة ((تقرير عمل الحكومة الصينية)) ومدير مكتب الأبحاث التابع لمجلس الدولة الصيني، إن بناء البنية التحتية الجديدة والمشروعات الكبرى في مجالات مثل المواصلات ومنشآت الري يعكس الطلب على تنفيذ الإصلاحات الهيكلية لجانب العرض وتوسيع الطلب المحلي وتحسين معيشة الناس. تعزز الصين بناء البنية التحتية الجديدة سعيا إلى تلبية احتياجات التنمية الاقتصادية العالية الجودة وتحسين الاستهلاك. 

يعتقد جيا جين جينغ، مساعد رئيس معهد تشونغيانغ للتمويل التابع لجامعة رينمين الصينية، أن بناء البنية التحتية الجديدة هو اتجاه التنمية الاقتصادية الصينية. خلال مكافحة كوفيد- 19، لعبت مرافق البنية التحتية الجديدة، مثل تطبيقات ممارسة العمل عبر الإنترنت والتعليم عن بعد "على الإنترنت" وغيرها، دورا بارزا بمزايا التكنولوجيا المتقدمة وتقنية الذكاء والمعلوماتية. لذا، أصبح طلب المستهلكين على البنية التحتية الجديدة أقوى من أي وقت مضى، فيمكن لجانب العرض وجانب الطلب تقديم الفرص من أجل بناء البنية التحتية الجديدة. لم تساعد البنية التحتية الجديدة على القضاء على الآثار السلبية للفيروس فحسب، وإنما أيضا تحث الصين على استكشاف نقاط نمو جديدة للاقتصاد الصيني من أجل معالجة الضغوط السلبية على الاقتصاد بشكل فعال. 

يرى هوانغ جيان هوي، مدير معهد بحوث بنك مينشينغ الصيني، أن بناء البنية التحتية الجديدة يساعد الصناعات الصينية على تحسين القدرة التنافسية للمشاركة في المنافسة الدولية، كما يساعد الصين على ضمان استقرار الاقتصاد. على المدى الطويل، يحفز بناء البنية التحتية الجديدة المزيد من الطلبات الجديدة ويخلق أنماطا جديدة من الأنشطة التجارية، مما يعزز تحويل الاقتصاد الصيني وتحسينه. كما قال هوان جيان هوي: "يمكن للبنية التحتية الجديدة تحسين جودة المنتجات لتلبية الطلبات المتزايدة للسكان، مما يجنبنا الوقوع في فخ الدخل المتوسط."

خصائص جديدة للبنية التحتية الجديدة

في العشرين من إبريل 2020، أوضحت اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح لأول مرة نطاق البنية التحتية الجديدة. فهي نظام البنية التحتية القائم على شبكات المعلومات، لتقديم خدمات التحول الرقمي وتحسين الصناعة بالتكنولوجيا الذكية والابتكار المتكامل لتلبية احتياجات التنمية العالية الجودة، بإرشاد من مفاهيم التنمية الجديدة والاعتماد على الابتكار التكنولوجي. تشمل البنية التحتية الجديدة سبع صناعات، بما فيها المحطات الأساسية لشبكة الجيل الخامس ومراكز البيانات الكبرى والذكاء الاصطناعي والجهد العالي للغاية ونقاط شحن السيارات الكهربائية والسكك الحديدية العالية السرعة والشبكة الصناعية. كما أكدت اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح أن مفهوم البنية التحتية الجديدة ونطاقها يتغيران باستمرار مع إصلاح الصناعات والثورة التكنولوجية، وستواصل الصين بحوثها حول محتوى البنية التحتية الجديدة ومشتقاتها. 

أشار جيا جين جينغ إلى أن إحدى مزايا البنية التحتية الجديدة هي القضاء على الحدود بين الصناعات المختلفة، لاندماجها بالتكنولوجيا الذكية سعيا إلى تحقيق التنمية المشتركة، مما يعزز تنمية الصناعات الجديدة والأنشطة التجارية الجديدة والأشكال الجديدة للأعمال التجارية وخفض الحواجز أمام التحول الصناعي وتحسين الصناعات. 

أصدرت الأكاديمية الصينية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات تقريرا بعنوان  ((مساهمات صناعة الجيل الخامس في الاقتصاد))، جاء فيه أن تكنولوجيا الجيل الخامس ستصبح تكنولوجيا رئيسية للتحول الرقمي في الصناعات الصينية المختلفة. في حال استخدام الصين الجيل الخامس، فمن المتوقع أن تتمكن هذه التكنولوجيا من خلق ناتج اقتصادي بقيمة ٦ر١٠ تريليونات يوان (الدولار الأمريكي يساوي 7 يوانات حاليا) وأكثر من ثلاثة ملايين وظيفة بين عام ٢٠٢٠ وعام ٢٠٢٥. ستعمل الصناعات الصينية المختلفة على توظيف تكنولوجيا الجيل الخامس للقيام بالابتكار مع تسريع بناء شبكة الجيل الخامس. 

يقع ميناء الابتكار العالمي للجيل الخامس في حي هونغكو بمدينة شانغهاي، وهو منصة للبحوث حول تطبيقات الجيل الخامس وابتكارها. يمكنك في هذا الميناء تجربة خدمات تكنولوجيا الجيل الخامس في الحياة المستقبلية، مثل سيارة الإسعاف بتكنولوجيا الجيل الخامس والشاحنة الثقيلة الذكية وغيرهما. كما تُعرض في هذا الميناء التطبيقات الصناعية الذكية والتطبيقات المتعلقة بالثقافة والترفيه والابتكار ومنجزات الجيل الخامس في إدارة المدينة وفرز النفايات ومشروعات البناء ونظام إدارة الأمن وغيرها. في ميناء الجيل الخامس للابتكار، يمكننا أن ندرك أن تكنولوجيا الجيل الخامس قد انتشرت في كل أركان المدينة. 

أكد هوانغ جيان هوي أن الصين تعمل على بناء البنية التحتية الجديدة لتلبية حاجة الصين إلى ضمان استقرار النمو الاقتصادي وممارسة مفاهيم التنمية الجديدة في إطار مواجهة الضغوط السلبية على الاقتصاد. تقوم الصين ببناء البنية التحتية الجديدة لتعزيز التنمية الاقتصادية الجديدة والاقتصاد الرقمي، وهذا يعني أن الصين يجب عليها بناء الآليات الجديدة لجعل البنية التحتية الجديدة تلعب دورا أكبر. 

في الثامن عشر من مايو ٢٠٢٠، أصدرت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني مع مجلس الدولة ((الاقتراحات بشأن تحسين نظام اقتصاد السوق الاشتراكي بشكل سريع في العصر الجديد)) لتخطيط أهداف ومهمات وإجراءات تحسين نظام اقتصاد السوق الاشتراكي وتوجيه إصلاح النظام الاقتصادي. 

أشار هوانغ جيان هوي إلى أنه ينبغي للسوق أن تلعب الدور الحاسم في تخصيص الموارد من أجل جعل نظام اقتصاد السوق أكثر نضجا. كما جاء في ((الاقتراحات بشأن تحسين نظام اقتصاد السوق الاشتراكي بشكل سريع في العصر الجديد))، يجب على الحكومة الصينية احترام قواعد اقتصاد السوق وتحسين آلية توزيع العناصر الرئيسية على أساس السوق سعيا لتشجيع الإبداع والابتكار وتحفيز حيوية السوق في المجتمع الصيني. 

قال هوانغ جيان هوي: "ستحصل المؤسسات الخاصة الصغيرة والمتوسطة الحجم على فرص أكثر للمشاركة في المشروعات الهامة لبناء البنية التحتية الجديدة في الصين. وستقدم الحكومة لها سياسات تفضيلية، مما يحث تلك المؤسسات على الاستثمار في البنية التحتية الجديدة." 

كيفية بناء البنية التحتية الجديدة 

اكتسبت البنية التحتية الجديدة رواجا في السوق الصينية. وفقا لإحصاءات غير مكتملة، أدرجت خمس وعشرون مقاطعة ونيف الاستثمار في البنية التحتية الجديدة ضمن قائمة استثماراتها في المشروعات الكبيرة لعام ٢٠٢٠، بحجم استثمارات إجمالي أكثر من تريليون يوان.

يرى جيا جين جينغ أن الصين ينبغي لها أن تجعل البنية التحتية الجديدة مستوفية للمعايير الصناعية، وهذا مفتاح لتنمية صناعات التكنولوجيا العالية. على سبيل المثال، في مركز البيانات الذي يدمج البنية التحتية مع التكنولوجيا، لا يحتاج الناس إلى التركيز على مساحة غرف  الكمبيوتر وعدد الخوادم في مركز البيانات، لكن عليهم الاهتمام أكثر بكيفية تحسين المرافق لدعم التطبيقات التي تتطلب بيانات في الوقت الحقيقي. كما يمكن تحسين الكفاءة عن طريق استخدام الإدارة الذكية لدمج مركز البيانات مع محطات الطاقة وأنظمة المياه والكهرباء والمستشفيات وغيرها من البنى التحتية الأخرى، مما يحسن كفاءة العديد من البنى التحتية في نفس الوقت. 

أنشأت شركة تشونغتشوانغ سانيو للتكنولوجيا في بكين منصة بكين لتقديم البيانات والمعلومات حول مرافق شحن الكهرباء، وتديرها الآن. تستخدم الشركة البيانات الكبرى لجمع البيانات وحسابها وتحليلها من أجل مساعدة الحكومة والمستخدمين على معرفة أحوال مرافق شحن السيارات الكهربائية في بكين، مما حقق التطور من مجرد جهاز للشحن إلى محطة ذكية، وبالتالي تقديم الخدمات للمدينة والسكان.

وفقا لأحد مسؤولي شركة تشونغتشوانغ سانيو للتكنولوجيا، أسست الشركة محطة لشحن السيارات الكهربائية لمشغلين مختلفين، فيمكن للمستخدمين من خلال تطبيق ييتشونغوانغ (Yi Chong Wang app) شحن سياراتهم ودفع التكلفة. مع تحسين الخدمات بشكل كامل، ستدعم حكومة بكين المشغلين الذين يديرون نقاط شحن السيارات الكهربائية، في اختيار مواقع محطات الشحن وتطبيق الدعم، وغير ذلك. 

بالإضافة إلى شبكة الجيل الخامس التي تستثمر فيها معظم المؤسسات المملوكة للدولة، تستثمر العديد من المؤسسات الخاصة في الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات الكبرى والشبكة الصناعية وغيرها من التكنولوجيات الناشئة. في الثامن من مايو ٢٠٢٠، أقامت مدينة قوانغتشو مراسم التوقيع على الدفعة الأولى من مشروعات بناء البنية التحتية الجديدة. أعلنت قوانغتشو فيها استثمار ١٨٠ مليار يوان في ٧٣ مشروعا هاما بشأن بناء البنية التحتية الجديدة، منها مشروعات شبكة الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات الكبرى والشبكة الصناعية ومحطات شحن ذكية للسيارات الكهربائية وغيرها، كما تشارك في تلك المشروعات شركات قطاع خاص كبرى مشهورة مثل هواوي وبايدو وجينغدونغ وغيرها. 

من الواضح أن البنية التحتية الجديدة تجلب فرص تنمية جديدة للمؤسسات الخاصة. يعتقد هوانغ جيان هوي أن الابتكار التكنولوجي هو مفتاح بناء البنية التحتية الجديدة وتطويرها، وقد استكشف الكثير من المؤسسات الخاصة بنفسها أساليب مفيدة للابتكار التكنولوجي، فيمكن القول إن المؤسسات الخاصة لديها إمكانيات كبيرة لبناء البنية التحتية الجديدة، ويجب عليها اختيار مجالات البنية التحتية الجديدة وفقا لمزاياها، ثم التركيز على القيام بالتحول الرقمي وتطوير الذكاء في تلك المجالات. قال هوانغ جيان هوي: "بناء البنية التحتية الجديدة مشروع يحتاج إلى حشد الحكمة والقوة لجميع الأطراف لإكمالها معا."

البنية التحتية الجديدة تعزز التنمية العالية الجودة في إطار مبادرة "الحزام والطريق"

 منذ طرح مبادرة "الحزام والطريق"، لا تزال الصين تتمسك بمبادئ البناء والتشاور المشترك والتمتع بالفوز المشترك، وتواصل تعميق التعاون العملي وتعزيز التنمية العالية الجودة في إطار "الحزام والطريق"، وحققت منجزات بارزة في السنوات الست الماضية. حاليا، من المتوقع أن تتمتع المشروعات المتعلقة بـ"الحزام والطريق" بآفاق أوسع مع تطوير البنية التحتية الجديدة في الصين.

يعتقد جيا جين جينغ أن العديد من البلدان الواقعة على طول "الحزام والطريق" لديها إمكانيات كبيرة لتنمية التكنولوجيا الرقمية وبناء البنية التحتية. حاليا، تتيح البنية التحتية الجديدة الفرص لتلك البلدان من أجل تحقيق تنمية قافزة، فلا شك أن البنية التحتية الجديدة ستصبح إحدى النقاط البارزة في مبادرة "الحزام والطريق". 

في مجال التجارة الإلكترونية، كمثال، خلال تفشي فيروس كورونا الجديد في الصين، استخدم الكثير من المناطق الفقيرة خدمات التجارة الإلكترونية لبيع المنتجات المحلية على الإنترنت لنقلها إلى الأسواق في المدن الكبيرة، مما أتاح لمنتجاتها المحلية الدخول إلى السوق. قال جيا جين جينغ: "يقدم هذا المثال نموذجا للدول الواقعة على طول  الحزام والطريق من أجل القضاء على الفقر. فيمكن لبعض البلدان ذات الاقتصاد الزراعي والاقتصاد الرعوي، الاستفادة من البنية التحتية الجديدة لتنمية صناعات الخدمات الحديثة. وطالما أن تلك البلدان قادرة على المشاركة في السوق العالمية لتصبح جزءا منها، يمكنها تحقيق تنمية قافزة." 

على الرغم من أن الصين مازالت في المرحلة الأولى من تنمية البنية التحتية الجديدة، قدمت تسهيلات حقيقية لبعض الدول الواقعة على طول "الحزام والطريق" من خلال البنية التحتية الجديدة. مثلا، في السنوات الأخيرة، يلعب قمر "فنغيون" الاصطناعي للأرصاد الجوية دورا إيجابيا متزايدا في الدول الواقعة على طول "الحزام والطريق". في العام الماضي، رصد "فنغيون" الإعصار الحلزوني في المحيط الهندي والفيضانات في سريلانكا والكوارث الناجمة عن الحرائق في إندونيسيا وغيرها، مما ساعد تلك الدول على مكافحة الكوارث الطبيعية.  

في ٢٧ مايو ٢٠٢٠، عقدت مصلحة الأرصاد الجوية الصينية اجتماعا بشأن تحسين خدمات أقمار "فنغيون" الاصطناعية للأرصاد الجوية في إطار "الحزام والطريق". وذكرت المصلحة أن عدد البلدان والمناطق التي تستفيد من خدمات أقمار "فنغيون" الاصطناعية حاليا يزيد عن ١٠٨ دول، منها أكثر من سبعين دولة على طول "الحزام والطريق". أصبحت خدمات أقمار "فنغيون" الاصطناعية للأرصاد الجوية ضمانة أكيدة هامة لدعم بناء "الحزام وطريق". 

بالإضافة إلى تقديم المعلومات المتعلقة بالتنبؤات الجوية لمدن رئيسية في الدول والمناطق على طول "الحزام والطريق، يمكن لموقع "الحزام والطريق" لخدمات الأرصاد الجوية تقديم صور السحاب الفضائية بالأشعة تحت الحمراء، وصور سحاب بخار الماء، وصور السحاب الضوئية المرئية. 

في السنوات الماضية، قدمت الصين لتلك الدول بيانات أقمار "فنغيون" الاصطناعية للأرصاد الجوية، ولكن هذه المرة، تستطيع الصين تقديم المنتجات الناضجة التي تشمل معلومات الطقس بعد تحليل البيانات.

هذا بالضبط ما تحتاجه لاوس وميانمار والدول الأخرى ذات تكنولوجيا مراقبة الأرصاد الجوية المتخلفة. قال تشن شياو جيه، نائب المدير المسؤول عن تصميم قمر فنغيون الاصطناعي الرابع للأرصاد الجوية في أكاديمية شانغهاي لتكنولوجيا الرحلات الفضائية: "تتبادل الصين البيانات والمعلومات المتعلقة بالأرصاد الجوية، هذا لا يجعل المزيد من البلدان تتمتع بالمعلومات الدقيقة ويفيد الدول على طول "الحزام والطريق" فحسب، وإنما أيضا يعزز التأثير الدولي لأقمار "فنغيون" الاصطناعية للأرصاد الجوية." 

قال هوانغ جيان هوي إن بناء البنية التحتية الجديدة سيوفر فرص تنمية قافزة جديدة للدول الواقعة على طول "الحزام والطريق"، ويحثها على تحسين صناعاتها. إن هذه التنمية القافزة تختلف عن التنمية السريعة الماضية، فهي تنمية الإنترنت التي تسعى الصين إلى تحقيقها عبر تطوير تكنولوجيا الجيل الخامس والتصنيع الرقمي والذكي وغيرها. 

أكد وزير خارجية الصين وانغ يي، في مؤتمر رفيع المستوى حول التعاون الدولي في إطار "الحزام والطريق" بواسطة الفيديو عُقد في ١٨ يونيو ٢٠٢٠، أن الصين ستعزز التبادل والتشاور مع الشركاء المشاركين في "الحزام والطريق" وتبذل الجهود مع الشركاء الأجانب لتعزيز التعاون الدولي والتعاون في المجال الصحي وتحقيق النهضة والنمو الاقتصادي معا في إطار "الحزام والطريق"، سعيا إلى خلق مستقبل أكثر إشراقا للتعاون الدولي. 

قال هوانغ جيان هوي إن البنية التحتية الجديدة تعطي مفاهيم جديدة لبناء "الحزام والطريق" وتوسيع مجالات التنمية الجديدة، وسوف تصبح محورا آخر للبناء المشترك العالي الجودة لـ"الحزام والطريق".

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4