ملف العدد < الرئيسية

معيشة الشعب في المقام الأول

: مشاركة
2020-06-18 14:31:00 الصين اليوم:Source يانغ شوانغ شوانغ:Author

تضع الحكومة الصينية معيشة أبناء الشعب على رأس أولوياتها دوما، ويكتسب هذا الأمر حاليا أهمية خاصة في ظل التفشي المستمر لوباء كوفيد- 19. وفي هذا الوقت الذي تعاني فيه التنمية الاقتصادية من تحديات غير مسبوقة، أصبحت كيفية ضمان المعيشة لأبناء الشعب، موضوعا هاما لأعضاء المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، وأعضاء المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، في عام 2020.

تحسين خدمة "الإنترنت+ العلاج الطبي"

قال الدكتور تشو سونغ بوه، عضو المجلس الوطني لنواب الشعب، ومدير أحد المستشفيات الريفية في مدينة تشوتشو بمقاطعة خبي: "المقترح الذي تقدمت به لدورة هذا العام للمجلس الوطني لنواب الشعب هو تأسيس مستشفيات على الإنترنت، لتحسين النظام الطبي في أقرب وقت ممكن."

في العشرين من مايو، وبعد تسجيل حضوره للدورة الثالثة للمجلس الوطني الثالث عشر لنواب الشعب، في بكين، وزع الدكتور تشو على زملائه النواب مجموعة من الأوراق المطبوع عليها رمز الاستجابة السريعة الثنائي الأبعاد للمستشفى الذي يعمل فيه، لاستخدامها إذا اقتضت الضرورة لأي استشارات طبية على تطبيق ويتشات.

على مدى عشرات السنين الماضية، استقبل الدكتور تشو العديد من المرضى المسنين الذين لم يكن بإمكانهم إبلاغ الطبيب بطبيعة مرضهم بشكل واضح، ولا فهم نصائح الطبيب، الأمر الذي كان يؤثر بشكل أو بآخر، على كل من الأطباء والمرضى. قال الدكتور تشو: "لقد توصلت إلى حل. فقد قمت بطباعة رمز الاستجابة السريعة وفيه عنوان المستشفى الذي أعمل فيه، على قطع من الورق، وطلبت من المرضى المسنين إعطائه للشباب في عائلاتهم. ومن خلال مسح الرمز، يمكن لعائلاتهم الاتصال بالمستشفى، ثم الإبلاغ عن الحالات الصحية لكبار السن بالتفصيل، من خلال مكالمة هاتفية بالصوت والصورة، عبر تطبيق ويتشات، مع أطباء المستشفى. وبهذه الطريقة، يمكنني إجراء المزيد من الاستشارات عن بعد."

طريقة تقديم الخدمات الطبية عبر الإنترنت، اكتشفها عضو مجلس النواب الدكتور تشو سونغ بوه، أثناء حضوره دورة المجلس الوطني لنواب الشعب في عام 2018، لاستخدامها في خدمة المرضى في مسقط رأسه. قال إن الفيديو عن بعد والاستشارة الطبية بالهاتف قد لعبت دورا كبيرا خلال وباء فيروس كورونا الجديد (كوفيد- 19). وأضاف: "تبنينا طريقة الاستشارات الطبية عبر الإنترنت، تساعدنا في علاج المرضى المزمنين عير القادرين على الذهاب إلى المستشفى، وتمنع خطر العدوى أثناء العلاج الطبي. وفي أوقات الذروة، كنا نتلقى أكثر من مائة مكالمة هاتفية من المرضى يوميا." وقد شكّل تشو فريقا طبيا مكونا من خمسة عشر طبيبا من المستشفى الذي يعمل فيه، لتقديم استشارات مجانية على مدار 24 ساعة عبر الإنترنت.

خلال فترة انتشار كوفيد- 19، أطلقت أكثر من عشر منصات طبية عبر الإنترنت في الصين، خدمات استشارية خاصة، حيث يجري أكثر من 200 مستشفى عام تشخيصا مجانيا أو استشارة حول الالتهاب الرئوي الناتج عن فيروس كورونا الجديد، وتمت تعبئة أكثر من مائة ألف طبيب، ومساعدة أكثر من أربعة ملايين شخص. ومنذ ظهور أول مستشفى على الإنترنت، في الصين في ديسمبر 2015 في ووتشن بمقاطعة تشجيانغ، تطور قطاع الرعاية الصحية عبر الإنترنت باقوة. وقدمت جميع المنصات الطبية عبر الإنترنت، مثل "دينغشيانغيوان" و"هاودايفو"، استشارات مجانية ودعما نفسيا وخدمات أخرى، وحظيت بإشادة واسعة من الناس ولاسيما المرضى.

في الآونة الأخيرة، أصدرت اللجنة الوطنية للصحة في الصين، عددا من الوثائق، مؤكدة على ضرورة الاستفادة الكاملة من الخدمات الطبية عبر الإنترنت، وتطالب الحكومات على كافة المستويات بأن تتولى مسؤولية الإشراف في الوقت الحقيقي على هذه الخدمات.

في الوقت الحاضر، أدرجت جيانغسو وشانغهاي وتشجيانغ ومناطق أخرى "الإنترنت+ الخدمات الطبية" في مدفوعات التأمين الطبي الخاصة بها، وتقوم بتعديل أنظمة المعلومات الخاصة بها.

ضمان إمدادات مستقرة للمواد الغذائية

في الثاني والعشرين من مايو، قال وزير الزراعة والشؤون الريفية الصيني هان تشانغ فو: "لن تدخر الوزارة جهدا وقوة في إنتاج محاصيل الحبوب الغذائية، خاصة وسط انتشار هذا الوباء عالميا، وازدياد الضغط الهبوطي على الاقتصاد. في الأشهر الماضية، قمنا بعمل جيد في كل من الوقاية والسيطرة على الوباء، وأعمال الحرث والحصاد الربيعية."

ضمان إمدادات مستقرة من المنتجات الغذائية أمر بالغ الأهمية للحكومة الصينية. في متجر كبير اسمه "وومي" في حي هايديان ببكين، ترى الرفوف عامرة بمنتجات الحبوب الغذائية واللحوم والفواكه والخضراوات. قال أحد المتسوقين المحليين: "انخفضت أسعار اللحوم هذه الأيام، ونرى الإمدادات اليومية وفيرة في هذا المتجر، وبإمكاني إعداد كل أنواع الطعام لعائلتي يوميا."

ومع التنفيذ التدريجي للإجراءات التي أطلقتها الحكومة لضمان أساسيات الحياة للناس وتحسينها، ظلت أسعار اللحوم والخضراوات مستقرة، وتحسنت أيضا سلسلة الإنتاج والإمداد. قال وي باي قانغ، مدير إدارة التنمية والتخطيط في وزارة الزراعة والشؤون الريفية، إنه منذ مطلع عام 2020، ورغم تأثير وباء كوفيد- 19، ظل الاقتصاد الريفي الصيني مستقرا عموما، وزادت الإمدادات الزراعية من المنتجات الطازجة تدريجيا، مع انخفاض الأسعار بشكل أساسي إلى المستوى الطبيعي. ورغم ذلك، وبسبب استمرار الوباء، ستبقى الوزارة يقظة وتراقب عن كثب السوق الزراعية العالمية، لتفعيل دور تجارة المنتجات الزراعية في تحقيق استقرار السوق المحلية، وتعزيز التنمية الصناعية وزيادة دخل المزارعين.

في الوقت نفسه، تبنت الحكومات المحلية سياسات لتعزيز الاستهلاك من خلال إصدار قسائم استهلاك مستهدفة. فقد طرحت نانجينغ وهانغتشو ونينغبو، وأكثر من ثلاثين مدينة أخرى، قسائم استهلاكية تبلغ قيمتها ملايين حتى مائة مليون يوان (الدولار الأمريكي يساوي 1ر7 يوانات)، وحققت نتائج فعالة. وكانت جميع القسائم رقمية، والمطاعم ومتاجر البيع بالتجزئة ومنتجات الرياضة والترفيه هي المجالات الرئيسية التي تستخدم فيها هذه القسائم الاستهلاكية. وفقا لتقرير بثته شبكة تلفزيون الصين الدولية (CGTN) في السابع والعشرين من إبريل، طرحت مدينة هانغتشو، حاضرة مقاطعة تشجيانغ، قسائم استهلاك قيمتها أربعمائة مليون يوان في الفترة من السابع والعشرين من مارس حتى العاشر من إبريل، ومنذ ذاك، زاد حجم مبيعات ثلاثين مركزا تجاريا كبيرا في المدينة، من أربعين مليون يوان إلى ستين مليون يوان في اليوم.

جعل الموارد التعليمية متاحة لجميع الأطفال

 تشو يونغ شين، عضو اللجنة الدائمة للمجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني ونائب أمينه العام، ونائب رئيس متفرغ للجنة المركزية للرابطة الصينية لتعزيز الديمقراطية، كتب في مذكرته حول مشاركته في المؤتمر هذه السنة: "خلال انتشار وباء كوفيد- 19، أجرى العالم بأسره تجربة تعليمية غير مسبوقة على الإنترنت على نطاق واسع، وشهد التعليم عبر الإنترنت أيضا اختبارا كبيرا. وسواء تعلق الأمر ببناء الأجهزة أو تكامل الموارد أو تقييم الجودة أو القدرات، فمن الواضح أن التعليم قد تخلف عن التقنيات الحالية ومتطلبات العصر."

لقد ضغط الوباء على زر التقدم السريع للتعليم عبر الإنترنت. فمن أجل كبح انتشار الوباء في الجامعات، قامت الجامعات والمعاهد والمدارس بأنواعها المختلفة في جميع أنحاء الصين، بتعليق الدراسة فيها، وأصبح عشرات الملايين من المعلمين في جميع أنحاء البلاد، "مذيعي الشبكة". كما اغتنمت العديد من المؤسسات التعليمية الفرصة لإطلاق البث المباشر وتسجيل الدروس عبر مقاطع الفيديو، لأخذ دورها ونصيبها في السوق.

قال يوي مين هونغ، مؤسس مجموعة "شيندونغفانغ" للتعليم عبر الوسائل التكنولوجية، إنه في غضون أسبوع بعد تفشي وباء كوفيد- 19، قامت مجموعته بتحويل ما يقرب من مليوني طالب، من مدارسها وشركاتها الفرعية التي يبلغ عددها سبعا وثمانين، إلى التدريس عبر الإنترنت. وفقا لتقرير آخر نشره مركز معلومات شبكة الإنترنت الصيني، في الثامن والعشرين من إبريل، بلغ عدد مستخدمي التعليم عبر الإنترنت في الصين، أربعمائة وثلاثة وعشرين مليونا بحلول مارس 2020، بزيادة بلغت نسبتها 2ر110%عن نهاية عام 2018، وهو ما يمثل 8ر46% من إجمالي مستخدمي الإنترنت في البلاد. ومن بين هؤلاء، مائتان وستة وخمسون مليون طالب بمراحل التعليم قبل الجامعي تحولوا إلى الدروس عبر الإنترنت.

ومع تدفق مئات الملايين من الطلاب والمعلمين في جميع أنحاء البلاد على منصات البث المباشر، ظهرت بعض المشكلات الجديدة. ولاحظ عضو المؤتمر الاستشاري تشو يونغ شين، أن هناك فجوات في البنية التحتية والموارد التعليمية للتعليم عبر الإنترنت في البلاد، وأن مستوى التعليم عبر الإنترنت يختلف بشكل كبير بين المناطق المختلفة. ففي المناطق الفقيرة والنائية التي لا يغطيها النطاق العريض الرقمي، يعد استخدام التعلم عبر الإنترنت على المدى الطويل بمثابة تكلفة باهظة الثمن للأسر المحتاجة. لذلك، وخلال جلسة للمجلس الوطني الاستشاري لهذا العام، طرح مقترحا بتحقيق التدفق الحر للتعلم عبر الإنترنت، بغية تعزيز العدالة في التعليم.

التعليم يرتبط ارتباطا وثيقا بتقدم وتطور الأمة. في تقريره حول عمل الحكومة، شدّد رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ، على الحاجة إلى "تعزيز التعليم العادل والجيد"، ودفع تطوير المدارس الداخلية في البلدات والمحافظات، وتوفير تعليم جيد لذوي الاحتياجات الخاصة والتعليم المستمر، ودعم المدارس الخاصة والمحافظة عليها بشكل جيد ومنتظم، ومساعدة رياض الأطفال الخاصة في معالجة الصعوبات التي تواجهها.

تصنيف القمامة يدخل "الحقبة الإلزامية"

 قالت النائبة وانغ شياو هونغ، عضو المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، ونائبة عميد كلية العلوم والهندسة البيئية في جامعة قوانغتشو بمقاطعة قوانغدونغ: "في الفندق الذي نزل به وفد قوانغدونغ للدورة السنوية للمجلس الوطني لنواب الشعب، يمكن رؤية دليل بلدية بكين لتصنيف المخلفات المنزلية وأوعية القمامة." وأضافت: "الفنادق التي استقبلت المشاركين في الدورتين للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، والمجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، تأخذ زمام المبادرة في تصنيف القمامة. والمواطنون سينتهجون نفس الشيء بالتأكيد."

مع تحول أعمال الوقاية من الوباء والسيطرة عليه إلى ممارسة منتظمة في بكين، تجري كذلك مختلف الاستعدادات الخاصة بتصنيف المخلفات وفرزها. منذ الأول من مايو، يتم تطبيق اللوائح الخاصة بإدارة النفايات المنزلية في بكين. وعلى غرار شانغهاي، توفر بكين آليات وظيفية للتصنيف الإلزامي للمخلفات، مدعومة بأحكام القانون.

بدأ تصنيف المخلفات في الصين في تسعينات القرن الماضي، حيث كانت بكين إحدى المدن الرائدة في تجربته. في ديسمبر 1996، نشرت اللجنة المجتمعية لتجمع داتشنغشيانغ السكني في حي شيتشنغ، رسالة إلى سكانها، تدعوهم فيها إلى تصنيف المخلفات. وأصبح داتشنغشيانغ أول تجمع سكني تجريبي رائد في بكين، لتصنيف المخلفات والنفايات المنزلية. حاليا، يقوم هذا التجمع السكني بدور نشط لتنفيذ اللوائح الخاصة بإدارة المخلفات والنفايات، بالعاصمة.

من جانبها، تسهم التقنيات الجديدة في جعل تصنيف المخلفات ذكيا. قالت وانغ شياو هونغ: "إدخال معدات الفرز وإعادة التدوير الذكية إلى التجمعات السكنية، يتماشى مع اتجاه تطوير "الإنترنت+"، لكن الوضع مختلف في كل منطقة وتجمع سكني. لذا، ينبغي لنا اتخاذ الإجراءات وفقا للظروف المحلية". في تجمع شينييجيايوان، بحيّ دونغتشنغ، في بكين، قال بعض السكان لمجلة ((الصين اليوم)) إنه "بعد إدخال معدات الفرز وإعادة التدوير الذكية إلى التجمع السكني، أصبح تصنيف المخلفات وفرزها أمرا سهلا. إضافة لذلك، يمكننا أيضا كسب بعض النقاط للحصول على هدايا تحفيزية مقابل جهود الفرز وإعادة التدوير."

قالت وانغ: "على خلفية الوقاية من الوباء والسيطرة عليه، يتعاون السكان بشكل أوثق في فرز المخلفات، بل ومساعدة بعضهم البعض، بدافع الاهتمام لكبح أن تصبح المخلفات مصدرا للعدوى." وبالإضافة إلى القيام بعمل جيد في توعية الناس، أكدت على ضرورة أن تتبع إعادة تدوير موارد النفايات، سلسلة من الخطوات اللازمة، من النقل إلى التخلص النهائي من النفايات المُصنّفة، مضيفة "أن الطريق لا يزال طويلا".

 

 

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4