ملف العدد < الرئيسية

موقف الصين تجاه النظام الدولي

: مشاركة
2020-04-29 14:52:00 الصين اليوم:Source وانغ لي:Author

في الحادي والثلاثين من أكتوبر 2019، صوتت الجلسة الكاملة الرابعة للجنة المركزية التاسعة عشرة للحزب الشيوعي الصيني ووافقت على "قرار اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني بشأن بعض القضايا الرئيسية المتعلقة بكيفية دعم وتحسين نظام الاشتراكية ذات الخصائص الصينية ودفع تحديث أنظمة إدارة الدولة وقدرة حوكمة الدولة"، (المشار إليه فيما يلي بالقرار).

قدم القرار إجابة واضحة على السؤال السياسي الرئيسي وهو: "ما الذي يجب أن تدعمه الصين وتوطده وتحسنه وتطوره؟" أما فيما يتعلق بالسياسة الخارجية للصين، فأوضح القرار أنه يجب علينا حماية السلام العالمي وتعزيز التنمية المشتركة. الصين السريعة النمو هي المتغير الرئيسي في العالم اليوم، ومن ناحية أخرى، فإن الصين السريعة التغير هي أهم قوة استقرار في النظام الدولي، والذي يشهد تطورا وتحولا كبيرين وتعديلا رئيسيا.

مدافعة قوية عن السلام والأمن والاستقرار العالمي

ينص القرار على أن "الصين سوف تتبع بثبات مسار التنمية السلمية وتلتزم بالتنمية الشاملة للتعاون الودي مع الدول الأخرى على أساس المبادئ الخمسة للتعايش السلمي ". "ولن تسعى الصين أبدا إلى الهيمنة أو الانخراط في التوسع وستظل دائما قوة قوية لحماية السلام العالمي ".

في مواجهة التأثير الكبير للتغيرات غير المسبوقة في العالم على النظام الدولي، ولا سيما التحديات التي تواجه السلام والاستقرار العالميين بسبب الأحادية والحمائية والهيمنة وسياسة القوة، تحافظ الصين، في العصر الجديد، بقوة على النظام الدولي الذي تعد الأمم المتحدة جوهره. وأصبحت الصين مدافعة قوية ومساهمة نشيطة ومصلحة بناءة للنظام الدولي الحالي بشكل عام، وتبذل جهودها في المجالات التالية:

أولا، تؤيد الصين بقوة السلام والتنمية كالموضوعين الرئيسيين لعصرنا، وترشد اتجاه التنمية الجوهرية للمجتمع الدولي. وفي مواجهة تصاعد الأحادية والحمائية في المجتمع الدولي في السنوات الأخيرة، تقف الصين بحزم مع غالبية دول العالم، وتتمسك بالموقف الأساسي لحماية المكانة الجوهرية للأمم المتحدة في النظام الدولي الحالي وشؤون الأمن والسلام العالمي، وتسعى الصين لتحقيق السلام والتنمية للعالم، وتعزز بنشاط الشراكات العالمية، وتدفع بقوة ديمقراطية العلاقات الدولية إلى الأمام، وتدعم الاتجاه نحو عالم متعدد الأقطاب، مما يظهر قوتها الإستراتيجية الثابتة والمتينة.

ثانيا، اتخذت الصين إجراءات ملموسة لتزويد العالم بمزيد من المنتجات العامة الدولية. أولا، أطلقت الصين في العصر الجديد سلسلة من الأفكار الرئيسية، مثل بناء نمط جديد من العلاقات الدولية ورابطة المصير المشترك للبشرية والبناء المشترك لـ"الحزام والطريق"، والنظرة الصائبة للعدالة والمصلحة، والرؤية الجديدة للأمن ومفاهيم الحوكمة العالمية والتنمية والحضارة. وقد أصبحت هذه المقترحات والمبادرات الصينية، التي تظهر الحكمة الصينية، مساهمات نظرية رئيسية للبشرية.

وكذلك فإن الصين، تنهض في العصر الجديد، بدور أكثر نشاطا في حماية سلام وتنمية العالم، وضخ طاقة إيجابية في المجتمع البشري بإجراءات ملموسة. وأصبحت الصين ثاني أكبر دولة مساهمة في ميزانية حفظ السلام للأمم المتحدة، وكذلك أكبر دولة مساهمة بقوات بين الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وانضمت الصين بنشاط إلى آلية الأمم المتحدة الاحتياطية لقدرات حفظ السلام، وهي أول من قام بتشكيل قوة شرطة حفظ سلام دائمة، وبنت قوة احتياطية لحفظ السلام مكونة من 8000 شخص. تلعب الصين دورا متزايد الأهمية وبناء في حل القضايا الساخنة الدولية والإقليمية الرئيسية مثل القضية النووية في شبه الجزيرة الكورية، وتحديات الشرق الأوسط وأزمة أوكرانيا.

ثالثا، تشارك الصين وتلعب دورا قياديا في إصلاح وتطوير نظام الحوكمة العالمي، لجعل النظام الدولي الحالي أكثر عدلا وإنصافا وعقلانية واستدامة. وكدولة مسؤولة، تدعو الصين إلى ضرورة استشارة شعوب كافة البلدان، وتلتزم بمبدأ "التشارك في التشاور والبناء والمنفعة"، وتدفع إصلاح نظام الحوكمة العالمي ليعكس التغيرات في المشهد الدولي بشكل أفضل، ويعكس السعي المشترك وتطلعات المجتمع الدولي بأسره بشكل أكثر شمولا وتسامحا وتوازنا.

تدعم الصين بنشاط إصلاحات الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وتحث المنظمات والآليات الدولية الرئيسية، مثل الأمم المتحدة ومنظمة التجارة العالمية وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، للتكيف بشكل أفضل مع المطالب الجديدة للحوكمة العالمية من خلال الإصلاحات، وخاصة ليعكس بشكل كامل المصالح الإنمائية وفضاء السياسات للبلدان الناشئة والنامية.

مشاركة نشيطة في العولمة الاقتصادية والانفتاح والتعاون

يشير القرار إلى أن "الصين ستعزز بناء نظام مفتوح متميز بالتعاون والفوز المشترك، وتلتزم بالإستراتيجية المفتوحة، التي تعود بالفائدة على الجميع، وتشجع البناء المشترك العالي الجودة لمبادرة "الحزام والطرق"، وتعمل لحماية وتحسين تعددية النظام التجاري، وتعزيز حل مشكلة التنمية العالمية غير المتكافئة والفجوة الرقمية وبناء اقتصاد عالمي مفتوح."

في السنوات الأخيرة، حافظ الاقتصاد العالمي على زخمه التصاعدي، ولكنه لا يزال يواجه العديد من المخاطر والتحديات، مثل عدم كفاية زخم النمو وزيادة التفاوت الاقتصادي. تتمسك الصين بمبدأ الانفتاح والتعاون والتنمية والمنفعة المتبادلة، وأصبحت أهم داعم للنظام التجاري المتعدد الأطراف والاقتصاد العالمي المفتوح.

حافظت الصين على نمو متوسط السرعة في العصر الجديد، فالاقتصاد الصيني السليم ليس فقط قوة الاستقرار الرئيسية والمحرك للنمو العالمي، وإنما أيضا يمكنه تقديم دعم أقوى للنظام التجاري المتعدد الأطراف، باعتبار منظمة التجارة العالمية جوهره، وتساعد في بناء اقتصاد عالمي أكثر انفتاحا. بصفتها أكبر دولة نامية وأهم اقتصاد ناشئ، فإن الصين تتفهم بعمق تطلعات الدول النامية لتحقيق التنمية الوطنية والنهضة الوطنية، وتقف مع الدول الناشئة والنامية الأخرى كشريكة وصديقة طبيعية لها، وكذلك فإن الصين ممثلة ومدافعة عن النظم التجارية والاقتصادية العالمية المتعددة الأطراف.

على خلفية عودة الأحادية والحمائية، أصبح دور الصين في دعم النظام التجاري المتعدد الأطراف وبناء اقتصاد عالمي مفتوح بارزا بشكل متزايد، وهو محور اهتمام المجتمع الدولي وثقته وقوته الدافعة. وقد قدمت الصين مساهمات كبيرة في حماية الحقوق والمصالح ومساحة التنمية المشروعة للبلدان الناشئة، لا سيما في المجالات التالية:

أولاً، قدمت الصين دروسا ناجحة للدول النامية الأخرى من خلال التنمية الخاصة بها، حيث تشترك الصين وأغلبية الدول النامية في تجارب مماثلة للتنمية والازدهار الوطنيين المستقلين. ومنذ بداية العصر الجديد، شرعت الصين في مسار تنموي يناسب ظروفها الوطنية من أجل تحقيق حلم الصين للنهضة العظيمة للأمة الصينية، وقد أدى ذلك إلى ضخ الثقة في البلدان النامية الأخرى لاستكشاف نماذج التنمية المناسبة لظروفها الخاصة، ووفرت تجربة مفيدة للرجوع إليها.

ثانيا، ترحب الصين بالدول النامية الأخرى لركوب القطار السريع لتنميتها. ففي العصر الجديد، قدمت منتجات عامة أكثر وأفضل للمجتمع الدولي، والبلدان النامية على وجه الخصوص، من خلال مبادرة "الحزام والطريق". بجهودها المستمرة لتحسين الانفتاح على العالم الخارجي، من خلال آليات مثل معرض الصين الدولي للاستيراد، ساعدت الصين الدول النامية الأخرى على دخول السوق الصينية وتقاسم فرص التنمية مع الصين.

ثالثا، ستواصل الصين تمثيل الدول النامية بقوة في الساحة الدولية، وفي إطار المنظمات العالمية مثل الأمم المتحدة ومجموعة العشرين ومفاوضات تغير المناخ العالمية ومنظمة التجارة العالمية والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي، وستواصل المساعدة في تعزيز الوحدة بين الدول النامية، بالإضافة إلى ذلك، ستدعم الصين بقوة تنفيذ أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة وتحمي حقوق ومصالح الدول النامية ومساحة التنمية من خلال التنسيق المستمر، وتعزيز مجموعة بريكس وآليات التعاون الأخرى للاقتصادات الناشئة.

الالتزام بالاتفاقيات والقواعد الدولية

ينص القرار على "وجوب المشاركة بنشاط في إصلاح وتطوير نظام الحوكمة العالمي، وتعزيز التعاون الدولي بشأن تغير المناخ على أساس مبادئ المسؤوليات المشتركة ولكن المتباينة، والإنصاف، والقدرة الذاتية لكل طرف، والحفاظ على الوضع الجوهري للأمم المتحدة في الحوكمة العالمية." و" الحفاظ على المركز الأساسي للأمم المتحدة في الحوكمة العالمية. "

في السابع والعشرين من سبتمبر عام 2019، أصدر مكتب الإعلام لمجلس الدولة لجمهورية الصين الشعبية كتابا أبيض بعنوان "الصين والعالم في العصر الجديد"، جاء فيه أن الاتفاقيات الدولية مثل "اتفاقية باريس بشأن تغير المناخ" و"اتفاقية الأمن النووي" و"معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية" والمعاهدات والاتفاقات الدولية الأخرى، تستند إلى توافق آراء جميع الأطراف ووفقا لمصالح جميع البلدان. ويتعين على جميع الأطراف الموقعة الوفاء بالتزاماتها بالكامل.

أبدت الصين، من خلال دعم الاتفاقيات الدولية، شعورا عاليا بالمسؤولية والإخلاص. ولم تقم بالترويج الفعال للاتفاقيات الدولية وتوقيعها بمبادرة منها ودعمها بحزم فحسب، وإنما تبادر أيضا، بالإضافة إلى الوفاء بالمسؤوليات المنصوص عليها في المعاهدات، إلى طرح مطالب لذاتها بالمعيار الأعلى، مما يدل على روح عطائها كدولة كبيرة مسؤولة.

إن التزام الصين بهذه الاتفاقيات الهامة قد حد بشكل فعال من السياسات المحلية والخارجية غير المسؤولة لبعض القوى الكبرى، وتجاوز واخترق تأثير الواقعية والبراغماتية الثقيلة للغاية في السياسة الدولية. وباعتبارها دولة ناشئة سريعة النمو، تبنت الصين موقف دعم الاتفاقيات الدولية الهامة التي تشكل وتدعم النظام الدولي الحالي، بدلا من إسقاطه أو بدء نظام جديد أو بناء نظام مواز للمواجهة الكاملة. ومع مرور العالم بتغيرات لم يرها على مدى قرن، قدمت الصين أقوى ضمان للحفاظ على سلام وتنمية العالم وبناء مجتمع المصير المشترك للبشرية.

باستعراض السياسة الخارجية للصين، كما جاء في الجلسة الكاملة الرابعة، نجد بوضوح أن الصين تضع دائما تنميتها الخاصة في النظام المنسق للتنمية البشرية. لقد حقق الشعب الصيني معجزة خلال السبعين عاما الماضية، وفي العصر الجديد، سوف تتفاعل الصين بشكل أكثر إيجابية مع بقية العالم لتحسين هذا الكوكب الجميل.

--

وانغ لي، أستاذ مساعد في كلية الإدارة الحكومية ومدير مركز أبحاث التعاون لدول بريكس في جامعة بكين للمعلمين.

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4